أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - الإعتقالات و الإتهامات لا تحجب الحقيقة يا حكومة نوري المالكي














المزيد.....

الإعتقالات و الإتهامات لا تحجب الحقيقة يا حكومة نوري المالكي


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 19:51
المحور: حقوق الانسان
    


تقترب مهلة ال 100 يوم التي حددها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والتي جاءت كخطوة للرد على الأحتجاجات والحركات المطلبية والأعتصامات في بغداد والعديد من المدن العراقية الاخرى ، من نهايتها وكل يوم يمر يكشف ان التخبط في معالجة الامور والتشوش في الرد على التظاهرات او التعامل معها ، بات يتخذ منحى متصاعدا .

ففي الوقت الذي يتشدق فيه الساسة والحكومة العراقية بكافة مستوياتها بان حق التظاهر والتجمع والمطالبة بالحقوق هي قضايا أساسية ومحسومة لصالح المواطن العراقي وقد كفلها الدستور العتيد ، فأن الاجهزة الامنية تعمل على عكس ما يدعيه الساسة او حتى رئيس الوزراء نفسه وبالضد مما كفله الدستور من حقوق وهذا ما بات معروفا من قبل الجميع عندما تقدم الاجهزة الأمنية على أعتقال مجموعة من المتظاهرين وتمارس بحقهم أبشع الأنتهاكات ، منذ 25 شباط الماضي وحتى الآن . فقبل أيام قليلة أقدمت عمليات بغداد على أعتقال أربعة من نشطاء الحركات الأحتجاجية في ساحة التحرير بواسطة سيارات الأسعاف وكذلك قيامها بمداهمة مقر حركة ( أين حقي ) وأعتقال مجموعة من نشطائها . الهدف من وراء عمليات المداهمة والاعتقال بات واضحا وهو أيصال رسالة حكومية لا تحمل سوى مضمون واحد وهو أنها ضد التجمعات والتظاهرات وضد كل حركة مطلبية يتم تنظيمها من أجل المطالبة بالحقوق الأنسانية المشروعة وتوفير الخدمات والحد من جرائم الفساد المالي والاداري والسياسي والمحاصصة الطائفية والسياسية . وحتى تبرر عملية الأعتقال فإنها عادة ما تبتكر مسوغات واهية وبائسة .

ان الضغوط التي مورست على الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية ، من داخل العراق وخارجه ، من أجل الكشف عن مصير النشطاء المعتقلين والمطالبة بأطلاق سراحهم بشكل فوري كان لها الأثر الفاعل في تزايد حدة التخبط وأطلاق المزيد من الأتهامات من قبل قيادة عمليات بغداد ولعل الأتهام بتزوير الهويات الشخصية ، هو الأتهام الأبرز الذي تم أطلاقه ضد نشطاء الحركات الأحتجاجية نافية أن يكون الأعتقال على خلفية المشاركة في التظاهرات أو تنظيمها .

لم تجد قيادة عمليات بغداد ومتحدثها الرسمي قاسم عطا سوى تهمة تزوير مجموعة من الهويات الشخصية لتلصقها بمجموعة من الناشطين السياسيين والاجتماعيين وهي التي تعرف قبل غيرها مدى الأشمئزاز الذي تثيره قضية تزوير الهويات والوثائق الرسمية والشهادات الدراسية لدى الغالبية العظمى من العراقيين ، الأحصاءات الرسمية وشبه الرسمية الصادرة من هيئات عراقية مستقلة تؤكد وجود عشرات الآلاف من الوثائق الدراسية المزورة التي تم أستخدامها من أجل الحصول على الوضائف من قبل الوزراء وأعضاء مجلس النواب وأصحاب الدرجات الخاصة ومجالس المحافظات وحتى هذه اللحظة لم يتم التعاطي مع هذا الملف الخطير الا بإتجاه أعطاءه الشرعية والعفو عن كل من قام بتزوير الوثائق الدراسية والوثائق الرسمية للحصول على وظيفة عامة أو منصب في الدولة . لم نسمع يوما أن قيادة عليات بغداد أو أي جهاز أمني آخر تابع لحكومة السيد المالكي قد قام بإعتقال موظف أو شخص ما بتهمة تزوير الوثائق الرسمية أو الشهادات الدراسية ..الخ .

ترى كيف تم ضبط الهويات المزورة في حوزة هؤلاء الشباب الاربعة وكيف تم أكتشافها ؟؟ من المؤكد أن قريحة الأجهزة الأمنية تتفتق إبداعا حين تريد ان تحط من كرامة أنسان ما وتشوه سمعته وتبعده عن القضية الأساسية التي يعمل من أجل تحقيقها، فكيف أذا كان ناشطا في حركات تطالب بحقوق العراقيين وتدافع عن كرامتهم وحياتهم وإنسانيتهم المنتهكة ؟ . لكن هذه الأجهزة ، التي تبصر ما في الجيوب وتعرف أنها هويات مزورة وتستخدم سيارات الأسعاف في عمليات الخطف والأعتقال وبما يدفعنا لأستذكار ممارسات الأجهزة القمعية في زمن النظام السابق أو ممارسات أجهزة الأمن في أي دولة بولسية قمعية وأستبدادية أخرى ، تصاب بالعمى وتكشف عن عطالة كبيرة وبؤس أستخباراتي مريع حين يتعلق الامر بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وعبوات لاصقة تحصد أرواح الابرياء من العراقيين .

على الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية المختلفة والمتعددة أن تعي أن التظاهر والتجمع والأعتصام هي حقوق أصيلة وأساسية بالنسبة للمواطن العراقي . و أذا كانت تريد أن تواجه موجة الأحتجاجت والتظاهرات التي ستتصاعد حتما مع أقتراب نهاية مهلة ال 100 يوم ، فان عليها أن تجد طريقة أخرى غير الأعتقالات والأختطاف والعنف للتعامل مع الحراك السياسي والأجتماعي المتصاعد الذي يكشف عن مدى الترهل والفساد الحكومي وكذلك مدى الأستخفاف بالمطالب العادلة والمشروعة التي يطالب بها العراقيون .

الأستجابة للمطالب التي يتم رفعها كونها تعبيرعن حاجة حقيقة بالنسبة للمواطن العراقي ، توفير الخدمات ، الماء والكهرباء والرعاية الصحية والتربوية ، محاربة الفساد والأستئثار بالسلطة من قبل الأحزاب الحاكمة ، مدنية الدولة ومنع تدخلات الدين في الحياة السياسية ، أحترام الحقوق والحريات الفردية والمدنية ...الخ هو ما يجب على الحكومة العراقية الأنصياع له وليس قمعه بالاعتقالات وتلفيق الأتهامات المشينة .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدو ما بعد القتل : عن صور جثة بن لادن
- البديل السياسي في العراق : مقاربة أولية
- حكومتنا وحكوماتهم: الأختلافات والتشابهات
- درعا في مواجهة الأسد
- بوتين والقرضاوي : فجر أوديسا أم الحرب الصليبية ؟
- إزالة الدوار أم إزالة الرمز ؟
- لنحارب المحاصصة أولا
- التجمعات والتظاهرات في العراق بين الأمل والأحباط
- ثورة أم أصلاح ؟.. حول ما يحدث في العراق .
- حزب البعث لايستحق شرف الدفاع عن مطالبنا
- نفحات فاشية ، خطاب القذافي نموذجا
- الحركات الأحتجاجية و المطلبية في العراق، شعاراتها وآفاقها
- لاتدنسوا بغداد بهذه القمة
- الثورة التونسية في عيون قذافية
- زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى
- في الدفاع عن العلمانية
- صراع العلمانية والدين وضرورة بناء الدولة المدنية الديمقراطية ...
- عن مذابحنا و صراع الكراسي وتوازن الأكراد
- الدولة العراقية : أوهام الخطأ ..!
- كلمات في تأبين سردشت عثمان وتأبين حال الصحافة في العراق *


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - الإعتقالات و الإتهامات لا تحجب الحقيقة يا حكومة نوري المالكي