أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلبج عمر - الإجرام من إنتاج الدولة














المزيد.....

الإجرام من إنتاج الدولة


بلبج عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 00:35
المحور: المجتمع المدني
    


عندما يتجرأ الإعلام المأجور و يتدخل فيما لا يعنيه، و يغض الطرف عن المشكل الحقيقي وراء الأزمة التي يتخبط فيها المواطن ، حيث حدث أن سيدة شابة تقطعت بها السبل و طرقت باب إحدى الصحف الوطنية لعرض مشكلتها لعلها تجد من يأخذ بيدها فما عادت قادرة و زوجها على إعالة أسرتها الصغيرة ، و من فاقتها عرضت كليتها للبيع، و تجرأت مديرة الجريدة و أهانتها ، و قالت لها أن العضو الذي يجب أن تبيعيه هو الرحم ، و ليس الكلية ، و ربما قالت لها ما هو أكبر من هذا.
و تمادت في ذلك لما نفت مسؤولية الدولة عن ما يتخبط فيه المجتمع ، فالدولة ليست مسؤولة عن نشاطهم الجنسي و ما يترتب عنه من نمو ديمغرافي الدولة في غنى عنه. و ربط عجز الدولة على الحفاظ على كرامة المواطن بعدم تنظيم النسل ، و للبرهان على ذلك استدلت بهيلاري كلنتون و التي لها إبنة واحدة، هذه المقارنة المفارقة التي يتخبط فيها المسؤولين و أذيالهم تدرج الفقير ضمن قائمة المحسوبين على فشلهم في إدارة الدولة .
فالفكرة في حد ذاتها هروب من المسؤولية ، عندما نقول أن الدولة ليست مسؤولة عن أفراد المجتمع و ليس من واجب الدولة توفير الحاجيات الضرورية للمواطنين و نعتبر بناء المدارس و الجامعات و المستشفيات التي لا ترقي لمستوى إسمها مزية من الدولة رغم ما تخفى من وراءها من نهب و سرقة و إستغلال النفوذ و حرمان البسطاء من أبسط الخدمات، و توجيه و تغير هدفها من خدمة البسيط إلى خدمة رجال المال و الأعمال، و في الأخير نأتي للفقير و نحرمه من حاجتة البيولوجية " حشاكم" حتى لا تتضرر الدولة جراء ذلك ، فهي غير قادرة على توفير شبكة صرف المياه.
لماذا لا نتساءل عن ميزانية حبوب منع الحمل التي توزع في المستوصفات مجانا أين ذهبت؟
و على من وزعت حبوب منع الحمل؟
و في الأخير نقول، ليس من حق الفقير إشباع رغباته الجنسية في هذه الدولة " لقد تطاولت الدولة و أصبحت تتدخل في مضاجع الفقراء بعد أن سلبت حقوقهم" بمعنى إذا أردت أن تجامع زوجتك يجب إستشارة رجال الأمن، حفاظا على أمن و سلامة الدولة ، لأن أطفال الفقراء هم بالضرورة إرهاب و مجرمون. و الجزم بأن الفقير هو سبب انتماءنا للعالم الثالث.
هذه القوانين و المضايقات الصادرة عن الدولة هي التي تدفع المواطنين لإرتكاب أبشع الجرائم. لو كان هناك إنصاف في توزيع الثروات، و عدل لما كان هناك فقير يضطر لبيع كليته، لأننا ببساطة في دولة غنية.
و إذا ما اعتبرنا أن الأطفال سلعة و ننظر إلى الإنجاب من جانب اقتصادي و على المدى البعيد و القريب ، فإنه كلما كان عدد الأطفال كثر في الأسرة وسع رزقها، و هذا ليس لأن القرآن أكده و لا علاقة للجانب الديني به، لقد تم إقراره، و بكل بساطة، فالتعاون على مصاعب و متاعب الحياة تسهل السيطرة عليها. فكم من عالم نشأ في أسرة فقيرة عدد أفرادها تجاوز عشرة أبناء ، و ساعد أهله و عز بلاده. و من جهة أخرى فالمجتمع بتركيبته الحالية الشابة ، و الذي يعاني معظمه من البطالة سيأتي عليه زمن يصبح مجتمع شيخوخة من" المتقاعدين"
الإجرام من إنتاج الدولة بكل أوجهه .إذا ما أحصينا عدد المجرمون الفقراء في السجون و المجرمين الأغنياء و تجاوزاتهم بغض النظر عن الهاربين من القانون و أصحاب النفوذ، و حجم الجرائم المرتكبة من الطرفين.
ترى كيف ستكون النتيجة ؟.
ليس بالضرورة أن كل أمراض المجتمع تلصق بالفقير، فالمسؤولية مشتركة و تتحمل الدولة الجانب الكبير من هذه المسؤولية.
و ليس من حق الإعلامي أن يهين المواطنين، و ليس من حقه كذلك الدفاع عن خطاء المسئولين لتحقيق مآربه على حساب الضعفاء.
فالإعلام الذي كان يحمل رسالة المواطن المقهور إلى المسئول البارحة غدا اليوم يتحايل و يلقى كافة الأمراض الاجتماعية على عاتق المواطن و يستثني مسؤولية الدولة.
باتنة-الجزائر



#بلبج_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفهم خطاب أوباما يكفي أن تكون خضار - بائع خضر و فواكه -


المزيد.....




- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلبج عمر - الإجرام من إنتاج الدولة