|
اقتتال بين تيارات طلابية: أوقفوا هذا الجنون الدموي
المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 12:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعيش الجامعة المغربية أياما من أسود ما شهد تاريخها.فمن جديد تسيل دماء حيث يجب ان يسيل حبر.
طيلة عقود ظلت الجامعة المغرب ميدان نضال سياسي مناهض للاستبداد و الاضطهاد. ومدت الحركة الطلابية ساحة النضال بالمغرب بأفواج من المناضلين و المناضلات، نقابيين، ويساريين جذريين، وناشطين بمختلف جمعيات النضال، من اجل الحقوق الإنسانية، و ضد البطالة، ومن أجل تحرر النساء، ومن أجل تحسين أوضاع كادحي القرى بعمل اجتماعي عن قرب، و من أجل الحقوق الثقافية الأمازيغية،... أفواج من المناضلين، ثوريين و إصلاحيين وما بينهما.
لكن الجامعة باتت منذ سنوات تشهد صراعات بوسائل غير مشروعة من زاوية نظر النضال السياسي. حيث ظهر استعمال العنف بين مجموعات التيار القاعدي متنافسة على ثراته و على حق الكلام باسمه، وبين هذه و غيرها من مجموعات اليسار الجذري، ثم بين بعض مجموعات القاعديين و ناشطي الحركة الأمازيغية.
لحد الساعة لا تزال بعض الجامعات تحت السيطرة الاستبدادية لجماعات قاعدية تمنع غيرها من القاعدين من اي عمل سياسي، وجامعات اخرى حرم فيها اي ظهور سياسي لأنصار الحركة الامازيغية.
وشهدت الأسابيع الأخيرة حربا حقيقية بجامعتي الراشيدية و مكناس، ثم مؤخرا أكادير. حيث بلغ العنف بين بعض مجموعات القاعديين و أنصار الحركة الأمازيغية مستوى إسقاط جرحي، بعضهم بحال الخطر، باستعمال السيوف و غيرها من الأدوات القاطعة.
وقد سبقت هذا الاقتتال وواكبته حرب كلامية، حيث يهدد كل طرف الطرف الآخر بالاستصال و التصفية الجسدية. و تدل درجة خطورة الاصابات على أن الاقتتال ينذر بسقوط قتلى جدد، كما قد سبق فعلا ان قتل طالبين قاعديين سنة 2007.
هذا كله فيما كادحو المغرب، وقوى النضال، منشغلة بتحديات الحالة النضالية التي يعيشها المغرب منذ 20 فبراير 2011. الحكم يسلط القمع و المناورات السياسية لاخماد نار الاحتجاج الشعبي، ويعمل ما بوسعه لابعاد نقابات العمال عن حركة 20 فبراير، و حركة المعطلين تلتقط الانفاس بعد معركة العاصمة التي دامت شهرا باشكال نضال مجددة.
ما يجري بالجامعة المغربية بالغ الخطورة ،ويلقي مسؤولية تاريخية جسيمة على كل اطراف الاقتتال الراهن، و على جميع القوى السياسية الفاعلة بالجامعة.
وإن تفجر هذا الاقتتال في هذا السياق النضالي بالمغرب يرجح احتمال افتعاله من طرف اجهزة النظام، التي لا شك انها عاملة علي النفاد الي القوى النشيطة بالجامعة، من أجل نسف اي نشاط سياسي بالجامعة ومن ثمة ابعاد الطلاب عن الحركة الكفاحية المنطلقة منذ 20 فبراير.
لا مبرر باي وجه لاستعمال السيوف و الادوات القاطعة في خلاف سياسي.
القاعديون تيار يساري منتسب الى الماركسية، وقد سجل صفحات مشرقة في النضال بالجامعة، اصابته أمراض و تشتت الى مجموعات عديدة، وظهر به استعمال العنف، وبعض اطرافه اعادت النظر ايجابيا في ممارسة العنف. ويظل مع ذلك تيارا مناضلا.
الحركة الامازيغية، حركة مناضلة ضد الوضع الدوني الذي فرضته الدولة المغربية على اللغة و الثقافة الامازيغيتين. وهي حركة متعددة الاتجاهات، من الليبراليين الى الديمقراطيين و الى الماركسيين الثوريين، وتخترقها ايضا ميول موالية للمخزن تعتبر ان هذا هو الذي سيحقق اهداف الحركة، وميول اخرى متعصبة عبارة عن ردود غير واعية، بل متخلفة، على استصغار شأن الأمازيغية.
