محفوظ أبي يعلا
الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 01:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
متى سيتحقق في المغرب حكم الشّعب لمصلحة الشّعب و بواسطة الشّعب نفسه؟ متى ستتحق الدّيمقراطية الّتي لا تقوم إلا على عمودين أساسيين , الأول : المساواة , و الثاني : الحرّية . قد نقر أن المساواة منصوص عليها في الدستور المغربي مع أنّها في الواقع مغيبة . و لكن ماذا عن الحرّية الّتي نقصد منها حرّية التعبير , و أقصد على وجه التخصيص حرّية الاعتقاد؟
غالبية الشّعب المغربيّ , كما يبدو لي من محيطي الاجتماعي , ضدّ حرّية الاعتقاد . فلا أحد يتحمل اللاأدرين و لا أحد يطيق الملحدين أو البوذيين بل لا أحد يطيق حتّى المسلمين العقلانيين . غالبية الشّعب يميلون إلى الإسلام الشّعبوي و يرون أن أي نصّ قانوني يسمح بحرّية الاعتقاد هو نصّ يعادي الإسلام مع أن الإسلام ينهض على حرّية الاعتقاد : " فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر " . " أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين؟ " . " لكم دينكم و لي دين " .
من هنا ينشأ السّؤال : هل نحن المغاربة الّذين نرفض حرّية الاعتقاد ديمقراطيون؟
لا أتعدى الحقيقة اذا أجبت بأنّنا غير ديمقراطيين . فمن منا يتقبل الآخر اذا كان مختلفاً عنه؟ أن تكون ديمقراطياً يعني أن تكون متقبلاً للآخر , محترماً لرآيه و اعتقاده , و مستعداً لتدافع عن حقه في التّعبير حتّى و ان كان تعبيره لا يتوافق مع قناعاتك .
نحن المغاربة لسنا ديمقراطيين في معاملاتنا , فكيف سنكون ديمقراطيين في صناديق الاقتراع؟
في الختام أجدني أتساءل : أليس من واجب الأحزاب السياسية , و في خضم ورشة الاصلاحات الدستورية , أن تطالب بدسترة حرّية الاعتقاد بجانب حرّية التعبير و بجانب المساواة فعلى هذه المباديء تقوم الدّيمقراطية الحّقة؟! و لكن , هل الأحزاب السياسية المغربية ديمقراطية في أساسها حتى تطالب بالديمقراطية ؟ شخصياً , لا أرها كذلك . فكيف اذاً سيطالب فاقد الشيء بالشيء؟!
لندع الأمور تتطور كما كُتِبَ لها . هذا ما أنتهي إليه و ما ينتهي إليه كلّ متشائم يائس من الاصلاح .
#محفوظ_أبي_يعلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