أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد عبد المجيد - رسالة اعتذار لأبناء الشيخ زايد














المزيد.....

رسالة اعتذار لأبناء الشيخ زايد


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1010 - 2004 / 11 / 7 - 05:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الاعتذار قيمة من قيم الفضائل الأخلاقية لكنه هَمٌّ ثقيلٌ على الكاتب، وقلقٌ شديد على قلَمِه، وحيرة ٌعميقة لقرائه.
كتبتُ ونشرتُ مئات المقالات، وصدرتْ لي سبعةُ كتب، وتتفضل مواقع كثيرة على الانترنيت، مشكورة، بعمل موقع فرعي لمقالاتي التي تستقطب، بفضل الله، عددا هائلا من القراء يمنحونها بسخاء تقييما نهائيا وعاليا.
لكن مقالا واحدا فقط لي في ربع القرن المنصرم لم يتفق معي عن فحواه قاريء واحد، وسَبّبَ لي صداعا من كثرة ما تلقيت من رسائل بسببه، منها الرسائل المهذبة والمتحضرة والراقية وبعضها خارجة من رحم عفن اللسان ووقاحة اللفظ.
كتبت أكثر مقالاتي حدة وصراحة ونقدا مباشرا للرئيس حسني مبارك منذ عام 1985، فظلت الرسائل الموجهة للرئيس نوعا من أدبيات وهموم وأوجاع مطبوعتنا. ثم نشرتُ وقائع المحاكمات ( الرئيس حسني مبارك والعقيد معمر القذافي والرئيس عمر حسن البشير ) وبين يدي المحاكمة الرابعة لزعيم عربي فتناقلتها مواقع كثيرة على الانترنيت، وتلقيت رسائل تهنئة من كل مكان.
تخيل قلمي الحوارات فكانت ( حوار بين قملتين في شعر رأس صدام حسين، وحوار بين زنزانتين في سجن عربي، وحوار بين زعيمين عربيين في غرفة مغلقة) ولم ينقسم عليها القراء بالتساوي فكان أكثرهم مانحا إياها تعاطفه وتأييده.
تجاوزنا كل الخطوط الحمراء مع جل السلطات العربية وأجهزة أمنها واستخباراتها وسجونها ومعتقلاتها وفوق ذلك زعيمها الملهم.
ولم أتراجع عن الخوض في المناطق المحرمة والمقدسة فكتبنا ( النقاب حرام .. فتاوى العلماء والفقهاء ليست ملزمة للمسلمين. التدين الجنسي. لكنني لا أعرف هذا الإله ) وغيرها، وزادت رسائل السب واللعن والتهديد، لكن تعاطف القراء كان أكبر وأوسع من وعيد قوى التطرف والتخلف.
مقال واحد فقط ترددت كثيرا في التراجع عنه خشية أن يظن القاريء الكريم أنها بداية الاعتذارات والتراجعات فيفقد ثقته في قلمي ، ولأنني كما ذكرت لم أتلق رسالة تأييد واحدة عن المقال فقد قررت الاعتذار عنه، وحذفه نهائيا من موقع طائر الشمال، وعدم نشره في أي من كتبي القادمة بإذن الله.
المقال كان تحت عنوان ( صراع الأبناء بعد وفاة الشيخ زايد .. هل يحكم محمد بن راشد آل مكتوم دولة الإمارات؟) .
كانت معظم الرسائل من أبناء العاصمة ومن إمارات أخرى ترفض تماما احتمال نشوب أي صراع على السلطة بين أبناء الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتستنكر جملة وتفصيلا مجرد الاشارة إلى تقاسم السلطة بين أبو ظبي ودبي، فالأولى تملك 93% من اجمالي نفط الدولة الثرية، وهي صاحبة الدعوة للاتحاد، وأيضا صاحبة الفضل الأكبر لاستمرار أهم وأنجح وحدة عربية في التاريخ الحديث.
اعتذاري لا ينتقص قيد شعرة من تقديري لعبقرية الحكم لآل مكتوم وأخص بالذكر الشيخ مكتوم بن راشد والشيخ محمد بن راشد، وتراجعي عن المقال لا يعني أن كل الأمور أصبحت بين عشية وضحاها في صالح أبناء الراحل العظيم.
