أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - جزء من ذاكرة الثورة















المزيد.....

جزء من ذاكرة الثورة


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جزء من ذاكرة الثورة
بات الحديث عن أي تحرك نضالي ضد سلطة الامر الواقع الباجي -المبزع،مثيرا للامبالاة و مضجرا و ربما مقدمة لانفعال غاضب و لردة فعل عنيفة او شتيمة مقضعة. العمل النضالي الذي كان خروجنا اليه ،مناسبة للفرح و إعلانا جديدا للتحرر من قبضة الاستبداد و الاغتراب ،فقد في هذه المرحلة ،مناضليه و ثواره ،بعد أن تقرر الانخراط في المسرح السياسي المحلي،و الاحتكام الى ما يسمى ب"القرار الشعبي"الموصوف بالديمقراطي ،لإنتاج مجلس تأسيسي لمرحلة انتقالية جديدة و نهائية و شرعية خاصة.و عمد الجسم السياسي التونسي الى تبرير هذا الخيار ،باعتباره إفرازا ثوريا لحالة اعتصام القصبة الثاني،و بوصفه مطلبا توافقيا "شعبيا"و ضامنا لتحول ضروري الى مستوى جديد تسوده الشرعية ،و ننتهي بالضرورة من امتداد الفراغ و شيوعه الى بناء مؤسسات تحقق للدولة توازنها و استمرارها. و تشكل راي عام أنضج فكرة الترتيب لدستور جديد ،يؤسس للبديل الجمهوري الديمقراطي ،الوطني و الحر،منفلتا من قيود دستور 1959،و متحررا من التركيبة الاستبدادية و الثقافة الاحتكارية التي أعلنها بورقيبة و واصل الطاغية بن علي تمريرها بقوة الحديد و النار.غير أن مكونات القصبة 2،فاتها أن أية عملية انتخابية ستقودها حكومة يشرف عليها دستوري عريق،ستظل محل تجاذب مستمر ،يضعف الوفاق السياسي بالضرورة و يجْهز على تلك التضامنات الافقية التي تأسست بين المعتصمين. فالباجي قايد السبسي رجل من المرحلة الاستبدادية ،و قد جاء تعيينه في شروط تاريخية محددة ،اتسمت بزيارة الأمريكي فيلتمان،و ما تبعها من استقالة الغنوشي -الشابي-ابراهيم.و الباجي قايد السبسي ايضا لم يكن مطلب الجماهير المعتصمة و لا عموم الشعب التونسي ،ما يجعل توزيره و تحمله للمسؤولية خطرا بالضرورة. و قد برزت منذ الأيام الأولى خطوات غير مطمئنة من الرجل أهمها على الإطلاق فكرة المرسوم القاضي بالمزاوجة القسرية بين المجلس الثوري و الهيئة الالتفافية .المجلس الوطني لحماية الثورة الذي كان نصير الثورة و الثوار ،تم دمجه مع جهة بورجوازية يشرف عليها الليببرالي الفكر و الهوى عياض بن عاشور و رجل فرنسا و عضدها "فينا".و هو الذي تحدث للجزيرة القطرية في 12جانفي ليبارك بطريقة أو بأخرى "الانفراج السياسي الذي سمح به بن علي"منضما الى حفلة الشابي -ابراهيم (الغنوشي لاحقا).و خلافا لكل المعقول ،فقد تاسست الهيئة الجديدة المناط ب"حكمتها"تحقيق آمال تونس في "حماية الثورة".و حصل أن تهافت على الانضمام إليها أغلب مكونات المجلس الوطني لحماية الثورة،زائدا الشابي-إبراهيم. نسي الرفيق شكري بلعيد و الرفيق عبد الرزاق الهمامي و الرفيق محمد الكيلاني أن الهيئة تضم حركة النهضة،لم يشكل ذلك صدمة لوعيهم النضالي و الثوري،لم يدلّ مثلا على أن السبسي بضمه للنهضة و اليسار معا،يقضي عليهما في الآن نفسه. تركوا خلفهم كل مقولاتهم السابقة،و أعلنوا جميعا أن النهضة في النهاية حزب تونسي،و أنها تقع في الحقل الموضوعي المشترك و أنها ضرورة .و برروا و تناقضوا مع كل ماضيهم و مع كل أطروحاتهم و مع كل كتبهم و كل تعاملهم مع الشيطان ضد الاسلام السياسي. و ذلك ليس لأنهم غيورون على تونس،و ليس لكونهم انتقلوا من حالة التنظير الى حالة البراكسيس،و ليس لرغبة منهم في التوافق مع الجمع،بل لأنهم بحّاثون عن المواقع ،مجرد حفنة من الراكبين على ضجرهم و السابحين في بحر دموعنا ،متجهين الى المواقع لملئها و الى الكراسي لممارسة الامتطاء عليها و علينا ضمنا. سقطت كل عناوينهم ،و تمايلت حتى الانهيار عباراتهم الثورية المغلفة بالخداع و المتأسسة على الكراهية لا على المشروع الوطني .