|
رحل زايد.. صاحب المبادرة الوحيدة لانقاذ الشعب العراقي
علاء غزالة
الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 10:35
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مساء الثلاثاء، الثاني من تشرين الثاني، فجعت الامة العربية بوفاة احد رموزها في العصر الحديث.. رجل استطاع بناء دولة من مجموعة امارات متفرقة، وبناء اقتصاد متين لا يعتمد على النفط كمورد اول، رغم ان كل ما كانت تمتلكه بلاده بداية هو النفط.. هذا الرجل لم ينصب نفسه صنما ولم يطلب جزاءا من شعبه كما جرت عادة القادة العرب الذين اذا تمكنوا من فعل الشيء القليل لشعوبهم فانهم يقيمون الدنيا ولا يقعدوها، ويحتفلون بذلك الانجاز سنويا بنصب من اضعاف الاحجام. زياد بن سلطان ال نهيان، اسم الفته الاذن العربية، ليس كحاكم فقط، وانما كعنصر رائد في رسم مسيرة التطور العربي، اذا كان لها ان تبدأ يوما.. ففي دولة صحراوية لم تتوفر على نخلة واحدة قبل ربع قرن، اصبح تعداد النخيل فيها اليوم يبلغ عشرات الملايين. وهذا يعني ان ليس العمران فقط هو ما يسجل نهضة الامارات.. انه العزيمة على تحدي حتى الظروف المناخية القاسية.. بينما كان قادة اخرون يتلهون بملئ ترسانتهم من السلاح، وبالقاء الخطب العصماء بمناسبة وبدون مناسبة، وباقامة التماثيل لتبجيلهم، والصروح والقصور لتكريسها معابد لشخوصهم. زايد اوتي من الحكمة والشجاعة ما يجعله يفكر في شعب العراق، اكثر مما فعلت قيادته، واكثر من أي قائد عربي اخر.. زايد اعلن مبادرة يذكرها العراقيون بكل اسف، فماذا كان سيكون الحال لو ان صدام حسين اصغى لتلك المبادرة؟ رفض صدام ترك السلطة طواعية، وكل ما كان يفصله عن ازاحته عنها خمسة او ستة اسابيع.. مخلفا نهرا من الدماء بدأ يوم 21 اذار 2003 ولا يعلم الا الله متى سيكون جفافه. وفيما يلي نص المبادرة التي تقدم بها الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان.. ننشرها توخيا للفائدة، وتذكيرا بجهد خير ندر ان يبدر عن غير الاصلاء، المحبين لامتهم واقعا وليس شعارا.. فرحم الله زايدا والهم قيادة وشعب الامارات الشقيقة الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.
شرم الشيخ/ 1 اذار 2003 / وام صاحب الجلالة الأخ الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة حفظه الله ملك مملكة البحرين رئيس القمة العربية، أصحاب الجلالة والسمو والفخامة، ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة. تتسارع التطورات، ومعها تعظم المخاطر التي تحدق بالأمة العربية والعالم بسبب ما وصلت إليه الأزمة في العراق، والتي تستفحل في كل يوم، بل كل ساعة، منذرة بأسوأ النتائج وأفدح الأخطار ليس على العراق وشعبه الشقيق فحسب، بل علينا جميعا وعلى العالم بشكل عام. ولعل انعقاد القمة العربية اليوم يوفر فسحة من الأمل لقادة الأمة العربية، لأن يسهموا في بلورة مخرج من هذه الأزمة المعقدة والخطيرة، يحفظ للعراق وحدته الإقليمية ويقي شعبه مزيدا من الدمار والخراب والخسائر، وينزع فتيل حرب ضروس ستؤدي دون ريب إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره. ومن منطلق التزامنا الثابت بوحدة العراق، وبكل ما فيه الخير لشعبه الشقيق على المدى البعيد، ولقناعتنا بأن يكون لقادة الأمة العربية دور رئيسي فيما يمكن أن يرقى إلى اجتراح معجزة التوصل إلى تسوية سلمية للخطر الداهم، وإدراكا منا لكل الظروف المحيطة بالأزمة وأبعادها المحلية والإقليمية والدولية، ولكل التعقيدات التي تكتنفها وإلى امتداداتها المتشعبة، فقد ارتأينا أن نتوجه إليكم إخواني الأعزاء، واضعين اأمام أنظاركم بعض الأفكار والتصورات التي نرى أنها قد تساهم فيما نتمناه جميعا، وما نحرص عليه كلنا، من حماية للعراق وضمان لمستقبله ووحدة أراضيه واستقلاله وسيادته، ومن تجنيب المنطقة التداعيات التي قد تترتب على ما نراه من استعدادات وحشود وتجهيزات لعمل عسكري يصعب التكهن بما سيسفر عنه من معطيات على الأرض. إخواني أصحاب الجلالة والسمو والفخامة، إنني أدعو لأن تعلن القمة العربية مبادرة تتركز في النقاط الرئيسية التالية: أولا: أن تقرر القيادة العراقية التخلي عن السلطة وتغادر العراق على أن تتمتع بكل المزايا المناسبة، وذلك في غضون أسبوعين من تاريخ القبول بالمبادرة العربية. ثانيا: تقديم ضمانات قانونية ملزمة محليا ودوليا للقيادة العراقية بعدم التعرض لها أو ملاحقتها بأية صورة من الصور. ثالثا: إصدار عفو عام وشامل عن كل العراقيين داخل العراق وخارجه. رابعا: تتولى جامعة الدول العربية، بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة الإشراف على الوضع في العراق لفترة انتقالية يصار خلالها إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل عودة الأمور إلى حالتها الطبيعية وفق ما يرتأيه الشعب العراقي الشقيق. إخواني أصحاب الجلالة والسمو والفخامة. ومن واقع مسؤوليتنا أمام الله وأمام شعوبنا، فإن لنا وطيد الأمل أن تحظى هذه الأفكار بعنايتكم واهتمامكم، والله من وراء القصد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة.
#علاء_غزالة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعرف من سيفوز في الانتخابات الامريكية
-
عَلَم السعودية
-
الدور الشعبي في تحديد النظام الانتخابي
-
التطرف والارهاب في الميزان
-
شارع المارقين
-
قانون السلامة الوطنية.. خطوة للامام وخطوتين للخلف
-
كيف نبني الديمقراطية.. ولماذا؟
-
لعبة الانتخابات بين القبول والرفض
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|