سمير إبراهيم خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 08:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ٱنتصرت ثورة ٱلشعب فى تونس وفى مصر وسقط حكم طاغوت ٱلفحشآء وٱلمنكر وٱلبغىّ فيهما. وأكثر ٱلشعبين فى ٱلبلدين من ٱلمسلمين.
ويطلب ٱلشعبان ٱلحرية وحكم ٱلديموقراطية من دون أن ينفكَّوا عن مفاهيم أحزابهم ٱلتى تتبع ٱلشريعة ٱلإسلامية وٱلمفاهيم ٱلمنبعثة منها كمفهوم ٱلقومية ٱلعربية ومفهوم ٱلقضية ٱلفلسطينية.
وتنظر أحزاب ٱلمسلمين فى ٱلبلدين إلى ٱلمثل ٱلتركى وإلى ٱلمثل ٱلباكستانىّ وٱلماليزىّ ليكون لهم أحدهآ أسوة لا حُسنَ فيها كحكم ديموقراطى إسلامىّ.
أما ما لا تنظر فيه تلك ٱلأحزاب فهو ٱلمثل ٱلرّسولى فى "يثرب". بل جميعها لا تذكره وليس لها فيه أسوة حسنة ولا حاجة.
كمآ أنها لا تهتم بما جآء فى كتاب ٱللّه من موعظة للمؤمنين:
"لَّقَد كَانَ لَكُم فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسوَة حَسَنَة لِّمَن كَانَ يَرجُواْ ٱللَّهَ وَٱليَومَ ٱلأخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا" 21 ٱلأَحزاب.
وٱلأسوة ٱلحسنة فى رسول ٱللّه هى لما كتبه "ٱلحاكم" ٱلنّبىّ "محمّد" فى "ٱلصحيفة" بين ٱلمؤمنين وٱلمسلمين من "قريش" و"يثرب" كشرع معروف سنّه بما علّمه ربّه لقيام حكومة صالحين فى "يثرب". وقد كتب رسول ٱللَّهِ سنته فى "ٱلصحيفة" وبها قامت حكومة مؤمنين "مَدينة" لِّلشرع ٱلمسنون ووفَّت به فيمآ أمرت وعملت.
أما ٱلمسلمون وأحزابهم فلا يعلمون بلسانهم ٱللاغى دليل ومفهوم كلمة "حسنة". فٱلكلمة تصف وتعرّف كلمة "أسوة" وتبيّن لمَن يكون له فى ٱلرسول "أسوة حسنة" حاجته إلى كلِّ علم فى ٱلحقِّ جديد مبيَّن ومعرّفٍ. وحاجته إلى شأنٍ جديد وشرع معروف جديد متقن فى تعريفه بما ٱكتسبه من علم فيما نظر فيه من ٱلحقِّ وعلم به وعرفه. فلا يُوثن على شأنٍ هَلَكَ. ولا يرى فى ٱلقول "لَّقَد كَانَ لَكُم فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسوَة حَسَنَة" ٱتباعا أعمى لما كتبه وعمله ٱلرّسول. فيكتب شرعا معروفا جديدا بين ٱلمؤمنين وٱلمسلمين بما بين يديه من علم يعرّف به شأنا جديدا تقوم به حكومة مؤمنين ذات شأنٍ جديد.
فٱلنظر إلى ٱلمثل ٱلتركىّ وإلى غيره من حكومات ٱلمسلمين مع ٱلكفر على ٱلمثل ٱلرّسولىّ يبيّن نفور ٱلمسلمين من ٱلمثل ٱلرّسولىّ ويبيّن أنّهم أعدآء للَّه ولرسوله. كما يبيّن أنّ رسول ٱللَّه لن يكون أسوة حسنة لهم ولن يكون لهم حكم صالح بٱلمثل ٱلتركى وغيره من حكومات ٱلمسلمين.
#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