أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم نعمة الفريجي - ما لا يصح دخوله على تفعيلات الإبوذية















المزيد.....


ما لا يصح دخوله على تفعيلات الإبوذية


هاشم نعمة الفريجي

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


ما لا يصح دخوله على تفعيلات الإبوذية
البحر الذي تنظم عليه الإبوذية

يقول جميع من تصدى للابوذية أن البحر الذي تنظم عليه الإبوذية هو الوافر(ولو أني أرى غير ذلك)
وأصله في العروض ( مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن مُفَاعَلَتُن)، ولا ينظم عليه تاما بل تتحول تفعيلته السباعية الأخيرة إلى
الخماسية ( فَعُوْلُنْ) بسبب القطف وهو حذف السبب الأخير في التفعيلة، ثم العصب الذي يؤدي إلى سكون اللام.
ويدخل على تفعيلتيها الأولى والثانية زحاف العصب أيضا على اللام ويحولها إلى ( مَفَاْعِيْلُنْ).
ومن اشهر القصائد التي نظمت على هذا البحر معلقة عمرو بن كلثوم التي مطلعها:

ألا هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبِحِيْنَا
وَلا تُبْقِي خُمُوْرَ الأندَرِيْنَا
ويمكن أنْ ننظم إبوذية فصيحة على نفس الوزن.
فمن ذلك للمؤلف:

طَرَقْتُ الْبَابَ حَتَّى كَلَّمَتْنِـي
فَلَمَّا كَلّ َمَتْنِي كَلَّمَتْنِي
فَلَو تَدْرِي بِمَاذَا كَلَّمَتْنِـْي
لأعْذَرْتَ الَّذِي نَظَمَ الْبُوْذِيَّه

وهو مولد من البيت المشهور:
طَرَقْتُ الْبَابَ حَتَّى كَلَّ مَتْنِي
فَلَمَّا كَلَّمَتْنِي كَلَّمَتْنِي

وقول الشاعر:

نَوَائِبُ لا تُرَى بِكُمُ تُرَابِي
فَمَاذَا يَفْعَلُ الآتِي تُرَابِ
خُذُوْا ذَهَبِي وَأعْطُوْنِي تُرَابِـي
ألا أنَّ التُّرَابَ هُوَ الهُوِيَّه

ومن خلال دراستي للأبوذية وجدت أن وزنها لا يخرج عن أربعة أوزان إذا أخذنا بالاعتبار
تحريك ثاني الساكنين اللذين يلتقيان كثيرا في حشو الابيات.

فهي تنظم على ---- : مفاعيلن – مفاعيلن – فعولن : مقطوفة
أو على -----------: مفاعيلن – مفاعيلن – فعولان : مقطوفة مذالة
أو على -----------: فاعيلن – مفاعيلن – فعولن : مخرومة مقطوفة
أو على -----------: فاعيلن – مفاعيلن – فعولان :مخرومة مقطوفة مذالة
والخرم في التفعيلة الاولى والقطف والاذالة في الاخيرة.

وقد وجدت بعضا ممن يتحدثون عن الاوزان في مؤلفاتهم الشعبية لا يعرفون حقائق علم العروض
ولا يجيدون تقطيع المفردات فتراهم يتخبطون كثيرا في نسبة أبيات أو قصائد الى أوزان معينة ،
وقد نشرت ذلك في مقالي (نقد المؤلفات الادبية الشعبية العراقية) ... فكيف بالشعراء الشعبيين الذين لا علم لهم بالعروض والوزن...

فالشعراء الشعبيون لا يميزون بين التفعيلات المتقاربة في وزنها مثل مَفَاعِيْلُن وفَاعِلاتُن ومَفْعُوْلاتُن ومُسْتَفْعِلُنْ،
فيقومون بإدخال إحداها مكان الأخرى في الإبوذية وفي غيرها من البحور. وهذه التفعيلات تختلف بتسلسل الحروف
الساكنة والمتحركة فيها مما يجعل موسيقى كل منها مختلفة عن الأخرى. والوزن في الحقيقة ما هو إلا نغمات قصيرة متتالية
بفترات زمنية متقاربة تصنعها الحروف والحركات في مقاطع البيت. ولاحظ اختلاف نغمات هذه التفعيلات
وما يقابلها من الكلمات بالمقارنة مع غيرها من التفعيلات الأخرى:

