|
مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – ( 3 )
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 09:13
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – ( 3 ) صلاح بدرالدين
كان الحضور الكردي في مؤتمر التغيير السوري الذي فاق ثمانية عشرة بالمائة لافتا جاؤوا من شتى القارات والأصقاع وبلدان الشتات من الشرق الأوسط وأوروبا وامريكا الشمالية ومن مختلف الفئات العمرية مستقلين ومنتمين الى بعض التنظيمات الحزبية وناشطين في حركات المجتمع المدني ومن النخبة السياسية والثقافية ومن أكاديميين وطلاب ومهنيين واعلاميين وصلوا بطرق ووسائل متعددة ومنذ اللحظة الأولى كان جمعهم وتوحيد كلمتهم وخطابهم الهم الأول والأساسي وقد نجحنا جميعا في الامتحان وبرغم كل مظاهر الانفعال والنزعات الجانبية من هنا وهناك أعترف بأنني ممتن للجميع فردا فردا على ما أبدوه من شعور بالمسؤولية القومية والوطنية أمام مثل هذا المحفل الواسع الذي ضم مختلف التوجهات والتيارات والمكونات من سوريين واعلاميين عرب وأجانب . كان العمل مثابرا ومتواصلا على خطين : ترتيب البيت الكردي كماذكرنا والتحاور مع الشركاء العرب وخاصة مع المشرفين على المؤتمر والمبادرين الى عقده وممثلي التيارات السياسية الليبرالية والديموقراطية واليسارية والشخصيات الثقافية ومندوبي العشائر والمشرفين على تنسيقيات الشباب وذلك حول الوضع الداخلي وسبل دعم الانتفاضة وموقع الكرد والهيئة الاستشارية واللجان المنبثقة والموقف السياسي ومضمون البيان الختامي وبالرغم من تعالي الأصوات أحيانا وحرارة المناقشات الا أننا حققنا نجاحا كبيرا في مسألتين الأولى استجابة الشركاء أو غالبيتهم لمضمون " ورقة مبادىء التوافق الوطني السوري " التي قدمتها ووزعتها باسمي بخصوص القضية السورية والمسألة الكردية والانتفاضة والآليات وصلاحيات المؤتمر والثانية في قبول الشركاء لحقيقة التنوع والتعدد في سوريا على الصعد القومية والدينية والمذهبية وضرورة تبنيها وتثبيتها في خطاب المؤتمر بالاضافة الى التعامل معنا كمكون قومي كردي وليس كجماعة أو حزب أوأفراد وبالأخير التوافق على صيغة البيان الختامي بمجمله بما في ذلك الفقرة المتعلقة بالكرد والقوميات والمكونات الوطنية الأخرى من المسيحيين الأشوريين والكلدان والسريان والأرمن ومن التركمان وغيرهم حيث كما هو واضح وجلي فان التأكيد على وجود وحقوق هذه المكونات يكاد يقتصر على الخطاب السياسي الكردي فحسب منذ عقود مما شكل ذلك كله شعورا عاما لدى الحضور بأن المؤتمر ( شكلا ومضمونا ونتائج ) عبارة عن سوريا مصغرة من حيث الواقع الموضوعي ستتجسد مابعد ازالة الاستبداد وتحقيق التغيير حجبها النظام عن سابق اصرار وتصميم من الدستور وكتب التاريخ الوطني ومناهج التربية والتعليم ووسائل الاعلام . مايتعلق بمكان انعقاد المؤتمر حيث أثاره البعض من – أكرادنا - اما من منطلق الحرص وحرية ابداء الرأي وهما أمران مشروعان أو بدوافع – ذرائعية أو مزاودة - ولكل هؤلاء أقول : أن المؤتمر لم يكن قوميا كرديا بل وطنيا سوريا ولم نكن نحن المكون الكردي المشارك من حدد الزمان والمكان بل كنا مدعوين والكل يعلم عن توفر هامش للحرية في تركيا لعقد الاجتماعات والمؤتمرات وسبق السوريين في ذلك العراقييون والفلسطينييون والأوروبييون وشعوب الاتحاد السوفييتي السابق وكم من مرة عقدت مؤتمرات وندوات وحلقات دراسية وورشات عمل في استانبول وأنقرة حول العلاقات التركية الكردية شارك فيها أشقاؤنا من كردستان العراق وكم من مرة عقدت مؤتمرات في ديار بكر – آمد – حول الثقافة القومية الكردية ودور الشباب الكردي ومستقبل القضية الكردية واتحادات الفنانين والمهنيين الكرد بمشاركة أدباء ومثقفين كرد سوريين ومن أجزاء أخرى كل ذلك لايعني أبدا أن الحرية والديموقراطية بألف خير في هذا البلد أو أن القضية الكردية قد وجدت طريقها للحل والانجاز كما يتمناه أشقاؤنا هناك أو أنه لم تعد هناك أجندات مشتركة بين أنقرة ودمشق ونكتفي الآن بهذا القدر أما تحجج الأحزاب الكردية باتخاذ المكان سببا في المقاطعة