|
مشاكل القرآن في رباعيات 3 - الرباعية الثالثة
نور العلوي
الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 17:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نواصل مع مشاكل القرآن في رباعيات ، مشاكل قد تجد حلولا عند البعض ، لكن المهم ، طرح الإشكال ، فالسؤال أهم من الجواب ، والضمير والعقل يحكمان .
الربــاعـــــــــــية الـــــثالثة =( الملائكة / الشر / تساوي الفرص / المرجع العقلي ) --------------------------------
المشـــكلة التاســـــعة = المـلائكة -------------------- "الحمد لله فاطر السماوات والأرض، جاهل الملائكة رسلاً أولي أجـــنحة مثنى وثُلاث ورُباع" (35 فاطر: 1) " لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلْكِتَابِ وَٱلنَّبِيِّينَ " البقرة 177 "الذين يحملون العرش ومَن حوله يسبّحون بحمد ربهم." (40 غافر: 7) "ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانية/" (69 الحاقة: 17)
يقول المفكر والباحث في الميثولوجيا الأستاذ فراس السواح في حورار له (موقع الآوان) : " لا يوجد في أي ديانة توحيدية مفهوم عن إله منفرد يشغل وحده الحيز الماورائي للوجود. فالإله الخالق عندما أبرز العالم إلى الوجود وقرر الدخول في تاريخه، خلق مع البشر على الأرض كائنات أخرى في السماء هي الرهط الذي يحيط به وينفذ أوامره، ويكون بمثابة الصلة بينه وبين العالم المادي وكائناته، وجعل لكل من هذه الملائكة مهمة ووظيفة. هذا التصور القائم لعالم الألوهية هو الذي تقوم عليه أيضا الديانات التي ندعوها بالوثنية. فالإله الأزلي القديم عندما قرر خلق العالم، خلق في الوقت نفسه مجموعة من الآلهة الأصغر، ومنحها القوة والسلطان على مظاهر الكون المتنوعة. إن الإله المتربع على سدة الكون في المعتقدات الوثنية يمثل جوهر الألوهية المطلقة، أما بقية الآلهة المخلوقة فمنه تستمد الوجود والقدرة، إنها أشبه بالشرارات المنبعثة من جذوة نار أزلية متقدة. " انتهــــــى الإقتــباس.
الملائكة مخلوقات تعبر عن تسامي وترفع الله عن الإتصال المباشر مع البشر ، نوع من العفة و الإحتشام في العلاقة إاله-بشر ، فهي نوع من الآلهة المصغرة التي اختزلها التوحيد ، مع أن العلاقة كانت أكثر حميمية في البداية ، إذ أن سفر التكوين في بداياته يوضح كيف أن الله يكلم آدم مباشرة ، لكن مع اتصال اليهود بالثقافات المجاورة بعد السبي البابلي سنة 587 ق.م ، أخذ مفهوم الملاك بالتبلور أكثر فأكثر ، فصارت الملائكة كائنات مجنحة ولها مراتب و وضائف ، نقرأ في الترواة (التكوين 3: 22-24) عن كائنان وضعهما الله لحراسة شجرة الخلد ، سمتهما التوارة " كروب " ، وهي كلمة بابلية تدل على مخلوقات مجنحة لها رأس إنسان وجسد ثور، أنظر الصورة أدناه : http://www.alawan.org/IMG/arton8922.jpg وتطروت الفكرة وتبلوت عند اليهود حتى صارت الكروبيم المجنحة صورة لعرش الرب "وقال: أيها الربّ إله إسرائيل الجالس على الكروبيم. أنت هو وحدك الإله" (2ملوك 19: 15) ، بل صارت مركبة إلهية يهبط بها الإله إلى الأرض " ركب على كروب وطار ورُئي على أجنحة الريح" (2صموئيل 22: 10-11) ، هذا التصور اليهودي كان مستمدا مباشرة من الفن البابلي والسوي - الفنيقي ، ننصح بإلحاح، بقراءة مقال الاستاذ الباحث فراس السواح في موضوع الكروبيم والملائكة :
" الكروبــــــيم عـــرش الـــــرب " ( إبحث مباشرة على الجوجل ) االملائكة المجنحة والتي تحمل عرش الرب في القــرآن ما هي إلا صورة الكروبيم البابلي ، التي انتقلت للتوراة بعد السبي البابلي سنة 587 ق. يوجد في القرآن كلام عن الملائكة والروح : المعارج4 : " تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " النبأ38 : " يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً " القدر4 : " تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ " و لا يعرف أحد معنى الروح ؟ ، الظاهر أن الروح ليس من الملائكة . قيل أنهم خلق آخر أقرب بنورهم لله ( راجع تفسير الرازي ) . أريد أن أعرج على قصة قرآنية غامضة ، وهي قصة الملكين هاروت وماروت ، يقول كاتب القرآن :
{" وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ " قرآن .