مَفَاعِيْلُن : ومثالها نواعيرٌ
فَاعِلاتُن : ومثالها عاملاتٌ
مُسْتَفْعِلُنْ: ومثالها مستبشرٌ
مَفْعُوْلاتُن : ومثالها منظوماتٌ

وسوف ترى اختلاف مواقع الحركات والسكنات فيها؛ فكلها تبدأ بمتحرك وتنتهي بساكن.
ولكنها تختلف بحركات حروفها بين البداية والنهاية. والحركات، وليس الحروف، في الحقيقة
هي التي تنظّم لحن المفردات والتفعيلات ثم الأوزان والبحور.
ففي هذا البيت:

دَم هِلَّن بِدَال الدَّمِع يَجْفُـوْن
عَلَى المَاچِنْتَ اَظِنْهُم گَبُل يِجْفُــوْن
الْوِدَاع إشْچَان ضَرهُم لَوَن يِجْفُــوْن
جِفوَني إوْ كِل عَذُوْل إشْتِمَت بيَّه

نجد أنَّ الشطر الثالث يبدأ ب: ( الْوِدَاعْ)، وفيه زيادة ألف ولام:
وتقطيعه: الْ وِ دَا عِشْ - چَا نْ ضَر هُمْ - لَ وَن يِج فُوْنْ
و تفعيلاته : : فَا عِ لا تُـنٌ - فَـاعِ لا تُـنٌ - مَ فَـا عِي لانْ

فتحول وزن التفعيلتين الأولى والثانية بسبب ذلك إلى فَاعِلاتُنْ وهي تفعيلة بحر الرمل، والأخيرة إلى مَفَاْعِيْلانْ.
ومثل هذا كثير في الإبوذية. وتلاحظ انه يمكن كتابة الشطر الثاني بتغيير (عَلَى الْمَاچِنْتَ) إلى (عَل مَا چِنْتَ)
أي بحذف ألف (عَلَىْ) والألف واللام من (الْمَاچِنْتَ). ولن يؤثر ذلك في الوزن لأنَّ هذه الحروف الثلاثة
(تكتب ولا تلفظ) إذا جاءت التفعيلة الأولى مخرومة كما يلي:

دَم هِلَّن بِدَال الدَّمِع يَجْفُون
عَلْ مَا چِنْتَ أظِنْهُم گَبُلْ يِجْفُـوْن
الْوِدَاع إشْچإن ضَرْهُم لَوَن يِجْفُـوْن
جِفُوْنِي إوْ كِل عَذُوْل إشْتِمَت بيَّه

وإذا كان هذا واضحا، فإنَّ الشطر الثاني فيه مشكلة عروضية أخرى:
تقطيعه: عَلْ مَاْ چنْ - تَضِنْ هُمْ گَبُلْ - يِجْ فُوْنْ
تفعيلاته : مَفْ عُو لُنْ - مَفـاْ عِلْ فَعَلْ - مَفْ عُوْلْ

وهو أنَّ آخر التفعيلة الثانية جاء متحركا ( تَضِنْهُمْگَبُ) وبداية التفعيلة الأخيرة جاء ساكنا بسبب كلمة ( گَبُلْ).
وهو ما نجده أيضا في الشطر الثالث بسبب كلمة ( لَوَنْ)، الذي أدى أيضا إلى تغيير تفعيلات الشطر الثالث
وكما يلي (بعد حذف (ألف ولام التعريف) الزائدة على الوزن من بداية الشطر:
تقطيعه : وِدَاْ عِشْ چاْ - نِضَرْ هُمْ لَوَنْ - يِجْ فُوْن
تفعيلاته : مَفاْ عِيْ لُنْ - مَفـاْ عِلْ فَعَلْ - مَفْ عُوْلْ
وكما هو واضح ليس من الوافر. وفي الحقيقة أن الشطر الثالث من بحر الرمل التام وتفعيلته الأخيرة مذالة ( فاعلاتان).
والصحيح أنَّ يكون المتحرك ساكنا والساكن متحركا كما في بيت الشاعر أبو معيشي التالي:

