أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - السعودية والنَهي عن المعروف














المزيد.....

السعودية والنَهي عن المعروف


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شابٌ أردني الجنسية ، يُدعى " حسان نبيل حميد " ، في الثامنة والعشرين من عمره .. إضطّرَتْه البطالة ، أن يُغادر بلده ، ويتوجه للمملكة العربية السعودية ، للعمل . قادهُ حظه التعيس الى منطقة " عسير " .. ولأن أحداً لم يُحّذِره كما يبدو ، بصورةٍ كافية ولم يردعهُ بشروحٍ وافية ، مِنْ [ مخاطر ] الملابس الافرنجية ، مثل البنطلون والقميص والشعر المكشوف ، لاسيما إذا كان الشعر طويلاً ... فأن " حساناً " كان يذهب الى عمله ، بملابسهِ العادية وشعره الطويل قليلاً... وقبلَ أيام ، وحين خروجهِ وأحد زملائهِ من مكان العمل .. إستوقفهُ إثنان من " هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر " ... وبدون أية مُقّدمات أهاناه بكلماتٍ نابية وطلبا منه ، مرافقتهما الى مقر الهيئة . أخذاه بالقوة الى صالون حلاقة وحلّقا شعره بقسوة .. ثم قاداه الى الهيئة .. وحين أبدى مُقاومة وإعتراضاً ..ضرباه بالعِصي واللكمات أمام الجميع وأخذاه الى مقر الهيئة ... وكما يظهر ، فأن أعضاء الهيئة المُوقَرة المتواجدين في المقر ، لم " يُقّصِروا " أبداً مع " حسان " وقاموا بالواجب معهُ على أكملِ وجه ! .. بحيث ان مُستخدما في الهيئة وزميل حسان الذي كان يرافقه منذ البداية ، حملاهُ حملاُ لأنه كان فاقداً للوعي ، نتيجة الضرب المُبرح ، ولاسيما على الرأس ... الى درجة أنه فارقَ الحياة بعد ساعات قليلة ! .
تُهمة حسان ، ان شعرهُ كان طويلاً ، وأنه إعترضَ على الضرب والإهانات ، ومما زاد في الطينِ بّلة ، انه تجرأ وقاومَ عُضوَي الهيئة ورفضَ الذهاب معهما ، الى المقر .. بعدَ أن زالَ سبب تهمته " أي شعره الطويل " حيث انهم أجبروه على قصهِ . فإنهالوا عليهِ بالضرب العنيف بالسياط والعصي ، على كُل جزءٍ من جسدهِ ... دون أن يتجرأ أحد على التدَخُل ! . مُحافظ منطقة عسير " سعيد بن مجري " ، قال تعقيباً على الحادث ، بِكُل برود وكأنه يتحدث عن أرنب : كما يبدو ان هذا الشاب ، سقط من ارتفاع اربعة امتار وهو يحاول الهرب ، سقط على رأسه وهذا هو سبب الموت ، أي ان الشاب نفسه يتحمل مسؤولية موته !!.
من المعلوم ، ان عناصر الهيئة ، تلاحق المقيمين الأجانب على الأغلب ، وليس السعوديين أنفسهم .. وإنما تُعامل السعوديين بِرِقة وتسامح و " معروف " .. وتُطبِق " النهي " بمنتهى القسوة ، على الهنود والباكستانيين والاردنيين أمثال المغدور حسان .
.................................................
أوردتُ هذهِ الحادثة المُرّوعة ، على كيفية تعامُل الشرطة الدينية سيئة الصيت والتي تُسمى زوراً .. هيئة الأمر ب ( المعروف ) .. فأي معروفٍ هذا بربكم ؟ هل الإهانات والشتائم والعجرفة وهدر الكرامة ، أصبحتْ " معروفاً " حسب السلطات السعودية ؟ هل النَهي عن ( المُنكَر ) ، يشمل الملابس الافرنجية والشَعر الطويل ؟ هل النهي عن مثل هذه الأشياء البسيطة ، يستدعي كُل هذا الضرب المُبّرح على الرأس ، بحيث يؤدي الى إغماء ومن ثم الموت ؟
........................................
دَعَى إجتماع مجلس التعاون الخليجي الأخير ، كُلاً من الأردن والمغرب ، للإنضمام الى مجلس التعاون ودرع الجزيرة .. تحت شعاراتٍ زائفة .. أما الغايات الحقيقية ، فهي توسيع حلفٍ يضم جميع " الممالك والإمارات " العربية .. والتي هي كُلها بلا إستثناء ، خادمة للغرب والولايات المتحدة خصوصاً ، ومُستعدة لتنفيذ أي دورٍ يُطلَب منها . وكانتْ " البروفة " التي نجحتْ بها ، هي إجهاض إنتفاضة الجماهير البحرينية ، وتحاول اليوم حَل المعضلة اليمنية على الطريقة الخليجية .. بحيث تكون نتائجها بعيدة كُل البُعد ، عن نتائج الثورة المصرية !.
