أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - شرب القهوة وارتداء (البرنيطة )حرام!














المزيد.....

شرب القهوة وارتداء (البرنيطة )حرام!


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 00:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تراجعت فعالياتنا إلى إنجازات تمت فى أزمان سابقة، إلى بناء الأهرامات وانتصارات حطين وعين جالوت. وتوقفنا عند هذا الحد اكتفاء ورضى باجترار أمجاد الماضى، والتفاخر بمنجزات الأجداد والآباء الأولين، والتغنى بها فى الإذاعة والتليفزيون، بينما ينطلق الآخرون من حولنا بسرعة الصاروخ إلى آفاق جديدة سبق تحديدها بدقة ومهارة ضمن استراتيجيات متكاملة ورؤى استشرافية يقرأون خلالها المستقبل ويخططون له ليصنعوه، عمداً، عن معرفة ودراية والفرق بيّن بين الاعتزاز بماضى أمتنا ومنجزات السلف، وبين الافتتان بهذا الماضى وتقديسه، فنحن لا نرى سوى اجتهادات السابقين، مع عظمتها، ونسقط حقنا فى إعادة النظر فى هذه الاجتهادات فى ضوء المستجدات، وندع هؤلاء السلف يصادرون حقوق الخلف فى سن قوانينهم، وصياغة أفكارهم وفقاً لظروفهم التى تختلف حتماً عن ظروف أجدادهم، وهذا الموقف لهو عين الحجر على الفكر وتكبيل العقل، وكأننا نردد مع شاعر أهل التقليد الأعمى وأتباع السلف :
وكل خير فى أتباع من سلف وكل شر فى ابتداع من خلف ,وكانت سياسة دنلوب التعليمية تهدف إلى تخريج جيل من أنصاف المتعلمين ممن لا يقدرون على القيام بأى عمل فيه تجديد أو ابتكار، ولا بأى نقد منهجى للوضع الراهن ماداموا لا يملكون نظرة تفسيرية نقدية عامة للوجود، ويرون فى الاختلاف والتباين الفكرى لوناً من ألوان الزندقة، ومن الصراع الفكرى جريمة لا تغتفر، ومن دعوة التجديد والتطور بدعة خطرة يجب القضاء عليها بأى ثمن .
وفى عصر العز العلمى للمسلمين كانت المناقشات والمحاورات آلية مقبولة تماماً لاستخلاص الحقائق دونما حظر أو تقييد، فكانت تُعقد المناظرات فى المساجد وقصور الخلفاء والوزراء والأثرياء، ويحضرها فقهاء المسلمين وغيرهم من أهل الملل والنحل الأخرى حتى الصابئة منهم، ويتناقشون ويقلّبون الأمور على أوجهها دون تقييد أو تضييق، وكان الناس يختلفون إلى المساجد ليشهدوا مناظرات الفقهاء وكيف يكون دحض الحجة بالحجة وكيف يُتقبل الرأى الآخر إن كان فيه الصواب، هكذا دون حساسيات، لذا كان ذلك هو المناخ الذى يذكى حركة العلم ويشحذ همم العلماء.
وما وهب الله الإنسان العقل إلا ليستعمله، فهل يتوجب علينا محاذرة ذلك خشية الوقوع فى الخطأ ؟ وإذا تجنب الناس إمضاء آرائهم خشية أن تكون مغايرة للصواب، لآلت أمورهم إلى البوار والكساد. وإذا كان من الخطر تحريم الدفاع عن رأى ما لأننا توارثنا الحكم عليه بالفساد والخطأ، فالأخطر من ذلك هو تنزيه رأى ما عن الخطأ بسبب ذيوع الاعتقاد بصوابه.
يقول جون ستيورات مل:"لو اجتمع الناس على رأى واحد وخالفه فرد فذ، لما كان لهم من الحق فى إخراسه أكثر مما له من الحق في إخراسهم لو استطاع إلى ذلك سبيلا، إذ لا يقدح فى أهمية الرأى قلة المنتصرين له ...، فكأنهم يدعون أن يقينهم هو اليقين المطلق، ولا نزاع فى أن كل إخراس للمناقشة معناه ادعاء العصمة، وذلك أعظم دليل على خطأ القائلين بتقييد حرية الفكر والمناقشة " وكان ينظر إلى أى جديد على أنه بدعه وابتداع يتعين معه استصدار فتوى من رجال الدين بشأنها، حدث هذا عندما عرف العثمانيون شرب القهوة فى أوائل القرن السادس عشر،وحرمها السلاطين بين"1511-1546"،ولكن سرعان ما انتشرت فى حلقات الصوفية. كذلك جرى الأمر بالنسبة للدخان "التدخين"، ولكنه انتشر بعد ذلك فى النارجيلة والغليون .
ولقد قامت الدنيا ولم تقعد عندما أفتى الشيخ محمد عبده بجواز لبس القبعة " البرنيطة الإفرنجية" وعدم تكفير من يرتديها " إذا لم يقصد الخروج من الإسلام أو الدخول فى دين غيره، فإن هذا لا يعد كفراً، وإذا كان لبس البرنيطة لحاجة حجب الشمس أو دفع مضرة أو مكروه أو تيسير مصلحة لم يكن كذلك ". كما حاول الشيخ محمد عبده إقناع المسؤولين عن الأزهر بتدريس مقدمة ابن خلدون لطلبة الأزهر لما فيها – على حد قوله من آراء اجتماعية سديدة وما تكشف عنه من الأسباب المؤدية إلى وقاية الأمم من أسباب البوار. إلا أن مشايخ الأزهر رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً وكان سبب الرفض أن (العادة لم تجر بذلك)!



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن في دولة الظلم مركوب ومحلوب
- لعبة تسييس الدين وتديين السياسة
- حظر المظاهرات إلا للاحتفال بختان ابن الرئيس
- العباقرة والإبداع والبطش
- ليس هذا هو الدين وإن قصوا الشوارب وأعفوا اللحى- أو من أبطأ ب ...
- في الدول الاستبدادية تفقد مؤسسات الدولة شرفها
- لقد بصق الكاهن على الدين بدلا من أن يقبله
- لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:
- خانقاواتنا وجامعات أوروبا :
- هذا هو محمد وهذا هو المسيح
- العقل المسالم والتعليم السلمي
- القطة تعض والنار تحرق- أو الاسترهاب بالمقدس
- نقائص العقل العربي
- فشل نظامنا التعليمي هو الحارس الأمين لخيبتنا
- لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار
- إن بطشي أشد من بطش الله –هل ترضى أن يحكمك مَن هذا عقله؟
- اضحك مع الصوفية , فشرُّ البلية ما يُضحك :
- لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق ...
- في الدولة الدينية يكون الناس هم الحمير التي يمتطيها ولى النع ...
- الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل ن ...


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - شرب القهوة وارتداء (البرنيطة )حرام!