صايم محمد الجزائري
الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 15:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الثورات كالأفكار لا شيء يُبقي عليها ويحتفظ لها ببريقها وإشتعال جذوتها أكثر من تصديرها ..لأن ذلك يعطي مايشبه العمق الاستراتيجي لها والدفاع عن الاطراف هو دوما اسهل من الدفاع عن المركز حتى في الأفكار ..والصراع المحموم الحاصل الان في العالم هو صراع لبسط الأفكار والقيم هو صراع من أجل البقاء أيضا لأن حياة الأمم مرتبطة بحياة قيمها وفلسفتها في الحياة
صحيح ان هذا الصراع أزلي ولطالما تصارعت الأفكار وأنتجت صراعا للإرادات لكن في عالم أحادي الأقطاب تتجه كل التغييرات في إتجاه واحد, إتجاه يفتح الطريق لانتشار قيم الديمقراطية الغربية . ومع أنها ليست الحل الأمثل ولا الوحيد لكنها أصبحت كمسكن الالام الذي يوصف لكل الأوجاع على الرغم من اختلاف طبيعة الشعوب ..قامت الثورات العربية بعقلية القطيع كما يقول" غوسطاف لو بون " قيمها أنتجها العقل الجمعي المتحرر من كل مايقيد الأفراد .لكنها ستتجه حتما للشخصنة ومصيرها في يد مجموعة صغيرة ,وعند إنحسار العقل الجمعي ستتقزم الثورات سنكتشف ان الثورة لا تكفي وحدها بل عظمتها في ما تفرزه من خلخلة في الذهنيات وإقناع الأمة بمشروع للنهضة والحضارة ,لا بتوفير الحرية والثرثرة غير ان هذا بعيد المنال الان لأن الظاهر والحالة هذه أن المصير المحتوم لابد ان يُواجه ومتى استمر الإعتقاد ان حرية التعبير واليمقراطية هي حضارة -بينما هي من افرازات الحضارة -فسيستمرمعه البقاء تحت رحمة اصحاب هذه القيم لانهم كسبوا الجولة واخيرا إن لقمة العيش هي نتاج حضارة قبل ان تكون نتاج حرية فلنبني حضارة اولا ولنتحرر كنتاج لها
#صايم_محمد_الجزائري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