فلتسمح لنا بالقول : " العبوا غيرها " فقد علمت من أحد الداعين المكلفين في أنتاليا أن أعضاء قياديين من مختلف تلك الأحزاب بالداخل والخارج تم الاتصال بهم ودعوتهم ومنهم من رد بالايجاب ثم تراجع وقد اطلعني على قائمة طويلة من الأسماء , وقد قيم المشاركون والمراقبون العامل الجغرافي بايجابية الذي يصب في مصلحة الشعب السوري ومعارضته الوطنية في زمن الانتفاضة من رؤية الحدود الطويلة المشتركة بين سوريا وتركيا والعلاقات التاريخية بين شعوب البلدين كما أن المكان أرخى بظلاله على كل الاتفاقيات الثنائية بين الجانبين الرسميين التركي والسوري واستهان واستصغر اتفاقية أضنة الأمنية بين الجانبين لأنها تعطلت ببعض بنودها بمجرد انعقاد المؤتمر في أنتاليا وبمشاركة كردية سورية فاعلة . من حق الطيف الكردي المشاركة في مختلف النشاطات الوطنية في هذه المرحلة بالذات ومن واجبه التلاحم على أسس مبدئية واضحة مع الشريك العربي السوري فالمصير مشترك والآفاق واسعة أمام الدور الكردي الجامع في جميع المحافل والمنابر باتجاه التفاهم والتقارب وليس التباعد والانعزال ولنتخذ من تجربة أشقائنا في كردستان العراق منارة لنا ودرسا فهم كانوا ومازالوا في الصفوف الأمامية للنضال الوطني ومؤثرين ومساهمين في العملية السياسية منذ عهود المعارضة مرورا بالحرب على الارهاب والمساهمة الفاعلة في تحرير العراق من الدكتاتورية وفي مرحلة اعادة بناء الدولة العراقية الفدرالية التعددية وصولا الى تجسيد الشراكة في السلطة والثروة ومواصلة المساعي لاصلاح ذات البين بين الأطياف العراقية والتوسط عبر مبادرة السيد رئيس اقليم كردستان للحيلولة دون حدوث الفراغ الدستوري كنتيجة طبيعية لمقدمة سليمة ونهج وطني صائب . أراد نفر آخر الطعن بصدقية مؤتمر التغيير من زاوية الادعاء بهيمنة حركة الاخوان المسلمين الحاملة لأجندة حزب العدالة والتنمية الحاكم حسب زعمه وكان مؤتمر بروكسل بعد يومين باشراف أساطنة الاخوان الجواب القاطع على تلك المزاعم والذي أكد على أنهم اما لم يكونوا مرتاحين لنتائج مؤتمر أنتاليا وبالتالي لم يكونوا في موقع المسيطر عليه أو أنهم قاموا بحركة – انشقاقية – لترسيخ قرار خروجهم السابق من المعارضة تمهيدا للحوار مع السلطة وعدم رضاهم عن شعار المؤتمر الأساسي الداعي الى اسقاط النظام الذي لم يرد في بيانهم ورفضهم لمضمون البيان الختامي بخصوص مكونات الشعب السوري القومية والدينية والمذهبية وجميع هذه الحالات تؤكد على أن مؤتمر التغيير السوري في أنتاليا غلب عليه اللون العلماني الليبرالي الديموقراطي اليساري المستقل التعددي . لقد قرأت تعليقان متناقضان من ناشطين مخضرمين الأول يتهم مؤتمر أنتاليا بالتقاعس والمرونة والبحث عن سبل التفاوض مع النظام والثاني يأخذ عليه بوضع مهمة اسقاط النظام في أولوياته وازاء ذلك أقول : نعم هذا هو سر نجاح المؤتمر . بالأخير فان مؤتمر أنتاليا ليس نهاية المطاف وبالرغم من أهمية نتائجه فانه لن تكون المبادرة الأخيرة مادامت الانتفاضة مستمرة ومادام النظام سائر على سلوكه القمعي العدواني تجاه السوريين .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – ( 2 )
-
نداء من صلاح بدرالدين الى شعبنا الكردي السوري العظيم
-
مؤتمر التغيير السوري في - أنتاليا - ( 1 )
-
لاصوت يعلو على انتفاضة الشباب
-
في جدلية الداخل والخارج
-
معركة البقاء في الساحة السورية
-
تأملات في راهنية القضية السورية
-
في رحاب - جمعة الحرائر -
-
جردة حساب على هامش الانتفاضة السورية
-
المتحول الكردي في الانتفاضة السورية
-
الانتفاضة السورية تتوج المصالحة الفلسطينية
-
الصراع في سوريا وليس عليها
-
عيد العمال في زمن الانتفاضة
-
- السيكوريتاتيا - السورية
-
نداء الى السوريين في خارج الوطن
-
الكرد في حقبة النظام - الأسدي - - 2
-
مقترحات للمناقشة برسم شباب - الائتلاف الكردي -
-
الكرد في حقبة النظام - الأسدي - - 1 -
-
للانتفاضة السورية شباب يحمونها
-
بدون - استغباء - السوريين يافخامة الوريث
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|