أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نايف حواتمة - حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة-















المزيد.....

حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة-


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 15:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حواتمة في برنامج "رحلة في الذاكرة"
قضايا ثورات التحرر الوطني العربية
الحركات والأدوار في مسار النضال
-الحلقة الأولى -
حاوره: خالد الرشد
فضائية "روسيا اليوم"
في الحلقة الأولى يتحدث السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ عن بداية مسيرته السياسية والفكرية في الأردن ولبنان، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، حيث ساهم في ثورة 1958 على رأس كوادر وأعضاء حركة القوميين العرب ضد مشاريع كميل شمعون؛ لجلب القوات الأمريكية إلى لبنان وضمه إلى مشروع ايزنهاور، وشكل جبهة قتال مشتركة مع الرئيس رشيد كرامي وحزبه، وبعد رحيل الرئيس كميل شمعون والمصالحة بين أطراف الصراع المسلح في لبنان؛ انتقل نايف حواتمة إلى بغداد؛ وتحمل المسؤولية الكاملة عن أوضاع القوميين العرب في العراق في أعقاب ثورة الرابع عشر من تموز/ يوليو، وهناك تم اعتقال نايف حواتمة مرتين: بالمرة الثانية حُكِمَ عليه بالإعدام لاحتوائه خطة انقلابية وبرنامجاً مفصلاً للإصلاح الاقتصادي ـ الاجتماعي في العراق.
يعتبر الأستاذ نايف حواتمة واحداً من أبرز قادة الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي منظمة التحرير الفلسطينية، وقد لقّبه الرئيس الراحل ياسر عرفات بـ "بوصلة الثورة الفلسطينية" و "فيلسوف الثورة"، كما لقب بـ "لينين العرب".
يعتبر حواتمة من أبرز أقطاب اليسار الناشئ في الحركة القومية الحديثة في أقطار المشرق العربي، حيث قاد الجناح الديمقراطي الثوري في صفوفها وذلك في أقطار عربية عدة: الأردن، لبنان، العراق، وفي اليمن ساهم في معركة تحريره من الاحتلال البريطاني، وساهم بإعداد برنامج المؤتمر الرابع لسلطة اليمن الجنوبي بعد حصوله على الاستقلال، وبعد هزيمة عام 1967 وانفتاح أفق الثورة الفلسطينية رداً على الاحتلال الإسرائيلي، وجواباً بديلاً عن هزيمة الأنظمة العربية، انتقل للعمل في ساحة الصراع الساخنة وفي إطار فروع الحركة القومية في فلسطين والأردن، وفي 22 شباط/ فبراير 1969 أعلن حواتمة استقلال التيار اليساري عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحت اسم "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، ومنذ ذلك الحين تحولت الجبهة الديمقراطية تحت زعامة حواتمة إلى فصيل أساسي ورئيسي في إطار ائتلاف منظمة التحرير، وفي إطار الثورة والشعب الفلسطيني، ولعبت دوراً أساسياً في صياغة برامج ومهمات الثورة والمنظمة، وفي حياة الكفاح الوطني الفلسطيني ومعارك الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب في الأرض المحتلة كما في الأردن ولبنان؛ بالمراحل الزمنية المختلفة، وفي إطار الانتفاضة والعمل الجماهيري والشعبي ضد الاحتلال والاستيطان.
المذيع: مرحباً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج "رحلة في الذاكرة" ...
في هذه الحلقة والحلقات القادمة نستضيف في برنامجنا الأستاذ نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