هذه من أغرب القصص القرآنية من حيث أنها تجعل تلك المخلوقات الخيرة مجرد شياطين تعلم الناس " الشر" بإسم الإله !!!! . القصة غامضة غموض الآية ، احتار المفسرون في أمرها ،إذ لم يتوصلوا حتى لمعرفة هوية اليهود الذين تتكلم عنهم الآية ، هل هم اليهود المعاصرين لمحمد ؟ أم يهود عصر سليمان ؟ ، ما هذا الذي تتلوه الشياطين على ملك سليمان ؟ هل امتدت يــد الشياطين " للوحي الرباني " ؟ أم إنهم مجرد شياطين الإنسن كما تقول المعتزلة ؟ ما معنى أن اليهود يتبعون ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ؟ !!! . ثانيا ، كيف يــُعلم الله عباده السحر و ما يفرق بين الرجل وزوجته عبر ملاكيــه "هاروت وماروت " ؟ ما الهدف ؟ ، تخيل لو أني نزلت بمدينة ما و لــقنت شبابها كيفية زراعة العفيون ، وطريقة تجفيفه و استخراج المـــُخدر، ثم أخيرا ، أقوم فيهم خطيبا ، قائلا : " يا قوم والله ما أنا إلا فتنة فلا تتعاطو العفيون و لا تتعلمو هذه الأشياء مني !!!" ما حكم فاعل هذه الأشياء ؟. و العجب أن الله هو الذي يأذن بأن يكون للسحر على الناس اثرا وضررا ، بحسب الآية التالية " وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ " . أسماء الملائكة هاروت وماروت هنا ، تعود حتما لأسماء فارسية في الديانة الزرادشتية التي كانت تؤثر في العالم القديم بأسره ،إذ نجد في هذه الأخيرة ستة شرارات إلهية المسماة " أمشا سبنتا "(الأخيار المقدسون) االمنبثقة من الإله الأوحد " أهورا مازدا " ، وهي : ( فوهو مناه " العقل الخير" ، آشا فهيشتا " الحقيقة الفضلى " ، خساثرة فايريا " السيطرة المرغوب فيها " ، هاروفاتات " الكمال " ، أمه رهاتات " الخلود " ) ، وهدف الأمشا سبنتا كـشرارات إلهية هو محاربة الشر. يقول الباحث فراس السواح في مقاله " الديانة الزرادشتية وميلاد الشيطان " : " وبينما هو ( النبي زرادشت ) يملأ قربته تـجلى له على الضفة كائن نوراني، فخاف منه وحاول الفرار، ولكن الكائن طمأنه وكشف له عن هويته قائلاً بأنه ملاك من عند الله، وأنه واحد من الــكائنات الروحانية الـــستة التي تحيط بالإله الواحد وتعكس مجده. ثم أخذ بيده وعرج به إلى المساء حيث مَثَلَ في حضرة أهورا مزدا، وهو الاسم الذي يطلقه زرادشت على الله، وتلقى منه الرسالة التي يتوجب عليه إبلاغها للناس. "
يقول الباحث نبيل الفياض في بحثه " تاريخ الملائكة " (موجود على موقع الآوان ) : بداية الإقتباس : " في الغاثات ،" الأمه ره تات" متحالفة بقوة مع "هاورفاتات " " ( الغاثات هي أناشيد وصلواة تعود للنبي زرادشت نفسه ) " يقول النبي زرادشت، مخاطباً أهورا مزدا في الياسنا 11.34 إن " كلاً من الكمال(هاروفتات ) والخلود ( أمه رهتات ) مسئولان عن الإسناد في ملكوت الله. " في الآية نفسها، كما في الياسنا 10.45 و 7.51، نجد موازيات بين الأمه ره تات والهارفاتات " . " عبر التداعي