أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نسرين طرابلسي - بيانٌ لا رجعة عنه














المزيد.....

بيانٌ لا رجعة عنه


نسرين طرابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 15:50
المحور: حقوق الانسان
    


لنحتكم للإنسانية ونفكر أيهما أجدى للوطن (الأرض والناس) أن نقبل بعضنا على اختلافنا أم لا؟؟ الكل وبدون تفكير سيختار القبول. وسيرفع كلُّ الشهود الأدلة والبراهين على أننا شعب القبول والاختلاف، وسيفقأون عينيَّ بالأمثلة من التاريخ والجغرافيا وأقوال الأنبياء والشعراء والزعماء وحكايات الجدة.
التجربة أثبتت أن الكلام أرخص بضاعة في سوق السلاح وأشدها فتكاً وتنكيلاً. إنها سلاح مرخص على كل لسان، تصوبه فيصيب بمقتل دون أن يترك أثراً لندبة أو دماء. هكذا يكون الحال عندما تكون الحرية على المحك. الحرية بحقيقتها على الأرض للممارسة وليس للتشدق شعراً ونثراً وخطباً عصماء صماء، تنصب في آذاننا ولا تصل إلى الأفئدة. الحرية التي لها في الأصل شكل حمامة بيضاء وطراوة غصن زيتون واتساع حضن أمٍ وبراءة عيني طفل. أصبح لها بينكم شكل إصبع اتهام وثقل كيس رمل واتساع سجنٍ وشرارة عيني محققٍ وتفاهة شتيمة.
سقط القناع والمئزر وبان التشوه والعورة الفاضحة. لا أحد يقبل أحداً على اختلافه أيتها الرومانسية الساذجة. انفجرت فقاعة أحلامي الوردية وطفت سمكة المحبة الملونة ميتةً على سطح الحوض. في تلك اللحظة التي سقط فيها الشهداء الأبرياء في وطني وسمعت إخوتهم في الدم والتاريخ واللغة والمصير المشترك يلعنون موتهم ويضحكون. في اللحظة التي صنَّف فيها الناس بعضهم بقوائم الشرف وقوائم العار، وأطلقوا بلا رحمة عبارات التخوين وأحكام الإقصاء. في اللحظة التي اصطف فيها كل خائف خلف مجموعة من الأقوياء وطُعِنت كلُّ حقيقة بخنجر من كذب واستترت كل النوايا وراء حجج فضفاضة.
نسينا أن الله خلق لنا لسانا واحداً وأذنين لننصت لكلمتين قبل أن ننطق بحرف. نسينا أن الذنب يتبعه مغفرة وأن الخطأ يجاوره الصواب وأن احتمال استمرار الليل مستحيلٌ كما تُعلِّمنا بدأبٍ حكمة النهار.
الحرية أن تقبل كلَّ ذلك لأنه موجود، ولأنك إنسان لا يمكنك أن تعيش سعيداً في جنة خالية. فلا شيء يدوم على هذه الأرض ولا يمكن أن يحمل وزر الندم إلا قساة القلوب. كيف تقنعني بأن الحرية تحيا بيننا إن لم تكن لي ولك. لتخرج كلمتي بأمان على مسمعك ومرآك، وأعود إلى بيتي آمنا وقد استقرت كلمتك في في ذهني ورفعت روحي على كفي دفاعك عن حقي في أن أقول. وكيف أدافع عنها ولا أدافع عنك وأنت خطُّ دفاعي الأول أمام الشرائع والقوانين الإنسانية. فإذا قلت رأيا لا يعجبك لا يعني هذا أن الوطن يضيق بنا معا. وعليك أن تركلني وتطالب بصلبي وطردي وتسحب من تحتي بساط الوطن. كيف أصدق أنك شريك الغد وأنت تنكر علي شراكتي، وكيف أقتنع أنك كنت آمنا علي وأنت تنكر علي الأمان ما أن أحسست برأيي المختلف؟!
لا يحق لأحد أن يخوِّن أحداً كائناً من كان لمجرد رأيٍ، إلا أولئك الذين تصم الخيانة تاريخهم وأفعالهم وتصريحاتهم ووقاحة مصالحهم وفجاجة نواياهم في أن نكون أنا وأنت طرفيِّ صراع في قضية عادلة ضدَّهم. الاختلاف شرط إنسانيٌ والتعايش في ظله ضرورة حتمية لتستمر الحياة، لينالوا قصاصهم العادل بينما نحتفل معا بإقامة صرح العدل. فانحز لمن شئت واترك لي خيار الانحياز لفكرتي، من دون أن نضل الطريق ولتكن بيننا الأيام. فحين تنجلي العتمة ويسطع الضوء لن نكون مجموعة من العميان، طالما كنا قد تركنا لأعيننا أن تسترق النظر لضوء يلوح في آخر النفق.
يا أخي في الإنسانية أدعوك دعوة صادقة للحرية خارج قوائم التخوين لمصلحة الوطن. فأين سنهرب معا من عيون الأطفال والأمهات ومن أمانة حملها الله للبشرية إن سجّل التاريخ أن الإنسانية لفظت بيننا وعلى أرضنا نفسها الأخير؟!.
ووقع معي على بيانٍ لا رجعة عنه:
يامن تستخدم الشتيمة وسيلةً لإقصاء الآخر، على أيِّ ضفّةٍ كنتَ.. أنا لا أحترمك.



#نسرين_طرابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقٌ أنقذتها الثورة
- حدوتة حب مصريّة
- من كان منكم بريئاً
- الطب تحت الملاحظة
- استراتيجيات الإنسان الدفاعية.. وتحية لصمود الأشياء
- تلفزيون الواقع المرّ
- أنا أقبَلُكَ كما أنتَ، فهل تقبَلُنِي كما أنا؟؟


المزيد.....




- شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين ...
- مذكرة اعتقال نتانياهو.. هل تتخذ إدارة ترامب المقبلة -خطوات ع ...
- نتنياهو وغالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلو ...
- زاخاروفا تعلق بسخرية على تهديد أمريكي للجنائية الدولية بشأن ...
- ما هو نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية؟
- كيف ستؤثر مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت على حرب غزة ول ...
- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نسرين طرابلسي - بيانٌ لا رجعة عنه