أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - إفطار الوحدة الوطنية














المزيد.....

إفطار الوحدة الوطنية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 10:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنتشرت فى السنوات الأخيرة موضة موائد الإفطار التى يقيمها المسيحيين ليفطروا فيها مع المسلمين ليعبروا عن أخوتهم ووحدتهم الوطنية يعنى أكلوا عيش وملح مع بعض وهذا هو أكبر دليل على الوحدة الوطنية .
دخلت مأدبة الإفطار كأسلوب سياسى شجعه النظام المصرى ليخدع المسيحيين والمسلمين أنفسهم بأنهم مواطنين إخوة يعبرون على مأدبة الإفطار هذه عن الوحدة الوطنية التى يفضحون فيها أنفسهم بأجتماعهم على هذه الموائد بأعتبارهم مسلمين ومسيحيين وليس بأعتبارهم مواطنين مصريين فقط يتبادلون الزيارات والعوائد الشعبية فى الإطار الأجتماعى المصرى.
كنت أعتقد أن الشعب المصرى تخطى سنوات السذاجة التى يعيش فيها وأنه بدأ يتمتع بالنضج الذى يتيح له التمييز بين الشعارات السياسية العلنية وبين معتقداته التى تتناقض مع تلك الشعارات والعادات والتقاليد التى يبتكرها النظام السياسى لينشغل المسيحيين خاصةً بلحظات من الصفاء المزعوم ولو فى أثناء مأدبة إفطار يتمتعون فيها بكلام حلو لذيذ كالعسل المنزوع منه السم الهارى المختبئ لوقت اللزوم .
من بين تلك الموائد الرمضانية بأطعمتها الفاخرة الشهية تلك المائدة التى أقامتها الطائفة الأنجيلية وأستضافت من بين ضيوفها شيخ الأزهر الذى وجدها فرصة سانحة " ليدعو المسلمين والمسيحيين إلى مزيد من الدعم للوحدة الوطنية فى ظل التحديات الخطيرة التى تواجه الأمة العربية فى ظل المآسى التى يعيشها شعب العراق وفلسطين " وكأن شعار الوحدة الوطنية يحوى كنوز التقدم والحضارة لبنى مصر الغلابة الذين يجيدون التهليل والتصفيق وأصبحت المآسى مقصورة فقط على شعبى العراق وفلسطين أما مصر بلد الوحدة الوطنية فهى بلد يتيمة خالية من المشاكل والمآسى الدرامية التى تدمى القلوب ويعيشها المواطن يومياً ، ولأنه كلام يرضى الحاكم والمحكوم عليهم فهو كلام سهل الهضم أسرع من الفول المدمس .
يستطرد شيخ الأزهر حديثه ويقول " بأن محاولات التفرقة بين المصريين مسلمين ومسيحيين قد فشلت عبر التاريخ " ، إن هذه التفرقة التى تكلم عنها هى تفرقة دينية فى صلب العقيدة الإسلامية وهنا ليس مجال الدخول فى تفاصيلها ، لأن كل إنسان له حرية الأعتقاد فيما يراه صحيحاً وأنا أحترمه كإنسان له معتقدات خاصة به ، لكن للتوضيح الممل نقول بأن هذه التفرقة بدأت فى مصر منذ دخول العرب الغزاة مصر لنشر الإسلام ووضعوا قواعد جديدة للمواطنة الأستعمارية ، تلك القواعد التى قامت على معتقدات الإسلام التى وصفت السكان الأصليين لمصر بعد أحتلال بلادهم بأنهم أهل ذمة يدفعون الجزية وهم صاغرون ، بل وذمتهم أخر خراب لأنهم متهمون بتحريف كتبهم الدينية، هذه هى التفرقة التى تملأ خطب وكتب وعقول ، وهذه هى المشكلة التى لا تنفع معها شعارات إفطار أو صيام رمضان ، لأن شيخ الأزهر عندما يقول بأن " دين الإسلام كفل المساواة فى الحقوق والواجبات لغير المسلمين " ، هذا الكلام لا يهضمه ابن القيم أو ابن تيمية أو كل تراث الإسلام العقائدى ، هذا الكلام المخالف للتاريخ وللحقيقة لن يتبرع مصرى واحد يعيش فى مصر للرد عليه فى وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية ، لأنه سيكون قد فتح على نفسه أبواب جهنم ولا أعرف كيف ستكون نهايته ، وبالطبع يفضل الكثيرين الأستماع والتصفيق عشقاً فى الوحدة الوطنية التى أخترعها المصريون الفراعنة .
التفرقة نبعت من تأصيل الدين فى دستور العباد لأنهم لو كانوا متساوون لكان أُزيل من الدستور الحديث عن أى دين أو إضافة الحديث عن كل الأديان بكل مساواة ، لكن الواقع يتناقض مع هذه النزعة الدينية التى تفتح فاها لتبتلع الأخضر واليابس .
كيف يمكن قبول " حديث المساواة والتآخى بينما كلمة " وهم صاغرون " لا تبارح فكرى تقتل آدميتى وتدمى العيون وتعمى الأذهان وتغلق كل باب للإجتهاد أو التفسير أو للنفاق ؟ كيف يفهم المصرى المسلم أنه متساوى مع المسيحى الذى فرض عليه إلهه دفع الجزية وهو صاغر ؟ وكيف يصدق أنه متساوى مع الكافر المسيحى ؟
الموضوع ليس موضوع موائد إفطار فى رمضان وبقية السنة صيام عن هذه الوحدة بأنتهاك حقوق الإنسان المسيحى والمسلم أيضاً ، ليس الموضوع هو وحدة وطنية بل الموضوع هو نشر الوعى الدينى بالتأكيد على أنه لا دخل للأديان فى المواطنة أو فى إنسانية الإنسان ، عندما يفهم كل مواطن أن الدين شأن فردى خاص جداً ، عندما تختفى كلمة هذا مسيحى وذاك مسلم من أفواه المصريين ووسائل إعلامهم وأماكن أعمالهم ، ساعتها يمكننا أن نستشعر مستقبل يبشر بالخير والسلام لمواطنى مصر الحبيبة .
أقول إيه .. رمضان كريم جداً !



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - إفطار الوحدة الوطنية