كيفما كانت درجة الاختلاف، ما مي شيء يعطي شرعية لاستعمال السيوف، لا ضد من يسميهم بعض الامازيغيين بالعروبيين ، ولا ضد من ينعثهم بعض القاعديين بالشوفينيين.
الصراع مع الافكار الشوفينية، أو العنصرية، عربية كانت او امازيغية، صراع سياسي. ادواته النقاش و الحجة و الاستدلال، و ليس اراقة الدماء و القتل.
إن لمدافع عن افكار يعتبرها طرف آخر شوفينية كامل الحق ان يعبر بحرية عن رأيه، وعلى الآخر ان يدحض رأيه استنادا الى الواقع و التاريخ والمصلحة الحقيقية لمن هضمت حقوقهم اللغوية و الثقافية. الضرب و القتل لا يدحض اي فكرة أو رأي كيفما كانا.
ان هذا الدفاع عن البديهيات يعبر عن مستوى الانحطاط الخطير الذي بلغه الوضع السياسي بالجامعة المغربية.
في هذه اللحظة التاريخية من كفاح كادحي المغرب، تقع على كاهل مناضلي الحركة الطلابية، قاعديين و أمازيغيين، مسؤولية وقف النزيف، و الاحتكام الى السجال السياسي و الفكري، و اعادة بناء علاقات احترام متبادل، بدل أعمال الثأر و الثأر المضاد على شاكلة الصراعات القبلية التي عفى عليها الزمن.
ما يجري بجامعة الرشيدية ومكناس و اكادير لا يخدم الاهداف الحقيقية التي نشأ من اجلها التيار القاعدي، و لا أهداف الحركة الثقافية الأمازيغية، انه يخدم نظام الاستبداد و الاستغلال الجاثم على صدر الشعب الكادح.
الوقف الفوري و النهائي لكل عنف، كلامي و بالسيوف، هو الموقف السليم الوحيد. ما عداه جريمة تلغي اي نشاط سياسي بالجامعة لانها تنفر القاعدة الطلابية من اي عمل سياسي، و تفتح باب الانتقامات المتبادلة الى ما لا نهاية.
مهمة العناصر الواعية و المسؤولة داخل طرفي النزاع الدامي الجاري، العمل لوقف الكارثة المتسارعة، و الانكباب على المشاكل الفعلية للطالب المغربي، وتطلعاته الديمقراطية، ومنها الخاصة بالامازيغية، و سبل استنهاض قدراته النضالية، وتوحيد كفاحه مع قوى النضال خارج الجامعة من اجل بناء ميزان قوى يطيح الاستبداد و القهر بكل صنوفه، الاقتصادي و الاجتماعي و اللغوي- الثقافي.
فليتوقف الاحتراب و ليعترف بحق الانتماء السياسي المتعدد والحر
فلتفوت الفرصة علي سعي النظام لتبديد قوي نضال طلابية في متاهات صراعات غبية سياسيا
ولنعلن كل من أصر علي مواصلة هدا العنف الرجعي مشبوها، شخصا كان أو توجها.
ولتعبر الفصائل الطلابية عن إدانتها لتحويل ساحات الجامعات إلي ميدان للترويع و الايذاء
المناضل-ة
2 يونيو 2011
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوباما و بن لادن و الأزمة الباكستانية
-
في سوريا خوف من النظام، لكن ثمة أيضا خوف من انعدام الاستقرار
-
بيان – فاتح مايو 2011 - كفى من قهر العمال و العاملات ! كفى م
...
-
نداء الى الضمائر الحية بالداخل و الخارج: من أجل حملة لمقاطعة
...
-
من أجل فاتح مايو موحد وقوي
-
تونس: ثورة سائرة - مقابلة مع جلال بن بريك الزغلامي
-
تغيير الأشخاص لا يعني شيئا... المطلوب تغيير السياسات
-
معمر القدافي :مطلوب لعدالة الشعب الليبي
-
كلنا مع شباب 20 فبراير
-
تونس: خطوة جبارة على درب انتصارنا الكبير
-
لماذا لن تشارك جريدة المناضل-ة في ندوة حزب الطليعة بأسفي حول
...
-
عواقب إلغاء مجانية الصحة العمومية على حياة النساء الكادحات
-
مساندة الأممية الرابعة للثورة الجزائرية
-
هل تبيع القيادات النقابية حق العمال في الإضراب ؟
-
الذكوريون الثوريين
-
الامبريالية اليوم
-
دورنا ضمن اليسار الجذري
-
البرتغال: أضخم إضراب عام بتاريخ البلد
-
ايرلندا: أوربا تهب لنجدة البنوك
-
قمة حلف شمال الأطلسي في لشبونة تكرس النزعة العسكرية للقرن 21
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|