|
منطق المشمول في علة المعلول
حسن الشرع
الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شي يحترمه أهل العقل أكثر من احترامهم للمنطق العلمي، أداة العقل ومستودع النهل وقرينة الجعل.وقد تضعف هذه الأداة بعض الشيء بنسبيتها على رأي من يقول بذلك لكن آخرين يذهبون إلى أن صفة النسبية صفة اكتناز للعلة .من المثير أن ندرك إن أحاسيسنا غالبا ما تغير من منطقنا فتوجهه نحو هذا الصوب أو ذلك ،ذات يوم كنت أنوى الاقتراب ثم النزول إلى الطوف العائم(الدوبة) على ضفة دجلة قرب تمثال المتنبي حيث السقيفة التي تحمي رؤوس المنهكين من النظر والتحديق في عناوين كتب شارع المتنبي ...وهناك التقيت بأحد الأصدقاء الحقوقيين وبعد أن سلمنا على بعضنا راح يشكو من مشاكل مهنته وكان متحمسا بعض الشئ ،هنا توقف عن الحماس والكلام لبرهة ،قال:لابد أن الضغط ارتفع فأنني أحس بالدوار والترنح ،ابتسمت وقلت وأنا كذلك قال:لا لا الحالة صعبة ،عندئذ قلت له اهدأ فان زورقا قد مر عندما كنت مشغولا بالكلام وسببت موجاته في النهر حالة الترنح التي ظننتها اختلال في ضغط الدم. حينها حمد صاحبي الله انه سيبرح المكان بكامل قواه الجسمية والمنطقية! يتميز أهلنا في العراق عن غيرهم من الشعوب بوقفتهم لمن يتعرض إلى مصيبة تلم بها مع أن المصائب لا تنفك عن ملازمتهم هم ومن يغيثونه، اخبرني احد أصدقائي المقربين إن زميلة لهم تعرضت إلى مصيبة !لقد سرق هاتفها النقال الثمين ،فقام احدهم بمبادرة (إنسانية) ذكية وهي أن يتولى زملاؤها جمع مبلغ ذلك الجهاز تعويضا لها وإكراما لدمعتها الغالية التي تأجلت ريثما تفقد هاتف الجيل اللاحق حتى وان لم يكن ذكيا بل حتى وان كان صينينا لم يكن الموقف إنسانيا أو حتى دراميا ولم أسال صاحبي هل أنها كانت أجمل من بنت المعيدي وبالتأكيد إنها لم تكن تمتلك مواصفات جنيفر لوبيز وإلا لكنا أمام منطق علمي خلفي يحترم العراق ويقدر أهله.ألا تلاحظوا معي أن الأردن سيطل على شاطئ الخليج بإرادة السلف الصالح والنفط المالح والمستشار الناصح.المقلوبة طبخة عراقية سئمها أهلها منذ أيام الحسناء والوحش رغم رخص الباذنجان في زمن البطالة الكهربائية وبطاقة انعدام مشاريع السكن الذكية إلا على( ارض اهوار) الناصرية إكراما لذكرى بنت المعيدي . روى الأستاذ سالم الآلوسي في كلامه عن الشاعر حافظ جميل انه كان مولعا بالمسكر إلى درجة أن والده ذات يوم قدم له كاسين احدهما مملوء بالماء والآخر مملوء بالخمر فرمى بحشرة إلى قدح الماء فسبحت بسرعة ثم ألقى بها في كاس الخمر فماتت عندها قال له واعظا أمام مجموعة من الحاضرين في المجلس :ما الذي تستنتجه يا حافظ؟قال:استنتج إن بطني لا تنمو فيها الديدان ولا الحشرات. والآن ما هي الإستراتيجية الأمنية المتبعة في حماية المواطن؟يجب أن اعترف إنني ابعد الناس معرفة في فنون الأمن والدفاع والقيادة وكذلك الإرهاب والجريمة و وغيرها، لكنني ادعي معرفة عامة بالعلوم الطبيعية والصرفة وبعض المعارف الهندسية فضلا عن الخلفية المشتركة لكل هذا وذاك تلك الأداة العظيمة التي نسميها المنطق. وقبل الإجابة على هذا السؤال لا بد أن نقول إن استقراءا بسيطا وتحليلا عاما يقودنا للجواب وهو أن هذه الإستراتيجية مبنية على خلق الازدحام من ناحية وفرض الهيبة من ناحية أخرى أما جهاز السونار السيئ الصيت فلا أظن أن له دورا في مجمل العملية ولا اعرف كيف أوفق في الإجابة بين هذا الاستنتاج واستعمال هذا الجهاز بلحمه وشحمه وأريله داخل شوارع المنطقة الخضراء ،نعم لقد شاهدته بيد احد الجنود حيث كان يبدو واثقا من صحة النتيجة والحق يقال أن ذلك الجهاز لم تظهر منه أية نوايا سيئة ضدنا ونحن نتجه لشقة في إحدى عمارات المنطقة الخضراء لخطبة فتاة من بناتها لشاب من شباننا. وعلى الرغم من انه لا احد منا كان يحمل سلاحا فأنني لا اعرف لماذا لم يؤشر الجهاز بعقوبة البنالتي ضدنا في حين إن سواه من بني جلدته اختلفت وجهات نظر هوائياتهم فمنهم من اشر على البلاتين ومنهم من اشر على الحشوة ومنهم من آثر معرفة بالعطور غيره يشم