أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - ابليس .... اله اليهود وأعداء يسوع















المزيد.....

ابليس .... اله اليهود وأعداء يسوع


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 17:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
في هذه الدراسة شأن الدراسة السابقة عن ولادة المسيح في بيت لحم الجليل، سنقوم بتفكيك المنظومة اللاهوتية والفلسفية التي تهيمن على الانجيل للوصول الى الحقيقة الموضوعية:
هل اله يسوع هو اله التوراة (يهوه) ام يخالفه؟ لماذا تصر الكنائس جميعها ، كاثوليكية وارثوذكسية وانجيلية على ان اله التوراة (يهوه) هو نفسه اله يسوع؟ رغم تعارضهما الواضح والجلي. ولا يهمني في الحق لومة لائم فانا اعرف ما سيقوله عني السلفيون فقد رد على امثالهم شاعرنا الكبير شاعر العرب الاكبر الجواهري في رباعيته الخالدة يا نديمي في الشطر الاخير يقول مطلعها (يا نديمي عوت ذئاب الكلام حين شمت قتارة من ثريد). وسأرد على كل من شوه المسيحية امثال الاخ عرفه الجبلاوي بتحليل مفصل يستند الى الانجيل مبيناً اكذوبة استحالة الخبز والخمر جوهرياً الى جسد ودم المسيح وهذا نموذج لما دخل المسيحية من وثنية وانا على استعداد ان اضحي بحياتي من اجل حرية الانسان والعدالة الاجتماعية والحقيقة الموضوعية.
جاء في تجربة يسوع مع ابليس في (متى 4/8-11):
(واخذه ابليس (اي اخذ يسوع)) الى جبل عالٍ جداً، فاراه جميع ممالك الدنيا ومجدها وقال له:
(اعطيك هذا كله ان سجدت لي وعبدتني). فاجابه يسوع: (ابتعد عني يا شيطان ! لان الكتاب يقول: للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبد).
من هذا النص الواضح ، يظهر ان المال والسلطة وكل شهوات الجسد هي من ابليس وليس من الله. ولهذا قال المسيح الجليلي في متى (6/ 24):
(لا يقدر احد ان يخدم سيدين، لأنه اما ان يبغض احدهما ويحب الاخر، واما ان يتبع احدهما وينبذ الاخر. فانتم لا تقدرون ان تخدموا الله والمال). وهذا الحديث جزء من الموعظة على الجبل وردت في متى في الاصحاحات 5 و 6 و 7 من الانجيل.
اذن المال والسلطة هما من ابليس في فلسفة العرفان والمسيح الجليلي هو انسان صوفي وشيوعي معاً ولهذا فالشيوعي والصوفي يكونان معارضان دوماً للمال وللسلطة، فيكون ابليس هو ممثلاً للمال وللسلطة معاً ويسميه الرسول بولس (رئيس القوات الشريرة في الفضاء، أي الروح الذي يتحكم الان بالمتمردين على الله) (افسس 2/2).
وفي (يوحنا 8/19) يقول يسوع: (انتم لا تعرفوني ولا تعرفون ابي. ولو عرفتموني لعرفتم ابي) أي ان اله يسوع ليس هو اله اليهود ، فهما متعارضان. ويكمل يسوع في (يوحنا 8/23) موجهاً كلامه مرة ثانية لليهود اعدائه (انتم من اسفل، اما انا فمن فوق. انتم من هذا العالم، وما انا من هذا العالم). الاسفل و (هذا العالم) ، اشارة الى عالم ابليس بما يحتويه من قتل وسفك دماء وعنف وصراع على السلطة والمال).
ويكمل يسوع خطابه الموجه لليهود اعدائه وهم ابناء ابليس قائلاً:
في (يوحنا 8/38) : (انا اتكلم بما رأيت عند ابي، وانتم تعملون بما سمعتم من ابيكم) اب يسوع والهه هو الاب السماوي، ابي الانوار اما اب اليهود حسب النص فهو ابليس (رب الجنود، اله هذا الدهر). ويكمل يسوع حديثه : فقال لهم يسوع: (لو كان الله اباكم لاحببتموني لأني خرجت وجئت من عند الله، وما جئت من تلقاء ذاتي، بل هو الذي ارسلني. لماذا لا تفهمون ما اقوله لكم: لأنكم لا تطيقون ان تسمعوا كلامي. فانتم اولاد ابيكم ابليس، وتريدون ان تتبعوا رغبات ابيكم، هذا الذي كان من البدء قاتلاً. وماثبت على الحق، لأن لاحق فيه. وهو يكذب والكذب في طبعه، لأنه كذاب وابو الكذب) (يوحنا 8/42-46). ونصل الى قمة النص والصراع بين يسوع واعدائه اليهود عندما يقول لهم في يوحنا 15/25 :( ومع ذلك ابغضوني (أي اليهود) وابغضوا ابي. وكان هذا ليتم ما جاء في شريعتهم: ابغضوني بلا سبب). وهكذا نرى من هذا النص الواضح جداً ان اله يسوع ليس هو اله اليهود وان كتابه ليس هو كتاب اليهود، التوراة ، فكلمة الشريعة هنا تشير الى التوراة. اما عبارة (ابغضوني بلا سبب) فهي ترد في (مزمور 35/19): (يا رب لا تدع اعدائي يشتمون بي باطلاً ولا الذي يبغضونني بلا سبب يتغامزون بالعين عليً).
يكتب الاب الدكتور يوسف يمين في كتابه (المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية) وهو كاهن في الكنسية المارونية اللبنانية ودكتوراه في علم الذرة ، ان المسيح على الصليب كما جاء في (مرقس 15/34) قد خاطب ايل اله الكنعانيين الكوني قائلاً: (ايل... ايل.. لمَا شبقتني) ويقول أ.د يوسف يمين ان العبارة ترجمت وقرأت خطأ (الهي.. الهي.. لماذا تركتني) بينما الصحيح هو (ايل.. ايل.. لماش بقتني) أي (ايل.. ايل... كم مجدتني حقاً). الى هنا ينتهي كلام أ.د يوسف يمين. وهذا الشرح من قبله يتطابق تماماً مع لاهوت المسيح في انجيل يوحنا واليكم الشواهد:
في (يوحنا 5/22 و 23) : (والاب لا يدين بنفسه احداً لأنه جعل الدينونة كلها للابن، حتى يمجد جميع الناس الابن، كما يمجدون الاب، من لا يمجد الابن، لا يمجد الاب الذي ارسله). وجاء في يوحنا (12/ 27-29) : (الان نفسي مضطربة، فماذا أقول؟ هل اقول: يا ابي، نجني من هذه الساعة؟ ولكنني لهذا جئت. يا ابي، مجد اسمك) فقال صرت من السماء: (مجدتك وسأمجده) فسمعه الحاضرون، فقالوا: (هذا صوت رعد) وقال بعضهم: (كلمه ملاك). وفي يوحنا 16/14 (سيمجدني لأن يأخذ كلامي ويقوله لكم).
ونصل الى الذروة ، الى قمة التمجيد المتبادل بين الاب والابن بين يسوع و الاب السماوي الذي كان يدعوه يسوع (ابا) أي كنداء الطفل لابيه (بابا) هذا التمجيد المتبادل تم عند موت يسوع على الصليب. نقرأ في يوحنا 17/5:
(وبعد هذا الكلام، رفع يسوع عينيه الى السماء وقال: (يا ابي جاءت الساعة: مجد ابنك ليمجدك ابنك بما اعطيته من سلطان على جميع البشر حتى يهب الحياة الابدية لمن وهبتهم له. والحياة الابدية هي ان يعرفوك انت الاله الحق وحدك ويعرفوا يسوع المسيح الذي ارسلته. انا مجدتك في الارض حين اتممت العمل الذي اعطيتني لأعمله. فمجدني الان يا ابي عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل ان يكون العالم). يسمي يسوع الحق بـ (الاب، الاب السماوي، ابا) وهو كما واضح القاب وليس اسم شخصي تشير الى العلاقة المتبادلة بينهما فالعلاقة في المسيحية بين الله وبين المسيحي المؤمن هي علاقة الاب بالابن كما يطلق الرسول يعقوب في رسالته على اله يسوع لقب (ابي الانوار) (يعقوب 1/17) وهو من المصطلحات الغنوصية التي اطلقتها الكنيسة على الاب السماوي اله المحبة.
