|
ألنّحُو السَِياسِي ( باب - لولا )
فرياد إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 01:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم : فرياد إبراهيم – الزبرجد- (لولا) حرف امتناع الجواب لوجود الشرط، . وإختصارا :حرف امتناع لوجود. وهو حرف شرط غير جازم. ومنه قول الشاعر: ولولا تَوقعُ مُعْتَرٍّ فأُرضيَهُ * ما كنت أوثِرُ إتراباً على تَرَبِ أي لولا توقع معتر فإرضاؤه . وقع الفعلُ في موضع اقتضى فيه عطفَه على اسمٍ محضٍ قُدّرت (أَن) بينه. في البيت: كلمة المعتر تعنى: المعوز المحتاج، الفقير، اترب إتراب: إستغنى وكثر ماله ، من المتضادات ، تقول: ترب : عوز وفقر. اي: انه طلب الثراء لمساعدة محتاج ، أو امتنع العوز – وكثر المال- لوجود توقع محتاج. وقال جرير يرثي زوجته : لولا الحياءُ لَعادَني استعبارُ ولَزُرتُ قبرَكِ والحبيبُ يُزارُ ولولا نفط العرب والمنطقة لهلكت امريكا والغرب ، ولولا النفط لما قتل جندي في اوطاننا وعقر دارنا . ولما كان لأسامة بن لادن وجود. و لولا السعودية لنجحت الثورات العربية بلا تأخيرولا عراقيل. و لولا بوتليقة لقضي على القذافي منذ زمن بعيد. ولولا السعودية لما دام حكم مبارك أكثر من عام او عامين. ولولا ايران الدجالين لقامت الديمقراطية في العراق منذ عهد بعيد. ولولا بوتفليقة لاستقر الوضع في تونس بوتيرة اسرع. لولا خوف السعودية من نجاح التجربة الديمقراطية في تونس لما سعت إلى ضم المغرب الى مجلس التعاون الخليجي . ولولا خشية هذا الأخير من شعبه المنتفض لما انضم فورا الى جوقة الخليجيين رغم غرابة الأمر كون المغرب تبعد عن السعودية بعد الضب عن النون . فلولا الخوف لما حصل التقارب. فلولا المغرب فليس من الممكن ان تطال ايادي الأخطبوط السعودي تونس وليبيا المحررة قريبا والتدخل في أمورهما الداخلية . وإدعائهم أن هذا التوسع جاء من أجل خلق جبهة موحدة لصد النظام الأيراني توجه ضعيف . فخوف هؤلاء الحكام من شعوبهم اكبر من التهديد الخارجي دائما. ومن ثم لماذا الآن بالذات؟ أكانت إيران كل هذه الأزمان حملا وديعا؟! ولولا نية تورط آل سعود في شؤون مصر والتدخل في شؤونها الداخلية ، كتدخلها في الشؤون الداخلية للعراق ، لما دفعت السعودية المليارات الى الحكومة المصرية الحالية المؤقتة كرشاوي ولما حرض قوما على قوم ولا يزال يحرض. وسنرى في الايام التالية تدفق مليارات الريالات السعودية – المسروقة من شعبها - على الحكومات الجديدة ما بعد سقوط الطغاة والأوثان. ولولا السعودية لما عانى ويعاني ابناء العراق ، ولولا آل سعود لما سالت دماء العراقيين ثمان سنوات حرب ، ولما فرض عليهم ابشع اصناف الحصار واطوله في التأريخ الحديث (كما أظن ) من قبل اللص الدولي كوفي عنان وشركاته الخاصة المُدارة من قبل ابنه كويو عنان في حكم بل كلنتون الخليع . ولولا ضعف علي صالح لما تقدم النظام السعودي بالوساطة. ولولا رغبة آل السعودية في إنقاذ حليفهم المنهار لما تدخلت حتى لو أبيد الشعب اليمني عن آخرهم. ولولا ضعف وقرب إنهيار علي صالح لما طلب هذا الوساطة. ولولا النفط لكان القذافي في خبر كان منذ الشهر الاول من الثورة الليبية. ولولا ضرب النيتو لما تحطم اسلحة القذافي . ولولا تحطم آلة القذافي العسكرية لما احتاجت الحكومة القادمة الى شراء اسلحة جديدة مقابل العملة الصعبة المغطاة بالذهب الاسود. ولولا إدامة وإطالة الحرب المتعمدة لما تحطم البنيان كله . ولولا تدمير شامل لانتفت الحاجة الى شركات البناء العالمية والتقنية الحديثة الغربية والخبرة والمعلومات المتطورة والأيدي العاملة الفنية المختصة المحتكرة من قبل عالم ما وراء البحار المتقدم . ولو ارادوا وصدقوا لاختصروا الحرب ولزودوا