ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)
الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 11:18
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يبدو أننا معشر العراقيين مولعون باكتشاف ديمقراطيات غير التي حاول جدنا حمورابي وضع أسسها بقوانينه على مسلته الخالدة ، ولاتلك التي اكتشفها الغرب الليبرالي فضمنت للإنسان حرياته وحقوقه. وفي تاريخنا القريب دلائل على هذا، بدأها الإسلاميون من جيل الخمسينات والستينات من السنة والشيعة بـ ( ديمقراطية التكفير ) التي أطلقوها بوجه الشيوعيين فحللوا دماءهم ومنعوا التزاوج معهم ،فقام أولئك بإطلاق ( ديمقراطية الحبال ) التي دفعت ثمنها أجيال من الشيوعيين. أما القوميون العرب والأكراد بمختلف انتماءاتهم فقد أطلقوا هم ايضا ديمقراطيتهم الخاصة بهم (ديمقراطية الاغتيال السياسي ) التي ذهب ضحيتها الآلاف في عدد من مدن العراق ، ثم انفرد البعثيون بديمقراطية لامثيل لها هي ( ديمقراطية التصفيات ) نفذوها في قصر النهاية عبر عقود من التاريخ الحديث ثم ورثوها لآل العوجة الذين مارسوا هم ايضا ديمقراطيتهم فاهلكوا الحرث والنسل، وسجل لهم التاريخ أنهم أدخلوا للعراق المجازر الجماعية والقبور الجماعية والموت الجماعي ، ومع وصول ( الديمقراطية المعلبة ) على ظهور الدبابات الأمريكية ازدهرت عندنا ديمقراطيات من نوع آخر، ( ديمقراطية الحواسم ) التي امتد تأثيرها إلى بعض الأحزاب السياسية فساهمت في ( الفرهود الديمقراطي ) لممتلكات الدولة و( ديمقراطية حارة كل من إيدو إلو) التي ازدهرت بموجبها أنشطة التجسس في جميع أنحاء العراق والحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه، و( ديمقراطية اختطاف الأجانب ) وإلقاء الخطب الرنانة باسم الإسلام الذي ابتلى , بالمتخلفين من كل المذاهب، وأصبحت ( البلطة والسيف ) رموزا نواجه بها حضارات الدنيا وأصبح الاسلام المعاصر يعرف من شاشات العالم ( بالزرقاوي) و(أبو بلطة ) و( أبوخنجر ) بعد أن كان معروفا بمحمد عبده والأفغاني والكواكبي. ويبدو أن البعض مازال مصرا على اكتشاف ديمقراطيات جديدة على غرار (الديمقراطيات التاريخية ) سالفة الذكر ( فاخترع )، وتماشيا مع التقدم التكنولوجي، (ديمقراطية الفايروسات ) فما أن يكتب شخص ما، مقالة لاتعجب مزاج هذا الطرف أو ذاك حتى تنهال أنواع من الفايروسات على عنوانه إلى درجة اضطر فيها بعض الكتاب إلى عدم ذكر عناوينهم في ختام المقالات التي يكتبونها خوفا من الفايروسات .
لقد وفرت الشبكة العالمية للاتصالات ( الإنترنيت ) وسيلة لإيصال صوتنا للعالم ولكن للأسف أصبحت معاناتنا يومية بين مواقع تبث ( فتاوى التخلف ) وأخرى تبث ( جرائم الذبح ) المرتكبة باسم إلاسلام والإسلام بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، وثالثة تطفح بدعوات ( طائفية رخيصة ) تؤشر مرض أصحابها الذين ( تقزمت ) وطنيتهم فتخلفوا وتحولوا إلى طائفيين، ورابعة تشتم مخالفيها في الرأي وتخونهم وتزور تاريخهم باكاذيب وافتراءات يندى لها الجبين. وأخيرا أفرزت ( ديمقراطيو الفايروسات ) الذين يمارسون (ديمقراطيتهم ) بكل فخر واعتزاز .. منذ عدة ايام تلقيت أكثر من ثلاثين فايروسا وكان الرقم بالنسبة لي مذهلا بحيث رويت الحكاية لصديق مهتم بتقنية الاتصالات والانترنيت، فأخبرني ان صديقا له يدير احد المواقع العراقية تلقى في يوم واحد مائة وخمسة فايروسات وتحيا الديمقراطية الفايروسية ( وابقوا قابلوني إن تعلمنا الديمقراطية ومارسناها من الآن و حتى يوم القيامة )
#ليث_الحمداني (هاشتاغ)
Laith_AL_Hamdani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