و عنى ذلك أن الباجي -المبزع ،و بعدقضائه على الشابي-ابراهيم -الغنوشي،و من وراءهم مثل مرجان و جغام ،انتقل الى مكونات الدومينو ليسقطها حجرا حجرا. المؤتمر أولا ،فتعرى المرزوقي حتى من ورقة توته ، و فر الى حضن النهضة ليقاسمها قميص عثمان و يغطي عورته و سوءه.ثم بن جعفر،الذي فقد تشخيص الطبيب الماهر ،و سال لعاب الانتهازية فيه ،فولى دون تفكير منخرطا في الهوس بالكرسي،و أجلس على مساميره خليل الزاوية.ثم جاء دور الرفاق ،الكيلاني الذي أرسل موفده :شيخنا نوفل الزيادي،"وفقه الله"ليمثله هناك،و بايع شكري بلعيد نفسه و أوفدها ،و نادى الرفيق عبد الرزاق محمد جمور و عزاه...و قالوا سنقاومهم في عقر دار خلافتهم.ثم قتلوا الحرف الثوري و ركبوا صمتهم و قصفوا صوتهم. و بقي الرفيق حمة الهمامي يوهمنا بأنه وحيد خارج السرب ،حتى و إن كان كمال الجندوبي و مختار الطريفي و العياشي الهمامي هناك.و غيرهم كثيرون يا حمة.جميعهم مضى الى هيئة بن عاشور الفرنسي،و الامبريالي ،و هذا هو بيت النص.و تركوا الميدان ،و فروا الى مؤتمرات يعقدونها و حملة انتخابات يخوضونها قبل موعدها و ربما لن تكون الانتخابات و لا حملتها أصلا. انطلقوا فرادى في عقد اجتماعات عامة ، صرخوا خلالها بأنهم حماة الثورة ،أنتجوا أصواتا عالية ،صاحوا في وجوهنا ،ملؤوها بصاقا و عربدة،و سافروا الى مركب ثقافي جديد ليكرروا بصاقهم و يجتروا عباراتهم ،و ليس من راع للبقر.و يوم 6 ماي ،نال الجمهور المتظاهر من الركل و اللكم ما يشفي غليل الباجي-المبزع-البوليس-رشيد عمار،و نقلت التلفزات مشاهد الحرب ضد الجمهور،فيما تولت امبراطورية التبرير و التدجيل إرهاقنا بببيانات نتنة و متعفنة ،أردت ما تبقى من كرامة كاتبيها قتيلة.يوم 6 ماي أعلن معسكر الكومبرادور التابع و الخائن،أن عصا الاستبداد استغلت الفراغ الثوري و تمكنت من ترميم دمارها لتعود الغازات المسيلة للدموع ،و عصا البوليس المتوثبة لجسد ريم العروسي،و عودة الباجي الى مرحلة الستينات لاستحضار خطاب استعلائي قديم :خطاب ميتة،تفوح منه نتونة الضمير،و موت الشرف.فتصدى لجمهور الثورة مستعينا بشتم أحد أركان نظامه،ليستبيح دمائنا. و لم يكن ليفعل أيا من ذاك لولا أن أحزابنا الثورية و قادتها الثوريين ،تناسوا اشتراطات استكمال المهام الثورية ،و تنادوا بعقلية يمينية فاجرة الى اللعبة السياسية ،و تبولوا جميعا على النضال ،و خصوا أنفسهم و اعتقلوا عباراتهم و صاحوا فينا،هذا الاولي و ذاك الرئيسي،و هذا تكيتيك و ذاك استراتيجي،عادوا ليقذفونا بحجارة من تبرير ،و تواصوا على الثورة بالتملص من المسؤولية . ثم انهاروا تحت تخويف الباجي -رشيد عمار،و قتلوا فيهم الثورة.و انكشف نهائيا ،أن الانتخابات كما يفهمها الجاكم التونسي الباجي-المبزع مجرد سراب يغري المرء بقرب موعد إشباع عطشه ،و يخفي عنه موتا حتميا بعد حين.و أرى أننا إن واصلنا عبادة هذه الرموز السياسية ،سنموت بعد قليل .و الموت هنا،يدل على عودة العقلية الاستبدادية لتحكم ما تبقى فينا من وجود.أكاد في هذا النص أخاطب رفاقا معينين ،ممن ينهمكون في الكتابة أو الانتروبولوجيا أو ملاحقة درس لا ينفك يفر،في مدارس مجاز الباب،او ذاك المؤتمِر هنا قريبا مني. أخاطبهم لنخرج الى التاريخ ،نصيح وحدنا بأن الشعب قد غدر مجددا ،و أن حفنة التبرير و
...حفلة الاستبداد أمضتا على القرار.و أن لا خلاص غير الثورة من جديد
ــــــــــ
تونس ـ قلعة سنان
الأحد ـ 05 ـ جوان ـ 2011
رضـــا كــــــارم



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - جزء من ذاكرة الثورة