خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 16:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يكف الاعلام الصهيوني عن اداء دوره العدواني على الشعب الفلسطيني, ومنها مهمة اخواء الفلسطينيين نفسيا وخلق الاحباط بهم ودعوتهم للاستسلام للرؤية الصهيونية,
في هذا السياق نشرت صحيفة هارتس الصهيونية خبرا مفاده ان الفلسطينيين يعتبرون ان خطاب باراك اوباما الاخير يمثل خيبة امل جديدة بالنسبة لهم. ويبدو ان صحيفة هارتس بدأت تتلمذ اعلاميا على نهج قناة الجزيرة,
انا كفلسطيني لا اعتبر خطاب اوباما خيبة امل للفلسطينيين. بل ارى انه ياتي في سياق نهج سياسي امريكي بدأ منذ عهد رونالد ريغان ويشكل خيبة امل للمشروع والبرنامج الصهيوني,
من الصحيح ان البعض يقيسون الامور الى ما يجب ان يكون, ولا شك ان امل هؤلاء يخيب حين لا تستجيب الوقائع لمقياسهم هذا, غير ان النخبة الثقافية والسياسية الفلسطينية تقيس الامور الى ما كانت عليه سابقا, وهؤلاء هم اللذين يمسكون بزمام الامور ويحددون القرار الفلسطيني,
بعد عام 1948م كان هناك انكار كامل للوجود الفلسطيني, وحتى جامعة الدول العربية لم تكن فلسطين ممثلة بها, وكانت الرؤية الصهيونية تقول سيموت كبار الفلسطينيين وسينسى صغارهم, ونسال هارتس هل لا زالت هذه هي الصورة, ام انها اختلفت, ولم يقف الامر عند حد مجرد الاعتراف بالوجود الفلسطيني, بل تعداه الى الاعتراف بان لهم حق تقرير المصير, وان لهم الحق بدولة قومية مستقلة؟ نترك لهارتس الاجابة
اما بالنسبة للموقف الامريكي, فان الامر لم يقف عند اعتراف الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريغان بمنظمة التحرير ممثلا للشعب الفلسطيني, وفتح ممثلية لها في واشنطن, بل تعداه منذ ذلك الوقت الى مستوى الاعتراف بحقهم في دولة مستقلة, ولم يقف عند ذلك بل يقر الان باراك اوباما ان حدود 1967م هي مرجعية التفاوض بين الطرفين,
لقد نضج الفلسطينيون سياسيا الى درجة لم تعد تسمح للتحالف العربي والصهيوني بالاستفراد بهم. ولم نعد مجبرين على السير حصرا في مسار التفاوض الثنائي المباشر, ولم نعد نسمح حتى للولايات المتحدة فرض ارادتها, لا علينا ولا على المنطقة, بل بات لنا حرية السير في مختلف المسارات السياسية المتوازية, وعوضنا عت اختلال ميزان القوى العسكري لصالحكم باختلال ميزان مواقف سياسية عالمية لصالحنا, لم نعد نحن من يعاني من حصار عالمي, بل بتم انتم من تعانون من العزلة والحصار,
لم يبقى لكم سوى المظلة الامريكية التي تسحبونها معكم للعزلة العالمية, فالى اي حد تظنون ان الولايات المتحدة ستجاريكم في ذلك وهي الادارة التي تمسك بعنق مصيركم؟
وحتى بالمقارنة بين الشخصية السياسية الفلسطينية كما يبرزها السيد محمود عباس التي تتسم بالهدوء والثقة والاطمئنان, وشخصية رئيس وزرائكم التي اقرب ما تكون الى صورة فتاة لعوب ترفع صوتها عاليا بالشوارع في محاولة لشد الانتباه, او شخصية السيد ليبرمان وزير خارجيتكم. الذي لا يزال اسير نفسية البودي جارد, ظانا ان السياسة هي عضلات مفتولة,
ان اسرائيل دولة قنينة الكازوزة الحارة, التي ان فتحت خسرت محتوياتها سريعا يا ايها السادة في هارتس,
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