وَحَگِّ المَاْخِلَگْ رَبِّيْ شَبَاْهَهْ
سَبعْ نِيْرَاْنْ إلَهْ ابْگَلْبِيْ شَبَاْهَه
أعِذْرَهْ المَاْ دَرَىْ ابْرُوْحِيْ شَبَاْهَهْ
كِتَلْنِيْ المِطِّلِعْ وِيْلُوْمْ بِيَّهْ

وبتقطيع الشطر الأول نحصل على:
وَحَگْ گِلْ مَاْ - خِلَگْ رَبْ بِيْ - شَبَاْ هَهْ
مَفَا عِي لُنْ - مَفَـا عِي لُـنْ - فَعُو لُنْ

ولاحظ كيف أنَّ حرف الياء في نهاية التفعيلة الثانية جاء ساكنا، وحرف الشين في بداية التفعيلة الثالثة جاء متحركا،
وهو الذي يطابق الوزن أي سكون آخر التفعيلة وحركة أولها كما أسلفنا. وسبب الخلل في:
عَلَلْمَاچِنْ - تَضِنْهُمْگَبُ - لْيجفون

هو أنَّ كلمة ( گَـبُـلْ) ثانيها متحرك ويصبح في نهاية التفعيلة الثانية، بينما ثالثها ساكن ويصبح أول التفعيلة الثالثة،
ولو استبدلناها بكلمة ( يوْمْ) والتي ثانيها ساكن وثالثها ساكن أيضا لاستقام الوزن:
عَلْمَاچِنْ - تَضِنْهُمْيَوْ - مْيِجْفُوْنْ

أمَّا الحرف الثالث من كلمة ( گَبُل و يَوْمْ) فيمكن أنْ يكون ساكنا او متحركا ليستقيم وزن التفعيلة الأخيرة وكأنك تقول:
عللماچِنْ - تَضِنْهُمْيَوْ - مِيِجْفُوْنْ

أي بكسر الميم قبل يجفون، وهذا ما ذكرته من موضوع التقاء الساكنين في العامية
وهما حرفا الواو والميم من كلمة يَوْمْ. ولا يخلو بيت إبوذية من ذلك في كثير من الأحيان.
ولذلك جاز قبول الساكن في هذه الحال باعتبار إمكان تحريكه.
وفي البيت التالي:

يحَادِي الْعِيْس بَالله إعْلَيْك مُرْهَان
إوْ گلْلِّهُم تَرَانِي ابْسِجِن مُرْهَان
إنْچَان الزَّاد عِدْهُم حِلُو مُرهَان
حِلُو لُو نِنْجِمِع كِنَّا سِوِيَّه

جاءت التفعيلة الأولى في الشطرين الثاني والثالث على وزن مفعولاتن:
إوْ گلْ لِلْ هُمْ - تَرَا نِبْ سِجِ - نْمُرْ هَان
إنْ چَا نِزْ زَاْ - دِعِدْ هُمْ حِلُ - وْمُرْ هَانْ

ولكي يستقيم الوزن يجب حذف ( إنْ) من بداية كلمة ( إنجان) فيصبح الشطر ( چَان الزَّاد عِدْهُم حِلُو مُرهَانْ)،
وبذلك تصبح تفعيلته الأولى مخرومة ( مَفْعُوْلُنْ). ولا نستطيع حذف الألف لوحدها لأننا لا نستطيع أنْ نقول ( نِجَانْ)،
مثلما يمكن أنْ نقول ( نِرِيْدْ) بدل كلمة ( انْرِيْدْ). والتفعيلة الثانية فيها زيادة كالتي تحدثنا عنا في ( تَظِنْهُمگَبُ) في البيت السابق،
فيجب أنْ يكون اللام من المقطع: ( دْعِدْهُمْحِلُ) ساكنا ليستقيم الوزن. بينما هو مضموم لأنَّ الحروف التي قبل حروف العلة
تأخذ حركتها منها أي الضمة إذا كان واوا والكسرة إذا كان ياء والفتحة في حالة الألف في أكثر الأحيان.
كما يمكن كسر حرف الواو من ( وِمرهان) لتستقيم التفعيلة الأخيرة علما أنَّ لفظ البيت كما مكتوب هكذا:
إنْ چَا نِزْ زَاْ - دْعِدْ هُمْ حِلُ - وْمُرْ هَانْ
والعروضي الصحيح:
چَا نِزْ زَاْ - دِعِدْ هُمْ زَيْ - نْمُرْ هَانْ

