أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطاهر باكري - موسم الرحيل إلى الحدود














المزيد.....

موسم الرحيل إلى الحدود


الطاهر باكري

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 09:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إن الذين يُسْرِفُون في هدر أموال الشعب في الحفلات والسهرات، لا يملكون ذَرَّةً بسيطة من إرادة التغيير والإصلاح. وهؤلاء نفسهم لا يُعِيرُون أدنى اهتمام لحل مشاكلنا الداخلية والخارجية؛ ففي الوقت الذي يعتصم المائات من السكان في مدن متفرقة في الصحراء؛ مطالبين بالعيش الكريم، ويصرخون بحناجرهم المبحوحة في وجه الدولة؛ مطالبين بحقوقهم، تُنَظِّمُ جهات ممانِعة للتغير في المغرب سهرات بحضور "فنانين" يتلقون الملايين مقابل كلمات لا يستحي بعضهم أن يسميها بالكلمة الملتزمة؛ والتي يبيعونها مقابل أموال الشعب؛ فعن أي أغنية ملتزمة يتحدث هؤلاء؟ –رحمة الله على الغناء الملتزم- في ظل هذا الجو المتعكر، أمست إجابة الدولة للذين يطالبون بالعيش الكريم، هي: تفرجوا في "موازين"، و"ﯖُوُلُوا العَامْ زِينْ"، ولا تتمنوا أن يصيبنا ما أصاب "زين العابدين".

بعيدًا عن "موازين"؛ يوجد العشرات ممن رحلوا من منطقة "امحاميد الغزلان" إلى المنطقة الحدودية مع الجزائر الشقيقة –منطقة ازعير-؛ وذلك بحثًا عن العيش الكريم، وفي تيندوف يوجد الآلاف ممن رحلوا من قبل، وهم يعانون الاغتراب الاجتماعي في مخيمات تفتقد إلى أبسط شروط العيش، وفي مدن أخرى في الصحراء، يوجد المائات ممن يعتزمون الرحيل بحثا عن الكرامة المفقودة؛ بسبب تناقضات وطول نزاع الصحراء. كل هذا، ومسؤولونا يمرحون ويلهون في سهرات "موازين"، ويتمايلون شمالا ويمينا؛ تبعا لتمايل مؤخرة "شاكيرا"، تاركين الشعب يبحث عن لقمة عيش، ويكررون معه أحداث "الكوميرة" الدموية سنة 1981؛ وذلك في زمن التغني بالإنصاف والمصالحة، والتغييرات الديمقراطية، والاستثناء المغربي.

قد تكون ثقافة الترحال بحثا عن الكلأ، والماء، والرزق في صحراء الله الواسعة؛ مسألة يفتخر بها من سكنوا الصحراء على مَرِّ التاريخ، ولا يضرهم في شيء أن يسموا رُحَّلًا. كما لا يضرهم أنهم بدو ورعاة؛ لأن من أنبياء الله؛ رعاة هشوا على الغنم بعصيهم لسنوات طوال؛ بيد أن الرحيل هروبا من الفساد، أو من تناقضات نزاع عمر طويلا؛ فأفرز لنا أنواعا وأشكالا من الأعيان والمسؤولين الفاسدين؛ بائعي مواد "الزُّونْ"، وناهبي بطائق الإنعاش، والمغتنين من بيع أشكال وألوان من المحروقات؛ التي لا يحكمها قانون ولا عرف في الصحراء؛ فالرحيل هروبا من وجه الفساد مرفوض، وسوف يظل مرفوضا؛ لأن الصحراء ليست في أصلها أرضا للفساد والتهريب؛ لذلك لن نرحل.


نعم، لن نرحل أبدًا؛ لأن الرُّحَّلَ في الصحراء لم يسجل عليهم التاريخ أن تركوا شياههم وجمالهم عرضة للافتراس من طرف وحوش الصحراء؛ بل قاوموها دوما، وباستماتة، ولا يفرون هربا من تلك الوحوش؛ بل يقاومون ولو بأظافرهم، وينتصرون.

