أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي حسين غلام - العرب وضياع الهوية والذات














المزيد.....

العرب وضياع الهوية والذات


علي حسين غلام

الحوار المتمدن-العدد: 3383 - 2011 / 6 / 1 - 15:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



لا أعرف من أين أبدأ مشوار رحلتي المتعثرة أصلاً وفق معطيات ومسببات تداعيات الأزمنة الغابرة والمراحل الراهنة للبحث عن الذات العربية الأصيلة الممزقة الى أجزاء متنافرة مرة ومتناقضة مرة أخرى، والأجزاء الى أشلاءٍ ولقمٍ دسمة سائغة يلتهمها الطامعون والغزاة وكل قوي في هذا الزمان، الذاتُ التي فقدت منذ عصور هوية الأنتماءات بكل أشكالها والمضامين بكل أحجامها وأعماقها لتصبح سقيمة تائهة حائرة مليئة بالجراح والأوجاع لتختفي بحياء وهي موشحة بالسواد بين الأمم القديمة والجديدة لتستبدل سمفونية المجد والعلا بأنشودة الصمت والسبات العميق، تميل بجسدها الهزيل لتتفادى رياح الأقوياء وأعاصير التغيير، عقيمة كجفاف الصحراء والحياة في البحر الميت عاقرة لم تلد أنصاف القادة كالسلف الأفذاذ يصارعون بالحق الدنيا ومن عليها ليعيدوا أمجاد التاريخ المجيد، ومتقاعسة محنية الرأس تستحق العطف والحنان ترضى مكرهة لتقبل ما يملي الدهر والأخرين عليها حتى لو أقتضى الأمر قتل الأخوة والأبناء وأكلهم كالضباع، وأي طريق صحيح أسلك لأبتعد عن طرق السراب لأجد طوق النجاة أو ماء الحياة لأسقي روحاً عليلة تئن من غدر وكيد الأخوة والأقدار، ولعلها تخرج من سجن الأنهزامية وركامات التخلف والجمود والإتكالية التي كانت سبب في التراجع والبعد عن ركب التقدم والتطور والحداثة الذي يجتاح العالم وأن تلحق بها ولو بخطوات أثقلتها الخوف والتبعية لقوى هذا الزمان، أوالبحث عن المفتاح السحري لفتح أقفال العقول المغلقة التي تسممت بخواء الفكر والثقافة والتي لبست ثوب الجاهلية الممجوجة التي تكلست بطقوس ولاء أكل الدهر عليها وشرب، أو نجد دواء لمرض الإنكسار النفسي الذي تغلغل أغوار العرب لكثرة النكبات والإنتكاسات، أو نشعل ناراً بالكتب والأوراق الرخيصة والمشبوهة لنجلي الظلام عن المشهد الفكري والثقافي المتجدد والمتحضر ونحرق الكفن الجاهز لموتنا ونعتلي مسرح الحياة بمسرحية (لنجدد الهوية والذات)، إن جميع الأمم تتطلع للنهوض بواقع الأنسانية فيها وبناء القيم والمبادئ الحميدة في مجتمعاتها والأستقواء بالذات والهوية والعقيدة لحتمية كسر قيود الخنوع والخضوع والتبعية المذلة، والإبتعاد عن التخبط والعشوائية في التفكير والسلوك، وكذلك التخلص من سماسرة السياسة والثقافة والفكر الذين يسعون الى المنافع الذاتية وحب البقاء في السلطة والتحكم برقاب الأمة ومصيرها، ولابد من أستكشاف كل ما هو جديد على كافة الأصعدة والذي يتناسق أو يتمازج مع التطلعات وطموحات هذه الأمة ويحقق غاياتها وأهدافها وصولاً الى المجد والعلا لمشاركة الحضارات الأخرى في التعايش الأنساني والمفاهيم والمصالح المشتركة والثوابت والمسلمات المتفق عليها والتأثير في هذه الحضارات من خلال الفكر الغني والثقافة الرصينة والقيم الأصيلة والأعتدال في الحوارات والطروحات السياسية والعقائدية التي تثير المخاوف والصراعات، إن رمادية وهلامية الإطار الشعبي للثورات التي تحدث في الوطن