أي بحذف حرفي ( إنْ) من كلمة ( إنجان) وإبدال حلُو الذي حرفه الثاني متحرك إلى ( زيْنْ) التي حرفها الثاني ساكن.. وهكذا.
إنَّ هذه التعليقات والاقتراحات بعد تحليل الأبيات عروضيا لم تكن لتذكر لولا أنَّ هنالك أبياتا كثيرة
ينطبق عليها الوزن بشكله الصحيح. وهذه الأبيات السليمة عروضيا يجب أنْ تكون القياس الذي نقيس ونقيّم عليه نقدنا لوزن أبيات الإبوذية،
إذ لا يصح اعتبار الموزون وغير الموزون صحيحين، ولا تصح المساواة بينهما طالما أنَّ الشعراء يستطيعون
أنْ ينظموا أبياتهم بطريقة موزونة طبقا للعروض في تطبيقاتة على الشعر الشعبي.
ومن الأبيات الصحيحة:

يَحَادِي الْعِيْس بَالله أعْليْك وَنْبِِيْه
لُمَن يِلْحَگ شِريْچ الْرُوْح وَنْبِيْه
ونِيْنِي مُوش كِلْمَن گَام وَنْبِيْه
يِوِن بِيْه الْحَدِر ضِلْعَه شِچِيَّه

وهنا تلاحظ سكون الحرف الأخير وما قبله في كل من: ( عِيْسْ،اعليْكْ،الروْحْ،موْشْ،گامْ) وكلها جائزة في تفعيلات هذا البحر.
وهذه السكنات تظهر جلية في الغناء إذ لا يقف المطربون إلا عليها أثناءه. والعرب لا يبدأون بساكن ولا يقفون على متحرك.
وفي هذا البيت للشاعر الملا عودة الحمدي نلاحظ:

إشْهَل غَيْظَه يَنَاهِي مِنْكَرَاهَا
إبْزعَل لُو تِصِد عَنًّي مِنْكَرَاهَـا
إجْفُوْن الْعَيْن عَيَّت مِنْكَرَاهَا
إوْ حَياتَك مَا تِضُوْگ النَّوْم هِيَّه

التفعيلة الأولى في الشطر الأول أتت على مفعولاتن
التفعيلة الأولى في الشطر الثاني أتت على فَاعِلاتُنْ
التفعيلة الأولى في الشطر الثالث أتت على مفعولاتن
التفعيلة الأولى في الشطر الرابع أتت على فَاعِلاتُنْ

ولكي يستقيم الوزن يجب أنْ يكون البيت هكذا بغض النظر عن المعنى:

شِهَل غَيْظَه يَنَاهِي مِنْكَراهَا
زَعَل لُو تِصِد عَنِّي مِنْكَراهَـا
جِفُوْن الْعيْن عَيَّت مِنْكَراهَا
حَيَاتَك مَا تِضُوگ النَّوْم هِيَّه

والحقيقة أنَّ المشكلة ليست في الكلمة الأولى بل في ما يليها من كلمات. فلو اعتبرنا أنَّ التفعيلة الأولى جاءت ( مخرومة):
( إشْ هَل غَيْ) لكن التي بعدها ستكون:
إش هَل غَيْ - ظَه يَ نَا هِيْ - مِن كَ رَا هَا
فينتقل الخلل إلى التفعيلة الثانية فتصبح ( ظَه يَ نَا هِيْ) بوزن فَاعِلاتُنْ بدل مَفَاْعِيْلُنْ وهذا لا يجوز.
وللتحقق من ذلك يمكن أنْ يكون الشطر الأول موزونا: ( بغض النظر عن المعنى) أي للتوضيح:
إشْهَل ( غَيْ) يَناهي مِنكَراها
أي بحذف حرفين من ( غَيْبَهْ).
ولو قلنا: إشْهَل غَيْظَ نَاهِي مِنْكَرَاهَا
لاستقام الوزن.
ولاحظ أيضا تم حذف الحرف الأول من يناهي؛ بشرط لفظ هاء ( غيظه) مخففا كأنك تقول ( غَيْظَ).
وهذا التحليل العروضي ينطبق أيضا على الكلمة الأولى من الشطر الثالث: اجْفُوْن الْعيْنْ، وما يليها.
ولكن الخلل العروضي في التفعيلتين في بداية الشطر الثاني والرابع، هو بسبب الكلمة الأولى حيث لا يمكن إصلاحهما
إلا بحذف السبب الخفيف في بداية كل منهما.
والغاية من كل هذا الشرح وضرب الأمثلة هو أنْ نعرف ما يلي:
إنَّ زيادة حرف او حرفين سوف يخل بوزن الإبوذية او ربما ينقلها إلى بحر ثان. فمثلا بيت الشيخ حسن الاعذاري الحلي:

