أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - روني علي - فوق أراجيح الوطن














المزيد.....

فوق أراجيح الوطن


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 1011 - 2004 / 11 / 8 - 05:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثمة تعقيدات بحجم البثور والنتوءات المنتشرة على سطح أجسادنا، تلف عالمنا الصغير، وثمة أيقونات نضعها على القبيح في وجداننا، كمكياجات لتزيين النشاز مما هو في ضمائرنا، لنتبرج من خلالها، ونخرج إلى الآخر في حلة، علها تسعفنا وتسعف الخصال التي وأدت أو وأدناها في أنفسنا، والخيال الذي اقفر تحت سطوة هلوساتنا، لننفخ بها في الرماد من جديد، علها تجلب لنا شيئاً من نشوة الذات المنكسرة، وانتصار المهزوم على الهزيمة، والمعربد على الدن، والمنافق على النفاق .. إلخ، دون أن ندرك بأن العملية برمتها، ليست سوى إحياء لقيم وهي في أغلبه رميم ..!؟.
ثمة تساؤلات تقفز إلى المتبقي من ذاكرتنا المهشمة المهمشة، ونحن نتسلق أراجيح الخيال والخصال، المنكسرة الركائز، لنستنشق من خلالها ولو لمرة واحدة، حفنة هواء لم يجاريه الفساد بعد، أو يغازله الدجل والتملق والمواربة والنفاق .. حفنة هواء لم يطاله بعد الموقف والقرار، ولم تلفظه الأقبية المظلمة، أو اجتماعات قادتنا، خاصةً تلك المتعلقة منها بإنجاز الإطار الشامل، أو الاتحاد السياسي، أو توحيد الصفوف، سواء منها ما كانت على يمين ماركس، أو يسار ستالين ..؟!. ترى ماذا نبتغي ونحن نلتقط الفتات من أيادٍ شوهت ذكرياتنا وذاكرتنا، وعجنت اللقمة بسموم وسموم، نتناول الموقف والقرار – من حيث ندري أو لا ندري – من مصادر دجنت ( كبرياءنا )، وخنثت ( فحولتنا )، لنصنع بها من خيالنا المجدوب أراجيح في الهواء، سواء أكانت أراجيح النضال، أم أراجيح اللهو على أوتار قيثارة الوطن والمواطن والمواطنوية ..؟!. ما الذي نهدف إليه ونحن نصنع السيوف والمتاريس لنواجه بهما خصوم وأعداء هي من صنع ذواتنا..؟! سواء في الوطن، أو في الرقعة التي تلف أجسادنا من الأخمص إلى الأخمص، ومن الشريان إلى الوريد، أو في أطر أحزابنا، أو حتى في فراش نومنا، وسرير أحلامنا ..؟!.
اعتقد أن الوهم ينتهي دائماً بصاحبه، وإن طال الأمد قليلاً، والمكر يدفعه لأن يتبوأ موقعاً على صخور من الملح، قد يترنح قليلاً في انتشائه، لكنه ساقط لا محالة .. فالمعضلة لا تكمن في مقولتنا السائدة »حلال عالشاطر« بل في استمرارية الشطارة، وعدم انشطارها، حتى لا ينشطر بها الذات بأوهامها وخيالها .. ترى أين نحن من كل هذا ..؟! .
في قراءتنا لدفاتر ذكرياتنا اليومية، ننتصب خاشعين أحياناً للظاهر والباطن فينا، وأحياناً نمرغ وجوهنا في الوسائد، خشية أن يرانا أحد على عرينا الأخلاقي، وخوانا الشمولي، خاصةً إذا كنا نقرأ الصفحات المتعلقة بالمهام، وسيرة البعض، من الذين رافقناهم ورافقونا على أنهم ربان سفننا..؟! . حينها يخال لنا بأننا فاقدي رسالتنا، وفاشلين في مهامنا، مقارنة مع حجم القفزات التي تواجه ما بنيناه، وتصارع ما نبنيه، خاصةً ونحن – حسب الكثيرين – دعاة التغير، والبعض منا جنود مجهولين، مع إدراكنا التام بأن لكل مرحلة سماتها، ولكل زمن أبطاله.. لكن أن يكون البطل لكل الأزمنة، فهذا الذي لا يفهم .
