|
هل يمكن ان نُجزء الحداثة كي تتقبلها مجتمعاتنا ؟
صادق العلي
الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 09:33
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
تنظير البعض عن الحداثة وماهيتها كذلك ما بعد الحداثة كونها تحصيل حاصل للقفزات المثيرة التي قفزتها البشرية في القرن المنصرم وما قبله ... وصولا الى العولمة وما جلبته من تغييرات جذرية اقتصادية وثقافية على جميع دول العالم بدون استثناء واخيرا وليس اخراً الثورة التقنية وشبكة المعلومات العالمية التي اخترقتنا عرضاً بخيرها وشرها وبثوراتها التي لا نستطيع ان نحددها بالضبط هل هي مطالب شعبية يجب ان تحدث ام هي مشاريع تقسيم استعمارية (مؤامراتية ) ؟! . وانا اذ اتناول هذا المصطلحات ادرك تماما الادراك بان لا وجود لها في قاموس حياتنا اليومية في العالم العربي على الرغم من اننا نستخدمها ونتعامل بها اما كأمر واقع او كحقيقة نحاول ان ناخذ منها الذي ننتفع به ونترك الذي يسيء لنا !, كوننا شعوب يحركنا الدين في ادق تفاصيل حياتنا ( برغبتنا ام رغم عنا ) والا سندخل في صراعات اضافية غير الصراعات التي نعاني منها اصلاً وخصوصا الافكار التي تأتي من وراء الحدود ... هل لمنظري الحداثة القدرة والادوات المناسبة لبناء مجتمعتنا حداثوياً ؟ هل نحن مستعدون للديمقراطية كنظام اجتماعي ام كبديل سيء للديكتاتوريات ؟ هل الديمقراطية نظام اجتماعي ام نظام سياسي ؟ هل يمكن ان نُحيّد الدين في حياتنا اليومية كون الاختلاف الايدلوجي عامل تكامل في المجتمع وليس ماكنة تفريخ صراعات بحسب الحداثة ؟ هل نحن شعوب متجانسة ام مجموعة طوائف واديان متناحرة تحاول اغتنام ما يمكن اغتنامه من الاخرين ؟
فأين الحداثة وما بعدها من كل هذه الاسئلة والتي يعتبرها البعض انها تدمير للمجتمع العربي؟ هل نطرحها على اساس انها حلول ام على اساس انها مصدر نزاعات جديدة كون الديمقراطية تاتي بالتيار المتدين الذي يعتبر الحداثة نوع من الالحاد المنمق وبالمقابل يعتبره منظروا الحداثة رجوع الى الوراء ؟ انها مشكلة المجتمع العربي بشكل عام على سبيل المثال دول الخليج العربي الذي يعتبر متطور عمرانيا وتكنولوجيا ومع ذلك لا تعتبر مجتمعات حداثوية ولا تعتبر مجتمعات ديمقراطية في نظر الجميع ... ايضا دبي التي تعتبر اكثر مدينة متطورة في المنطقة والعالم وكونها مركز اقتصادي وتكنولوجي عالمي مهم لا زالوا يعتبرون المرأة فرس والرجل فارسها !. فأي تناقض هذا الذي يعيشه المجتمع العربي ؟ وهل استخدامنا للتكنولوجيا يجعلنا حداثويون متطورون على اقل تقدير فيما بيننا كي نقنع انفسنا باننا نسير مع العالم وفي الطريق الصحيح ؟ هل هو مخطط ستعماري ان نعيش هذه التناقضات ؟ ام تراه تراكم مئات بل الاف السنين حتى اصبحت العقلية العربية المتفتحة والقيادية في المجتمع هي بالحقيقة اكثر انغلاقا تجاه تطوير مجتمعاتهم ؟ الجواب يعتمد على ان الحداثة كونها نظام اجتماعي متكامل وهذا التكامل لا يتم بأقصاء و تهميش الاخرين والاهم من ذلك هو الاعتماد على الشباب كونهم خزين هائل من الامكانيات الغير محددة ... ناهيك عن الانسان هو الاقدس وهذه قاعدة لا خلاف عليها على هذا الاساس يجب ان يخضع الجميع للنقد وللنقاش وللتساؤلات ولا يجب ان يكون هناك من هو فوق هذه القاعدة وان يكون الافضل بيننا هو الاكثر عطاءاً وليس الاكثر اطلاعاً ! لان القرأة والتواصل مع الاخر لا تعطينا مواهب الادبية والعلمية كي يتسنى لنا بناء مجتمع متحضر يعتمد على ذوي الكفاءات . ما العمل ازاء ما يدور حولنا من السنوات الضوئية التي تفصلنا عن العالم ؟ هل نتناول الحداثة بالقبول او الرفض الى الابد متى نتخذ القرار ؟ ام هي نقاشات عقيمة يستفاد منه البعض؟ هل ينتظرنا العالم حتى نتوصل للقرار المناسب بعد ان نشذب الحداثة على مقاسات مجتمعاتنا ؟ هل تقسيم البلدان العربية سياسياً وبعدها ثقافياً هو الحل الانجع كون الصراعات تتناسل بصورة سريعة ؟ بالرجوع الى الحداثة وتأثيرها على مجتمعاتنا او التأثير المفترض الذي تتمناه الدماء الجديدة في الثقافة العربية بعد ان اصبح بعض الادباء الكبار وبعض المنظرين عبء على الثقافة وعلى الحداثة نفسها لان منهم من يريد ان يكون الوالي الشرعي للحداثة وللحركة المجتمع للادباء الشباب .
#صادق_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نهاري الضائع
-
بسقوط الانظمة السياسية العربية ... هل ستسقط الانظمة الثقافية
...
-
لماذا تراجعت الأشتراكية و الماركسية والشيوعية امام اليسارية!
-
كيف أضعنا مسراك !
-
هل الملحدون قساة القلوب ؟
-
الملحدون أكثر تطرفا ً من المتدينين !
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|