طِحِت مَا بِيْن حَبْلِ الْعَاتِ وَلْمَات
وَلا صَارَت إلْي إويَ الْوَكِت وَلْمَات
الْيِتِم مَاهُو ابْفَگْدِ الْرَاح وَلْمَات
الأدَب وِالْعِلِم لَو مَاتَوْا سِوِيَّه

وهو مجاراة لقول الامام علي بن أبي طالب عليه السلام:
لَيْسَ الْيَتِيْمُ الذي قد مَاتَ وَالدُهُ
إنَّ الْيَتِيْمَ يَتِيمُ العلمِ والأدَبِ

فجاء شطره الثالث على بحر الرمل ( وقريبا من الهات) لأنَّ التفعيلة الأولى تبدأ ( بفَاعِلاتُنْ) بسبب زيادة ( سبب خفيف)
في أولها وهو ألف ولام التعريف. وهو كثير في الإبوذية، وفي ما يلي تقطيع الشطر الأول و تفعيلاته : :
تقطيعه : إلْ يِتِِمْ مَاْ - هُوْ بِفَگْ دِلْ - رَا حِوِلْ مَاتْ
تفعيلاته : فَا عِلا تُنْ - فَـا عِلا تُنْ - فَا عِـلا تـانْ
أمَّا الشطر الأخير فكذلك كانت تفعيلته الأولى والاخيرة على فَاعِلاتُنْ:
التقطيع الشطر الأخير: إلْ أدَبْ وِلْ - عِلِمْ لُو ْمَا - تَوْ سِوِيْ يَهْ
التفعيلات: فَا عِلا تُنْ - مَفَاْ عِيْ لُنْ - فَا عِلاْ تُنْ
ولا ينظم الرمل على هذا الوزن في العامي بل على:

فَاعِلاتُنْ - فَاعِلاتُنْ - فاعِلُن
أو على فَاعِلاتُنْ - فَاعِلاتُنْ - فاعِلان
وعندها يسمى الهات إذا كان مجنسا.

ومن الأبيات الموزونة قول الشاعرالحاج زاير:

يَنَارِي حَيْل إضُرْمِي وِشْعَليْنا
مِن حَچْيِّ الْعَوَاذِل وِشْعَليْنا
عَسَى الْحوبَه وَرَى الْلِي وَشْـعَليْنا
فُرَگ رُوْحَيْنَّا الْچَانَن سِوِيَّه
وتقطيعه عروضيا كما يلي:

الشطر الأول : ي نَا رِيْ حَيْ - لِضُرْ مِيْ وَشْ - ع لِي نَاْ
الشطر الثاني : مِن حَـچْ يِلْ - عَوَاْ ذِلْ وِشْ - ع لِي نَاْ
الشطر الثالث : عَ سَلْ حُوْ بَهْ - وَرَلْ لِيْ وَشْ - عَ لِيْ نَاْ
الرباط : فُ رَگْ رُوْ حَيْ - نْنَلْ چَاْ نَنْ - سِوِيْ يَهْ

وجاءت كل الأشطر على : مَفَاْعِيْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ عدا التفعيلة الأولى في الشطر الثاني فقد جاءت مخرومة مَفْعُوْلُنْ،
أي ليس في بدايتها حرف متحرك قبل المتحرك الثاني من نفس التفعيلة؛ على غرار التفعيلات في الشطر الأول والثالث والرابع؛
وهذا الزحاف جائز. كما أنَّ جميع التفعيلات الوسطى لجميع الأشطر جاءت تامة ولا يجوز أنْ تكون غير ذلك
أي إنها كلها غير مخرمة. وقد جاء الحرف الأول في التفعيلة الثانية للشطر الأول ساكنا وهو اللام الذي يمثل ثالث حرف في كلمة حيَلْ؛
وتلاحظ انك تضطر إلى كسرها فتقول:

