نظرية مالتوس....خارطة طريق.. للاستعمار الجديد

وليد الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 00:21
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

نظرية مالتوس....خارطة طريق.. للاستعمار الجديد

بين الامبريالية والجوع علاقة مباشرة ووثيقة ..هذا مبدأ سياسي اقتصادي اكتشفته الشعوب النامية عبر عقود من المحن واستنتجت أن الجوع هو النتيجة الحتمية للفقرالمدقع لا للعيوب الفردية في سلوك وظروف وتفكير الفقراء بل نتيجة الاستغلال السياسي والاحتكار والاستعمار الامبريالي ضدا لشعوب النامية في اسيا وإفريقيا وامريكا اللاتينية وحتى في أوربا.ان الدول الامبريالية وسياستها تؤخرالتقدم الاقتصادي من خلال إبقاء حالة التاخرالاقتصادي بحفاظها على العلاقات الاجتماعية العشوائية والمتخلفة التي تشكل ضغطا شديدا على القوى المنتجة وتعيق السوق الداخلية للدول النامية ..
تستحوذالاحتكارات الاجنبية على القدرالاكبر من الدخل الوطني وهذا يؤدي بدوره الى افقار الشعوب واحلال كابوس الجوع وسوء التغذية وان تجار الحروب وقتلة الشعوب الامبرياليين واذنابهم من الانظمة المرتزقة التي تحكم الكثيرمن الدول النامية باسم الديمقراطيات الزائفة يبشرون هؤلاء بان حل مشكلة الجوع واشباع الشعوب يكمن في كم الافواه بل وابادة الافوه الزائدة عن طريق الدكتاتوريات القمعية التي ينصبها الاستعماركادوات قمعية وشن الحروب بحجة القضاء على الارهاب والتقليص القسري للولادات ..
ان الاغذية احدالمصادرالساسية لاستمرارالحياة وتطور المجتمع وتتناسب مع ماتوصل اليه من مراحل التطور الاجتماعي الاقتصادي وتتحدد درجة اكتفاء الناس بالاغذية بمستوى تطورالقوى المنتجة والعلاقات الإنتاجية والنظام الاجتماعي الاقتصادي لآية دولة .
تيودورمالتوس كاهن انكليزي نشر نظريته في كتاب اسمه( بحث في قانون نمو السكان) عام 1789وقد أرتكب مالتوس خطا فادحا بنظريته الاقتصادية النابعة من الفكر الامبريالي حيث اعتبر ان (زيادة السكان هي السبب في فاقة الجماهير). وقد دافع فيه عن القانون الأبدي للحاجة البيولوجية للإنسان في ( التكاثر بمتوالية هندسية ) في حين تزداد وسائل العيش حسب ادعائه بمتوالية عددية فقط))) ويؤكد أن الرغبة الدائمة التي تمتاز بها جميع الكائنات الحية في التكاثراسرع مما تسمح به كمية الاغذية المتوفرة لديه لقد برء مالتوس ساحة الدول الراسمالية والقى تبعية فاقة الجماهير وعطلها على القانون الأبدي للطبيعة ..ويؤكد مالتوس صراحة ان كل انسان يولد في بيئة الكادحين هو زائدلامحالة من هلاكه ..كما انه يرى بالحروب العبثية والامراض والكوارث الطبيعية والاوبئة وكثرة الوفيات خيرا للبشرية ومحل تفاءل كونها تؤدي بالنتيجة الى تقليص الفائض البشري واحلال التوازن بين عدد السكان وكمية وسائل العيش وهذا ماأتبعته الامبريالية الامريكية في القرن 19ضد الامريكيون السود فتم استبعادهم واستئصال اعدادا كبيرة منهم لان ذلك في اعتقادهم سيؤدي الى ازدياد مفجع في عددهم وسيؤثرو على الخارطة الديموغرافية والاقتصادية للولايات المتحدة واستغل اقتصاديو الاستعمارالامريكي افكار مالتوس ابشع استغلال في القرن ال20 لحماية النظام الاستعماري من أن تحرير المستعمرات سيؤدي الى هزات اجتماعية في العالم الرأسمالي لأنها ستحفز نمو عدد السكان ..
واليوم في القرن 21نلمس تاثيرقانون مالتوس على الشعوب المضطهدة فالدول الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية تمارس شتى انواع التجويع للشعوب النامية فحروبها في افغانستان والعراق واحتلالها لهما وتجويع شعب العراق بحصارجائر لما يقارب من عقدين راح ضحيته اكثر من مليوني انسان عراقي نتيجة هوس السياسات التي مارسها نظام صدام والذي اعطى ذريعة للاستعمار للتدخل في شؤون العراق واحتلاله وكذلك التدخل السافر في الكثيرمن الدول النامية وتجويع شعوبها وتركيعها لنظرية مالتوس التي تمثلها السياسات الامبريالية..
ان مانستخلصه هوان افكارمالتوس موجهة ضدالشعوب المضطهدة من الاحتلال والانظمة العميلة وضد النضال من اجل التحرر وبناء المجتمع الاشتراكي لانه يوحي بعدم جدوى الثورات التحررية في احداث اي تبدل في النظام الاجتماعي السائد وعلى الشعوب ان تستسلم لواقعها المدقع بالفقر والجوع والبطالة ومن نتائج المالتوسية ظهور مالتوسيا ت جديدة بافكاراكثر تطرفا وبشاعة تنادي الى نهب خيرات الشعوب والتحريض على الحروب الداخلية داخل الدول الفقيرة تارة وشن الحروب العدوانية تارة اخرى ..مع عسكرة الاقتصاد وعسكرة الشعوب وتصريف الاسلحة بوتائر عالية وزيادة النفقات الحربية .
فالتكاثرالمفرط هو سببا للاوضاع الغذائية والاقتصادية الصعبة التي تمربها الدول النامية ( في نظر المالتوسيون) واتباعهم من الامبرياليين والاحتكارات العالمية وليس الاستغلال الامبريالي..
ان المعالجة الامبريالية والمالتوسية لمشكلة السكان وتامين الاغذية لهم تعالج من وجهة نظر الكمية البايوجية التي لاتهتم بالظروف الاجتماعية والاقتصادية لحياة المجتمع بل همها الاول بمصالحها الستعمارية الضيقة التي جلبت الويلات للشعوب الحرة..

#وليد_الجنابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات