أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - وحدة الحركة الشيوعية السورية .... نعمة أم نقمة *














المزيد.....

وحدة الحركة الشيوعية السورية .... نعمة أم نقمة *


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1009 - 2004 / 11 / 6 - 09:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا شك أن ضم الأحزاب و الفصائل الشيوعية السورية في كيان واحد له فوائد عديدة لكنه في نفس الوقت له مضار و مضاره قد تكون أكثر من فوائده , مع ذلك يتجاهل البعض الأضرار في سبيل تحقيق الوحدة فالرغبة في الوحدة كانت دوماً متأججة عند السوريين .
نعرض هنا بعض الأضرار و المخاطر :

1- يمكن السيطرة على الحزب كلياً و بسهولة من قبل الأجهزة الأمنية المحلية و الأجنبية .
2- ينحصر العمل السياسي بإطار عام واحد قسري دون أفساح المجال للأختلاف في الآراء , و اختلاف أساليب العمل تحت جناح الديمقراطية أفضل من الأتفاق العاطفي في جو غير ديمقراطي لأنه يؤدي إلى شل الحزب و يدفع كوادره و مناضليه الحقيقيين لترك الحزب أو سقوطهم في الأحباط و الأنسحاب من العمل السياسي انسحاباً فعلياً أو مقنّعاً و الأمثلة أكثر من أن تعدّ و تحصى و بينها أحزاب الجبهة التي لم يبق فيها إلاّ كل طويل عمر من المخلصين الطيبين و السذّج ..
3- من تجربة توحيد الحزب السوري القومي الأجتماعي برعاية من القيادة السورية نجد تراجعاً في مستوى النشاط الأعلامي الثقافي المعلن مثلاً - بغض ّ النظر عن بقية النشاطات السياسية و الأجتماعية في سورية الشام على الأقل – فتوحيد الحزب القومي لم يؤدّ بالضرورة إلى زيادة قوته , هكذا يبدو على الأقل من موقع من هو خارج الحزب .
4- السلطة تجزّئ و تشرذم الأحزاب عندما تقتضي مصلحتها ذلك , كما أنها تعيد لملمتها و دمجها عندما تقتضي مصلحتها ذلك , و كلا الأمرين تقوم بهما السلطة بحجة واحدة و تحت ستار واحد هو الأدّعاء بمصلحة الوطن و مقتضيات المرحلة و مواجهة المؤامرات و التحديات الصهيونية و الأمبريالية .
5- ربما يكون من مصلحة المخابرات الأمريكية و سواها توحيد الأحزاب السورية و العربية لأنها – المخابرات الأمريكية – صار لديها كمية و نوعية عمل ضخمة في سورية و المنطقة بعدما نشأت أحزاب و تيارات سياسية سورية جديدة و هي مرشحة للتكاثر , و من ناحية أخرى بعدما صارت المخابرات الأمريكية سيدة شبه مطلقة في شرق المتوسط حيث أصبحت مسؤولة عن الأمن الداخلي للأقطار العربية و أجهزة الأمن العربية تعمل بالتنسيق معها و أحياناً تحت أشرافها في بعض الملفات و القضايا باسم مكافحة الأرهاب أو مكافحة أي شيء آخر ؟! , فالسيطرة على مجريات الأمور في سورية يقتضي من تلك الأجهزة تجميع الفصائل الشيوعية في حزب واحد ليسهل التعامل مع الحزب ( مراقبته , متابعة نشاطاته , دراسة توجهاته , أساليبه , التنبؤ بردود الأفعال و الخطط المستقبلية ... ) .
- التعامل مع حزب واحد في كتلة واحدة متجانسة أسهل بما لا يقارن من التعامل مع أربع أو عشر أحزاب و فصائل مختلفة في أساليب العمل و متمايزة في طروحاتها و أولوياتها و تفكيرها السياسي حتى لو كانت كلها شيوعية أو كلها أسلامية ..