يَ نَا رِي حَيْ - لِ ضُر مِي وَشْ - عَ لِي نَا

وبذلك تتجنب الوقوف المخل بالوزن، أي لو بقي اللام ساكنا لاضطررنا إلى القول: يَ نَا رِي حَيْلْ - إضُر مِي وَشْ - عَ لِي نَا
مما يؤدي إلى انتقال التفعيلة الأولى إلى مَفَاْعِيْلانْ. وهذا الذي تحدثنا عنه سابقا من ضرورة تحريك الساكن في بعض الأحيان؛
بينما لا تحتاج إلى تحريك النون الساكنة في ( ن نَل چَا نَنْ) رغم تشابه الحالتين، لاحظ:
فُ رَگ رُو حَيْ - نْ نَل چا نَنْ - سِ وِي يَهْ
وبالعودة إلى بيتنا السابق بدون تعديل:

يَحَادي الْعِيْس بالله اعْليْك مُرهَـانْ
إوْ گِللْهُم تَرانِي ابْسِجِن مُرهَانْ
إنْچَان الْزَّاد عِدْهُم حِلُو مُرهَان
حِلُو لُو نِنْجِمِع كِنَّا سِوِيَّه

فإذا أجرينا عليه بعض التغييرات انتقل إلى وزن آخر:

يَا خُوْي بَالْله إعْليْك مُرهَـان
گِلْهُم تَرَانِي ابْسِجِن مُرهَان
والزَّاد عِدْهُم حِلُو مُرهَان
يِصْبِح حِلُو ابْلمَّه سِوِيَّه

وهنا أصبح لدينا بيت من ( النعي), ( مُسْتَفْعِلُن مُسْتَفْعِلاتَانْ) وليس إبوذية، وذلك بسبب حذف بعض من حروفه.
گِلْ هُم تَرَاْ - نِب سِج نِمُر هَانْ
مُس تَف عِلُنْ - مُس تَف عِلا تَانْ
ولو قلنا:
يَا خُوْي بَالله إعْليْك مُرهَانَه
وِالزَّاد عِدْهُم حِلُو مُرهَانه
لاصبح من بحر السريع؛
يَا خُـو يَبَـلْ - لَع لِي كِمُـرْ - هَا نَهْ
مُس تَـف عِلُنْ - مُس تَف عِلُنْ - فَع لُنْ

وهذه الأمثلة توضح قرب الأوزان من بعضها وحاجة الشاعر إلى فهم هذه الأمور ليتجنب الوقوع في الخطأ دون علم منه.
وفي البيت التالي أتت التفعيلة الأولى للشطرين الأول والرابع على ( فَاعِلاتُنْ) فتغير بحرهما إلى الرمل التام بدلا من الوافر.
ولا ينظم على هذا البحر التام في الشعبي بل تأتي تفعيلته الأخيرة مقطوفة ( فاعلن) كما في ( الهات) الذي مر ذكره،
وفي الشطرين الثاني والثالث أتت التفعيلة الأولى على ( مَفْعُوْلُنْ) والأخريات على مَفَاْعِيْلُنْ.

إبْنِسَاة ْأمِّي إوْ مُضَى ابْچَبْدِي لَهِـن طَـر
إبْرَاسِي وِخْتِلَف رَايِي لَهِن طَر
إبْزَي الْبِيْض مِتْجَدِّد لَهِن طَر
إبْحَرُب شَدَّن بِيَارِغْهِن عَلَيَّه

تقطيع الشطر الأول : إب نِسَا تُـمْ - مِوْ مُضَبْ چَبْ - دِي لَهِنْ طَرْ
تقطيع الشطر الثاني : إبْ حَرُبْ شَدْ - دَنْ بِيَـاْ رِغْ - هِنْ عَلَيْ يَهْ
التفعيلات : فَـا عِلا تُـنْ - فَـا عِلا تُـنْ - فَـا عِلا تُـنْ

