|
مع السلفيين ... ذلك ضياع جدآ
أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .
(Ahmad Hamdy Sabbah)
الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 15:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فلنراجع الفتاوي الغليظة والمشددة للسلفيين قبل الثورة وأثنائها وهو يرفضون الثورة ويعادونها ، أي أن الثورة في وجهة نظرهم وقناعاتهم التي عبروا عنها هي محض افتراء وباطل ، والقاعدة الشرعية تقول من قام على باطل فهو باطل ووراء كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، اذآ كيف يفسرون لنا اليوم تأييدهم للثورة وتأسيسهم لأحزاب تعبر عن فكرهم ويترشحون من خلالها للرئاسة والبرلمان ، والاهم من ذلك هل من سقط في الثورة أي في سبيل الضلال والباطل (كما يقولون) وخالف فتاويهم الظلامية يعد شهيدآ أم مات كافرآ .
بعض الدول والمفترض أنها شقيقه ترتعد الآن مما يحدث في مصر مخافة انتقاله اليها وهو الخوف الذي تسعى السعوديه الى ترجمته بنشرها للفكر الوهابي المتشدد والظلامي تحت مسميات مختلفه مما سيؤدي الى القضاء على مفهوم مدنية الدوله واثارة النعرات الطائفيه وهو ما سيحيلنا الى الفوضى والاضطراب فتستغل السعوديه ذلك وتوضح لشعبها وبيقية الشعوب العربيه كيف ان الديموقراطيه تؤدي الى الفتن والتهلكه ، أو من ناحية أخرى أن يصل أتباعها الى الحكم في مصر وبالتالي فان القاعده تقول أن التابع لا يؤثر في المتبوع وساعتها سيأمن حكام هذه الدول على عروشهم بل وسيعمدون عبر حلفائهم في نظام الحكم المصري الى تفريغ الديموقراطيه والحريه من قيمهما ومضامينهما . وموقف السلفيون وأمثالهم من قضية تولي المراة وغير المسلم للحكم معروف ولا يحتاج الى اعادة شرح ، كما أن موقفهم ضد الشيعة ومناصرتهم لحكم آل خليفة الديكتاتوري في البحرين ضد شعبه ينطلق من امر واحد وهو أن آل خليفة من السنة ومعظم الشعب البحريني من الشيعة ، والشيعة عند الوهابيين والسلفيين أضل واخطر من اليهود (فهم لا زالوا يصنفون العالم من منطلق ديني) وهو بالطبع الأمر الذي لابد ان نكون منتبهين اليه من أن هؤلاء السلفيون والوهابيون لا يملكون الا فكرى ظلاميآ دمويآ تدميريآ ، وهم بالفعل نموذج حي من الشوفونية تحققت لها معايير الفاشية من خلال امكانية الوصول الى الحكم ووجود قطاع عريض ممن يتعاطفون معهم ، اما بحسن نية واما بعدم ادراك حقيقي للماهية الحقيقية التي تقف وراء فكر هذه الجماعات واما برغبة دفينة في الوصول الى الحكم عبر التحالف مع امثال هؤلاء الدمويون وهؤلاء لا يجوز التحالف معهم ، لأن معايير ومتطلبات العمل السياسي ومنطلقات التحالفات السياسية لا تنطبق عليهم ولا هم يؤمنوا بها أساسآ .
لأنهم لا يؤمنوا بان المغاير والمخالف لهم في الرأي قد يكون على حق ولكنهم أحق أو أن الآخر مخطئ وهم مصيبون شأن كل بديهيات العمل السياسي وآليات التحاكم والتفاعل بين مختلف التيارات والقوى السياسية ، وانما هم يؤمنوا أنهم السبيل الى الجنة والآخرون طريق الى النار ، أنهم هم المؤمنون والآخرون كفار ، وبالطبع فان الكفار عقابهم ووعيدهم معلوم ، اذا فالتحالف معهم كنوع من تطبيق آليات ما يعوف في علم السياسة بالبراجماتية هو تحالف يذهب الى الهدف الاسمي دون معرفة بواقع ومضمون وحقيقة الوسيلة المتبعة في سبيل الوصول الى هذا الهدف ، فالتحالف معهم ثم الانقلاب عليهم بعد الوصول الى الحكم ، سيرفع بشكل هائل من فاتورة المواجهة الباترة معهم (والتي كانت لا بد من اتباعها منذ البداية ) لأنهم ساعتها سيصنفوا المنقلبون عليهم على انهم منافقون وهم أشد ضلالة واستحقاقآ للعذاب من الكفار .