في إطار جدلية الرحيل والعودة، وفي موسم الرحيل إلى الحدود، والاحتجاج الكبير لفئات شعبية مقهورة في الصحراء، نود أن نضع الأصبع على إشكال حقيقي يوضح بجلاء أن الدولة المغربية لا تملك استراتيجية واضحة للتعاطي مع الإشكالات الحقيقة العميقة في الجنوب؛ إذ إن المراهنة على عودة لاجئي تيندوف للمغرب، يقتضي حقيقة حلا سلميا يضمن لهم تقرير مصيرههم بحرية، هذا من الناحية الموضوعية للنزاع. أما إن كنا نريد أن نقنعهم بالعودة على اعتبار أن الصحراء تعيش "استقرارا أمنيا وتتوفر على متطلبات العيش"؛ فذلك يقتضي حل جل الإشكالات والمعضلات الاجتماعية في الصحراء؛ إذ كيف تنادي الدولة بعودة لاجئي تيندوف، وعشرات؛ بل مائات منا، يرحلون؛ إما على شكل خيام متحركة نحو الصحاري –خارج المُدُن- أو أفرادا وجماعات إلى نقط حدودية مع الجزائر، وكثير منهم تخلى عن بطاقته الوطنية؛ ولذلك ماله من دلالة ومعنى عميق في مجال الوطنية.

وحتى لا تصير العودة تناقضا من تناقضات نزاع الصحراء، ومشكلا كبيرا، ينضاف إلى المشاكل الجمة التي يعيشها الجنوب؛ فسيكون على المسؤولين المغاربة أن يشرحوا لنا استراتيجياتهم للتعاطي مع مثل هذه الإشكالات؛ والتي لا مجال للاستهزاء بها، وعلى رأس هؤلاء المسؤولين "توفيق احجيرة" وزير الإسكان المغربي؛ فمطلوب منه اليوم أن يوضح لنا: كيف ستتعاطى وزارته مع مسألة تسكين العائدين، ومنا من ولدوا، ونشؤوا، وترعرعوا في الصحراء، ولا يملكون اليوم سكنا يقيهم برد الشتاء وحر الصيف؟

وفي انتظار جواب "احجيرة"؛ الذي يأتي، وقد لا يأتي، نقول للذين يعتزمون الرحيل هروبا من وجه الفساد، قول ابن الرومي:

ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا



#الطاهر_باكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كجمولة -الضَّاسْرَة- !!
- نيني: نقطة بيضاء في رقعة سوداء
- شرذمة التامك ومرتزقة البوليساريو !!
- البَوْحُ والكِتَابُةُ عَن الصَّحْرَاءِ
- أي موقع للكوركاس في صحراء مابعد التاسع من مارس؟
- قصص قصيرة جدا /عائد إلى المغرب
- مَنْ يَسْعَى لِتَحْويل مُقْتَرَحِ الحُكْمِ الذَّاتِي إلى خُد ...
- دَمَقْرَطَة المناخِ السياسي مفتاح نجاح الجهوية الموسَّعة في ...
- الجريمة الثقافية في الجنوب المغربي: منطقة بويزكارن نموذجًا
- من قتل الصحراوي الناجم الكارحي؟
- مسرحية النزوح وتقوية اقتصاد الريع في الصحراء
- نزاع الصحراء ولعبة -التوريط -
- قضية الصحراء وإشكالية الزمن
- من أجل نقاش هادئ وصريح حول قضية الصحراء
- حرف -تيفيناغ- وجذوره التاريخية
- فصل المقال في مابين -ءايور الأمازيغي- و- أيور العرب- من انفص ...
- ضد الإنتهازية دفاعا عن الأمازيغية
- البوليزاريوا والإستيلاب الفكري للشباب
- مخيمات صحراوية أم معتقلات جزائرية؟
- النكتة السياسية بالمغرب


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطاهر باكري - موسم الرحيل إلى الحدود