ولو جاز أنْ يبدأ الشاعر أشطر بيته بدون حرف الألف لاستقام وزن البيت إلا أنَّ ذلك غير ممكن لأننا عندها يجب أنَّ نختار بين حالتين:
أمَّا أنْ ننطق الكلمات كما في الفصيح: ( بِنِسَاةِ) و ( بِرَاسِيْ) وذلك بتحريك حرف الباء فيها كلها.
او أنْ نقوم بإسكانها جميعا : ( بْنِسَاةِ) و ( بْرَاسِيْ) وهو ما لا يمكن نطقه لأننا سنبدأ كلامنا بحرف ساكن.
ولذلك اضْطُر الشعراء إلى الإتيان بالف ( همزة مكسورة) في بدايات الأشطر المشابهة لهذا البيت للتخلص
من صعوبة لفظ الساكن في البداية رغم أنَّ ذلك يؤدي إلى زيادة ( سبب خفيف) وهو ( ابْ) على الشطر وينقله إلى تفعيلة أخرى.
وفي العروض تنتقل بحور الشعر او تتولد من بعضها في الدوائر العروضية بإضافة او حذف سبب او وتد من بداية التفعيلة الأولى في البحور.
وإذا كانت الإبوذية تنظم على بحر الوافر او على بحر الهزج كما سأبين لاحقا، فإنَّ دخول السبب الخفيف ( ابْ)
على تفعيلته الأولى ينقله إلى بحر الرمل وهو ما يحدث عادة في دائرة المجتلب التي تظم بحور الهزج والرجز والرمل.
وكمثال على إمكان تحول الإبوذية إلى رمل ( هات) حين تأتي تفعيلته الأولى على وزن فَاعِلاتُنْ بسبب زيادة سبب خفيف في بدايتها،
نطالع هذا البيت وكيف يمكن تحويله إلى هات بتغيير بسيط على تفعلتيه الأولى والأخيرة: يقول الشاعر حسن العلي النعماني

الهَظُم مَا خَلَّف ابْگَلْبِي سِوَى أن
وَنَه إوْ يَعْگُوْب بِالْبَلْوَه سَوَى أن
زَمَانِي مَشْتِكِي مِنَّه سِوَى أن
أشْكِي دَوْم مِن أهْلِ ألأذِيَّه

وجناسه الأول ( سِوَى أنْ) سوى الأنين، وفي الشطر الثاني جاء جناسه ( سِوَى أنْ) سَوَاءً أي متساويان،
أمَّا جناسه الثالث ( سِوَى أنْ) فهو سِوَى أنْ الفصيحة. وهو مدور مع الشطر الذي يليه أي سوى أنْ أشكي من أهل الأذية.
وجاء شطر البيت الأول على بحر الرمل ( الموشح) او الهات، وذلك لمجيء تفعيلته الأولى على وزن ( فَاعِلاتُنْ)
بسبب زيادة حرفي ألف ولام التعريف في كلمة ( الهظم).
ولو أضفنا حرفين في بداية كل من الأشطر الباقية لحصلنا على بيت هات بعد تغيير بسيط في الجناس ليلائم الهات
فيصبح ( سِوَنْ) أي بتحويله من فَعُوْلُنْ إلى فَعَلْ، وكما يلي:

الْهَظُم مَا خَلَّف ابْگَلْبِي سِوَن
هَا- وَنَه إوْ يَعْگُوْب بِالْبَلْوَه سِوَن
لا- زَمَانِي مَشْتِكِي مِنَّه سِوَن
آنا- أشْكِي دَوْم مِن أهْلِ ألأذَات
هَات يَا گلْبِي عَلَى الْزِّيْنَات هَات

وتقطيع الشطر الأول: الْ هَظُمْ مَاْ - خَلْ لَفِبْ كَلْ - بِيْ سِوَنْ
و تفعيلاته : فَاْ عِلاْ تُنْ - فاْ عِلاْ تُـنْ - فاْ عِلُنْ



#هاشم_نعمة_الفريجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة موسعة لأنواع الأبوذية
- لمحة تأريخية عن الإبوذية في العراق


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم نعمة الفريجي - ما لا يصح دخوله على تفعيلات الإبوذية