أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود زعرور - أوراق الأسد














المزيد.....

أوراق الأسد


محمود زعرور

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 20:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل بقي لبشار الأسد من أوراق يعتمد عليها لإسناد نظامه الذي أوشك على السقوط ، بعد تعاظم الثورة عليه داخلياً، والعقوبات الأوربية والأمريكية خارجياً؟
على الصعيد الداخلي، وعندما لم يفلح في إخماد ثورة الشعب لجأ إلى محاولة اللعب بالورقة الطائفية ، لكنه قوبل بمظاهرات السوريين وهي تعم كل المدن والقرى، وقد انخرط فيها شباب وشابات يمثلون كل ألوان الطيف الوطني، وتعدده القومي والديني والاجتماعي، وهم يؤكدون على وحدتهم الوطنية، ورافضين لكل ما يطعن في اندماجهم، مقدمين مطلب الحرية كهدف وحيد ومشترك.
ثم حاول رشوة الأكراد بالجنسية، التي حرموا منها ظلماً، أملاً منه في تحييدهم، وبث روح الشقاق في حركة الانتفاضة الشاملة، لكنهم لم يتأخروا في الاحتجاج مؤكدين أن الجنسية لا تعني شيئاً في ظل غياب حريتهم.
كما فشلت كل أساليب جر الانتفاضة إلى اللجوء إلى العنف، وإغرائها بالاقتتال لآن الشباب السوري تمسك بالأسلوب السلمي للتظاهر، كوسيلة وحيدة تعكس قوة الإرادة على بذل كل التضحيات مهما تعاظمت أمام القمع الدموي الممنهج من قتل وحصار واعتقالات لم تتوقف أبداً بالرغم من كل ما صدر من إجراءات تمثلت في صدور ( العفو ) ، أو أحاديث عن ( حوار ) تعد له لجان وهيئات وأهداف مختلفة ومتنوعة.
الورقة الأشهر في حسابات النظام السوري، أعني بها ورقة ( الممانعة )، أو ( مقاومة ) إسرائيل التي تم استخدامها لسنوات وعقود، من أجل تزييف حقيقته، تم فضحها وإسقاطها عبر تصريحات رامي مخلوف، التي حاول فيها إرسال رسالة واضحة تطلب الدعم من أجل تبادل الحماية، وكان لبيانات الكتاب والمثقفين العرب، التي تعددت، وتتابعت، منددة بالقمع الهمجي الذي يطال الشعب السوري تحت ذريعة ( مجابهة المؤامرة ) على دولة ( الصمود )، وبخاصة بيان الكتاب والمثقفين الفلسطينيين ( وهم أصحاب القضية المباشرين ) الذين تضامنوا مع مطالب الشعب السوري، الصفعة الأشد وضوحاً لطروحاته المتهاوية، والتي أكدت انكشاف أقنعته ومساحيقه التي لم تعد قادرة على تجميل حيل المساومة والابتزاز.
إقليمياً، وعلى صعيد حلفائه كان أشد منتقديه هم الأتراك، حيث تنبئ كل الدلائل عن قرب حدوث قطيعة مرتقبة، نظراً لرفض النظام ما يسميه ( تدخلاً ) في شؤونه الداخلية.
أوربياً، وبعد العقوبات المتلاحقة والتي طالت الأسد شخصياً تبين أن الرئيس الفرنسي ساركوزي كان من أكثر المتحمسين في دعم القرارات المتخذة، ربما من أجل أن يكفر عن أخطائه السابقة، التي تجسدت بكون فرنسا في عهده، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات، الدولة الأوربية الوحيدة التي بدأت بكسر طوق العزلة الذي فرضه المجتمع الدولي على النظام السوري في ظل سياسة الهيمنة التي مارسها على لبنان، وبعد الحديث عن دوره في الاغتيالات السياسية الشهيرة، والتي لا زالت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان منهمكة في النظر بقضاياها.

