|
كركوك .. السؤال الغريب
حسين القطبي
الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 10:36
المحور:
القضية الكردية
هل هي عراقيه ام كردستانيه، سؤال تثيره جهات عده هذه الايام، دون ان توضح اي منها اللبس الذي يثيره مثل هذا التساؤل.
اذا كانت القيادات الكرديه، وبغالبيتها تعلن ان كردستان وبكامل جبالها وسهولها، من سنجار الى بدره هي اليوم جزء اساسي من العراق الكبير، فاين وجه التعارض بين ما هو عراقي فيها، وما هو كردستاني؟ واذا كانت القوى الشوفينيه العربيه، من بقاياحزب البعث، والتنظيمات التي تعمل لصالح القوى الاقليمييه، المتحالفه معها لا تعترف اصلا بوجود وطن اسمه كردستان، فلماذا الخوف من الاستفتاء على تقرير مصيرها؟ الاكثر غرابه في السؤال، ان كل طيف له اجابه، تكاد تكون مسلمه، فالاكراد، كشعب وكقيادات، معهم المثقفون العراقيون العرب، من يساريين، الى الكثير من القوى الاسلاميه، الشيعيه على وجه الخصوص، الى الليبراليين الذين يؤمنون بالتعايش ويحلمون بعراق معافى يؤمنون بان اعادة المهجرين الى مدينتهم وقراهم المحيطه بها، والمهاجرين الذين اجبرهم البعث على الاستيطان في اراضي الضحايا، ثم اجراء استفتاء شفاف، واحترام رأي الشعب هو الجواب.
والشوفينيون، القوى التي نشأت بعد سقوط النظام السابق، والمتشكله اساسا اما من اعضاء اجهزته الاستخباريه وتشكيلاتها السريه في الخارج والداخل ممن يظهرون الاستقلاليه على شاكلة الكبيسي وعوني القلمجي والاصوات المغموره التي تلقى الدفع من القوى الاقليميه مثل سليم مطر، خضير طاهر. وكذلك بعض المنتفعين من الدول المحادده لكردستان يجزمون هم ايضا بأن لا وجود لشعب اسمه الاكراد، فهم فرس قدموا قبل "اربعه الاف سنه فقط"، على حد بعض "كتابات"هم، فلا يحق لهم تملك عقار في العراق الذي هو اشوري الاصل، ولا يمكن ان يكون هناك وطن اسمه كردستان، وتبعا لهذا فان هوية كركوك محسومه هي الاخرى. يتوافق مع هذا الرأي، بشكل من الاشكال، نظر الدول الاقليمية الثلاث، المجاوره للمنطقه، والتي تخشى من يوم تكون فيه مضطرة الى اعادة الحقوق الى اكراد بلدانهم. واذا كان تساؤلهم مثير للغرابه، فان ما هو اغرب هو موقفهم من هذا الشعب العراقي، حفيد الاشوري الذي يدافعون عنه، وقوفهم بالضد من عودة المرحلين قسرا الى مدنهم الاصليه، والمستوطنين قهرا الى اماكنهم، بل وبالضد من اجراء استفتاء يعكس التشكيله الحقيقيه لوجه المدينه. اما القوى الكردستانيه فهي تلجا على الدوام الى اظهار الحقائق التاريخيه، في العصر الحديث على الاقل، ابتداءا من تقارير الدوله العثمانيه، الى احصاءات المملكه العراقيه، ثم الى اثار التعريب ودوافعه مرتكزين على نتائج احصاء عام 1957 والذي يشير الى ان نصف سكان المدينه من القوميه الكرديه، والنصف الاخر من بقيه القوميات مجتمعة، وهي في ذلك انما تربط اقليم كردستان بالتواجد الكردي فقط متناسية ان الوطن لايرتكز على الحضور القومي فحسب، بل هو وحدة جيوسياسيه قد تظم تنوع اثني، ولولا هذه الحقيقة لما كان العراق وطنا، ولا تركيا، ولا ايران فكل من هذه الاوطان يضم خليطا قد لايكون متجانسا قوميا، ولكنه وحده جغرافيه سياسيه تترابط اقاليمها ثقافيا واجتماعيا حتى في ظل التعدد اللغوي. واذا كانت كردستان وطنا، فهي تبعا لذلك قد تتشكل، شأنها شأن الاوطان الاخرى من تنوع اثني طائفي. فاذا كانت كركوك، واقضيتها وقراها متكامله ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا مع كردستان فان ذلك يجعلها جزءا من الاقليم، بل قد يكون تبعا لدورها في الدوره الاقتصاديه فرصا لتكون هي العاصمه والمركز الاداري بغض النظر عن تركيبتها القوميه. واذا لم يكن هذا صحيحا فلا يمكننا اعتبار العراق وطننا، ولا يمكننا ان نؤكد ان اربيل او السليمانيه جزء من العراق، حيث تختلف قوميا عن بقيه مناطقه. يدافع الفريق الاول عن اعمال التعريب بحجة ان المواطن العراقي، ومن اي قومية كانت يحق له السكن في اي نقطة من العراق، ولايجب الاعتراض على تغييرات التعريب والتبعيث، ولكنهم يقفون بالضد من عودة المهجرين الى مدينتهم على اساس ان ذلك تكريد، محاولين اثارة ضجه ضد العائدين وتشبيههم بالمستوطنين الاسرائيليين في فلسطين! وكان الاكراد قادمون من وطن ثان، وبهذا يجيبون دون شعور على ذات السؤال، حين يبررون سكن العراقي ويستنكرون الكردستاني (معترفين ضمنيا بوجود كردستان)، دون ان يعطوا مبررا على عدم اقرارهم علنا بوجود هذا الوطن. المثقفون، عربا واكرادا، من جانبهم لم يسلطوا الاضواء على معنى ان تكون كردستان وطننا، وليس مجرد "المنطقة الكرديه"، والاعمده التي ترتكز عليها منطقة جغرافيه معينه لتكون وطنا، واشكالية ان يكون هنالك وطنا داخل وطن، لكي يفهم المواطن العادي ماهية الاجابة على هذا التساؤل، كركوك، هل هي عراقيه ام كردستانيه؟
#حسين_القطبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لكي لا تتحول الحوار المتمدن الى كتابات
-
فضائيةايلاف، حشوة جديده للذهن العربي
-
شرق اوسط .. حقنه
-
سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق
-
بيوت المهجرين .. ورمضان
-
اكتشاف امه جديده في العراق
-
اين السوبروطنيين العرب ؟
-
الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
-
من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
-
الاروهابيون
-
المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
-
المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا
المزيد.....
-
وزير حرب الاحتلال: يجب منع تحول الضفة ومخيمات اللاجئين الى ن
...
-
ثالوث الموت يتربص بنازحي غزة والأونروا تدق ناقوس الخطر
-
البرد وغرق الخيام والأوبئة تفاقم معاناة النازحين في غزة
-
بريطانيا: سنتبع -الإجراءات الواجبة- بشأن مذكرة اعتقال نتنياه
...
-
شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
-
رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال
...
-
هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
-
المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
-
خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام
...
-
سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|