أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين القطبي - ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت














المزيد.....

ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 15:28
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لا شك ان اختيار الكويت جزيرة بوبيان لمشروع الميناء الجديد يكشف عن نية تتجاوز حدود المصالح الاقتصادية البحته، الى طموحات سياسية، خصوصا وان موقع المراسي الاربعة، والتي ستصبح 16 عشر لاحقا، سيكون في ممر خور عبدالله، وهو المنفذ الضيق المؤدي الى موانئ العراق مثل ام قصر وخور الزبير.

ولكن قرب الميناء من الاراضي العراقية يجعل منه، في حالة التوصل الى اتفاقيات اقتصادية مناسبة مع الكويت، اكثر جدوى للعراق منه للكويت، يمكن استخدامه لتنشيط الحركة التجارية في شمال الخليج وجنوب العراق، كونه الاكثر قربا على الاقل من مينائي جيهان التركي، او العقبة الاردني.

واتفاقيات الاستخدام المشترك للميناء هي ليست من وحي الخيال، فهنالك الكثير من مناطق العالم استطاعت التغلب على مشاكل اكثر تعقيدا، يمكن الاستفادة من خبراتها في هذا المجال، خصوصا في غرب اوربا، اذ لا يعقل ان تستطيع تلك الدول ذات المصالح المتضاربة ان تفتح الحدود البرية والمائية للتجارة البينية، وتجاوز العوائق الضريبية، وتوحيد العملة، بينما لا يستطيع بلدان جاران في الشرق الاوسط حل مشكلة ميناء واحد.

الا ان مصالح السياسيين، والنخبة الحاكمة في البلدين، تتضاربان بشكل لا علاقة له بالاقتصاد ابدا، فكل منهما بحاجة ماسة الى اختلاق اخطار خارجية من اجل تعبئة جماهيرها، والسيطرة على مزاج الرأي العام، واقناع شعبها بضرورة بقائها (هي لا غيرها) في السلطة الى الابد.

فالطبقة الحاكمة في الكويت تجابه مخاطر داخلية اهمها التهديد الديموغرافي الناتج عن تنامي اعداد البدون والعمالة الوافدة، والدعوات العالمية الى احترام حقوق الانسان في التعامل معهم ومنحهم الحقوق السياسية الكاملة، وكذلك الاختلافات المذهبية التي تشكل قنبلة موقوتة، اضف لذلك اخطار الازمات الاقتصادية المحتملة، والتي لا يستطيع المواطن الكويتي، الاستهلاكي، والذي اعتاد مستوى عال من الرفاهية، ان يتحمل تبعاتها، كل تلك الاخطار تجعل الطبقة الحاكمة في الكويت بحاجة لعلاقات دائمة التشنج مع الجوار الجغرافي مثل العراق وايران.

والفئة السياسية الحاكمة في العراق، تجابه مخاطر اكثر جدية، بسبب فشلها في ارضاء طموح المواطن العراقي، وبسبب الية التنافس الشرس على الكراسي، يضاف الى ذلك الفشل المتوقع لتوضيف الايديولوجيا الدينية الثيولوجية في مشاريعها السياسية، والاجترار العقيم للشعارات المذهبية الطائفية. كل ذلك يجعلها بحاجة دائمة للغة شعارات وطنية اكثر قبولا.

ومن هنا جاء انتخاب الحكومة الكويتية لممر خورعبدالله المائي لمينائها الجديد، رغم انه الاختيار الاسوء تقنيا بسبب ضحالة الساحل وضيق الممر. ولهذا السبب اعلنت الحكومة العراقية عدم موافقتها على مد خط سكك حديدية الى الميناء للاستفادة منه، وحسب تصريح وزير النقل العراقي السابق، فأن "العراق لا يوافق على الربط السككي مع اي دولة تقع على الخليج"، ودون اعطاء التفاصيل على سبب هذا الرفض.

نعم كان بامكان الحكومة الكويتية ان توسع ميناء الشويخ، داخل مدينة الكويت، او موانئها الاخرى مثل الشعيبه، الاحمدي، الدوحة، او ان تختار السواحل الجنوبية غير المستغله بدلا من جزيرة بوبيان التي اعلن العراق مرارا رغبته في الاستحواذ عليها، الا ان المشروع يلبي طموحات سياسية للحكومة الكويتيه، في امتلاك ورقة ضغط ستراتيجية على العراق.

وفي الوقت ذاته بامكان العراق، الذي ليس له حدود مائية سوى 57 كم ان يتوصل الى اتفاقات تجارية تخدم المصالح العراقية العليا مع ايران والكويت لاستغلال موانئ خرمشهر والدوحة الكويتي ومبارك الجديد وكلها تقع على مقربة من الحدود العراقية، ويمكن ربطها بشبكة من الطرق الحديثة والسكك الحديدية بعيدا عن مماحكات السياسة.

الا ان المصالح الاقتصادية هي مصالح الشعوب، والمصالح السياسية هي مصالح الحكام، ولهذا تغلبت السياسة على الاقتصاد.
ولكن الانظمة تزول، في العراق والكويت، معا، وتبقى السواحل والموانئ، ورغبة الشعبين في التعايش المشترك، واليهما تعود حرية اختيار الطريقة الافضل لهذا التعايش.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب يطل على الخليج العربي.. والعراق لا
- انهم يحرقون البحرين في العراق
- مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين القطبي - ميناء مبارك يخدم العراق اكثر ما يخدم الكويت