|
من يقرر الانتخابات...؟
احمد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 11:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أن السياسة القمعية للنظام البعثي السابق ونهجه في التدمير والأبعاد القسري لكل نخبة أو شخصية سياسية لا تتوافق مع نهجة الأستبدادي في الحكم والتصرف بثروات البلاد ، هذه السياسة التصفوية كانت كفيلة بجعل النخب والجماعات السياسية الاخرى تعاني الموت كلياً ، أو تبتعد خارج الحدود ، أو تحديدها وجعلها بلا تأثير يذكر، لا تستطيع أن تمارس أي لون من ألوان النشاطات السياسية والأقتصادية ، غير مجرد ان تحافظ على نفسها حية . الوضع الدكتاتوري هذا أورث نقصاً مالياً لدى كل شرائح البرجوازية العراقية المعارضة للنظام الصدامي ، ممـــــــــــــــــا جعلها عاجزة حالياً للنهوض بالمهام الجديدة في الادارة الاقتصادية و ( السياسية ) للعراق المحتل . الا بالأعتماد على العون الخارجي من قبل التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والشركات العربية والآسيوية المتعاونة معها . وتستطيع أن تعلن أكثر اقسام البرجوازية العراقية جرأة أعتمادها الصريح على الأمريكان ، وذلك واضحاً من خلال خطاب ( أياد علاوي ) يوم 23/9 في الكونغرس الامريكي ، شاكراً الولايات المتحدة تحريرها العراق ، وطمئنتهم أن تضحياتهم لن تذهب سدى والولايات المتحدة لا تجد شريك أكثر مناسبة لها ، من تيار ( علاوي ) المتنامي والغيور على تضحياتهم ، ومخططاتهم في العراق ومنطقة الشرق الاوسط ، فهذا التيار يفصح عن مزاج أوساط عديدة ، لا تعتمد المواربة في طرح أعتمادها على الاحتلال . والولايات المتحدة عند سعيها المتشبت لعدم الفشل في تجربة غزوها للعراق ، هذه التجربة رغم مرارتها فيما يطرأ من أعمال مناوئة لوجودها لم تكن بحجم حساباتها المقدرة أولياً ، أو نوعياً ، فأن الفشل – كما يقال – في العراق سيؤدي بالنتيجة الى أفشال مخطط أشمل ، هو ترتيب الشرق الاوسط من وجهة نظر النظام الدولي الجديد الذي تعمل امريكا على أرساء دعائمه حالياً . يحتم عليها كما فعلت لأنجاح برنامجها في افغانستان منح الصفة الشرعية لحكم حليفها ( حامد قرضاي) ، عن طريق الانتخابات وتهيأت أجواءها ، ستهيأ الفوز بالعراق ، لحليف قد أعدته من البدأ لا ينسى تضحيات أسياده ، ورغم ما تدعي أمريكا بلسان ( بوش ) وكبار مساعديه في البيت الابيض ، بموضوعية الانتخابات ، وعدم التدخل بمسارها ، أو عدم الأعتراض على شكل أي حكومة يختارها الشعب العراقي ، سواء كان أسلامياً أصولياً ، أو غير ذلك ، ورغم المجاملة الواضحة للتيارات الدينية الرجعية لأمريكا في هذا الخطاب ، فأن الحقائق التأريخية لأمريكا تكذب ذلك. بمجرد ألقاء نظرة بسيطة لعلاقة الولايات المتحدة الامريكية مع البلدان التي استعمرتها بشكل مباشر ، أو غير مباشر ، من تأريخ عقود بروزها كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية ، نجد الملامح هي نفسها في أي تجربة تجد، في أقامة نظام موالي حسب الشروط الامريكية في أي لد تهيمن عليه ، وبنفس الاساليب القديمة والمستحدثة وأصعبها أنهاك الشعوب وتجويعها لتقبل مجبرة بعدئذ بأي بديل تجده امامها ، مقترحاً من أمريكا . كما أن أي ناخب أو أي دعاية انتخابية حتى ولو كانت بالحجم الذي دعا اليه ( السيستاني ) ، بالمشاركة الكثيفة ، ومنح هذه المشاركة صفة الواجب الديني والوطني ، مثل دعوته هذه تفتقر للموضوعية ، فكان عليه العمل والمطالبة من الاساس لجلاء القوات المحتلة عن العراق ، وحماية الانتخابات بقوات محايدة ، فمن غير المعقول أن لا تتدخل أمريكا في الانتخابات ، والبلاد تعيش تحت ظل احتلالها ومن غير المعقول ايضاً ان تسمح امريكا لتكتلات سياسية بالفوز في الانتخابات لم تعمل الحساب لتسديد انفاقها وتقدير تضحياتها . وحتى لو ظهرت أوساط رجعية اخرى ، من مثل ( جماعة علماء المسلمين ) بمظهر الوطنية ، تدعو لمقاطعة الانتخابات ، وتعتبرها معصية دينية ، كان الأجدر بهم أعتبار أعمال خطف المدنيين وذبحهم وابتزازهم مالياً ، وتقتيل الابرياء عن طريق العبوات الناسفة والسيارات المفخخة ، اطفالاً ونساءاً ، عمالاً وموظفين وطلبة وتدمير المنشآة الحياتية كالماء والكهرباء وانابيب النفط ، اعتبار القيام بهذه الاعمال معصية وتنكيل بحياة الانسان العراقي، قبل البدء بالكلام عن الانتخابات والافتاء بشأنها ، فالاحتلال الامريكي ما أضرته هذه الاعمال بقدر ما أضرت بحياة الناس وروعتهم ، وأن سبيل المقاومة تقرره الجماهير ، لا القتلة والارهابيين. أن دعوات التيارات هذه، سواء كانت مع الانتخابات أو ضدها ، أو أنسياق التيار الذي ينظوي تحت ظله أسماء عديدة لأحزاب وجماعات سياسية ،وعرابها علاوي ، خلف أمريكا . هذه الكتل السياسية بمجموعها وبرامجها شئ ، وحاجة الجماهير العراقية لحكومة تعبر عن تطلعاتها ، بالاستقلال ، والمساواة والرفاه الاجتماعي شئ أخر . فأن تواجد القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها وحرب الاخرين ضدهم ، محليين أو أجانب ، هو السبب الباعث لفقدان الامان عند المواطنين ، وتترتب على ذلك قامة العوز والبطالة وضياع المستقبل ، أن لن تعود كل القوات العسكرية المحتلة الى خارج الحدود ، وبني الانسان العراقي بلاده بلا وصاية من محتل أو رجعي .
#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخطاب الديني والجماهير
-
هل (( العمالية )) بدعة ؟
-
الاعدام او الاسلام
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|