مع النباتات والمياه، تتماثل أمه ره تات وهاورفاتات مع الطعام والشراب على الــتوالي، وتقليدياً كان احترام هاتين من جماعة الأمشا سبنتا يفترض أن يتم تناول الطعام بصمت " . نهاية الإقتباس . إذن ، " الهاروفتات" كان دائما مقترنا بـ " أمه رهتات" ، ومن هذين الإسمان أتى هاروت ( هاروفتات ) وماروت ( أمه ره تات ammeratat) ، وهذا رأي العالم جورج فايدا ( موسوعة الإسلام، 2،3، 236-237 ) . أخيرا ، نتساءل عن السبب الاخلاقي الذي يجعلنا مجبرين على الإيمان بهذه المخلوقات البابلية والزرادشتية الأصل ؟ يقول القرآن : " لَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلْكِتَابِ وَٱلنَّبِيِّينَ " البقرة 177 ، ما علاقة البر بإيمان غيبي كهذا ؟
المــــشكلة العـــــاشرة = معضلة الشر والشيطان ---------------------
تطرح مشكلة الشيطان مشكلة الشر عموما ، إذ أن الإنسان لم يكف عن محاولاته الفكرية لــتفسير وجود الشر والأذى في هذا العالم ، فأتت الديانات لتقدم شروحات عن مصدر الشر ومصدر الأمراض ، وكانت مشكلة الشر في الديانات الثنوية مثل المانوية هي أكثر عقلانية منها في الديانات المسماة توحيدية ، حيث أن الثنوين يعتقدون أن الشر مسؤول عنه إله شرير يريد تدمير ما صنعه إله الخيرالمطلق الخير ، لكن في الديانات التوحيدية يتحمل الإله الواحد مسؤولية الخير والشر معا، حيث اختزال الشر والخير في نفس الإله الواحد خلق مشكلة الشيزوفرينيا الإلهية ، وحملته مسؤلية الشر كاملة ، وهــنا لا يجب أن تفـوتنا أطروحة الفيلسوف الإغريقي أبيقور : "هل يريد الله أن يمنع الشر لكنه لا يقدر ؟ إذن فهو ليس كامل القدرة هل هو قادر لكن لا يريد ؟ إذن هو شرير هل هو قادر ويريد منعه ؟ فمن أين يأتي الشر إذن ؟ هل لا يقدر ولا يريد ؟ لماذا نطلق عليه إسم الله إذن ؟ " أبيقور نستطيع أن نطرح المشكلة بطريقة أخرى ، إذا كان الله موجود و مصدر الوجود و الشر موجود فهذا يستلزم مطنقيا أن هذا الإله مصدر الشر . إذا كان الله خيرا مـــــطلقا ، موجود ومصدر الوجود ، فمن أين يتسلل الشر للوجود ؟ لا الشيطان ولا الشر مستقلان عن الله . أما فيما يخص الشيطان ، ذاك المخلوق الرباني الذكي الذي لا يتقن غير فعل الشر ، مفطور على الشر ، عاشق الشر ، فنتساءل ما له يمرح ويسرح ويعثي في الأرض فسادا ؟ وكأنه مستقل عن الله ؟ . الشر في الفكر العقلاني الحديث له علاقة بأسباب موضوعية ، للحروب أسباب سياسية وجيوستراتجية يجب تجاوزها عبر مؤسسات قانونية عالمية مثل إقامة هيئات دولية عادلة تدير الأزمات بين الدول أو دولة جمهورية عالمية موحدة ، لما لا ؟ ، و الأمراض لها أسباب أخرى غير الشياطين ، ولا حاجة لنا بتفسيرات الأديان. للعودة لأصول فكرة الشيطان ونشأتها ، ننصح بقراءة المقالين التالين للأستاذ فراس السواح ( ابحث مباشرة على الجوجل ) : " بذور فكرة الشيطان في ديانة مصر القديمة " - فراس السواح : http://www.alawan.org/%D8%A8%D8%B0%D9%88%D8%B1-%D9%81%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86.html
