أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فرات إسبر - حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق















المزيد.....

حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 1011 - 2004 / 11 / 8 - 08:27
المحور: حقوق الانسان
    


ما دفعني لكتابة هذه المادة اعتبارات عامة وخاصة في نفس الوقت ، مع أني أرجح الجانب الخاص لأنه في النتيجة يصب في القالب العام وهو أساس لما أدور حوله.
كنت ولا زلت أحترم القوانين ، أحترمها كنظرية مطلقه وصافيه لم تدخل حيز التطبيق وطبعا لن تدخل حيز التطبيق وخاصة إذا كانت تتعلق بحقوق الإنسان .
ومن خلال دراستي شغفت بمادة كانت تدرس في السنة الرابعة في كلية الحقوق "قانون الجنسية" وكان وراء ذلك دوافع نجمت من زواجي من رجل لا ينتمي إلى جنسيتي وهذا الزواج اعتز به لأسباب هي ابعد من العلاقة الزوجية ، لقد فتح عقلي ونفسي على عوالم كنت أجهلها ولا أعيها وأن كنت أسمع بها لم أكن أشعر بمدى خطورتها .
بدأت معاناتي الأولى عندما أنجبت طفلي الأول كان الفرح به تجاوز الأعراف والتقاليد والقوانين والنظريات ، أليس بالحب يحيا الإنسان ، أليس بالحب تحيا الأوطان "ربما كانت هذه شعارات يرددها المحبون كما الشعارات السياسة التي لم ولن تتمخض عن شئ .
في حالات الولادة لا بد من إثبات واقعة الولادة بشهادات تسجل في قيد النفوس وترتب عليها معاملات أوراق ثبوتيه نحتاجها في الحياة العملية كدخول الطفل إلى المدرسة وما شابه .
وحسب نص القانون يتمتع بالجنسية العربية كل من يولد لأب عربي سوري وطبعا هذه النص لا ينطبق بما أنا عليه بحاله أولادي وكان علي أن أثبت وجود هم
بقصاصة ورق يتكرم بها حزب البعث العراقي المعارض لصدام وكبر الأولاد ودخلوا المرحلة الإعدادية وما زالت هذه القصاصة دليل إثبات لهم في الحياة الدراسية ولي في الحياة بانتمائهم لي ولأبيهم .
وكبر الأولاد وكبر ت الأسئلة التي لا جواب لها في عالم عربي غارق إلى أذنيه بالقوانين العجفاء.
وكانت رحلة البحث عن منقذ وخلاص لأثبات الوجود في عالم ليس عالمنا وفي أرض ليست أرضنا .
لن أطيل في الشرح والمقدمات فالجميع يعرف ما آلت إليه القوانين العربية من حيث علاقتها بالمرأة التي ليس لها أي اعتبار ،مع انه في العصور الأولى كانت الأسر تنتمي إلى إلام كونها المصدر والأساس .
لم أكن أفكر أبدا في كتابة هذه المادة وكنت وما زلت اشعر بالفخر والاعتزاز بانتمائي إلى بلادي وجنسيتي ولن ولم أتنازل عنها في أي يوم من الأيام فهي في دمي كما أولادي الذين لا يترددون لحظة في حين تسألهم من أين أنتم يقولون" نحن سوريون"
وهكذا قطعنا البحار إلى جزيرة هي أقرب إلى الله من أي شئ كما يقولون .
الشعوب تختلف، وباختلاف الشعوب تختلف القوانين والشرائع، ولكن النظرية هي النظرية منذ نشوءها إلى أن تدخل حيز التطبيق وهنا مربط الفرس .
من المستحيل ومن باب الصدق والأمانة أن يقاس حق الإنسان في جزيرة نائية تفصلها المحيطات عن كل شئ إلا عن حضارة العقول التي تحترم البشر من أي عرق أو جنس أو لون ، وبعد انقضاء ثلاث سنوات في نيوزلندة منحنا الجنسية كأي فرد من أفرادها نتمتع بنفس الحقوق والواجبات وحقيقة أنا اعتز بها واعلم أولادي كل يوم على احترام هذه البلاد ومحبتها .
أحيانا التداعيات تفتح لك أ بواب الماضي والأحداث التي تمر .
في صباح أحد الأيام فتحت صندوق البريد وإذا بي استلم رسالة من وزارة الداخلية تهنئنا على كوننا أصبحنا نيوزلنديون وتدعونا إلى أقامه حفل في هذه المناسبة الرائعة على حد تعبيرهم، وفجأة قفز إلى ذهني صورة الضابط في إدارة الهجرة والجوازات عندما أعطيته جوازي لختمه، ما زلت اذكر وجهه إلى الآن حيث رمى الجواز بوجهي على بعد اكثر من متر منه وقال لي بصوت لا يمكن أن أجد تعبيرا لوصفه " ما شفتي غير عراقي "تتجوز يه"وبالحقيقة لم أرد عليه لأني كنت أرتجف من الخوف منه، لانه كان من المكن أن يفعل أي شئ يعيق سفرنا، هذا وجه وذاك وجه ؟؟ ‍‍‍؟