في لحظات خاطفة، بين الشرود واليقظة، تنتابنا – رغماً عنا - قشعريرة التوجس والخوف والحذر من الذي يجري من حولنا، من إذلال الإنسان لذله، وعرضه لقلبه وعقله وقراره وإرادته في بازار الوطنية مقابل أثمان بخسه، وهو لم يزل يدفع بكل ما أوتي من قوة، في ساحة الصراع، محارباً الخصم الواهم، ملوحاً سيف الاتهامات يميناً وشمالاً، متهماً من يحاول سحب بساط الامتيازات من تحت قدميه، بالارتزاق والارتباط والارتماء في أحضان الخندق الآخر .. لأن الكل في بحثه عن المجد والشهرة، حتى وإن كان سراباً، يشرعن الوسيلة، والكل في مبتغاه، بغض النظر عن الشكل واللون، يحلل السلوك، ولا ضير إن تمنطق وفق هندام الآخرين، مرتزقاً كان أو مبتذلاً، وسلك مسالك أولي الأمر والنعم، ليجيد التعامل مع الوطن، والتعاطي مع المواطن، وهو يتسلق أراجيح الوطنية .. حتى لو تطلب ذلك نعت الأمهات بفشلهن في تربية الجيل، وتحويل الأطر إلى حلبات للصراع والتصارع، والجمال إلى برك آسنة تعج بالمتناقضات .. فهذا ما تبرره ثقافة الاقصاء وذهنية اللامنتمي، إذا ما استندا إلى السوط والكبل المجدول، سواء أكان ذلك في السر أو علانية، أو احتمى بالإطار القبلي/السياسي/التنظيمي ..؟!.
في سالف الأيام، كنا نتباهى بتقاسمنا لكسرة خبزنا الفكري، وتشاركنا في صنع القرار، وتقاربنا في الموقف والرأي، لكن ما إن أطل علينا التناحر والتصارع على المقعد وما لف لفه برأسه، وبفعل فاعل، حتى كان الخبز والتشارك والتقارب طعماً للأبواق، ومصيدة لذوي النزعات الوصولية، جارفاً تحت قدميه القيم والجمال والخصال، لتبقى أرجوحة الوطن متسعاً وحكراً – أحادية الجانب – للمنتصر، دون أن ينجو من شرور الضغائن، حتى أولئك الذين لا هم لهم في المعركة سوى النجاة، وفي الهدف سوى لملمة الجراح، ومداراة الهزيمة.. فليس العجب في التناحر والتصارع، إنما في وأد من لا يصفق لأقطابها، محاولاً بكل ما يستطيع، من دفع تبعات الهزيمة ومرتكزاتها، لا لمصلحة يبتغيه لذاته، وإنما لصالح المجموع ..؟!.



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللارتزاق مسمياتها
- نحو عقد اجتماعي وتعايش مشترك
- الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي - ( بين التهجم والتبني ) - ( 2 )
- الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي ( بين التهجم والتبني )
- وقفة .. بين الأمس واليوم بين الفعل والقرار
- نقطة نظام 3 .. ما لنا وما علينا على ضوء أحداث آذار
- القضية الكردية في سوريا .. مستجدات وآفاق
- قراءة في حديث رسمي
- ماذا يدور في مطبــخ المعارضة السورية ..؟.
- نقطة نظام هي عبرة لمن يعتبر
- ضربة جــزاء ..
- عكازة ( المثقف العربي ) .. كردياً
- مشهد من أمام محكمة أمن الدولية العليا …
- حين يجتهد القائد ، يتوصل .. ولكن .؟!.
- هولير .. الحدث .. والمطلوب
- كرمى لعينيك هولير ... فنحن على طريق الوحدة والاتحاد
- الرهانات الخاسرة ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - روني علي - فوق أراجيح الوطن