الباراسيتامول ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا... غالبا ما يلتمس الجنود العذر لأجهزتهم الخائبة ،قال احدهم وهو يعتذر عن الإحراج الذي يسببه العمل بالجهاز (والله هذا الجهاز خجلنا ويا الناس) ، ما زال الكثير من الناس والجنود ومسؤولي الغفلة يثقون بهذا العمل وهذا الجهاز بمقدار ثقتهم المهزوزة بأنفسهم ومواهبهم وانتماءاتهم الانتهازية و التبس الأمر علي البعض منهم وهو يصرح لوسائل الاتصال بأنه يعلم علم اليقين وعين اليقين وليس ظنا بأنه هو الذي اختاره الناس (للتصدي) لهذه المهمة وانه متخصص وعالم وخريج الأكاديمية اللبنانية للنجوم من لندن حسب توقيت مكة المكرمة وله خبرة في العناق وعلم الأصوات والحركات البهلوانية بما يفوق ملكات المغفور له أبو خالد البابلي .ولان منطق هذا البعض متقدم على ما سواه من أهل البلاد من أصحاب بطاقة السكن المنحدر من أقوام ولدوا في يوم واحد هو أول أيام تموز فانه غالبا مايردد( ما لا يدرك كله لا يترك جله ) أي ما لا ينهب كله لا خير في باقيه . وللكهرباء نصيب من حكايات من لا يحضره الفقير وما لا يريده الأمير وما لا يعرفه الوزير ،لم يدر في خلد السيد جيمس واط انه سيصبح نجما عراقيا خرافيا بل فلكيا بعد أن ضربناه ملايين المرات وكررناه بعدد ألسنتنا كلما قال وزير أو علق مدير أو بشر بشير! من خلا لها عرف العراقيون إن الميكا تشترى وتباع حلالا ومراباة في أسواق نخاسة الشرف الوطني المدفوع الثمن مسبقا بميكاوات الدنانير ...لقد مضت أكثر من ثماني سنوات منذ قيام السيد أبو تحسين بركل صورة رئيسه المخلوع بحذائه المرقوع ،لكن سماسرة الشرف الوطني الكهربائي مازالوا منهمكين بحسابات الميكا والتيرا دينار في وقت لم يزد الإنتاج أو التجهيز ساعة تشغيل واحدة ،انه منطق غريب حقا أن تصرف ما في الجيب ولا تشعر بالعيب إذا أدى الإنفاق إلى الاضمحلال والنكوص والتهالك ... من الضروري جدا أن يكون ارتباط العلة بمعلولها ارتباطا موضوعيا وإلا لما أصبح للمنطق أية قيمة ، السيد الناطق أشار إلى أمور مهمة جدا أثناء تناوله لموضوع أزمة المياه في البلاد ،فقد إشارة إلى أنها مشكلة عالمية ا ن الجارة تركيا تستعمل التقنيات المتطورة في حين يفتقر العراق إليها فضلا عن الأساليب غير المتطورة التي يستعملها العراقيون وتناسى انه يمثل العراق ولا ينبغي له أن يبرر موقف الجانب الآخر مهما كانت مصداقية طرح ذلك الجانب ،على فرض تلك المصداقية. كنت أتمنى أن يتطرق السيد الوزير الناطق إلى مبدأ الحقوق التاريخية والى قضية فصل كل من حوضي دجلة والفرات في المفاوضات فضلا عن الجوانب البيئية وما يرتبط فيها من مشاغل إنسانية وهو جميعا أمور أكاد أقول إنها مفروغ من جدواها في هذا النوع من المساومات السياسية التي أظن أن السيد الناطق لا بد انه يعرفها. فمنطق السياسة كما هو معروف في كثير من الحالات بل في معظمها يقتضي التضليل والتزييف والخداع والتسويف فهو فن الممكن دون الالتفات إلى الحلية أو التحريم أو الأخلاق أو المتبنيات العقائدية ،وهذا ما يجعلها لا تتلائم مع أهل التدين وأتباع المبادئ ،فما بالك بشرعية ومشروعية الحق العراقي في شان مياهه ،فهل انتبه السيد الناطق إلى هذا المنطق. قال السيد حمد الحمود : ...أيها القوم لا تشتروا بعقولنا الحلاوة فانتم علتنا ونحن معلولوكم!
#حسن_الشرع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أصبوحة بغدادية مغبرة
-
...آسف لقد رفضني الرفاه الأكاديمي
-
كركوشات حديدات
-
ام المكارم
-
المزغرفون في الوقت الضائع والجزاء الاوفى
-
خوش ولد
-
رحماك بول يرحمك الله
-
ماذا لو صح الصحيح
-
العملية السياسية ومعتزلة كوبنهاكن
-
حسب الطول
-
رسالة الى اهل النار
-
السياسيون بين المهنة والمهانة
-
الحر لا تكفيه الاشارة
-
ثورة في عالم الفلسفة
-
أليس هذا قليل بحقهم
-
خوجه علي ...ملاّ علي
-
ديرة عفج
-
جدول الضرب وحجر الضب الخرب
-
الجلزون ومثقف السماوة: سياحة في الفساد
-
الحكومة الافتراضية(3)
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|