أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - أحمد الجلبي يغرد خارج السرب دائما !















المزيد.....

أحمد الجلبي يغرد خارج السرب دائما !


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 10:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


احمد الجلبي اشبه بالمحراث ، فكلما يسكن العنف في العراق وتخف وطأته يحرث رماده كمحراث متواري خلف كثبان الكتل السياسية الدينية بعد أن تأكد انه افلس سياسيا بالتمام والكمال من هويته العلمانية ، فلاذ بين صفوف الأحزاب الدينية ، ليعيد لنفسه بعضا من جاه ومجد سياسي كان قد ألبسه أياه الأمريكان عندما اصدروا قانون تحرير العراق ، وسيدوه عليه بتخصيص مبلغ مقداره قرابة المائة مليون دولا وذلك في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلنتون عام 1998.
ومنذ ذلك اليوم والجلبي يبحث عن موطىء قدم يكون فيه صاحب سلطان على العراق ، ليواجه به فضيحة بنك البتراء وما ترتب عليها من ملاحقات قانونية ضده من قبل الأردن ، وكلما اقترب من هدفه ليكون في القمة يسقط منها الى القاع .

مرات عديدة تلك التي استقر فيها الجلبي في قاع القمم ليبدأ من جديد في دفع قدره المنكود الى القمة وكأنه سيزيف بثوب حربائي وقناع شيطاني .
أول ثيابه الحربائية كانت يوم أوهم الأمريكان بأنهم حين يغزون العراق سيفرش لهم الشعب العراقي الشوارع بالورود ، وطبعا لم يحدث ذلك ، إلا من قبله ومن على شاكلته .

حاول ان يرتقي القمة من الناصرية في بداية الأحتلال تحت العنوان العشائري ولم يفلح ، فهوى الى القاع ، وحاول من جديد حين أقترب من بول بريمر ولم ينجح , وجدد محاولته الصعود للقمة عندما دخل الأنتخابات البرلمانية بقائمة مستقلة ، فهوى الى القاع من جديد وخرج من المولد بلا حمص ، ثم ركب الموجة الطائفية وشكل ( البيت الشيعي ) مع النائبة السابقه سلامه الخفاجي الذي لم يعمر طويلا ، فهوى الى القاع من جديد بعد أن وضعا كلاهما العراق في فوهة المدفع الطائفي .
ثم تزامل مع ايران على حساب الصديق القديم أمريكا التي تركته على قارعة الطريق يبحث عن كثيب يحتمي به ، عله يجدد الصعود من جديد ، فوجده في الائتلاف الوطني العراقي ، وهو الأن أحد قياديه بعد ان تضامن مع التيار الصدري والمجلس الأسلامي وحركة الأصلاح . وقد رشحته كتلته ليكون وزيرا للداخلية ، وهو يعمل المستحيل ليحقق هدفه من خلال ترئسه للجنة اجتثاث البعث ومن ثم شدد من طموحه ليكون وزيرا للداخلية ، وتعود اهليته بذلك الى مصادرته ومن ثم امتلاكه أراشيف دوائر الأمن الصدامي بعد السقوط .

التضامن مع شعب البحرين

في غمرة الحراك الجماهيري في العديد من البلدان العربية ومنها العراق كانت البحرين ، ميدان لصراع سلمي بين الملك والجماهير من اجل اجراء تغييرات في بنيوية المملكة البحرانية أهمها ان تكون البحرين ملكية دستورية بالأضافة الى مطالب أخرى حملتها الجماهير على واجهة حراكها الذي استقطب الشباب البحراني في دواراللؤلؤة الشهيد .

وقد تضامنت العديد من القوى الوطنية العراقية مع ذلك الحراك الذي جرى في البحرين من منطلق الحرص على نجاحه وديمومته بذلك الطابع السلمي الذي ابتدأ به ، ولما تحول الى الطابع العنفي من قبل الحكومة احتجت هذه القوى بقوة ضد ممارسة الحكومة البحرانية لذلك العنف المرفوض .