الثواربما يكفي للدفاع والهجوم لأسقاط مجنون باب العزيزية. ولولا الاراضي الليبية والعراقية والأفغانية لما تمكنت الدول المتطورة اجراء تجارب على اسلحة لم تستخدم لحد اليوم والتي لا تعرف عقباها ونتائجها ولامضاعفات إستخدامها لحد الآن. " الحكومة البريطانية مصممة على حماية الشعب الليبي ضد هجمات كتائب القذافي." قالها وزير خارجية بريطانيا (وليم هيك ) في بنغازي اليوم. فلولا هذه الهجمات لأنتفى الحاجة الى ضربات الناتو الجوية. ولولا الناتو لما تدفقت الأسلحة والمرتزقة الى القذافي. ولولا الناتو (NATO ) لما استطاع النظام الليبي الصمود كل هذا الوقت. وتصميم الغرب على حماية الشعب الليبي أمر مريب ومدبر ومخطط له بإحكام ودقة. فلولا إدامة بقاء القذافي لما تهدم وتحطم البنية التحتية للبلاد. كما أسلفت. أي (حدث الهدم لوجود القذافي. ) ففي الحقيقة فالناتو استعمار امريكي موجه من السماء. وصحيح لولا الحماية في البداية لسالت الدماء انهارا في بنغازي. ولكن هل كانت الثورة ستتوقف ؟ أم تزداد ضراوة . انها كانت لتزداد ضراوة حتما. أما ترى أن قاتل أطفال سوريا ابن الجزار، كلما قتل طفلا هنا واجه تحديا ونهضة من عشرة أمثالهم هناك. فلولا وجود الناتو لما صار الأمر الى حالة من الركود والتوكل والمراوحة. كانت كل ليبيا موحدة فانقسمت . ولولا خوف بشّار لما بال على نفسه لدى وصوله خبر إعدام صدام . اي : امتنع عدم البول -ونفي نفي اثبات . اي بال بشّار على نفسه لوجود الخوف .ولما ارسل اسلحة وطيارين الى القذافي على مذهب :عدو شعبه صديقي . ولولا تكبر وتغطرس بشّار لخرج واجتمع بالمعارضة بدلا من أن يشكل لجان نيابة عنه ، أنه يستنكف مستهينا بهذا الشعب العريق الراقي. وبدلا من الأجتماع والإستماع الى صوت المعارضة اجتمع بالفنانين والمغنين من جوقة (دق ورقص ومزيكا )على إيقاع حركات مؤخرة الريس. والله انه غبي ، احلف أن هذا العمل صبياني صرف محظ . أهكذا ربته ام الرئيس قرينة سيادة الريّس ، ألا بئس التربية. ف ( ألا) في الجملة للأبتداء وتفيد التنبيه والتأكيد . و (بئس وأخواتها) ستكون موضوعا منفصلا. لولا جبن بشار لما كلّم الشعب من وراء حجاب إمرأة اسمها (بثينة شعبان ) ولكلم الجمهور وجها لوجه. يقول المثل السائر : رب حمقاء مُنجبَة. ( يقال : انجبت المرأة ، أي : ولدت نجيبا ) . و هذا لا يصح مع بشار. لولا العقول لكان ادنى ضيغم أدنى إلى شرف من القذافي وكذلك أدنى إلى شرف من بشّار قاتل الأطفال! لأول مرة امتنع الشرط والجواب معا بعد ( لولا) لأن هؤلاء الساديين من الحكام لا عقل لهم ولا شرف. وكلاهما اجبن من صافر (هو طائر يتدلى من غصن شجرة منكوساً ويصفر طول الليل مخافة أن ينام فيُؤخذ ) . وكلاهما أفسد من الضبع . واروغ من ثعلب . وأحرص من كلب على جيفة . وأذل من النعل!
4 – 6 - 2011
#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حِكَايَاتُ البُخَلاء
-
النّحو السّياسِي - باب ( لو )
-
خوف الأسد و مخلوف!!
-
سرقات أدبية ل ( جبران خليل جبران)
-
السعودية أم الخبائث
-
أسَامَة بِن لادِن خَدَمَ أمريكا وَخَانَ الإسلام
-
العَرب بين فكّي كمّاشة السّعودي والأيراني
-
كَلامُنَا لَفظٌ مُفيدٌ كَاستَقِم*
-
ومن القول ما أسرّا
-
نِظَام السُعودِية يُعرقل مَسَيرة الثورات العَربيّة
-
سوريا ، من يتآمر على من؟
-
الأكراد أو الكُرد؟
-
إنّ لِلجُّوعِ عَضّة
-
النظام السوري شيمته الكذب والسرقة
-
مَصر بَينَ فكي كماشة الطّنطَاوِي والإخوَان
-
الثورة تكتمل بإسقاط المشير طنطاوي
-
هكذا خاطب الأسد الأغنام
-
حلّ البعث هو الحل لسوريا
-
لأن ألوطن في خطر
-
لأن سوريا لفي خطر !!!
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|