" الديانة الزرادشتية وميلاد الشيطان " - فراس السواح ( مقال رائع جدا ) http://www.alawan.org/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9.html
المشـــكلة الحـــــــادية عــشر = تساوي الفُــــرص ---------------------------- " من لم يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منهع وهو في الآخرة من الخاسرين " قرآن . " الذين لا يؤمنون بالآخرة هم الكفار " قرآن .
ينشأ المسلم المولود في بيئة إسلامية في أحضان الدين ، تحت إيقاع الآذان وتراتيل القرآن ، يتشبع الدوغما الإسلامية منذ نعومة الأظفار ، ويتشرب فكرة جهنم المخيفة التي تمنعه حتى من التساءل في معتقداته ، تتــقدس الشخصيات والمعتقدات في لاشعوره حتى تتسلط عليه كاملا ، و تختزل حياة المسلم كلها في االعبادة والرغبة للوصول للجنة و اجتناب النار ، بينما يتربى البوذي مثلا في أحضان التعاليم البوذية ، و القيم البوذية ، ويتم تخويفه بفكرة الكارما التي تتبعه من حياة لحياة ، يتشبع هذه الأفكار حتى يصير هدف وجوده هو مقاومة الكارما والتخلص من الدورات اللانهائية التي يخضع لها في كل ولادة جديدة ( استنساخ أرواح ). لتتعرف عن معنى الكرما والحساب البوذي ننصح بقراءة المقال الآتي : http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/filosofi/filo-0090.htm
هل من العدل في شىء أن يـُحاسب الإنسان على معتقداته الدينية ؟ ، طبعا لا ، لأن فرصة المسلم ( المولود في بيئة إسلامية ) للخلاص - بحسب مفهوم كل دين - لا تـساوي فرصة البوذي ولا المسيحي المولود في بيئة كاثولوكية متشددة في أمريكا مثلا ، حيث اجتمعت للمسلم كل أسباب التدين بالإسلام من محيط وبيئة ومجتمع ولغة وتلقين نفسي ، وتعليم مدرسي ، و ترغيب وترهيب بسيكولوجي ، وهذا منذ الصغر ، بينما على الآخر تجاوز تعاليمه و انتقادها و التفرغ كليا لعلم مقارنة الأديان الذي يتطلب معرفة في اللغة والتاريخ و علوم الإنسان ! وأمام هذا تقف العوائق الإجتماعية التي يجب أن يتحداها و العوائق النفسية لتجاوز الدوغما المنغرسة في اللاشعور بالإضافة للعائق اللغوي ، عوائق تلو الأخرى في وجه إنسان عادي بسيط يعمل من الفجر إلى غروب الشمس ولعله لا يجد ماءا أو مأكلا يسد به جوعه ، فما له و لترف الأديان والنقاشات البيزنطية وهو أصـلا ذو ديـن يعطيه خطة الخلاص و يطمأن قــلقه الوجودي ؟ . هؤلاء الذين يتركون دينهم الاصلي - وهم قلة القلة - يفعلون ذالك لأسباب اجتماعية أو ضغوطات يكون فيها تغير الدين حلا مناسبا ، هذا ما نراه عند الأقباط في مصر مثلا، حيث أن البنت التي تتحول من المسيحية إلى الإسلام تفعل ذالك عامة للتخلص من مشكلة حمل أو للتزوج من شاب مسلم . وآخرين يفعلون ذالك حتى يتمكنوا من المشاركة في الأحزاب السياسية من دون تميز ديني أو عنصري ( حالة المحافظ المسيحي في مصر ليست ببعيدة عنا ) . كذالك الزرادشتين الذين تحولوا للإسلام في بلاد فارس فعلوا ذالك لتجنب قساوة الجزية والتمييز ، وكذالك المسلمين الذين يتحولون للبوذية في تايلاندا وغيرها فقط لتجنب قساوة بعض الأنظمة الديكتاتورية التي تضيق على المواطنين غير البوذين . أخيرا أسأل : كم مسلم درس البوذية واطلع على نصوصها ؟ بل كم مسلم قرأ التوراة ؟ فإذا كان هذا هو الحال عند المسلم فلماذا يطالب غيره بضرورة البحث ؟ المـــشكلة الثــانية عشــــر : المرجعية العقـلية ------------------------- " أفلا يــــــــعقلون " قـــرآن كريم " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا" [ ص: 169.
يأخذ المسلم الأحكام من القرآن ، ولا يجوز له يأخذ من بعض الكتاب ما يناسبه و يترك الآخر ، ببساطة لأنه يعتقد بصحة كل هذه الأحكام ولا يحق له التعرض لها بعقله والتمحيص بفكره ، فلا اجتهاد مع النص . لكن المفارقة ، أن المسلم يدعوا أصحاب الديانات الأخرى لمناقشة افكار كتبهم و أحكامهم بالعقل ! ، إذا كان العقل مرجعا للإنسان للـتمييز بين الأحكام الصالحة و الطالحة فيجب عليه أن يـُخضع الأحكام الإسلامية له -اي للعقل- كذالك ، لكن هل يقبل المسلم أن ينبذ العقل حكما إسلاميا قرآنيا - فليكن نكاح القاصر مثلا - ؟ و إذا كان العقل وحده من يمييز بين الصالح والطالح وحده المرجع الذي يمييز بين الحق والباطل ، فما فائدة القرآن ؟ . و الحقيقة أن الجمع بين الآيتين المذكورتين أعلاه مما لا يستسيغه العقل ، إذا كان العقل هو الحكم فكيف لا يكون للإنسان حرية النظر في أحكام القرآن أو مخالفتها ؟ ألا يحق للعقل أن يرفض حكم الجزية أو أحكام الإرث أو ضرب النساء على سبيل المثال لا الحصر ؟ . إذا كان الله يطالب البوذي بتفعيل العقل ، لماذا إذن يأمر المسلم بالمقابل بتعطيل العقل والخضوع والإستسلام للأحكام ؟ تلك إذا قسمة ضيزى . يا ايها الغر إن خصصت بعقل فاتبعه فكل عقل نبي ( أبو العلاء المعري )
لا تحسبن الصنم ما كان من حـــجر .... بل الـصنـُم ما نـُحـِـَت في عقول البشر كم صخرا رأيت لـُـبـَهُ من سيل المطر ... وكم عقـلا رأيت عَـقـله من وراء الـخدر . ( نور العلوي ) . نلتقي في الربــــاعية الرابــعة .
#نور_العلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشاكل القرآن في رباعيات 2 - الرباعية الثانية
-
مشاكل القرآن في رباعيات - الرباعية الأولى
-
القرآن أساطير الأولين - مَثَل إنجيلي مسروق وقصة إبراهيم المح
...
-
التشريع المزاجي في القرآن - الآية 66_67 سورة النحل كمثال !
-
دراسة نقدية سباعية لبعض آيات القرآن
-
أسطورة خروج المني من صلب الرجل وجذورها التارخية
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|