أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد العبيدي - التطرف، ومهام الدولة العراقية في أنتاج الوسطية














المزيد.....


التطرف، ومهام الدولة العراقية في أنتاج الوسطية


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 13:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




قبل أشهر قليلة من الآن تذكر مجلس محافظة بغداد فجأة قانون شرعه صدام حسين يحذر بيع المشروبات الكحولية، وسعى إلى تطبيقه، ثم تطرف في التطبيق سعةً شملت نوادي إجتماعية حافظت على وضعها مجالات ترويح عائلية وسط هموم ومشاكل وضغوط ثمان سنوات متصلة، حتى أثار في سعيه هذا شريحة المثقفين وطلاب الحرية وجل العوائل التي ترتاد النوادي الترفيهية، وعديد من الشباب الباحثين عن الترويح المقيد بحدود المقبولية، وكانت النتيجة حالة صراع كونها المجلس بينه من جهة وبين أولئك المذكورين والمتعاطفين معهم ومستغلي الفرص من أجل الاثارة المنظمة للغضب من جهة أخرى.... صراع حياة غير ملائم في الزمن غير المناسب، خسر المجلس جولاته بقوة دفع الديمقراطية ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والرغبة العارمة لامتلاك الحرية الشخصية ومن ثم أسهم أي المجلس بفعلته هذه بتكوين مثيرات غضب أضيفت إلى تلك الموجودة أصلا في الوعاء الطافح داخل النفوس الشابة وجدت مسارب لها في الخروج بالاتجاهات المضادة بشكل متطرف وإن جاءت ضمن حدود الحاجات الانسانية الطبيعية للمتعة والترويح والتمتع بالحرية، يجد الراصد بعضها واضحة في حدائق أبو نؤاس التي تحولت بعد خسارة جولات الصراع المذكور إلى حانات شعبية ذاتية يجتمع فيها الشباب بعد الظهر جماعات صغيرة متفرقة يحتسون ما يحلوا لهم من شراب، ويأكلون ما لذ وطاب، مؤكدين حقهم بالحرية الشخصية، يضحكون بصوت عال مؤشرين رغبتهم بالهروب من هموم نفسية، يتبولون على جذع شجرة وفي مياه دجلة ساعين الى تحدي السلطة الضبطية والقيم الاجتماعية، ويجدها المتابع أيضا في مقاهي هذا الشارع التاريخي ومحلات بيع السمك المسكوف، التي تحولت غالبيتها إلى ملاهي نهارية ليلية تعرض فنونها بصيغ لا تخلوا من الهروب والتحدي الضمني والرغبة في تأكيد حقوق التمتع بالحرية.
إنها حالة صراع أنتجها التطرف في التعامل والقرار تدفعنا إلى تذكر أجواء الستينات من القرن الماضي ومقارنتها بالأجواء السائدة في هذا العقد الاول من الالفية الثانية، ذلك الزمن الذي:
لم تتطرف فيه السلطة لما يتعلق بموضوع المتعة وسد الحاجات الغريزية الذي جعلته مسألة شخصية وهي السلطة البعيدة عن معايير الديمقراطية.
ولم توقف نشاط النوادي الاجتماعية التي حسبتها ترفيهية وهي المتهمة بالرجعية.
ولم تلزم الإدارة منتسبيها من السيدات بإرتداء الحجاب الذي أعدته مسألة تتعلق بالخصوصة.
ولم تتجه جامعة ولا مدرسة إبتدائية إلى طرح فكرة الفصل بين الذكور والاناث التي تفسرها ضمن مستلزمات التطور الزمانية.
ومع ذلك أو مع هذا الواقع الذي يحسبه متطرفو هذا الزمان سلوك تجاوز وإباحية، كان:
من يوقع على إجازة منح البيع الخاصة بالخمور مسلما مؤمنا لا يشعر بالذنب من توقيعها.
ومن يصطحب عائلته الى النادي أب ورع لا يخجل من وجودها.
وكانت مقاهي أبو نؤاس التي يقدم بعضها الكحول ويقدم بعضها الآخر الشاي والمشروبات الغازية، لايتبول أحد على جدرانها وحدائقها العامة.
وكان الشباب أكثر حياء وإلتزاما وهدوءا، عندما يحس الواحد منهم حاجة في داخله للمتعة والترفيه يتجه إلى ملاهي ليلية معروفة لا تزيد عن الخمسة ترتاد بعضها عوائل بغدادية، وسواح من دول أجنبية، تحرسها الشرطة وتفتشها السلطات الصحية.
حالة لو وضعت تحت المجهر الاجتماعي سيتبين أن النظرة العقلانية إليها في الزمن الأول أنتج قدرا مقبولا من التهدءة، والعقلنة والانضباط، والوسطية.
أما التطرف في التعامل معها في الزمن الحالي فقد أنتج كماً غير قليلا من التطرف والغضب والابتذال والتمرد على سلطات الدولة الضبطية.
حالةٌ لا ينبغي النظر إليها من جهة الحلال والحرام المجرد فقط، ولا من جانب المعايير القيمية المثالية فحسب، بل ومن بعضها الملائم زمانيا، ومن زوايا الحاجات والحريات الشخصية والعلاقات العامة.
كذلك هي حالة لا يمكن تركها سائبة تنخر في المجتمع وتشيع سلوك التحدي والانحراف والابتذال، بل ولابد من تنظيمها بما يؤكد إنسانية الانسان وحقوقه العامة، وبما يوفر فرص للدولة في أن تتحكم في بعض مخارج السلوك الاجتماعي أخلاقيا، وتحصيل الضرائب لصرفها في مناحي دعم الاقتصاد أصوليا.

24/5/2011



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأسلم في العراق وأثره على التوتر والاستقرار
- المصالحة تبدأ من هنا
- الحمايات الخاصة وأمن الوطن والمسؤول
- العسكرية العراقية وقوانين خدمتها الوطنية
- صلاح الدين والاستغلال السلبي لشعائر الدين
- مطالب التمديد في عقلية الاستحواذ والتهديد
- الإرهاب الفكري الديني ومسئولية الأجيال في الوقوف بالضد
- أسلمة الإرهاب
- مستقبل الديمقراطية في العراق بين النظرة الشمولية والتصور الم ...
- واقع الأمن الاجتماعي- النفسي- للمرأة في العراق
- الفراغ السلطوي المحتمل في العراق،
- نظرة إلى واقع الأمن العراقي لعامي 2005 2006 وعوامل التأثير ...
- طبيعة الضغوط النفسية في العمل وبعض خطوات التعامل معها
- تقييد الوعي العراقي في حكم صدام حسين وأثره على العمل السياسي
- اللا تجانس في التركيبة الإجتماعية العراقية وسبل التعامل


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد العبيدي - التطرف، ومهام الدولة العراقية في أنتاج الوسطية