مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 07:38
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
حكايات من شنكال (18)
(18) داود الداود .
كان رجلا يستأنس به الجبل دون سواه ، وما أن يفارقه لهدنة مع أعدائه أو لاستراحة قسرية حتى يئن لفراقه ، ويحن للقائه ... كيف لا وبينهما عهد مرسوم بدم أجداده وهاهو يجدد العهد في كل مرة يسيل فيها دم أحد أتباعه ظلما على الجبل الذي يهلهل مع صوت أول اطلاقة في الفجر .!
هو الشخصية الأيزيدية الأكثر جدلا في الصراع بين القديم والجديد ، وهو الأكثر شهرة بتمسكه بالقديم دون الالتفات للحديث . فخور بزيه التقليدي الأصيل . عاشق للون الأبيض ، ومهتم بأدق التفاصيل . متقشف وكأنه فقير هندي . نقي بل إن صفحته بيضاء ككانيا سبى .
مباشر وصريح ولم يكن يوما صّفاف كلام وما في قلبه ينطقه لسانه حتى لو كان علقما له ولغيره عليه وعلى غيره ولم ينطق باطلا يوما . شديد الغيرة على معتقده . قاسي مع ابنه قبل ابن غيره فاستحق بذلك الاحترام والتقدير من الصغير قبل الكبير .
صاحب قضية وعى عمقها وثقلها وارثها وقيمتها وأهميتها للمستقبل .مستقبل أهله في عموم جبل شنكال ... وفهم تاريخها الممتد بين حريق بابل وحريق شنكال المتكرر عبر اثنان وسبعون فرمانا .!
هو الوحيد الذي يتمنى المرء أن يكون مثله في تدينه وشجاعته وهيبته .!!!
وهو الوحيد الذي يتذكر المرء مواقفه والعديد من الكبار اتخذوا من مواقفه المتميزة مشعلا ينير دروبهم وعندما يمرون بحالة صعبة أو موقف استثنائي يقولون مع أنفسهم ياترى ماذا كان سيفعل مام داود لو كان مكاني ... .؟!وهكذا كلماته ستبقى خالدة في صدورنا نستفيد منها ما حيينا .!
كان عملاقا ... وكانت فرائص أعدائه ترتعد عند سماع اسمه أو أخباره وكانوا دائما أقزاما في حضرته ... حتى وهو سجين ... حتى وهو في قبضتهم .!
لم يكن يوما مغامرا . بل كان باحثا عن الحقيقة والخلود ومناضلا من أجل الحق والعدالة والحرية .
لم يقسم في حياته مرة دون أن يفي بقسمه .
نذر رأسه لشرف الدين وعقد جدائله ميثاقا لنذره .!
داود الداود ... مام داود ... كان جبلا على الجبل .!
مراد سليمان علو [email protected]
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