أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أيمن بكر - انقلاب الإخوان وعودة مبارك














المزيد.....

انقلاب الإخوان وعودة مبارك


أيمن بكر

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 05:08
المحور: المجتمع المدني
    


1- عودة حسني مبارك
حسني مبارك ليس شخصا، إنه حالة ثقافية نمت في التربة المصرية ومدت جذورها بعمق داخل الإنسان، حسني مبارك كما أفهم هو الرشوة، والانتهازية، والفن الرديء، والركاكة في الإنتاج، واليأس من التغيير، وفقدان الدافعية، ونقص الإبداع، هو التعدي على كرامة الإنسان والعدالة البطيئة التي تتساوى والظلم، حسني مبارك كذلك هو الوعي السطحي وسمك الجلد الشعوري والعقلي واستمراء الغباء وتحكيمه في مقدرات الناس. حسني مبارك هو صلف الشرطة ونسيان أفرادها أنهم مصريون هدفهم الوحيد هو حماية باقي أبناء جلدتهم، حسني مبارك هو ضعف مستوى أساتذة الجامعة مع تكبرهم الشديد وقبول عمداء الكليات أن يكونوا ذراعا للنظام يعينه وقت يشاء ويعزله وقت يشاء، وهو الإعلام التابع الذليل الساعي لتزييف العالم في أعين الفقراء والمستضعفين تحديدا. كل ما سبق وأكثر هو حسني مبارك والسؤال الآن، هل حقا سقط حسني مبارك؟

2- انقلاب الإخوان
لا يستطيع الإخوان المسلمون تفويت فرصة دون اغتنامها لصالح خططهم المقدسة في الاستيلاء على الحكم والمجتمع كما قال صبحي صالح عضو الإخوان (وعضو لجنة التعديلات الدستورية!!!)، حين أعلن في مؤتمر عام أن الإخوان في طريقهم ليضعوا أيديهم على المجتمع ثم الحكم وستكون إسلامية بحسب تعبيره. بعدها –وكما هي عادتهم- أعلن صبحي صالح أنه كان "بيهزر"، تماما كما كان رفع الإخوان لافتات تقول بأن التصويت على التعديلات الدستورية بـ "نعم" هو واجب شرعي، ثم تنصلوا مما قالوا.
لن يستطيع الإخوان تفويت الفرصة حتى إن حاولوا؛ فالانتهازية هي جزء من تكوينهم المأزوم الذي لا يتورع عن دهس أي شيء وأي شخص في سبيل تأمين وجودهم المهدد دائما. أعلن الإخوان بقوة أنهم ضد النزول إلى الشارع في يوم 25 يناير 2011، ثم لما وجدوا الثورة مبشرة بالنجاح نزلوا دون مراعاة للتناقض، ثم لما لمحوا شقا بين صفوف سلطة مبارك (تحت بند الحوار مع القوى السياسية) هرعوا للتسلل منه والجلوس على مائدة الحوار مع عمر سليمان منتهزين الفرصة لاكتساب مشروعية افتقدوها لعقود طويلة، ثم حين رأوا فرصة لاكتساح البرلمان على حساب ترتيب الأولويات الثورية دفعوا نحو تأجيل الدستور وتعريض الوطن كله لخطر عودة حسني مبارك بألف وجه آخر في برلمان يقوم على أرضية الفساد التي لم تأخذ الثورة فرصة تطهيرها، لا شيء يهم في سبيل مقاصد الإخوان السياسية العليا في الوصول للسلطة وتحويل مصر إلى مجتمع ديني مغلق. لقد انقلب الإخوان على الثورة واتهموا الثوار بالخيانة، كما قرروا إلقاء عصاهم في حضن السلطة الحاكمة رغم أخطاء المجلس العسكري السياسية، فهو بوابة تاريخية نادرة لتمرير أكبر قدر من المكاسب للجماعة المتعطشة للحكم والتي تعرف من أين تُنهش الكتف.
لقد أعلن الإخوان عدم تأييدهم لجمعة الغضب الثانية على حسني مبارك الذي لم يزل قائما وفي طريقه للعودة الكبرى، منقلبين على من سينزل إلى الشارع يوم الجمعة 27 مايو 2011. الأفظع من ذلك أنهم قاموا بتخوين من يختلف معهم، ولوحوا أخيرا بسلاح التكفير الذي صبروا على استخدامه لشهور طويلة منذ بداية الثورة. لقد بدأ الإخوان في ممارسة إقصاء المختلفين؛ تماما كما كان يفعل حسني مبارك، وتماما كما كان حسني مبارك يلعب الإخوان دور القوة الزئبقية التي تميل حيث تتطلب مصالحهم لا حيث تكمن مصالح الوطن.
وأحسب – كما ادعيت في مقالات سابقة- أن التيارات الدينية وعلى رأسهم الإخوان هم الوجه الآخر لحسني مبارك، وأن الوعي الثوري الذي أضاء مصر كلها قد تجاوز حسني مبارك كما تجاوز كل التيارات الدينية التقليدية، وهي التيارات التي ترعرعت بسبب جو القمع والإرهاب الفكري الذي سيطر على مصر على مدى عقود طويلة.
الفرصة الآن قائمة أمام المجلس العسكري لدفع التغيير الحقيقي في مصر نحو هدفه عبر أقصر الطرق وبأقل الخسائر، هناك أكثر من أسلوب يمكنه القضاء على الفساد بأسرع مما يحدث، وأكثر من خطة يمكنها إعادة الأمن إلى الشارع بأسرع وأوضح مما يحدث، فلا معنى للعب على عامل الوقت كمن ينتظر خمود شعلة الثورة أو تفتت القوى التي شاركت في صنعها.



#أيمن_بكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش المشهد السوري
- أينما كنت: إرفع راسك فوق ..إنت مصري
- بين الكهنوت وسلطة الغضب
- همس النخيل.. صراخ مصر
- هو بعينه ..........
- مناورات خطابية
- إبراهيم نافع: السم في العسل
- الإعلام المصري .. بين التضليل وضعف الكفاءة
- الإخوان والانتهازية
- أسس دولة مدنية ..الآن وفورا
- مصر حرة
- أهم من إسقاط النظم
- أوطانهم ليست أوطاننا


المزيد.....




- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أيمن بكر - انقلاب الإخوان وعودة مبارك