أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالحق فيكري الكوش - الصحافي رشيد نيني والعنزة وجاليليو















المزيد.....

الصحافي رشيد نيني والعنزة وجاليليو


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 19:06
المحور: حقوق الانسان
    


اقتيد سقراط إلى المشنقة تمهيدا لإعدامه فقال متهكما: استعينوا بالميتوس ولا تستعينوا باللوغوس!
تكررت المآسي والقصص، وكلما تواجهت الأسطورة والعقل، انهزم الثاني وانتصر الأول!
وانهزم الاتحاد السوفيتي والفكر الشيوعي أمام أفيون الشعوب كما قال ماركس المفكر، أي ذهب فكره وبقي الدين الذي حاول محاربته عبثا... وأعدم سقراط وبقيت فلسفته التي لم تغير من طباع البشر شيئا بقدر ما أن الأسطورة تضخمت، وأصبحت حقائق مقدسة في عمق اللاوعي الإنساني. وان كانت قد تجدرت في لا وعي الكائن العربي إلى حد أنها صارت أكمة تسكنها وحوش ميتوسية خرافية، يؤلفها هذا الكائن بنفسه، ويصدقها إلى درجة التقديس.
وكذلك سيأتي مساء ويذهب مساء، وسيأتي رشيد نيني ويذهب آخر، وسنبقى حبيسي نفس المكان وأسيري نفس العثرات، نجتر الخطأ ونراكم الفشل والخيبة كمية هامة في دمائنا، سنظل حبيسي الكهف والظلال الافلاطونية، ووضعنا أشبه بوضع يمليخا، أحد ضحايا الكهف السحيق..
مات محمد عليه الصلاة والسلام وما زلنا لحد اليوم، نجد شرطة تعتقد الإنسان العربي سوق خضر مفتوح، وتفتح تحقيقات في أصل الجزر والبطاطس هل زرعت في تربة حلال أم حرام، بل وتقيس بالمتر المسافة الشرعية و لو زرع هذا الجزر الأبله قرب حقل للقنب الهنديوتحتجزه بداعي الشك في كفره ؟؟؟
نعم تقيس المسافة بين القصائد الحلال والحرام كما تقيس المسافة بين النوايا، وهي نفس الشرطة التي تقيس اليوم المسافة بين مقالات رشيد نيني وحقول الشتم والقذف، وكل مقال لا يرتدي سبا أو شتما ستكيفه مع تهمة أخرى، وفي النهاية سيطلبون إعدام رشيد نيني، لأنهم في النهاية سيكتشفون أن الرجل يشكل خطرا على الأمن العام والنظام وعلى شعب المغاربة، وأن وجوده في المغرب هو سبب التغيرات المناخية وسبب الاضطرابات السياسية و الأزمة الاجتماعية وقلة فرص الشغل إذا لم نقل ضياعها..، وما تنتظر من مسئول عجز عن إصلاح القضاء؟ غير شنق من يشير بأصبعه إلى أصل الداء والعلة، أي القفز فوق الحائط القصير، والهرولة إلى الأمام، تماما كما يقول المثل:"سقطت مئذنة المسجد اشنقوا الحجام" ولا يوجد في المغرب حجام يشنقونه، أفضل من "رشيد نيني" ! وسهل جدا أن يتهم رشيد انه ساحر ويتعاطى مهنة السحر، وان سحره العظيم يعطل نواميس الأرض ويهدد القوانين الفيزيائية، ويهدد إصلاح القضاء، وصياغة صك الدستور، ولعله سبب سنوات الجفاف الطويلة وربما سبب العنوسة في المغرب، وربما سبب اتساع دائرة الفقر في المغرب، وربما سبب هذا الإرهاب المفاجئ الذي حل بيننا، ولهذا يجب شنقه أمام البرلمان لطرد اللعنة من الرباط وطرد اللعنة من المغرب، وليعود الشعب إلى أعماله بعد أن فتنه رشيد فتنة عظيمة بسحره المسائي غير المسبوق..
والسبب أن الميتوس تستعين بالمتخيل المقدس في حين أن أسلحت العقل بطيئة المفعول وتدريجية، وفي بلد ثالثي حيث تينع شجرة الميتوس، كل التهم ممكنة وجاهزة ومتوفرة، فقط عندما يريدون شغل الرأي العام بشيء ما هروبا إلى الأمام، يبحثون لك عن تهمة ثقيلة، وينجزون لك مجموعة محاضر، ويجهزون لك بوقا في التلفزيون والصحافة الرسمية، ثم يشنقونك بعدها بتلك التهمة، هذا لو كنت محظوظا، وإذا لم تكن كذلك، أحضروا أسلحة، ومعها وجوه شرطة متجهمة تشرح للمشاهدين الكرام، نوع الأسلحة التي عثروا عليها في جمجمتك، وقد تكون مارا من الشارع فقط ، وتتهم بإهانة موظف عمومي، ثم تتحول إن شاءوا إلى محاولة زعزعة الاستقرار العام، والتآمر مع جهات خارجية ..
و أقترح عليهم أن يفتشوا جمجمة رشيد نيني للبحث عن الأسلحة المحتملة، أسلحة الدمار التي بحث عنها بوش قبلا، أو الجواسيس الجزائريين الذين قد يكونون مختبئين في جمجمته، أو ربما قبيلة من الجن هي سبب تعويذاته المسائية السحرية... وأفضل تشريحه في أحد مستشفيات المملكة، للعثور على الجينات التي قد تنقل العدوى للمغاربة..
عندما أتى كوبرينيكوس بحقيقة تناقض حقيقة أن الأرض مركز الكون وأيده في ذلك برنو وجليلو أحرق الأول وقتل الثاني، وهانحن في القرن الواحد والعشرين، و بالضبط في مكان موغل في الميتوس يسمى الأمة العربية ندور في نفس الحلقة ! ونجتر نفس القصص المشوقة! حيث مجموعة من العميان تتوهم أن الأرض مركز الكون! مسخرة آلة جبارة من الأساطير والتهم لتبرير عالمها الأزلي الذي لا تريد من أحد من هدمه وإلا أخرجت أسلحتها في الفتك به. و كل حقيقة تفسر لهؤلاء العميان سبب عماهم يكون مصير صاحبها المحرقة !
وأعود لقضية رشيد نيني، التي هي قضية تشبه قضية شاعر سعودي اسمه رشدي الغدير، الذي قبضت عليه شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتهمة ممارسة السحر، بعد أن نشر قصيدة في مدونة اعتقد أنها محمية من تعقب الشرطة له... فقامت بجلده مئة جلدة على مؤخرته، عقابا له على نشر تعويذة من كتاب شمس المعارف للبوني ضمن قصائده؟
لم أجد تهمة تناسب رشيد نيني، غير تهمة ممارسة السحر، التي تذكرني بقصة أحفظها هي رائعة فيكتور هيجو ، أوجه التشابه هو أن رشيد هو الاسميرالدا عينها، و"مسائه " هي العنزة التي اتهمتها المملكة المغربية- الدولة الديمقراطية بجلال قدرها كما يزعم مولانا مصطفى العلوي - بممارسة السحر؟
من المضحكات المبكيات، في هته القضية أنها تذكرني بعصور الظلام حيث كانت أوربا تحاكم الدجاج والفئران، وأذكر للقراء قصة الفأر الذي اتهم بالقتل لأنه تقمص روح رجل وأرغمه على القتل، ولكن المحكمة المسكينة لم تستطع الحكم على الفأر القاتل بعد أن طلب محاميه من المحكمة سجن جميع القطط حتى لا يتعرض الفأر لأي عدوان مباغث من طرفهم ففشلت المحاكمة والمحكمة؟؟
وها نحن نعيش قصة مسلية أخرى من فصيلة تلك القصص، محاكمة " المساء" ، وهته ليست بجديدة عندنا، لكن لأول مرة أسمع أن دولة ستحاكم "المساء"، وربما يفكرون في حذف المساء، كما فكر المعتوه القذافي في حذف يوم الجمعة... ولعلنا نعيش بهذا في نهارهم !!
واقع العالم العربي البئيس ومعه المسئولون عن قيادته - صغر شأنهم أم كبر- ماعادوا يجدون شغلا ، غير محاكمة المدونات والقصائد والجرائد - أسوة بعصور الظلام القروسطية- ولعل قضية "رشيد نيني" ستدخل التاريخ من بابه الواسع، ليس لأنها ستعالج أصل الداء ولكنها لأنها ستعمق المرض والجرح، وستجعل الأجيال القادمة تسخر منا، وهي تقرأ عن محاكماتنا للمدونات والجرائد والقصائد ... ! سيضحكون حتى يستلقوا على قفاهم، وسيصبح ماضينا، أحجية تلوكها الجدات المفترضات في المستقبل !
أقرأ لبودلير وصيته و هو يكتب أزهار شره : إني أموت في حالة قلق مرعب إنني أنتحر بلا حزن، لأنني لا أستطيع أن أستمر في الحياة، و لأن تعب نومي ويقظتي لا يحتملان، إنني انتحر لأني غير مفيد للآخرين، وخطر على نفسي إنني انتحر لأني أعتقد أني خالد، وآمل في ذلك."
وكثيرون لا يعرفون أن الرجل ينتحر كل مساء، وأن هذا الانتحار يمارسه ملايين المغاربة المعذبين بوطنهم وبعشقه.. !
كل عام و الميتوس و مجتمعها بخير ! والى لقاء مع نيني ومساء آخر!