من هنا , مما سبق نتساءل و نتمنى أن يشاركنا الأصدقاء في الأحزاب الشيوعية السورية التساؤل : هل الوحدة الشيوعية قوة حقيقية للشيوعيين و الشيوعية في سورية على الرغم من الشعور النفسي بالأنفراج و الفخر و العنفوان الشيوعي الشهير و على الرغم من الثقل الأنتخابي الناجم عن الوحدة أو الدمج و على الرغم من أثر الكتلة العددية ؟؟
أم هي نقمة لأنها- الوحدة - سرعان ما تصيب الحزب بالترهّل و البطء و التكلس و هي أمراض تنتج عن التضخم العددي و الشعور أن العدد الكبير يعوّض عن كل النواقص الأخرى التي يمكن أن تعتور الحزب الكبير , فاللجوء إلى الحشد العددي الكمي غالباً ما يكون على حساب النوعي و النوعية .

مع ذلك يمكن لقيادة واعية لمشاكل الأندماج و الوحدة و مخلصة للحزب , قادمة من أجله , تتعهد بألاّ تمتلك شيء من أموال أو أملاك الحزب أو أي من المكتسبات المعنوية أو العينية - باستثناء الراتب الشهري الذي يمنحها أياه الحزب - و مؤمنة بالديمقراطية داخل الحزب , يمكن لهكذا قيادة أن تحقق الوحدة بأقل الخسائر الممكنة بل و تزيد من قوة و فاعلية الحزب و قدرته على المناورة و فرض إرادته على الواقع السياسي العام الذي يعمل ضمنه بل على الواقع الأقليمي أيضاً , فالمسألة كل المسألة في القيادة الواعية المخلصة المتقشفة و هي قيادة غير مستحيلة لكنه من الصعب وصولها إلى قيادة حزب سوري في مثل ظروف سورية الحالية حيث الفساد و الأفساد و التربص بالشرفاء المثقفين هو الشغل الشاغل لأجهزة المخابرات المحلية و الأجنبية و طوابير عملاءها و المستوظفين و المسؤولين أي كل النظام السوري الحاكم – و النظام العربي الحاكم في أغلب الأقطار العربية –
هنا تلعب الظروف الأستثنائية إضافة لقدرة و شخصية القادة الذين يأخذون على عاتقهم مسألة الوحدة الدور الحاسم في أنجاز الوحدة و النهوض بالحزب من الداخل و فرض وجوده على النظام و المعارضة معاً ., بهذا المعنى و الشكل تكون وحدة الأحزاب الشيوعية السورية – مثلما تكون وحدة أحزاب و فصائل أي تيار سياسي –
نعمة لا نقمة .


* نشر الكاتب جزءاً من هذا المقال في صحيفة قاسيون باسم مستعار و قد تم هنا تبديل عنوان المقال و إضافة بعض الأفكار إليه و حزف سواها.



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الأحزاب السورية ( 1 ) -------- أزمة العقيدة - الحالة ال ...
- مشاعيّون منذ خمسة آلاف عام
- تضامناً مع محمد عرب و مهند دبس و استنكارًا لمحكمة و محاكمة غ ...
- التطوير السياسي في سورية كما يفهمه مواطن سوري
- المساعدات الأجنبية بين السلطة و المعارضة و وضوح السلوك السيا ...
- مأساة نبيل فياض و التجمع الليبرالي في سوريا
- (المجلس الحربي للتجمع الليبرالي في سورية (مشكلة الشخص و الفك ...
- مئة فكرة وفكرة عن المرأة-1
- الأسلام و المسلمون و ثلاثة مفكرين ماركسيين *
- من أجل سورية استقالة البعث من الحكم
- مئة فكرة و فكرة عن المرأة-1
- الفساد .. عودة الموساد ؟( أفكار
- أيها السوريون : كل مخرّب عميل اسرائيلي
- أحداث أيلول السورية و 11 أيلول الأمريكية – تشابك المصالح و ا ...
- مع حاكم العراق ليس مع أياد علاوي رسالة للحكومة و للمثقفين ال ...
- مأساة سورية و الأكراد السوريين
- متى تطلقون سراح البروفسور عارف دليلة ؟رسالة إلى السيد رئيس ا ...
- الأصلاح بالقوة أو التعايش مع الأنهيار ؟! - أحلام عن مسقبل ال ...
- فقط في سورية - أمن - بلا أمان .. و فوبيا الديمقراطية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - وحدة الحركة الشيوعية السورية .... نعمة أم نقمة *