أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - اُكفُل يتيم في بيتك














المزيد.....

اُكفُل يتيم في بيتك


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ُاُكفُل يتيم في بيتك
تقدم أجهزة الإعلام دعوة لأصحاب القلوب الرحيمة ، ليَكفُل القادر منهم طفلا او طفلة ممن فقد أحد الوالدين أو كلاهما، وسألت عن معنى كلمة "يكفل"، فقيل لي انها دعوة للقادر مادياً أن يرعى طفلا يتيماً فيستضيفه في بيتهِ ويُنفق عليه ويُربيه كإبنهِ او كإبنتهِ، فبدت الفكرة رائعة وقكرت ان هذا قد يشبه فكرة التبني التي يمكن بها انقاذ الآف الاطفال الذين فقدوا أبا أو أما او كلاهما واصبح مصيرهم إما الملاجئ ودور الأيتام او التشرد في الشوارع ، فليس أجمل من أن يضم بيت ـ حُرم من نعمة الانجاب ـ طفلا يضفي البهجة والفرحة ويتحول البيت الذي خلا من الأطفال وتسرب اليه الملل إلى مكان يمتلئ بالدفء. ايضا ليس أجمل من أن يجد الطفل(ة) اليتيم ومن لم يجد أمانه وراحته في الملاجئ- أبا وأما يحتمي في كنفِهما من ضياع الشوارع والنوم على الارصفة ، وما اجمل أن يجد الفرصة ليتعلم ويكبُر تحت سقف يشبعه حناناً وحباً، ولكن ما تعجبت له ان هذه الكفالة للطفل لابد ان تنتهي عند سن بلوغ الطفل(أوالطفلة بالطبع) لأن باعتباره غريبا لا يمكن أن يتواجد في نفس البيت مع امرأة غريبة عنه ليست من دمه ولحمه حتى لو كانت قد احتضنته كإبن منذ طفولته، وربَّته وسهرت على راحته واهتمت به عند مرضه، وجلست بجواره الساعات لتساعده في انهاء واجباته المدرسية! فهي شرعاغريبة عنه! وبالمثل لو كانت فتاة فإن الرجل الذي كان ابا لها يصبح غريبا عنها وليس من محارمها! مامصير الطفل(ة) عندما يصل لمرحلة المراهقة وهي السن الذي يحتاج فيه أبا أو أما اكثر من ذي قبل؟ هل يعود الى دار الايتام؟ او الى الشارع ا ؟ هل تتقلص احتياجاته في هذه السن الحرجة الى مجرد بنك يقوم بالانفاق عليه؟ وماقيمة السنوات التي قضاها في بيت من كفله؟ ماهو تأثيرها عليه؟ وكيف تكون مشاعر الأبوين المؤقتين بعد تذوق طعم ومتعة هذه المشاعر النبيلة ثم يُنتزع منهما فجأة سبب فرحتهما ويعودا الى برودة العيش في بيت خال من مشاعبات الأولاد وضجيجهم المحبب للنفس؟ تخيلت هذا السيناريو مع طفلة رضيعة ضمها أب وأم من دار ايتام ليعتنيا بها ويغدقا عليها كل الحب الفطري المختزن داخلهما، وعندما وصلت للسن الذي تحتاج فيه الفتاة إلى حضن ورعاية الأم اكثر من الأعوام التي ولَّت، سيكون هناك إلزام بابعادها عن البيت لأن الرجل الذي كان والداً حنونا محبا لها، والذي كان يخاف عليها من نسمة الهواء التي قد تمرضها أو تزعجها، أصبح هذا الرجل غريباً عنها وليس من محارمها! ماهي الفرص المتاحة لمثل هذه الطفلة لكي تعيش حياة كريمة بعد ان انتُزعت من أحضان الحب النقي والدفء الآمن؟ من يجيب عن اسئلتها الخاصة؟ من يسمعها ويحتويها في هذه المرحلة الحرجة، وكيف يمكن تخيل ملامح مستقبلها؟
قيل لي أن الخشية من موضوع التبني تكون بسبب اختلاط الانساب. فما معنى اختلاط الانساب؟ أو بتعبير أدق ما فائدة نقاء النسب أو العرق في أيامنا هذه؟ كان لهذا السبب معنى في النظام القبلي المرتكز على عدد أفراد القبيلة والولاء لها. أما الآن فالولاء للوطن.
أكثر شعوب العالم التي حافظت بتواجدها على الأنساب هو الشعب اليهودي الذي يتآمر ويخطط لإعادة بناء الهيكل. لكن حتى لو بنى الهيكل فلن يستطيع تقديم الذبائح لأن المشكلة الأصعب من بناء الهيكل هو العثور على كاهن من سبط لاوي. فكل الأسباط تاهت وذابت في شعوب الشتات التي لجئوا إليها.
والسؤال الحيوي والهام هو: أيهما اكثر فائدة للانسان وللمجتمع الخوف من اختلاط الانساب أم ازدياد اعداد المشَّردين واولاد الشوارع التي تخفي في داخلها كوارث مخيفة؟
مافائدة اختلاط الانساب عندما تتحول هذه الاعداد الى قنابل موقوتة تُدمِر المجتمع ثم تُدمِر نفسها.
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المسيحية ديانة؟
- سيادة المشير طنطاوي: لحظة من فضلك
- المرأة والحب والمعجزات
- الضرب بيد من حديد
- سأحلم من جديد
- كيف لا أحبك؟
- محافظ قنا ومحافظ اسوان
- لقطات بعد الثورة
- انا من الأقلية
- سأفضي لك بأسراري
- الجلسات العرفية واحترام القانون
- الثائر الحق
- رسائل قصيرة
- أمهات لم يلدن
- أنا المرأة: هل تعرفني؟
- متى ينتهي حظر قيادة المرأة للسيارة
- دكتور علاء الأسواني: لحظة من فضلك
- تعديل أو تغيير؛ أنا أرفض المادة الثانية من الدستور
- البنت المصرية والثورة
- توظيف الدين والمجتمع الذكوري


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - اُكفُل يتيم في بيتك