لقد سار ذلك الحراك الجماهيري بشكل متوازن ، وكان يمكن ان يحقق نتائج مفيدة للشعب البحراني ، لولا أن ركبت هذا الحراك الموجة الطائفية متغلبتا على الهاجس الوطني ، رغم ان الجماهير كانت تهتف في بداية حراكها لما سعت الحكومة الى اتهام هذا الحراك بالطائفية ( أخوان سنه وشيعه ، هذه الوطن منبيعه ) .
ولما طغى النفس الطائفي على الحراك ، والذي قاده الداعية الشيعي حسين المشيمع ، أعطى ذلك مبررا للحكومة البحرانية للتعامل مع الحراك على أساس طائفي .
أن البيان الذي اصدره الشاعر البحريني قاسم حداد وزميله القاص البحريني أمين صالح عبر بكل وضوح عن حدوث ذلك حين قالا " حاولنا أن نكون صادقين مع انفسنا ، مع قيمنا ومبادئنا وأفكارنا ، لهذا لم نروج يوما لتعاليم سلطة او نظام أو حزب او تيار ديني ... ولعل أشد ما يقلقنا هو التوظيف الديني ، المتطرف والمتعصب الذي يجري التسابق به في مجمل المشهد ، فنحن لا نرى في ذلك وسيلة أو حلا أو افقا لمشكلات حياتنا " . ثم يضيفا في البيان " لا نريد لهذه الأحتجاجات الشعبية التي تديرها التيارات الدينية الطائفية ـ فتحرف المطالب وتشوه الحقوق " . ثم يختما بيانهما بالقول " نحن كأفراد نرى الهاوية أمامنا ، فاغرة الأشداق ، فنلتمس من الجميع أن يحذر وينتبه ، هذه الأرض لا تحتاج الى دماء " .

وعندما حدث ما حدث وتجيشت دول الخليج لنصرة ملك البحرين ليس فقط من منطلق طائفي على خلفية القول الشائع ( انصر أخاك ضالما او مظلوما ) ، ولكن وهو الأهم من منطلق التصدي لاي حراك جماهيري يمكن أن يحدث لاحقا في الخليج وهو يطالب بالتغيير او غيره ، لأنه أذا ما نجح ذلك الحراك ، فسوف يشمل دول الخليج كلها ، وهذا ما لا تريده السعودية ولا غيرها من تلك الدول أن يحدث .
وقد ادركت الحكومة العراقية مضاعفات التعاطي مع القضية البحرانية من منطلق طائفي لأنه يترك بصماته غير الودودة من قبل دول الخليج التي نحن بأمس الحاجة الى تعاونها في مجال اعمار العراق . لذا فقد استطاعت الدبلوماسية العراقية امتصاص ردود الفعل التي جاءت من دول الخليج على أثر تصريحات عدد من البرلمانيين العراقيين المعادية للبحرين وتعطيل اطارهم البرلماني لمدة عشرة احتجاجا على ما حدث فيها عندما دخلت القوات السعودية والأماراتية لمساعدة الملك في اخماد انتفاضة الشعب البحراني .

الآن وبعد الهدوء النسبي الذي ساد اجواء العلاقات الثنائية بين العراق ومملكة البحرين وبقية دول الخليج ، بعد وصولها الى حدود القطيعة ، يطلع علينا احمد الجلبي ليشهر محراثه الطائفي من خلال سفينته ( رقيه ) ممثلة لقافلة ( المختار ) التي كان يزمع ارسالها الى البحرين ، على غرار سفن الأغاثة الدولية التي توجهت الى قطاع غزه والتي استوقفتها القوات الأسرائيلة بقوة السلاح بحجة دخولها المياه الأقليمية الأسرائيلة بدون أذن مسبق .

