|
القدس حرب شاملة وعلى كل الجبهات ....
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 21:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القدس حرب شاملة وعلى كل الجبهات بقلم :- راسم عبيدات ..... تتسارع عمليات تهويد وأسرلة المدينة المقدسة على نحو غير مسبوق،والأحزاب الصهيونية بمختلف ألوان طيفها السياسي يميناً ويساراً،تتبارى وتتصارع حول من يقدم أكثر لأجل عبرنة المدينة وتهويدها وأسرلتها وطمس معالمها الحضارية والدينية والثقافية والتراثية العربية والإسلامية،وطرد وتهجير سكانها العرب،فنتنياهو في خطابيه أمام الكنيست والكونغرس الأمريكي أكد على أنه لا مجال لتقسيم القدس وستبقى موحدة وعاصمة أبدية لدولة"الكيان الإسرائيلي" ومن خلفه ليبرمان قال بأن الاستيطان سيتواصل في مدينة القدس وبغض النظر عن الحركة السياسية،وليفني دعت إلى عبرنة الأحياء العربية،وقبل ذلك أقدمت الحكومة الإسرائيلية على عبرنة شوارع المدينة العربية،والحكومة الإسرائيلية رصدت أكثر من مئة مليون دولار لتهويد المدينة،بل بكل صلف وعنجهية عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأخير في القدس الشرقية وقريباً من المسجد الأقصى،وكذلك الحكومة الإسرائيلية صادقت على إقامة مئات الوحدات استيطانية في القدس،وأقرت توسيع مساحتها الجغرافية شرقاً وجنوباً،لكي تضم إليها الأحياء الاستيطانية الجديدة،وكذلك الحفريات متواصلة داخل أسوار المدينة وحول تلك الأسوار بغرض تغير وطمس معالمها العربية والإسلامية،وعمليات الاستيلاء على المنازل وهدمها لم تتوقف للحظة واحدة،وأيضاً التضييق على المقدسيين في كل مناحي وشؤون حياتهم،يتسارع وعلى نحو جنوني ،فالإغلاق يطال المؤسسات الفلسطينية الشبابية والخدماتية والتعليمية والدينية والرياضية،تحت حجج وذرائع صلتها وعلاقتها بالسلطة الفلسطينية،أوالأحزاب والتنظيمات السياسية الفلسطينية وطنية ودينية،والاحتلال لا يريد للمقدسيين التقاط أنفسهم أو وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات للصمود والمواجهة،فهم يصحون كل يوم على هم جديد وإجراءات اسرائيلية جديدة،الهدف منها دفع المقدسيين الى اليأس والإحباط وفقدان الثقة وتشتيت جهودهم وطاقاتهم،وكذلك تطويعهم وكي وعيهم ودفعهم للتسليم بالأمر الواقع،وأيضاً كسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم،وإلحاق الهزيمة بهم داخلياً - أي هزيمة الذات الفلسطينية- ،وما يجري على جبهة التعليم هو الأخطر،حيث حكومة الاحتلال تعمل ليس فقط على نشر ثقافة التجهيل والتخلف بين أبناء طلبتنا،بل محاولة تهويد وأسرلة وصهينة التعليم،حيث وجهت دائرة المعارف العربية وبلديتها رسالة في 7/3/2011 الى المدارس الخاصة والأهلية في القدس تطالبهم فيها بعدم شراء الكتب المدرسية من أي مصدر آخر غير بلدية “القدس”،والمسألة هنا ليست شكلية فقط،حذف شعار السلطة الوطنية الفلسطينية عن أغلفة الكتب واستبداله بشعار بلدية الاحتلال،بل هذا يستهدف الوعي للأجيال الفلسطينية القادمة، وهنا تستهدف الثقافة والتاريخ والجغرافيا،حيث تعمد سلطات الاحتلال الى شطب وحذف كل ما يمت للوجود العربي والإسلامي في تلك المناهج بصلة،والعبث بالجغرافيا والتاريخ الفلسطيني،ولم تعد المسألة قصراً على ذلك فالحكومة الإسرائيلية ووزير التربية والتعليم فيها العنصري "جدعون ساغر"،والذين يعملون على صهينة التعليم في الداخل الفلسطيني،من أجل منع بلورة هوية ثقافية وقومية فلسطينية مستقلة،من خلال إخراج مصطلح النكبة من منهاج التعليم العربي،وإجبار الطلبة العرب هناك بالتعلم عن المحرقة،وكذلك فرض مواضيع يهودية على الطلبة العرب من الصفوف الرابع وحتى التاسع،فهم مجبرون على تعلم مواضيع عن الهوية والتراث اليهودي،مثل الأعياد الدينية اليهودية و"الاستقلال" و"الهولوكست" والكنس والشخصيات اليهودية الدينية والتراثية وغيرها،وما جرى تطبيقه على الفلسطينيين في الداخل -عرب 48 - ،يخطط لتطبيقه على قطاع التعليم في القدس،حيث استتبعت دائرة المعارف الإسرائيلية وبلديتها رسالتها للمدارس الأهلية والخاصة حول المنهاج برسالة أخرى في 17/3/2011،تطالب فيها تلك المدارس بوضع ما يسمى بوثيقة استقلال