وماذكرناه سالفا عن مستشاريي السوء مازلنا على قناعة به، ودعوتنا لانصاف المواطنين الإماراتيين قائمة، وتمنياتنا أن يعيد الشيخ عبد الله بن زايد المواطنين الذين تم الاستغناء عنهم إلى وظائفهم، وأن يكون ترتيب البيت الداخلي معنيا أيضا بابعاد المستشارين ومديري مكاتب الشيوخ وأن يحل محلهم مواطنون إماراتيون يحافظون على أسرار الدولة، ولا يتعاملون معها على أنها بئر نفط يغرف منه كل من يلتصق بالكبار.
التواجد الآسيوي الكثيف كان سياسة خاطئة أضرت كثيرا بالتركيبة السكانية، وحمّلَت البلدَ عبءَ مئات الآلاف من الخدم والشغالين يستهلكون مرافق الحياة، ويحولون مليارات الدولة إلى الخارج، ولا يشاركون في تطور ثقافي أو فكري أو لغوي أو علمي.
مقالنا ( صراع الأبناء بعد وفاة الشيخ زايد .. هل يحكم محمد بن راشد آل مكتوم دولة الإمارات؟ ) جاءت ردود الفعل عليه استفتاء شعبيا إماراتيا يضع الثقة كاملة في آل نهيان وفي أبناء الشيخ زايد، رحمه الله، ويرفض في المستقبل القريب والبعيد أي تقاسم للسلطة أو حاكما يأتي من إمارة أخرى غير أبوظبي حتى لو كان يحمل عبقرية الحكم والإدارة والتنظيم والفكر الاقتصادي والسياحي لآل مكتوم.
ربما يقول قائل بأن مقالي مضت عليه فترة طويلة، فلماذا أخترت هذا الوقت بالذات؟
السبب الأول هو ازدياد عدد المعترضين من دولة الامارات على مقالي ولم أجد من بينهم واحدا فقط يؤيد تقاسم السلطة بين أبوظبي ودبي.
الثاني: انتقال السلطة السلس والسهل بالاجماع إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
الثالث: الدعوة التي تلقيتها من قناة فضائية للحديث عن مرحلة ما بعد الشيخ زايد، وقد خشيت فعلا أن لا يصب حديثي في صالح اعادة تقييم كتاباتي ويبدو الأمر كأنني أقف موقفا معاديا أو خصما للسلطة الجديدة التي تحتاج إلى تكاتف في وجه المتربصين بها، فنحن مع الاتحاد الاماراتي الذي أثبت قدرة العرب على الوحدة في ظل قيادة حكيمة، ونحن مع انسحاب إيران من الجزر الإماراتية.
وأخيرا أكرر اعتذاري عن المقال، وأتقدم بالتعازي لشعبنا الإماراتي في وفاة الشيخ زايد، رحمه الله، متمنيا أن ينضوي هذا الاعتذار تحت حسنات قلم وليس لأي سبب آخر، فالاستفتاء الشعبي للانحياز لأبناء الراحل الكبير كان كاسحا ولم يكن من الأخلاق الحميدة أن تأخذني العزة بالخطأ فأغض الطرف عنه خشية خسارتي احترام القراء.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع محاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير
- الرئيس حسني مبارك يضحك في جنازة وطن
- لكنني لا أعرف هذا الإله
- حوار بين زعيمين عربيين في غرفة مغلقة
- هل تنسحب إيران من الجزر الإماراتية المحتلة؟
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد .. تحرير المواطنين قبل تح ...
- .. رَدٌّ من الرئيس حسني مبارك .. لا ليس هناك غيري
- هل الخليجيون متخلفون؟
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس حسني مبارك .. وهل هناك غيرك؟
- المخابرات النرويجية تراقب المخابرات النرويجية
- لماذا يحكم ياسر عرفات شعب الجبارين؟
- تركيب الصور تزييف إعلامي
- أيها الصحفيون العرب: تمردوا
- هموم المغتربين
- وستفيض دموعهم لنصف قرن قادم ... رسالة شكر من مبارك الثاني إل ...
- دموع المصريين تفيض على ضفتي النيل .. رسالة مطوية من مبارك ال ...
- المغتربون العرب والإيدز العصبي
- الموت البطيء بالأمر السامي .. مخالب أمير المؤمنين
- أمريكا .. شيكا بيكا
- صناعة العبودية .. لماذا يحتقرنا الرئيس حسني مبارك؟


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد عبد المجيد - رسالة اعتذار لأبناء الشيخ زايد