أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي؟















المزيد.....

لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1009 - 2004 / 11 / 6 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجهت منظمات المجتمع المدني العراقية، بالإضافة إلى جمع من المثقفين العراقيين والعرب الأحرار، نداءً إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان، ناشدته فيه "بمطالبة حكومات الدول المحيطة بالعراق وكذلك الحكومة الفرنسية... بالكف عن التدخل في الشأن العراقي..". وربما ليس من باب الصدف أن تزامن صدور هذا النداء مع نداء آخر أصدره المثقفون الليبراليون إلى مجلس الأمن الدولي لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الإرهابيين وفقهاء الإرهاب الذين يقفون وراءهم من أمثال القرضاوي. فكما ينشط معسكر الشر في جميع مكوناته، كذلك ينشط معسكر الخير في جميع مكوناته أيضاً لإلحاق الهزيمة بالشر.
فلو أمعنا النظر لوجدنا أن هناك انسجاماً وتناغماً بين الإرهابيين وأئمتهم من جهة والحكومة الفرنسية وعدد من دول الجوار من جهة أخرى ضد العراق. إذ هناك حملة دولية منظمة تظم تحالفاً متناقضاً في جميع مكوناته لا يجمعها جامع سوى هدف واحد وهو إفشال العملية الديمقراطية في العراق نكاية بأمريكا وعلى حساب الشعب العراقي.
فحتى أعداء صدام حسين السابقين مثل النظامين الإيراني والسوري التقيا في الأهداف الآنية، مع منظمة القاعدة الإرهابية وفلول النظام الساقط في تحالف غير مقدس لإغراق العراق في فوضى شاملة بغية إجبار قوات التحالف على الانسحاب من العراق وبالتالي تمهيد الطريق لعودة حكم صدام حسين. فبالنسبة لإيران وسوريا، حكومة عراقية ضعيفة يرأسها صدام حسين وعراق فقير مضعضع اقتصادياً أفضل لهم بكثير من عراق ديمقراطي مزدهر.
أما علاقة الحكومة الفرنسية مع نظام البعث المقبور فمعروفة للقاصي والداني وقد بدأت منذ اغتصاب البعث للسلطة للمرة الثانية عام 1968. فعندما أممت حكومة البعث النفط استثنت حصة فرنسا من التأميم. وقد دفع صدام مئات الملايين من الدولارات من أموال الشعب العراقي لدعم شيراك في حملاته الانتخابية، وكان البعثيون يقولنها علناً في السبعينات أن جاك شيراك هو الصديق الشخصي "للسيد النائب". ولهذا السبب، بذل شيراك وحكومته قصارى الجهد لمنع الحرب على صدام حسين وهدد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يصدره مجلس الأمن الدولي لإسقاط النظام الفاشي في العراق. والجدير بالذكر أن شيراك هذا سيقدم إلى المحاكم بعد انتهاء فترة رئاسته بتهمة الرشوة والفساد.

وبعد سقوط النظام الفاشي، واصلت الحكومة الفرنسية محاولاتها بمختلف الطرق الخبيثة لإفشال تحرير العراق. فتارة تطالب بانسحاب القوات الأمريكية بكاءً على السيادة الوطنية العراقية، وتارة تطالب بمشاركة البعثيين في الحكم، وأخرى تبذل مساعي محمومة لعقد مؤتمرات تظم فرق الإرهاب المسلحة التي تقتل العراقيين بدعوى أنها تمثل (فصائل المجتمع المدني).

لقد أصبحت العاصمة الفرنسية بؤرة لتجمع أنصار النظام الساقط ونشاطاتهم المسعورة وتصرف عليهم الملايين في الدعاية وتنظيم الاجتماعات واللقاءات المشبوهة من أجل إرباك الوضع في العراق. ولما فشلت في فرنسا في مشاركة جماعات القتل في مؤتمر شرم الشيخ المقرر عقده يومي 22 -23 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث أصرت الحكومة العراقية أن هذا المؤتمر هو للحكومات فقط، لجأت الحكومة الفرنسية تدعمها الحكومة المصرية إلى تنظيم مؤتمر خاص للمجتمع المدني العراقي، يدعون إليه تلك الجماعات المسلحة التي تقتل الأطفال العراقيين بذريعة المقاومة. فكما قال الأستاذ عزيز الحاج، أن الدعوة لعقد مؤتمراً للمجتمع المدني العراقي يجب أن تأتي من الحكومة العراقية أو من منظمات المجتمع المدني العراقية وليس من فرنسا ومصر أو أية جهة غير عراقية.
فرنسا تستكثر على الشعب العراقي مساعدة الحلفاء لتحريره من أشرس وأسوأ نظام همجي في التاريخ، وتتناسى أن هذه القوات ذاتها هي التي حررت فرنسا من حكومة فيشي النازية والاحتلال النازي. وينكر شيراك أن الزعيم الفرنسي ديغول دخل باريس على ظهر دبابة أمريكية. ولعل هذا هو سبب الشعور الفرنسي بالنقص إزاء أمريكا ومحاربتها لها، فما هو حلال لفرنسا حرام على العراق.