في الموعد المحدد لاستلامنا أوراق الجنسية استقبلونا في كنيسة كبيره ملئيه بالصور والمنحوتات الرائعة وجال في خاطري صور الجوامع العريقة من الأموي إلى الجامع الكبير إلى مقام السيدة وإلى كل البلاد العربية التي أحلم أن ادخلها و تمنحني الحق في الحياة الحرة الكريمة.
أكثر من ثلاثمائة شخص قدموا من مختلف دول العالم من بريطانية وهولندا ولكن هولا ء ليسوا كالذين قدموا من الهند أو السودان أو موزمبيق أو جنوب أفريقيا أو العراق وغيرها وغيرها من الدول .
استقبلونا بالأناشيد الماورية "والماوريون "وهم السكان الأصليين لهذه الجزيرة قبل دخول الإنكليز إليها ،وهم شعب اختلفت المصادر في تحديد أصولهم بعض منها يقول أصولهم من أفريقيا والبعض يقول أنهم من الفراعنة المصريين والبعض الآخر يقول انهم من البصرة في العراق ،حيث يقدم هولاء عروضهم بتقاليدهم ولغتهم في جميع المناسبات الرسمية التي تتبناها الحكومة حتى في استقبال الرووساء .
تحدث محافظ المدينة وأعضاء من مجلس البرلمان ومجلس المدينة يمثلون رئيسة الوزراء ويتحدثون عن احترام الأديان والعادات والتقاليد وأكدوا على أهمية التلاقح الثقافي بالنسبة للأجيال القادمة وعن المحبة والتسامح وممارسة الحريات الدينية والتمسك بها كل حسب ما يتبع في دينه وظهر هذا الكلام قولا وفعلا عندما وقفنا لأداء القسم وكان الإنجيل المقدس بيد الجميع ولكن ولاعتبارات كثيرة ولتربية لا أستطيع الخروج عنها وكي لا ازرع في أولادي ضياعا لا مخرج له بدءا من كونه يسألون هل نحن عراقيون أم سوريون أم أكراداً ليأتي السؤال الآخر ما هو ديننا ؟.
تقدمت من السيدة المسئولة من قبل رئاسة الوزراء وقلت لها نحن مسلمون ونتبع ديننا في أداء القسم فأجابتني بكل احترام ومحبه لنا ما نريد
وفي غمرة الفرح الذي لم أخفيه قبلت أولادي وهنأتهم كان عليّ بصدق أن أزرع فيهم كل بذور المحبة والثقة لبلد فتح ذراعيه لاحتضانهم ولكن عقلي لم يكن معي لقد ذهب بي شططا وكيف تراءت لي الدول العربية جمعاء هل من المعقول أن أحصل في ثلاث سنوات وفي جزيرة نائية ما لم اقدر على حصوله في ظل قوانين عربية تمتد من المحيط إلى الخليج ومن المفارقات الغريبة جدا أن الحيوانات التي تربى في البيوت هنا تنتمي لأصحابها وتسجل على قيودهم ويمنحوها أسماء عائلاتهم وعجبي على عالم عربي من محيطه إلى خليجه لا يأخذ بأي اعتبار للإنسان وإنسانيته .
وينتهي الحفل بالنشيد الوطني النيوزلندي
يردد : يا الله احمي بلادنا الحرة
الله احمي نيوزلندة
وبدمعات حزينة من عيني فاروق الذي كان يحلم بعراق جميل يسوده السلام والمحبة صرخ لا أبيعك يا عراق بثمن، مسكته من يده وأنا أقول له كم كنت أتمنى أن أردد مع أولادي بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد……
وبقلب أم محب حضنت أولادي وقلت لهم أوصيكم أن تحبوا هذا البلد وتحافظوا عليها
ويأتيني صوت أبنتي رهام تقول لي "ما ما" "ما ما" أصبح لدينا جوازات سفر متى نستطيع السفر إلى سورية .



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شئ يفرح الحجر
- فصول الجنون
- من دخل قلبي فهو آمن
- خدعة الغامض
- الشاعر العراقي باسم فرات في مجموعته الشعريه الصادرة باللغة ا ...
- للنار ملابسها
- حميد العقابي في -أصغي إلى رمادي-وهج السرد في خراب الروح
- مغارات .. الضوء
- فضاء واسع للتأويل:
- هكذا كان اللحن
- المطر
- رجل ..وامرأة
- شرقيات إليك ..
- مبهورة بك أيها الصمت
- سؤال
- أليس لهذا الليل جسد أمسك به
- نص شعري
- رائحته مازالت عالقة في الهواء
- إلىأين ستأخذني
- وجوه في المدن الغريبة


المزيد.....




- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فرات إسبر - حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق