|
قائمتى السوداء بأشباه الكلب العقور مجدى الشاعر
كريم عامر
الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 09:14
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
كانت الطفلة الصغيرة التى لا يبدو انها تجاوزت الرابعة من عمرها الا بقليل و التى لا أعرف إسما لها تنهار صارخة باكية مستغيثة من الألم وهذا الوحش الآدمى الكاسر ينهال ضربا على راسها وكتفها ويديها دون رحمة او شفقة ، وكلما زاد بكاء الطفلة وأنينها كلما زادت وحشية هذا الوحش وتضاعفت شراسته ، لم يرحمها بكائها من قسوة تعذيبه لها ، ولم تؤثر دموع عينيها البريئتين على قسوة قلبه ، لا أعرف لماذا استوقفنى بشدة ما فعله مع هذه الطفلة بالذات دونا عن بقية زملائها رغم قسوته عليهم جميعا دون استثناء . هذا المشهد القاسى والفاضح لم يكن غريبا على ذاكرتى ، فلا أزال أذكر الكم الهائل من العنف والقسوة التى كنا نواجهها نحن التلاميذ صغار السن فى مدرسة الفتح المبين الابتدائية بمحرم بك بالاسكندرية على ايدى وحوش ادمية تشترك مع مجدى الشاعر فى فقدان شعورها بالام الاخرين ومتاعبهم . قائمتى السوداء بمدرسى القسوة والتعذيب تبدأ بالابلة حنان صاحبة الاسم الذى لا علاقة له بممارساتها اللاآدمية تجاه التلاميذ الصغار والتى كانت تدرس لنا فى الصف الاول الابتدائى وكانت تتفنن فى تذنيب التلاميذ الصغار وانا معهم وضربهم وايلامهم . كذالك كان المدعو محمد شكيبان ، الذى كان يدرس لنا الحساب فى الصف الثانى الابتدائى وكان هو الاخر يتفنن فى ضربنا بعنف وقسوة وشدة . وان كنت انسى احدا فلن انسى الابلة هانم التى كانت تدرس لنا القران فى الصف الاول الابتدائى وكنت اربط فى ذهنى بين ضربها لنا بعنف بالغ وبعض السور القرانية التى كانت تجبرنا على ترديدها بصوت عال وتعنف من لا يرفع صوته بها اثناء تلك القراءة الجماعية ، وقد ارتبطت سورة " الحاقة " على وجه الخصوص بهذه المدرسة الشرسة التى كانت تبرر شراستها دائما بحبها الشديد لنا وانها تريد من وراء ذالم مصلحتنا !! لا تختلف كثيرا عن الدب الذى قتل صاحبه قاصدا الزبابة التى على وجهه غير أن هذا الدب كان حسن النية بالفعل وكان بالفعل يريد انقاذ صديقة من غلاسة تلك الزبابة وتطفلها على وجهه بينما تلك المدرسة كانت تمارس ساديتها وتوحشها على الاطفال الصغار وهو امر غير مبرر مهما سيقت من اجله اى حجج او مبررات . ولا اريد ان اسقط من قائمتى السوداء المدعوة الابلة عفاف التى كانت تدرس لنا القران فى الصف الثالث الابتدائى والتى لا اخفى عليكم مدى شعورى بالفرحة والانتشاء عندما بلغنى خبر وفاتها وانا فى الصف الرابع الابتدائى وكأن الطبيعة تنتقم لى بعد ان ذقنا على يديها مر العذاب والالم الكثير . ومن بين من يجب ان تتضمنهم قائمتى السوداء تلك القبيحة شكلا وسلوكا المدعوة عطيات التى كانت عندما تفتح فمها امامنا لا نسمع منه الا شرا ، وكانت عندما تظهر فى اى مكان نشعر ان اليوم لم يمر على خير ، تلك المدرسة التى صدقت كلام احدى زميلاتى الفتيات عنى وانا فى الصف الرابع الابتدائى والتى ادعت كذبا اننى اريد الانتحار قفزا من نافذة الفصل على الرغم من اننى لم اكن اتحرك من مكانى وانا صغير ولم اكن اعرف اساسا معنى كلمة الانتحار وكانت المرة الاولى التى تلامس فيها هذه الكلمة اذنى ، وهى الحادثة التى أثرت سلبا على خاصة بعد ان صدق كل زملائى كذبة رغبتى فى الانتحار وعاملونى على اننى مضطرب نفسيا وبدأوا فى مضايقتى وايذائى رغم كذب كل هذه الادعاءات التى ساقوها عنى ، هذه المدرسة التى كرهتها وامقتها حتى الان من اعماقى واشعر كلما التقيت فتاة او سيدة تحمل اسمها بكثير من القرف والانقباض . ولن انسى هذه الاسماء التى كانت تتلذذ بممارسة العنف معنا كالمدعو فوزى الذى كان يدرس لنا اللغة العربية ، والمدعو خالد الذى كان يدرس لنا مادة التربية الدينية الاسلامية ، وكذالك المدعوة منى التى درست لنا القران فى الصفين الرابع والخامس الابتدائيين على التوالى والتى لا ازال اذكر انها انهالت على بالضرب لمجرد اننى كتبت بقلمى داخل المساحات الفارغة فى المصحف الذى احضره معى الى المدرسة وعندما لاحظت ان بعض اوراق المصحف مفقودة اتهمتنى باننى اقوم بتقطيع اوراق المصحف وعاقبتنى بمزيد من الضرب والاهانة . وعلى راس تلك القائمة السوداء تأتى مدرسة الدراسات الإجتماعية المتوحشة المدعوة " أبلة نعمات " ، تلك المدرسة التى يشهد على قسوتها أجيال وأجيال تخرجوا من تحت يدها .. عفوا .. اقصد من تحت خيزرانتها القاسية التى كانت تعشق ضرب التلاميذ وانا من بينهم على امهات رؤسهم مستخدمة اياها لدرجة ان كثيرا من زملائى كانوا يفقدون الوعى بعد ضربها لهم دون ان يتحرك احد لنجدتهم او اسعافهم وكنت اجدها تنتشى فرحا عندما تجد التلاميذ يتألمون من شدة عنفها وقسوتها ، تلك المدرسة التى كانت قد عادت قبل سنوات قليلة من عملها بمدرستنا من اعارة لسلطنة عمان ، ويبدو انهم قد علموها هناك كيف تقسو على التلاميذ صغار السن وتهينهم وتؤلمهم وتعذبهم . بالتأكيد سقطت منى اسماء كثيرة عن نسيان ومن غير قصد ، لكن كل ما أردته ان اوصل رسالة للكلب العقور المدعو مجدى الشاعر وامثالة من حثالة البشر الذين يمارسون ساديتهم مع الاطفال الابرياء الذين لا حول لهم ولا قوة واقول لهم جميعا ان كان هؤلاء الاطفال عراة الظهور دون سند من الاهل او المجتمع او القانون فلتعلموا جيدا انهم لن يتهاونوا فى فضحكم مستقبلا كما فعلت أنا من خلال هذا النص الذى سردت فيه اسماء وافعال اخوانكم الوحوش الذين سبقوكم فى قسوتهم ووحشيتهم عندما كنت طفلا صغيرا ، انا على ثقة من أن تلك الطفلة التى كانت تصرخ من هول التعذيب ستفضحك انت وزملائك فى الغد القريب وستلعنكم على رؤوس الأشهاد حتى وإن عفى عنك اهلها او خففت عنك تلك المحكمة الجائرة التى لا رحمة فى قلب قاضيها الغير منصف حكمها ، انا لا أراك سوى قاتل بشع حتى وإن لم تزهق ارواح أحد فلقد قتلت فى هؤلاء الاطفال برائتهم وضحكتهم الصافية وابتسامتهم البريئة وحولتها الى اهات وبكاء ودموع ، لا تستحق منا سوى ان نبصق فى وجهك ونطؤك باقدامنا ونرجمك باقذر ما ننتعله بارجلنا . والى القاضى الجائر الذى خفف عنك الحكم ، والأهالى البشعين الذى تظاهروا من اجل اطلاق سراحك اقول : أنتم عارنا الذى لن يمحوه الزمن ، لا تستحقون ابوتكم لهؤلاء الأطفال وسنعمل جاهدين كى ننتزعهم من بين براثنكم فلستم سوى وحوش ترتدى زى البشر .
#كريم_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريقنا الوحيد لنجاح الثورة : إسقاط المجلس العسكرى
-
سجن مايكل نبيل إجهاض عسكرى لأحلام الثوار
-
يسقط حكم العسكر - الحرية لمايكل نبيل
-
التجديد على الطريقة السلفية !
-
تسقط ديمقراطية الجماعات الاسلامية !!
-
حتى لا يسرق اعداء الحرية ثورتنا الشامخة
-
الاسكندرية فى اليوم الاول للثورة المصرية
-
اصل الداء
-
بركاتك يا أزهر !!!!
-
تنويه هام جدا بخصوص موقع الأقباط متحدون ومقالى الأخير
-
وداعا شهر النفاق
-
نحو القضاء على التجنيد القسرى
-
لا إله إلا الإنسان
-
عُهرٌ مُباح !!
-
إلزامية التجنيد وحرية الفرد
-
الدور الذى يمكن أن تلعبه نشر ثقافة الحقوق المدنية فى مكافحة
...
-
من يأخذ لنا بثأرك يا إيرين ؟
-
هوية الفرد فى مواجهة القطعنة
-
إلى إبنة الذئب .. الشهيدة الحية
-
منال القبرصية تعرى مجتمع الذكور العربى
المزيد.....
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
-
مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا
...
-
اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات
...
-
اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
-
ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف
...
-
مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
-
الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
-
تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة
...
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|