اما اله التوراة فهو الاله المقاتل قائد الجيوش ، الاله المتعطش للانتقام والدماء هو (رب الجنود) و (اله هذا الدهر) نقرأ في الرسالة الثانية للرسول بولس الى مؤمنين كنيسة كورنتوس 4/4 (ولكن ان كان انجلينا مكتوماً، فانه مكتوم في الهالكين، الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة مجد المسيح) واله هذا الدهر واضح من النص انه ابليس فاذا عدنا الى سفر أشعيا في التوراة (40/28)
(اما عرفت ام لم تسمع؟ اله الدهر، الرب خالق اطراف الارض لا يكل ولا يعيا). من المقابلة بين النصين يظهر ان (اله هذا الدهر) هو نفسه (يهوه) اله اليهود وهو ابليس وبذلك يتطابق الرسول بولس في تعليمه مع تعليم معلمه المسيح الجليلي في النظر الى اله اليهود باعتباره ابليس فمن اين جاءت الكنائس بالمطابقة بين (يهوه) و (الاب السماوي)؟ هذا يظهر تأثير اليهود والدين اليهودي والشريعة اليهودية ويظهر تأثيرها المدمر على المسيحية و تأثير الغرب الرأسمالي و اليهودي-الصهيوني والحركة الماسونية في الزمن الحاضر وارتباطهم بالكنائس المسيحية الصهيونية مثل كنسية جورج بوش. وبالتالي الكنائس حالياً نسفت كل الاساس الفكري واللاهوتي الذي قامت عليه حركة يسوع الناصري، المسيح الجليلي، واستبدلته بمسيح التوراة القاتل والغيور.
في الختام.. هناك مهمة تاريخية وفكرية وثقافية ونضالية ضخمة تقوم على عاتق المثقفين المتنورين والعلمانيين والشيوعيين واصحاب مدرسة العرفان والاكاديميين والمفكرين وجميع الشرفاء وعلى رأسهم المفكر والباحث فراس السواحَ والذي فتح بمؤلفاته الباب لهذا الجدال الفكري. ان يقوموا بدراسات لاهوتية ونقدية وتاريخية ليبنوا الضلالة التي وقعت فيها الكنائس في القرن الرابع الميلادي بعد دخول الملك قسطنطين الوثني في المسيحية في محاولة للحفاظ على الدولة الرومانية، وما نتج عنه من تحالف شيطاني بين سلطة المال وسلطة الدولة وسلطة الكهنوت المسيحي، انتج مسيحية مشوهة شبه وثنية تبنت لقانون الايمان النيقاوي الذي اسس لثقافة الكره والاقصاء والعنف، وبالتالي تبنت الكنسية عقائد منافية ومخالفة لنص الانجيل كما رأينا، وحاربت وقتلت كل المعارضين لها ودفع مسيحييوا الشرق ولازالوا يدفعون الثمن غالياً. ختاماً اقول (تعرفون الحق والحق يحرركم) يوحنا 8/32



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين شيوعية الاحرار وشيوعية العبيد
- كشكول شيوعي
- المسيح ولد في الجليل لا في اليهودية
- الحزب الشيوعي العراقي والاقليات
- العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين
- هل كتب داود المزامير ؟
- جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم
- أوثان الشيوعيين
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين ؟!


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - ابليس .... اله اليهود وأعداء يسوع