هل ما زال نظام الأسد يفكر في الاستمرار بالحل الأمني عبر القمع الدموي واستخدام العنف المفرط وحصار المدن والاعتقالات ، هذا الأسلوب الذي ثبت فشله أمام إصرار الثورة السورية على المضي قدماً، رغم التضحيات الأسطورية التي لا زال الشعب يقدمها قرباناً مقدساً لخلاصه، أم أن خديعة ( الحوار ) لا زالت قيد التجريب؟ رغم أن عهدي الأب والابن، على حد سواء، وفي فترات مختلفة، قد حفلا بهكذا مسرحيات مخادعة، ولم يعد أحد يقبل أن يجرب المجرب!
اللافت في الأمر هنا، أن عروض ما يسمى بالحوار افتقرت إلى الجدية، لآنها لم تنطلق من المشكلات والأزمات المزمنة، بحيث بقيت في إطار ( لقاءات )، وهي في الحقيقة استدعاءات لشخصيات، كان الهدف منها شراء الوقت أولاً، وثانياً إيهام الداخل والخارج بأن النظام السوري يريد ( الحوار )، لكن ( الجماعات المتآمرة ) لا تريد إلا
( التخريب والفوضى ).

وعندما انكشف دور تلك المسرحيات ، تم اللجوء إلى جلب ( وفود ) لتقدم بعض طلباتها المتعلقة بالخدمات وسواها، وهذا يبرهن على تجاهل الأسباب العميقة للمعضلة السورية، وعدم الاقتراب منها، وأعني بها النهج ذاته، نهج نظام الاستبداد والتسلط المتمثل بالمحاولات الدائمة منذ عقود لخنق أي تطلع شعبي نحو الحرية، وإقصاء أي تعبير سياسي معارض، وقد تكفل إعلامه الرسمي على ترديد معزوفة غياب المعارضة، أو غياب برنامج أو انتفاء رؤية بديلة، وقد تناسى هذا الإعلام أن في الساحة السورية أحزاباً سبقت نشوء البعث نفسه، وإذا حصرنا الحديث في عهد الأسد الأب، فيكفي الإشارة إلى التجمع الوطني الديمقراطي، الذي ظهر من تحالف عدة أحزاب وطنية وديمقراطية عام 1979، أما في عهد الأسد الابن ، فإن تجمع إعلان دمشق الذي لاقت رموزه وقياداته من القمع والاعتقال والملاحقة، من أجل اسكات صوتها، وإدامة مملكة الصمت، على حد تعبير المناضل الوطني والديمقراطي الأشهر في سوريا، رياض الترك، ما يبرهن على استمرار نهج النظام، في عهديه، لدى الأب والابن، معاً، في القمع حيناً، وفي التضليل حيناً آخر، أو في الاثنين معاً.
لكن، يمكن القول، هنا، وبوثوق، بأن ما كان يصلح في السابق، قد فقد نجاعته الآن، لآن أوراق الأسد قد ذوت، وقد أطاح بها شباب سوريا الذي يمضي في طريقه نحو الحرية.



#محمود_زعرور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء ودخان .. جوهر الإصلاح السوري
- ردود وأضاع حاسمة في الحدث السوري
- النظام السوري بين بلاغة الإصلاح ومواجهة التغيير
- سوريا وتحديات التغيير
- لبنان وتعزيز خيار الدولة
- لبنان يخاطب العالم موحدا
- اغتيال جبران تويني استهداف لقيم الاستقلال ومعرفةالحقيقة
- نظرة في تقرير ميليس وتداعياته
- اغتيال جورج حاوي استهداف لخيار التغيير
- سورية وسياسة تبديد الفرص ... انسحاب تحت الضغط
- الانتخابات العراقية ومهام بناء عراق ديمقراطي تعددي
- مشروع البرنامج السياسي للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي ...
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان-الاعتصام السلمي في سورية وضرورة ...
- محمود درويش أو المطلق الأزرق متوجآ
- المشروع الفلسطيني بعد غياب عرفات
- نظرة في أزمة الثمانينيات في سورية / بدر الدين شنن وكتاب - ال ...
- أمطار صيفية- قصة
- الديمقراطية وتفكيك التوحيد


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود زعرور - أوراق الأسد