العربي والنتائج غير ملموسة وفي أغلبها سلبية أكثر من أن تكون إيجابية لحد الآن، والمواقف المتباينة للدول العربية بين متفرجة تنتظر ما تؤول اليه الأحداث لترافق المنتصر أو مناصرة لهذه الشعوب بسبب خلافات وتوجهات سياسية أو طائفية أو مؤيدة للحكام خوفاً أن يلتهم هشيم النار عروشهم ويكون مصيرهم كمصير الراحلين أو من تدخلت مباشرة في الدعم الإعلامي والمادي والعسكري بسبب الأوامر الملزمة من أسيادها وتصفية حسابات سابقة وكذلك رغبة في التعملق على حساب الأخوة الأعداء والظهور كقوة لها تأثير في الساحة السياسية العربية والدولية، وهذا خير دليل على إتساع الهوة والخلافات والإختلافات بين قادة الدول العربية والتي إنعكست بالسلب على شعوبها، فضلاً عن التخلي عن الهوية والذات العربية ونسيانها وضياعها بسبب هوس التملق والتخادم لأسيادهم وسد الشعور بالنقص في البنية السايكولوجية الذي يعانون منه، إن العرب يمرون بمخاض تأريخي ومرحلة فوضوية وتخوفنا بل الخطر الجسيم أن يصبح حكام الخليج هم المتنفذين وأصحاب القرار والقادة المتحكمين في مصير الشعوب العربية (توسع مجلس التعاون الخليجي خارج إطارها الخليجي) كحالة حتمية لسد الفراغ السياسي المعتاد بعد رحيل القادة المخضرمين وضرورة غربية لبقاء المصالح تسير بنفس الوتيرة والسياق وكل ذلك بسبب هذه الثورات العفوية التي تبحث عن الحرية ولكن دون أهداف محددة وواضحة وحتى في قسم منها لا ندري في أي طريق يسيرون ولأي فكر ونهج يتبعون، أن تسلم هؤلاء الخليجيين زمام القيادة والسياسة تبدأ معها مرحلة طمس ودفن الهوية والذات العربية بعد مرحلة ضياعها والتي سنرضى بها مرغمين رغم علتها، وستبدأ سيناريوهات جديدة وخصوصاً في الشأن الضحية فلسطين وإنهاء هذا الملف لصالح إسرائيل، وكلنا يعلم السيناريو القديم الذي تم أعداده مع ملوك وأمراء الخليج والذي بدأ بعدم الموافقة على وعد بلفور شكلياً والتمهيد لإسرائيل بالأحتلال الأراضي العربية في 1948 والى النكبة في 1967 وحرب 1973 وصولاً الى القبول بمعاهدات السلام، وبعدها العمل على بث الروح الإنهزامية داخل النفوس لتنقلب شعارات التحرير الى شعارات إيجاد الحلول السلمية ومن ثم المبادرة الخليجية ومن ثم الى التطبيع العربي مع العدو (الصديق والحليف) والإقرار والأعتراف بوجوده وهي الغاية والهدف، وسيعمل هؤلاء أخيراً على القبول بالحلول التي تفرضها إسرائيل شئنا أو أبينا، بعد تمزيق العرب وبث الأختلاقات والتناحرات بينها وخلق خنادق وأصطفاقات جديدة من أجل الإنشغال بصراعات دائمية في المنطقة والأبتعاد عن التطور والتقدم وما يحدث في العالم، وسوف تدفع الأمة ثمناً غالياً وتمر في أوقات عصيبة وبعدها نقرأ على الدنيا والعرب السلام.



#علي_حسين_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقزام وأوهام التعملق
- مقالة ( عنوانها ) لا تستحقون كل هذه ...التضحيات
- أزدواجية أمريكا...وجه قبيح
- من المسؤول..ولمصلحة من
- تسقيط الفيلية... لمصلحة من ؟
- التخرصات..والتهديدات.. لن تثنينا عن الانتخابات
- مكاسب سلطوية أم وطنية
- مقالة للنشر
- محنة الكورد الفيلية مع كوردستان
- رحلةالكرد الفيليين الصعبة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي حسين غلام - العرب وضياع الهوية والذات