ماذا يريد أن يقول السيد احمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني عند قيامه بهذه السيناريو ؟ هل يريد أن يثبت انه ملكي أكثر من الملك ؟ فيرسل باخرة تحشد على ظهرها العشرات ممن اسماهم بالناشطين وهي لم تحصل على أذن من دولة البحرين بالرسو في موانئها . أم انه يستدرج بخته ليصعد الى القمة التي يحلم ، والتي سيكون مصيره قبل بلوغها ، هو القاع كحال محاولاته السابقة . ان الأمر برمته يشير الى أن دولة اقليمية هي التي اعدت هذه المسرحية وقام بأخراجها السيد الجلبي متطوعا من اجل أن يكون . فالوصف الذي ذكره الناطق الأعلامي للقافلة السيد شامل العسكري أكبر من ان تحركه منظمة مجتمع مدني بعينها ، فهو يذكر أن السفينة تحمل على ظهرها "50 طبيبا متطوعا غالبيتهم مختصون في طب الطواريء ومعالجة الكسور ، وما لا يقل عن50 اعلاميا معظمهم يمثلون قنوات فضائية ووكالات أنباء ، وكذلك ناشطون من منظمات مدنية من محافظات مختلفة " مضيفا ان " القافلة تحمل معها الى المواطنين البحرانيين مستشفى ميداني ومصرف دم وجهاز سونار و52 طنا من المواد الطبية " وقد اوضح أن " الأطباء يعتزمون تشكيل غرفة عمليات طبية حال وصول القافلة الى الآراضي البحرينية " .

لابد انها الحكمة والعقلانية والقراءة الصحيحة في مجال السياسة أن منع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ابحار تلك السفينة الى البحرين دون اذن مسبق من الحكومة البحرانية . فقد ذكر السيد الجلبي ذلك في مؤتمر صحفي عقده في ميناء المعقل حيث قال ان " رئيس الوزراء نوري المالكي لم يوافق على خروج قافلة المساعدات التي من المفترض أن تنطلق اليوم ( الخميس ) صوب دولة البحرين " وقد بَيّنَ الجلبي ان " المالكي بعث بزوارق شرطة السواحل العراقية لمنع القافلة من المغادرة " مضيفا أن " المالكي شدد على عدم خروج القافلة إلا بعد استحصال الموافقات الرسمية من الجانب البحريني " وفي ذات الوقت اكد السيد احمد الجلبي من جانبه ان " الملك البحريني هدد بضرب القافلة عند وصولها المياه الأقليمية البحرينية " .
ومهما كانت نويا السيد الجلبي طيبة تجاه الشعب البحريني في اعلان تضامنه معه ، فأنه في ذات الوقت عليه ان يراعي مصلحة الشعب العراقي بمختلف تكويناته وموزائيكه وأن يخضع للطبيعة السياسة الخارجية للعراق.

أن الأجراء الحكومي بمنع قافلة ( المختار ) من مغادرة ميناء المعقل ألا بحصولها على أذن من حكومة البحرين بأمكانية الرسو في موانئها ، لهو اجراء صحيح لا يمكن لأحد ان ينتقده ، لأن النظر الى مصلحة العراق وشعبه تقع في مقدمة الواجبات التي تصدر عمن يتسنمون مكانتا في ادارة العملية السياسية او صنع القرار في العراق .
لذلك على السيد احمد الجلبي أن لا يغرد خارج السرب الرسمي فيزج العراق في دوامة جديدة من المهالك التي سبق وأن اوقع العراق بها .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر الدواء الكي يا شعب العراق !
- انوفهم تشم رائحة اربعة هويات مزورة ولا تشم عطور شهادات نواب ...
- لماذا تتأخر رواتب الأرامل ولا تتأخر رواتب الوزراء والبرلماني ...
- مكاييل حكوميه
- ألا تستحق هذه الفضيحة الأستقالة !؟
- بخدم من هذا التراضق يا ساده ؟؟!!
- يَللي بلبنان الحال من بعضوه
- شر البلية ما يضحك يا سيادة النائب
- ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف
- هل قُتِلَ ابن لادن أم لايزال حيا ؟!
- الصورة
- هل إستقرار العراق محكوم بتقارب العراقية ودولة القانون ؟
- الحزب الشيوعي العراقي يقود العمال الى ساحة التحرير في عيدهم ...
- يا غافلين إلكم الله
- نوازع الحكام كي يبقوا حكاما ... النماذج عديدة
- لجنة النزاهة تكشف عن تحايل حكومي بمبلغ 800 مليون دولار فقط
- هل إستعصى فعلا إيجاد بضعة وزراء ؟!
- ملاذهم نصب الحرية فقط حتى تُسمعْ أصواتهم
- دوار اللؤلؤة قد صار شهيدا
- بلاغ إجتماع لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي الكوردستاني مفعم ...


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - أحمد الجلبي يغرد خارج السرب دائما !