أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - أنهارٌ مُنوَّمة














المزيد.....

أنهارٌ مُنوَّمة


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أنهارَكِ الذهبيَّةَ في يقظاتِ الأعالي
ويمنحها لذَّةً ليسَ تُوصفُ ؟
كلُّ المجازِ الإيروسيِّ يغدو فقيراً ذليلاً... كرملِ البحارِ
إذا قيسَ يوماً بماءِ ابتسامتكِ السكريِّ
ولكنني حينَ أحلمُ يوماً بأنهاركِ المستغيثةِ
بالكهرمانِ النبيلِ أمامَ يديكِ
أرى قدمي كيفَ تغطسُ في ذهبٍ سائلٍ أخضرَ اللونِ
كالسمكِ المتسلِّحِ بالعنجهيَّةِ والانبهارِ
أرى ندمي وهو يزحفُ فيَّ على وجههِ
أتقرَّى دمي مثلما يتقرَّى
لهيبُ السيوفِ على شفتيَّ أصابعَ ليلايَ
صمتُ الفراشاتِ فوقَ يديَّ
وحلمي يُتوِّجُ قتلايَ بالوردةِ المستحيلةِ
أنهضُ من موتِ رؤيايَ في سكراتِ القبيلةِ
لا اليومَ خمرٌ ولا الغدَ أمرٌ
وليسَ لعينيَّ أن تحملا شبقَ الشعرِ
فوقَ الطريقِ الذي ليسَ يُفضي سوى لمفاتنِ فاطمَ
أو لنداءاتِ ضلِّيلها وكتابِ اليمامِ

سأختمُ ما ظلَّ من مسكِ أنفاسكِ الرخصِ
ثمَّ أصومُ عن الغمغماتِ التي لن تُصادقَ كذبَ نواياكِ
أو ربَّما لن تُصدِّقَ دمعَ التماسيحِ في آخرِ الفجرِ...

ماذا وراءَكِ من قلقٍ ناصعٍ لا يُصاغُ
ومن خضرةٍ لا تنامُ سوى فوقَ صوتي..
ومن رميةٍ حاذقةْ
تتهادى بسهمٍ نحيلٍ وتنشبُ في رئتي العاشقة ؟

أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أسرارَكِ المستقيلةَ من شمسها
في ذرى الروحِ مثلَ السفائنِ مُتعبةً مُتعبةْ ؟

أتراكمُ مثلَ الأهلَّةِ فوقَ سماءِ حزيرانَ
ينهرُها ألفُ ذئبٍ قتيلٍ وتدركها لعنةُ التجربة
كلُّ أفكارِ قلبي وأشعارهِ
سوفَ يُعلنها الحبُّ فيَّ وتنكرها الموهبةْ
كلُّ ما يتراخى وراءَ التماعاتِ وجهكِ يضربني كالزلازلِ
يُشعلُ ما في دمي من هشيمٍ ومن خشَبٍ قاحلٍ
في حياةٍ خلَت كانَ شوقاً عنيفاً إلى قُرطبةْ
ما الذي يتوالدُ من هذهِ اللمسةِ الرعويَّةِ
والضحكةِ المستديرةِ حولَ يديكِ الملوكيَّتينِ
قفيراً من النحلِ يحملُني كيْ أنامَ على غيمةٍ طيِّبةْ ؟

أيُّ شيءٍ يُهوِّمُ بي فوقَ هذي البحيرةِ كالطائرِ المستهامِ
ويمنحني شفقاً من كلامٍ ؟
وأيُّ شتاءاتكِ الأنثويَّةِ يعصفُ بي مرايا الظلامِ ؟
وأيُّ نداءاتكِ العاطفيَّةِ يرمقني من علٍ كالملاكِ الحنونِ
ويمسحني بالأناشيدِ..
أو برذاذِ البحارِ المشبَّعِ بالدمعِ والاشتهاءِ
كعينيكِ في ذروةِ الحبِّ...؟

هذا الرمادُ قليلٌ على نزوةِ النارِ فينا
وليسَ يُغطِّي كما روقِ التينِ سوءةَ عنقائنا
لا يُغطِّي الذنوبَ التي يبسَتْ فوقَ أشيائنا...
كلُّ هذا الحطَبْ
ليسَ يكفي ليوقدَ في دمكِ القبلةَ الباردةْ
كلُّ هذا التعَبْ
ليسَ إلاَّ طريقي وفاكهتي وحنيني
الذي كثَّرتهُ الحياةُ لأندلسٍ واحدةْ

أيُّ شيءٍ يُنوِّمُ أنهارَكِ المخمليَّةَ
في هاوياتِ السماءِ وفي شُرفاتِ الأنوثةِ ؟
حتى لتجهشَ بالشمسِ والوردِ والطيرِ والاخضرارِ
وتنحلَّ في عتمةِ الشغفِ الأرجوانيِّ
أو في بكاءِ اليدينِ على دمنا الكهلِ
ماءً كعطرِ السفرجلِ...
مفردةً مفردةْ.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَل في الجسمِ متَّكأٌ لروحكِ ؟
- حيرةُ هاملت
- رمادُ الكوابيس
- للدماءِ رائحةُ الياسمين
- مفخَّخةٌ بالحجارةِ والوَرد
- كأنَّ سماءهُ من فضَّةٍ
- مجموعة قصائد ونصوص
- مجموعة قصائد / 7
- مجموعة قصائد جديدة/ 2
- مرثيَّةُ الهاويةْ
- محمد عفيفي مطر.. عبقريَّةُ التنوُّع
- قصائد نابضة
- كعبُ آخيل
- سميح القاسم.. المخلصُ للقصيدة
- كيفَ التقيتُ بربعي المدهون؟
- مجموعة قصائد / 6
- قصائد /1
- مجموعة قصائد 5
- مجموعة قصائد 4
- مجموعة قصائد 3


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - أنهارٌ مُنوَّمة