كذلك من الجدير بالذكر أن هناك رؤساء دول أزيحوا عن السلطة بواسطة قوات أجنبية مثل عيدي أمين وميلوسوفيج وغيرهما، فلماذا صدام وحده يلقى هذا الدعم من فرنسا ومختلف الجهات في العالم دون غيره؟ السبب هو المليارات من الدولارات التي نهبها صدام حسين من أموال الشعب العراقي والتي يغدق بها على هذه الجهات. وبهذا الخصوص يذكر الدكتور جواد هاشم، وزير التخطيط السابق في كتابه (مذكرات وزير في عهد البكر وصدام) أنه بعد تأميم حصة موسسة كولبنكيان البرتغالية والتي كانت تمتلك 5% من امتيازات نفط العراق، إذ يقول: "وفي إحدى الجلسات الخاصة التفت صدام قائلاً: حزب البعث قد جاء إلى العراق ليحكم 300 سنة، ولكي يستمر في الحكم أو يعود إليه في حال سقوطه نتيجة انقلاب عسكري، فلا بد من وجود مصدر مالي ضخم لديه خارج العراق. نحن لا نريد أن نقع في أخطاء عام 1963 عندما سقط حكمنا وواجهنا صعوبات مالية كبيرة. إذاً، فكروأ لنا يارجال الإقتصاد في كيفية تخصيص عوائد حصة كولبنكيان المؤممة للحزب."
ويضيف الكاتب: "وبالفعل أصدر مجلس قيادة الثورة قانوناًً بقرار منه خصص بموجبه 5% من عوائد العراق النفطية للحزب تودع في حساب خاص في الخارج تحت إشراف صدام حسين." وحسب تقديرات المؤلف فإن هذه العوائد وأرباحها المتراكمة لغاية 1990 تصل إلى 31 مليار دولار. ولا شك فإن لهذه الأموال المنهوبة دور كبير في تمويل الإرهاب في العراق وشراء دعم الحكومات والمنظمات في الخارج.

إن الموقف الفرنسي هذا يتناقض تماماً مع كونها دولة ديمقراطية المفترض بها دعم العملية الديمقراطية في العراق وأي بلد آخر وليس دعم الفاشية وحركات الإرهاب التي يقودها بن لادن وممثله الزرقاوي وبدعم من إيران وسوريا. إن المحاولات الفرنسية وعدد من دول الجوار في إفشال العملية الديمقراطية في العراق له مردود كارثي ليس على الشعب العراقي فحسب بل وعلى جميع دول العالم، وبالأخص دول الجوار والدول الأوربية ومنها فرنسا بالذات ولكن الحقد على الشعب العراقي وعلى أمريكا أعماهم بصيرتهم.
إن جميع المثقفين العراقيين والعرب ومنظمات المجتمع المدني وكافة قوى الخير مدعوة للتحرك السريع لمواجهة أعداء الديمقراطية في العراق وفي كل مكان ووقفهم عند حدهم. وبما أن العراق أصبح ساحة للصراع الدموي بين الهمجية وحلفائها والحضارة وحلفائها، لذا أهيب بكل العناصر الخيرة بالتوقيع على هذه الوثيقة ومطالبة الأمم المتحدة بالتدخل السريع لوضع حد لتدخلات فرنسا وبعض دول الجوار في الشأن العراقي وعدم السماح للإرهابيين بإفشال الديمقراطية.

ملاحظة: يرجى ممن يريد قراءة النداء بنسختيه العربية والإنكليزية والتوقيع عليه أن يضغط على هذا الرابط:
http://www.petitiononline.com/ocsi/petition.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون الأحرار في مواجهة فقهاء الإرهاب
- متى تتوقف المجازر في العراق؟
- دور الأردن في تخريب العراق
- حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!
- هل مازال صدام يحكم العراق؟
- ازدواجية الموقف العربي من الإرهاب
- الأمن في العراق ضحية الطوباوية والمزايدات السياسية
- تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير
- العرب وعقلية التدمير
- حجب الفكر عن الشعب دليل على الإفلاس الفكري
- لماذا التحالف ضد الانتخابات في العراق؟
- يفتون بالإرهاب ويتبرّأون من عواقبه!
- موقف كوفي أنان من القضية العراقية
- من أمن العقاب مارس الإرهاب
- : قراءة تأملية في كتاب: صعود وسقوط الشمبانزي الثالث
- دور رجال الدين المسلمين في الإرهاب
- القرضاوي داعية للإرهاب
- الإرهاب في العراق والنفاق العربي-الفرنسي
- المرتزقة الأجانب.. خطر جديد يهدد العراق
- إيقاف القتال في النجف.. سلام أم إجهاض له؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي؟