ان الغاية الأساسية لدعوة الاردن والمغرب للإنضمام الى مجلس التعاون الخليجي ، هو مُحاصرة أيران ، وتهيئة الأجواء لمواجهتها عسكرياً ... وستكون شعوب المنطقة ، هي مَنْ سيدفع الثمن في هذه الحرب إذا إندلعتْ !.
وعلى مُستوى آخر ، فأن التعالي والعجرفة الخليجية عموماً ، والسعودية خصوصاً ، تجاه العاملين العرب ، وإستغلالهم وإمتهان كرامتهم ... كُل ذلك لايُساعد على تقارب " الشعوب " بشكلٍ حقيقي ، بل ان دعوات الإنضمام ، ستكون إذا تحققتْ ، بين الحكومات فقط .
.................................
عراقياً ... يجب التنبُه الى ظاهرةٍ خطيرة ، ظهرتْ على السطح في أعوام 2004 ولغاية 2008 ، مارسَتْها بعض الفصائل الإرهابية ، مثل عصابات ما يُسمى " دولة العراق الاسلامية " في الموصل وديالى وبغداد والانبار ، وكذلك مجاميع من التيار الصدري وحزب الله ، في البصرة والنجف وبغداد وغيرها ... حيث كانوا يقومون بنفس الدَور الذي تقوم به ، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فمارسوا الإعتداء على الناس ولا سيما النساء والشباب وضربهم وحرق المحلات وتكسيرها ، بل وحتى قتلوا الكثير من المواطنين تحت ذرائع مُختلفة ، ومنعوا الإختلاط والموسيقى وكرة القدم ومعارض الرسم .... الخ . الخطورة تكمن ، ان هذه العقليات المُتخلفة ، لازالت موجودة في الساحة ، وتتمتع بأغطية سياسية وشرعية ، وهي في إنتظار الفُرصة المُناسبة ... للنهوض من جديد وتطبيق " الشريعة " كما يفهمونها .
..........................
إن إثارة الكويت في هذه الظروف ، لمسألة إنشاء ميناء كبير في جزيرة بوبيان ، وهي تدرك تمام الإدراك ، ان ذلك سيؤثر سلباً على العراق وعلى مشروع ميناء الفاو المُزمع إنشاءه ، وسيجر الضرر الكبير على الإقتصاد العراقي .. والدعوة لإنضمام الاردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي .. كُل ذلك كما أعتقد ، جزءٌ من توريط المنطقة ، في نزاعٍ مُدّمِر آخر ، وهي جوابٌ غير مُباشر ، على الثورات الشعبية العربية ، التي هّددَتْ مصالح الغرب وبالتالي مصالح دول الخليج النفطية ، التي هي مُجرد ذيلٌ من ذيول الغرب .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند الحّلاق الخبرُ اليقين
- ما الفرق بيننا وبين النمسا وألمانيا ؟
- ضوءٌ على الانتخابات التركية العامة
- على هامش ميزانية أقليم كردستان
- جماهير الأقليم في إنتظار الحلول
- مُقارِنة بين الرؤساء
- صعوبة فهم السياسة .. نصرالله نموذجاً
- حاجتنا الى تَطّور حقيقي في الأقليم
- إتفاقية عراقية امريكية جديدة ، على الطريق
- الرئيس ونُواب الرئيس !
- وعود قادة العراق .. والمصداقية
- الحكومة .. وكيس التبغ !
- المصيبة الكبيرة ، تُنسينا المصائب الصغيرة
- بعض ما يجري في إيران
- المالكي / التيار الصدري .. التحالف القَلِق
- مخاضات الثورة المصرية : إمبابة وعُمر أفندي
- بغداد والأقليم .. ترابُط السلبيات
- مِنْ أينَ لكُمْ هذا ؟
- في العراق .. كُل شيء طبيعي
- إبداعٌ وإجتهادْ .. في النهبِ والفسادْ


المزيد.....




- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...
- في -ضربة- لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأم ...
- ما هو تردد قناة طيور الجنة على النايل سات ؟ والعرب سات وأهم ...
- موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا ...
- لماذا يتخوف المسلمون والمهاجرون في فرنسا من وصول أقصى اليمين ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - السعودية والنَهي عن المعروف