هذا ناهينا أنه لا يتحالفون الا مع سلفيون مثلهم أو مع الاخوان أو الجهاديين او غيرهم من الجماعات التي ترفع الشعاريات الدينية وتدغدغ بها مشاعر العامة والغوغاء . وبالطبع فانه وفي خلال فورة التحالف معهم سيكتسبون أرضية جديدة وانتشارآ كبيرآ من واقع الاعتراف العملي والرسمي وتسابق القوى السياسية على التحالف معهم ، مما يمكن لهم في الأرض أكثر وأكثر ويعطيهم القدرة الأكبر على نشر فكرهم الظلامي وزيادة أتباعهم وبالتالي فحين تأتي لحظة الحقيقة والمواجهة ستكون الخسائر كبيرة جدآ جدآ سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي والأهم على الصعيد الاجتماعي ، وبما ان أهدافهم واضحة محددة ووأنه لا جدال ولا نقاش فيما ذهبوا اليه من تفسيرات بالية لكتاب الله وباحاديث مخترعة ومنسوبة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو يخرجوها من سياقها الزمني والمكاني ، فانهم بالتالي لا يقبلون الحلول الوسط التي تمقتها الفاشية وبالتالي فانهم سيجبرون المتحالفون معهم الى تحقيق ما يريدونه أو جزء كبير منه وهو ما يزيدهم قوة ومنعة ، اضافة الى الدعم السعودي والوهابي الخارجي باعتبار ذلك وفق وجهة نظرهم تعزيزآ للاسلام ونصرة لدين الله و وو ووووو وغيرها من الشعارات التي يرفعونها .
ويقولون عن أسياد السلفية أنهم علماء ، عن أي علما يتحدثون ، ما الذي جعل سيدآ من أسياد السلفية عالمآ وهو لا يقول الا ما قاله أولوه ، أي أنه رجل ينقل ينقل فقط ما قاله أسياده الذين يتبعهم ويتوافق مع أهوائهم وأفكارهم الضيقة وما يفسر التشدد والغلو في الدين وجعل مسائلل سطحية تافهة كالحجاب والنقاب هي محور الدين بل هي كل الدين ، ما الجديد الذي أتى به هؤلاء وما هو الفكر الخلاق والمبدع الذي وجهنا اليه هؤلاء المسمون بمشايخ السلفية ، لا شئ الا اعادة انتاج وتسويق القديم ، وسؤال أخير برئ من أين يتكسب ما يعرفون بالدعاة الجدد ، فما عرفنا لأغلبهم صناعة أو حرفة أساسية أو وظيفة مهنية يتكسبون منها ، فما نعرفه ان جميع الرسل والأنبياء كانوا يعملون في التجارة والرعي والنجارة ولم يتكسبوا درهمآ او دينارآ من دعوتهم ونشر دينهم وهداية الناس ومجالس علمهم ، فكلهم ماتوا فقراء وخاتمهم مات ودرعه مرهونة محمد صلى الله عليه وسلم الذي ظهر من أتباعه من حققوا من دعوته ملايين وملايين ويسكنون الفلل والقصور ويتزوجون من النساء مثنى وثلاث ورباع .
وأغلب مريديهم ومن يصدقوهم حفاة أو لا يجدون عملآ ولا منزلآ ، انهم جعلوا القرآن وخطب الهداية تحمل على الهواتف النقالة باتصالك ب0900 وطبعآ المقابل كبير والمكاسب أكبر وأكثر ، ويخرج علينا فريق من البشر من المؤيدين لهم ليقول لنا الاجابة القديمة المعهوده أليس هذا أفضل من أن تتكسب الراقصات والممثلون والمغنيون ، فنرد عليه في اجابتين أولاهما : هذا بالضبط ما نريدك أن تقوله لتفضح أمام الناس كيفية تفكيرك وميكانيكية عمل عقولكم فما أنتم الا ظلاميون لا تروا في الحياة الا الأبيض (وفقآ لمفهومكم) واما الأسود اذا ما استثنينا من يعرض جسمه مقابل المال (وفقآ أيضآ لمفهومكم) ،صدق من سماكم المتطرفون ، ثانيهما : الرد على سؤالك بسؤال آخر برئ أَوَ تساوي بين الدين والدنيا أَوَ تتخذ الممثلين والراقصات والمغنيين مثالآ وحذوا ، أَوَ تعترف بذلك أن الدين والدعوة الى الهداية (هذا اذا تجاوزنا وسمينا ما يدعون اليه دين وهداية) مثلها مثل أية مهنة أخرى لصاحبها أو بمعنى أصح لداعيها وشيخها أن يتكسب منها وليس أي مكسب بل ملايين وملايين .
#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)
Ahmad_Hamdy_Sabbah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحدود في الشريعة الاسلامية
-
لماذا المطوعون ؟!
-
خريطة طريق نحو تحقيق سلام عادل وحقيقي بعيدآ عن الأماني والاد
...
-
فصل المقال فيما بين النظامين السوري واليمني من اتصال
-
ساركوزي ، كاميرون .. أنتم رائعون ، أردوغان .. !!! ، أوباما .
...
-
محبط من المجلس العسكري
-
السلفيون واسرائيل
-
العدل في الميراث و الشهادة
-
تداعيات مقتل بن لادن
-
لا يمكن احداث مصالحة مع التيارات الاسلامية
-
الى أشقائنا ثوار اليمن
-
كفاكم ... دعونا لشأننا
-
يا داعيآ الى النور
-
ضروريات التدخل العسكري في ليبيا
-
آليات التعامل الراهن في الثورة المصرية
-
الامامان الأعظمان
-
في سياسة الاخوان والسلفيين
-
لا تقل السلف الصالح بل قل الخلف الصالح
-
المجلس الأعلى وحماية الثورة المصرية
-
دلالات غزوة الصناديق
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|