أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - توفيق الحاح - عرفات..!!














المزيد.....

عرفات..!!


توفيق الحاح

الحوار المتمدن-العدد: 1007 - 2004 / 11 / 4 - 10:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مرت أيام لم أحب فيها أحدا كما أحببت ياسر عرفات..
ومرت أيام أخري لم أكره فيها أحدا كما كرهت ياسر عرفات..
واليوم بدون رياء أو مبالغة أجدني محايدا في مشاعري تجاه هذا الرجل بكل إيجابياته وسلبياته.
المسافة بين المحبة والكراهية وصولا إلى المحايدة هي بطول تاريخ هذا الرمز الذي يشتعل في ذاكرتي.

* * *

في البدايات المضيئة ل" فتح مرت من هنا "عرفت اسمه مرتبطا باسم عبد الناصر، وتخيلته فارسا أسطوريا يقتحم من حولي وحشة ليل الاحتلال ،ويأخذ بيدي إلى قريتي الضائعة بشيت .
كان قلبي يخفق مع كل كلمة يقولها طوال مشواره المليء بالدم والحصارات والأخطاء..!!من عمان إلى بيروت ولم أشعر بالغصة التي ذهبت بالشقيري إلا بعد حين .
وإلى ما قبل حصار بيروت كانت هالة نبي المقاومة تحول بيني وبين الظلال والبقع السوداء التي كانت تحيط به.

* * *

وبعد الخروج من بيروت أخذت الروايات عن أخطاء الثورة وفساد بعض قادتها طريقها إلى غزة ، وحاولت كغيري من المريدين الدفاع ولكن كانت قروننا من طين أمام الحقائق الصلدة والمؤلمة .
* * *

بدأت صورة الرمز في وجداني تهتز وتبهت فهو محاط برجال منهم من ذهب وهو أنقى من ثلج القدس ومنهم من لا يزال وهو أفسد من سمكة نتنة..!!
الأمر الذي أثار في الدهشة والكراهية معا هو أن الرمز كان يتستر على الفاسدين من حوله ويجعل من سقطاتهم أدلة يستغلها لو لوى أولئك أعناقهم..!!

* * *

وفي تونس بدا الفساد الرسمي الفلسطيني ملموسا وظاهرا للعيان وكانت الأموال التي أغدقت على بعض الموالين الاستعراضيين والاتباع الجهلة وبدون تخطيط سببا في إثارة الصراعات والتناحر حتى بين أبناء الفصيل الواحد وكانت كذلك عاملا رئيسا في تراجع الانتفاضة الأولى التي أطلقت عليها فيما بعد رصاصة الرحمة في مدريد ودفنت في مقابر أوسلو..؟!!

* * *

كان الرئيس ولا يزال يعلم كل شيء عن الممارسات المشينة والاختلاسات الكبيرة ويداريها تحت شعاره المشهور"حرامي شبعان أفضل من حرامي جعان" ..!!
وزاد الطين بلة بعد قدوم رجال الثورة إلى ارض الوطن وبدأنا نرى ما كنا نسمع وأخذت الرائحة تزكم الأنوف وتغطي أحيانا على يوميات الانتفاضة الثانية ومع ذلك لم يحرك الرمز ساكنا وبشكل مقنع لمواجهة الفساد المتعاظم .

* * *

رغم ذلك فقد اثبت أبو عمار للجميع انه الوحيد على الساحة الفلسطينية القادر على الإمساك بكل الخيوط ويمتلك المعادلة السحرية للجمع بين التوجهات المؤثرة والمتعارضة في السلطة ، ويتمتع رغم احتجازه في المقاطعة بعناد فلسطيني يرهق الإسرائيليين والأمريكيين إلى درجة يتمنون معها موته
وهم لا يعلمون ان غيابه قد يفضي إلى فوضى عارمة وقيادة باهتة ليست لديها قوة اتخاذ القرار التي لديه ولا يوجد حاليا من يمتلك شرعية توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل غيره شاء من شاء وأبى من أبى رغم كل المحاولات لتهميشه .
لكن..
إذا كان الحصار الإسرائيلي الذي يرفع اسهم الرئيس في الشارع الفلسطيني يشكل خطرا على صحته ، فان حصار الحاشية الفاسدة له أشد خطورة على تاريخه

* * *
أماالآن وعرفات يرقد في سرير فرنسي طلبا للعلاج ..لا أملك بمشاعري الإنسانية والموضوعية إلا الدعاء له بالشفاء دون زيف أو رياء فرغم أنه فقد من بريقه الشيء الكثير إلا أنه يظل رمزا لا يستطيع أحد تجاوزه أو قبره قبل الأوان كما فعل الإسرائيليون الذين فارقتهم الحكمة وغلبت عليهم أمانيهم وتحولت استخبارا تهم إلى أطباء مهرة يشخصون ويقررون ويصدرون شهادة الوفاة ،وهم في ذلك يفعلون تماما ما فعله ابن لادن قبل أيام للتأثير في الانتخابات الأمريكية..!!
وكلى أمل أن يعود عرفات إلى وطنه وأبناء شعبه سالما معافا من المرض وكيد الطغاة والفاسدين..!!
اللهم آمين..



#توفيق_الحاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاضلة بين أعورين..!!
- أغنية ..للموت
- باي.. باي.. اسرائيل
- اسطبل
- حتى أنتم يا...!!
- جباليا
- ايام الندم..لمن؟!!
- وفي الليلة الظلماء..
- نشيد الاتربة
- الرماد..لا..
- محاولة
- محاولات بحار قديم
- تصبحون على وطن
- مجرد تساؤلات
- قصيدة هللويا
- ماذا فعلنا لكم
- عزف على أوتار مقطوعة
- - قصيدة -هل أنا هذاالوطن؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - توفيق الحاح - عرفات..!!