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوسية بويا عمر وطقوسية النظام: الذهنية المشتركة وأزمة عقل ا ...
- الإسلام والحرية والإنسان ، ثالوث الحلول في العالم العربي
- المخزن و ميكيافليلية الحلقة وحكمة الأميين
- ثورة النيل الهادرة وجيل استعادة الكرامة العربية
- وعاد هبل عاد إلى شبه الجزيرة العربية !!!
- نقد العقل الجزائري
- أسباب فشل المسيرة الخضراء في شقها الوطني
- فجائعية أحداث العيون/وسؤال شؤوننا الاستراتيجية بيد من؟
- اغتيال الشيخ والولي سيدي عبد الله الكوش: الحلقات المفقودة من ...
- خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة
- هل يتقيأ جهاز المخزن السموم التاريخية ويسمح لنا ببناء نسخة ث ...
- المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة
- أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!
- عربة الكاتب المغربي سمكان الإرهابية!!!
- على هامش حصار غزة: صيحة في تجاويف العقل الإسرائيلي وصاحب الج ...
- حركة لكل الديمقراطيين بالمغرب:الطرقية السياسية والكوميديا ال ...
- شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسلام أية علاقة؟
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس- الوثيقة الرابعة-
- اعترفات على صدر ابنة توسيوس-3-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس-2-


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالحق فيكري الكوش - الصحافي رشيد نيني والعنزة وجاليليو