فرياد إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن حلف الناتو يقوم الآن بلعبة خفية مزدوجة.
فلولا النفط لكان القذافي في خبر كان منذ الشهر الاول من الثورة الليبية. ولولا ضرب النيتو لما تحطمت اسلحة القذافي . ولولا تحطم آلة القذافي العسكرية لما احتاجت الحكومة القادمة الى شراء اسلحة جديدة مقابل العملة الصعبة المغطاة بالذهب الاسود. ولولا إدامة وإطالة الحرب المتعمدة من قبل حلف الناتو لما تحطم البنيان كله. ولولا الاراضي الليبية والعراقية والأفغانية لما تمكنت الدول المتطورة اجراء تجارب على اسلحة لم تستخدم لحد اليوم والتي لا تعرف عقباها ونتائجها ولامضاعفات إستخدامها لحد الآن.
" الحكومة البريطانية مصممة على حماية الشعب الليبي ضد هجمات كتائب القذافي." قالها وزير خارجية بريطانيا (وليم هيك ) في بنغازي اليوم. لو تأملتم لتبين لكم ان كلامه يظهر ما تضمر دخيلته : " نحن نحمي الشعب الليبي ظاهرا لأننا باطنا خفيا نسمح لمرور صواريخ كراد والقنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دوليا من السوق السوداء الغربية وذلك من أجل ديمومة الحرب ما دام النفط يتدفق وتجار الحرب يشترون ويبيعون وذلك جيد لأقتصادنا." وبمعنى آخر نحافظ على التوازن : لا منتصر ولا منهزم. فلولا هجمات القذافي المستمرة لأنتفت الحاجة الى ضربات الناتو الجوية. ولولا الناتو لما تدفقت الأسلحة والمرتزقة الى القذافي. ولولا الناتو (NATO ) لما استطاع النظام الليبي الصمود كل هذا الوقت. فلولا إدامة بقاء القذافي لما تهدم وتحطم البنية التحتية للبلاد. أي (حدث الهدم لوجود القذافي. )
فلو ارادوا لاختصروا الحرب ولزودوا الثواربما يكفي للدفاع والهجوم لأسقاط مهرج باب العزيزية.
ففي الحقيقة فالناتو استعمار امريكي يتحكم في الدول النفطية من السماء. وصحيح لولا الحماية في البداية لسالت الدماء انهارا في بنغازي. ولكن هل كانت الثورة ستتوقف ؟ أم تزداد ضراوة . انها كانت لتزداد ضراوة حتما. أما ترى أن قاتل أطفال سوريا ، كلما قتل طفلا هنا واجه تحديا وتوثبا من عشرة أمثاله هناك. فلولا وجود الناتو لما صار الأمر الى حالة من الركود والتوكل والمراوحة. كانت كل ليبيا موحدة فانقسمت . وسوف نرى كيف ان النظام السوري سينهار قبل النظام الليبي فلا نفط ولا نية في هدم البلاد لأنتفاء إمكانية إعادة البناء.
وسيبقى حلف الناتو يضرب ويسمح للقذافي ان يضرب الى ان ترجع ليبيا ليبيا عمر مختار. صحراء وبيوت من طين. وساعتها تدخل الدول التي خربت ليبيا من اجل اعادة اعمار البلاد ، مع الشكر الجزيل؟ بالضبط كما حدث في العراق .
والفرق أنه في العراق كان البرنامج برنامج النفط مقابل الغذاء.
وفي ليبيا النفط مقابل البناء !
فرياد ابراهيم
#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