دولة إسرائيل في مكان بارز في المدارس،ويقوم المعلمون بشرح معانيها للطلبة. نحن أمام حرب شاملة تشن على المدينة بشكل جنوني ووحشي،حيث في الذكرى الرابعة والأربعين لضم القدس،يعيث المستوطنين فساداً وعربدة وزعرنة في القدس الشرقية،ويقومون بمسيرات استفزازية في قلب البلدة القديمة والأحياء العربية المقدسية،والقدس يشرع ويسن لها الاحتلال القوانين المغرقة في العنصرية والتطرف،بهدف طرد وترحيل سكانها العرب،ضمن سياسة التطهير العرقي،فقانون الولاء والذي على أساسه صدر قرار بإبعاد نواب القدس المنتخبين في أيار من العام الماضي،حيث أبعد النائب ابو طير بعد اعتقاله إلى رام الله،وما زال النائبان احمد عطون ومحمد طوطح ووزير شؤون القدس السابق خالد ابو عرفه معتصمين في الصليب الأحمر في القدس منذ حوالي عام تقريباً على خلفية هذا القانون اللاشرعي والمخالف لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الاتفاقيات الدولية،ومن بعدها كان قانون الاستفتاء،أي ربط أي انسحاب من مدينة القدس بعد مصادقة 61 عضو كنيست عليه بطرحه للاستفتاء على الجمهور الاسرائيلي،فقانون اعتبار القدس أولوية وطنية من حيث الدعم والتطوير،ومن ثم قانون اعتبار القدس عاصمة ليس ل"إسرائيل"،بل لكل الشعب اليهودي في العالم،وقد سبق ذلك كله قوانين للحد من الوجود العربي في المدينة من خلال فرض قيود مشددة على البناء،تصل حد التعجيز،وكذلك سحب الهويات ومنع لم الشمل للمقدسيين والمقدسييات المتزوجين/ات من أبناء الضفة الغربية أو القطاع وغيرها. هذه الحرب الشاملة على المقدسيين بشراً وحجراً وشجراً،تستدعي بشكل عاجل وملح ليس فقط من أجل القدرة على المواجهة والصمود،أن نعمل على توحيد المرجعيات والعناوين المقدسية فقط،بل لا بد من إبداعات جديدة وحوامل تنظيمية جديدة تستوعب كل الطاقات المقدسية،ونحن نرى أن السلطة الفلسطينية لا تتحمل مسؤولياتها في هذا الإطار ودورها متواضع في هذا الجانب،وهناك شعور متولد عند المقدسيين،بأنهم تركوا وحيدين في المعركة للمواجهة والصمود،وحتى لا نجافي الحقيقة فإننا نقول بأن رئاسة الوزراء تبذل جهوداً جيدة من أجل دعم المقدسيين،ولكن هذا الدعم لا يصل الى الحدود الدنيا من احتياجات أهل القدس،وبالضرورة أن يتم اعتماد قنوات لها صلات مباشرة مع أهالي القدس وقادرة على الوقوف على همومهم واحتياجاتهم،فأي دعم للمقدسيين في ظل أكثر من عنوان ومرجعية،للأسف لن يكون ملحوظاً أو يبنى ويراكم عليه. المعركة الشاملة والحرب الشاملة تحتاج لمواجهة شاملة،يستنفر فيها الشعب الفلسطيني كل طاقاته وإمكانياته،ومعه كل العرب والمسلمين،فالقدس مصيرها لا يهم الفلسطينيين وحدهم،بل كل العرب والمسلمين في العالم أجمع، وهم بحاجة لوقفة جدية ومواقف عملية،تتجاوز الشعارات والبيانات و"الهوبرات" الإعلامية،وكذلك دعم مادي حقيقي وليس على الورق والقنوات الفضائية،فالقدس تضيع يوماً بعد يوم،والتاريخ لن يرحم كل المفرطين والمتخلين عنها فلسطينيين وعرب ومسلمين. القدس- فلسطين 1/6/2011 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسرى القدس والداخل مجدداً ....
-
لا تسوية في الافق ..... والمصالحة هي الرد ...
-
خطاب أوباما للفلسطينيين/ شيكات بلا رصيد ...
-
شرط آخر نسيه نتنياهو في خطابه ...
-
الاسرى المرضى إهمال طبي ومعاناة مستمرة ....
-
استقلالهم .....ونكبتنا ....؟؟؟
-
فتن طائفية وفوضى خلاقة ..؟؟
-
في اليوم العالمي لحرية الصحافة ..
-
الطبقة العاملة الفلسطينية والأول من أيار .....
-
استشهاد الاسير المحرر سيطان الولي يستدعي فتح ملف الأسرى المر
...
-
تصريح صحفي حول استشهاد الأسير المحرر سيطان الولي ..
-
-المؤمنون - الجدد والتكفيريون الجد ..؟؟؟
-
القدس عاصمة العشائر العربية استدارة نحو الخلف ...
-
تصريح صحفي
-
هجمة أخرى على قطاع التعليم في القدس ..
-
تراجع غولدستون عن تقريره لن يكون الأخير ..؟؟
-
ما الجديد في مبادرة الجنرالات الاسرائيليين ....؟؟؟
-
لماذا لا تحترم المواثيق والخطوط الحمراء....؟؟؟
-
في يوم الأرض ....لم تبقى أرض !!
-
الشباب الفلسطيني بين التحزيب و-الأنجزة- ...
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|