أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - هناء أدور في بلاد العجائب..!














المزيد.....

هناء أدور في بلاد العجائب..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زالت أبواب الحرية مغلقة في بلاد الأعاجيب، في عراق ما بعد عام 2003 حين زاد الحكام الطائفيون الجدد إغلاقها ، واضعين أختاما حمراء جديدة عليها، خصوصا في زمان المولود الحكومي الجديد الذي وُلد ناقصا، مشوها، برئاسة وسيطرة المحظوظ مع نفسه دولت السيد نوري المالكي، مانعا بقبضته الحديد فتح أقفالها العتيقة لكشف ما يحدثه عقله وعقل أصحابه من المستشارين من حكاياتٍ غريبةٍ عجيبةٍ في بلاد الرافدين، التي غدت بلادا من بلاد الجن وصارت حكاياتها حكايات الجن والجنون.
يوم أمس شاهدتُ من مصادر الشاشات التلفزيونية العالمية امرأة عراقية تمتد عروقها النضالية إلى سجل كريم في تاريخ النضال في العصر العراقي الحديث. وقفت المرأة أمام رئيس الوزراء في مؤتمر قيل انه يختص بحقوق الإنسان في العراق.
وقفت هناء أدور أمام نوري المالكي بقصد لا تريد منه أن تهز حكمه أو حكومته ولا تريد أن تغزو مملكته الدموية الحمراء الطافية على مستنقع القهر والفساد في المنطقة الخضراء ، لكنها أرادت أن تهز ضميره وضمائر أصحابه وضمائر العراقيين كلهم، مرددة في قاعة المؤتمر صدى ما يدور في الشوارع العراقية وفي منتديات منظمات المجتمع المدني بأن بنيان المجتمع العراقي مهدم وأن ابسط حقوق الإنسان العراقي مهدورة وأن المواطن العراقي الوادع المسالم يواجه بصدره ، كل يوم ، مبارزات دموية من قوى الإرهاب والميلشيات ومن قوى أجهزة الأمن والجيش والبوليس السري ضد المتظاهرين في ساحة التحرير على يد أسطول من المسلحين الحكوميين، المتسترين بملابس مدنية، يطوقون مداخل الساحة ومخارجها ، يستخدمون سيارات الإسعاف الطبي لاعتقال الشباب المتظاهر وتكسير عظام أربعة شبان داخلها وزجهم في معتقل سري ممنوع على أهاليهم ومحاميهم من الالتقاء بهم والاطمئنان على حياتهم وصحتهم .
كانت دماء الوطنية الحارة في أعماق هناء أدور غنية الدفق فراحت تناشد رئيس الوزراء بإطلاق سراحهم. ليس في العالم كله ابسط من تقديم هكذا طلب كان المفروض بنوري المالكي المدعي دائما بالوطنية والعدل أن يواجه الصوت المشروع، الطلب المشروع ، بابتسامة وبتؤدة واحترام وبوعد نبيل لإطلاق سراحهم وفق القانون العراقي كي يتعلم العالم أن في العراق حاكما يرعى رعيته ويرفض كل تجاوز على حقوق الإنسان.

لكن نوري المالكي أبصر، بصمت وتجهم، صوت الشجاعة هناء أدور، رافضا بحركة من يده استلام بوستر فني صغير يحمل صور المعتقلين الأربعة(مؤيد فيصل، علي الجاف، احمد علاء، جهاد جليل) .
لم يتحرك جفن المالكي أمام صوت من أصوات الحق أطلقته هناء أدور.
لم يعتبر المالكي هذا الصوت صوت أخت ولا صوت رعية من رعاياه ولا صوت من أصوات حقوق الإنسان تطلقه مناضلة، متأججة حماسة وعدلا ، بأسلوب مدني داخل قاعة اجتماع مدني ينبغي أن يسمعه بكل شجاعة وان يتنازل، ولو لحظة واحدة، عن غروره الرئاسي.
لكنه ظل مطيعا لممارسات قمع و منع هناء أدور من الكلام من قبل جلاوزته معبرا عن موافقته ورضاه وعن عقم إدراكه لإنسانية الموقف وعدالته ، بموالاته لما فعلته حاشيته بإجراء طرد المناضلة هناء أدور من قاعة ليست من أملاكه.
ليس لدي ما أقوله اليوم عما رأيت وعما سمعت ما جرى في مكان تربع في مقدمته دولت رئيس الوزراء، متجاهلا ما حمله صوت هناء أدور من تيار قوي جارف يسود بين العراقيين كلهم، صوت يسبح، أيضا، في شواطئ منظمات حقوق الإنسان في العالم المتحضر اجمع .
إن الاتجار الحكومي بموضوعات حقوق الإنسان والعدالة ظاهريا ومعاداتها باطنيا لن تمر على احد طالما يوجد في العراق المقهور صوت ملؤه الشجاعة والجراءة اسمه صوت هناء أدور المتعانق مع دموع أمهات المقهورين في العراق.
هناء أدور صوت الحرية والأحرار سيظل هادرا في بلادنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 6 – 6 – 2011



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلطجية اشتكوا من ساحة التحرير..!
- عادل عبد المهدي يتسلق أسوار الاحتجاج
- المثقف والتغيير و الديمقراطية الالكترونية
- لا تستغربوا من انتشار الخمور في كربلاء ..!
- احترامي للمحافظ..!
- تحررت بلادنا من مجتمع القرود يا تشارلس دارون..!
- بعد هروب الشقراء غالينا معمر القذافي يأكل الفسيخ..!
- أمراض تتفشى بالمزاد العلني
- يا حسرتاه .. أنظار الدولة تغيب عن الفنان فؤاد سالم
- الفساد المالي يبدأ من فوق كرسي الوزارة..!
- احتفال بمئوية الميلاد خارج مكان المولد..
- قرائن الفن الروائي خارج الزمان والمكان
- عن المادة الخامسة في مسودة قانون الأحزاب الجديد
- الريس حسني يبكي من آلام بواسير الكرسي..!
- يا زيباري وعباوي بولوا على مؤتمر القمة العربي..!
- كلابٌ تنبح ولا تعض لا تخيف الفاسدين..!
- تحذير إلى الكباريه السياسي في المنطقة الخضراء..!
- المتظاهرون في يوم التحدي يلعنون قاسم عطا..!
- اللواء قاسم عطا عدو الحرية ..!
- ليس في تصريحات علي الدباغ ثقافة إنسانية ..!


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - هناء أدور في بلاد العجائب..!