أنتم انضممتم إلى القوميين العرب سنة 1955 وكان عمركم 17 عاماً، فلماذا اخترتم الانضمام إلى القوميين العرب؛ مع العلم بأنه يوجد أحزاب أخرى (البعث، الوطني الاشتراكي، وأحزاب أخرى ...) لماذا القوميين العرب تحديداً ؟! ...
المسألة حينذاك هي البداية الأولى ... أقرب إلى علاقات اجتماعية وشخصية، لم تكن إيديولوجية، أنا أنتمي إلى أسرة فلاحية، وبتعبير آخر إلى أسرة برجوازية صغيرة، وسريعاً أخذت الوقائع تنكشف في تركيب تلك المجموعة، وجدت أمامي بأن الصف الأول والصف الثاني عناصر رأسمالية كبيرة غنية جداً في ذلك الوقت، وفي الأردن على ضفتي النهر الشرقية والغربية (الفرع الفلسطيني ـ الأردني) كانت المجموعة معروفة بمواقعها المهنية وهذا ما يسمونه "ملك السيارات"، أي هو المستورد الرئيسي لها، وهذا ملك الشاي، وهذا ملك السكر، وهذا ملك الأدوية، وهذا ملك العقارات ... الخ، فجأة عندما اصطدمت مصالحهم بانقلاب نيسان انقلاب القصر الذي وقع، وما يترتب عليه من مضايقة على مصالحهم الفردية أو الشخصية، واحتمال أن يدخلوا السجون أحجموا عن النضال إحجاماً كاملاً، عندئذٍ تحملت هذه المسؤولية ... من هنا نَمَتْ أكثر فأكثر الأفكار عندي ذات الاتجاهات التقدمية لكن بحدود متواضعة جداً وبسيطة جداً، لأن هذه الأفكار بدت معي أثناء المرحلة الثانوية، كنا في كلية الحسين؛ وهي الكلية الأهم في كل الأردن بعمان، وكانت الأفكار والأحزاب منتشرة في هذه الكلية (وهي ثانوية)، كان المنتشر فيها البعث، الشيوعي، الإخوان المسلمين، منظمة الشباب القومي لم يكن أحد منها إطلاقاً.
كنت في ذلك الوقت ومعي مجموعة صغيرة من الطلاب، وكنا نعمل كخلية مستقلة عن المجموعات الحزبية الأخرى، نحمل أفكار بسيطة جداً قومية واجتماعية، واحتفظنا في هذا الوضع. وأول مرة أدخل السجن في عمان "سجن المحطة"، كان عمري 13 عاماً بمظاهرات كانت من أجل فلسطين بعد المجزرة التي ارتكبها شارون عام 1954 في قرية قبية في الضفة الغربية، والتي ذهب ضحيتها 49 شخصاً بريء لا علاقة لهم في هذا الميدان.
كان شارون في ذلك الوقت برتبة ملازم، يعني نجمة واحدة، نزلنا من الكلية بالمظاهرات، وأعتقل من اعتقل، وكنت من بين هؤلاء الذين اعتقلوا، قصدتُ أن أقول أصبحت الأمور أوضح قليلاً أمامي بعد الانقلاب عام 1957، كنت أُجهّز نفسي للعودة إلى الجامعة؛ عطّلنا الجامعة وانخرطنا في ذلك النضال الذي أخذ أشكالاً سياسية، منشورات، بيانات، أشكال جماهيرية، مظاهرات صغيرة، مسيرات صغيرة، وبعض أشكال من التفجيرات، من التفجيرات في مؤسسات أمريكية في عمان.
المذيع: يعني أنتم كنتم من المشرفين على هذه العمليات ؟!
لا ... أنا كنت مشرفاً على المسألة التنظيمية والسياسية.
المذيع: الإيديولوجية ...
لا في ذلك الوقت لم يكن هناك مشكلة إيديولوجية، لم يكن مشكلة، المشكلة الإيديولوجية بدأت تظهر بعد عام 1957 وبعد وحدة مصر وسوريا 1958، والتحولات الطبقية الكبرى التي جرت والإستراتيجية الجديدة في مصر، والتحولات الطبقية الكبرى التي جرت في عام 1958 بسوريا أي الإصلاح الزراعي، وتصفية الإقطاع وتأميم المؤسسات البرجوازية الكبيرة والبرجوازية الكومبرادورية، كل هذه العملية أوضحت الأمور أكثر وأكثر، عندئذ بدأنا نتعاطى ... نتطلع إلى قراءات حول هذه القضايا، ومن هنا بدأت قراءاتي مع الثورة الفرنسية، الثورات الأوروبية، البورجوازية والتقدمية، كتابات ماركسية، كتابات شيوعية، كتابات سوفييتية، صينية، فيتنامية، قراءات إيديولوجية متنوعة ...، هذا أيضاً لم يترك أثراً على الوضع إلا بعد عام 1958.
عام 1958 انكشفتُ للأجهزة الأمنية الأردنية، وأصبحتُ مطلوباً ووقعت اعترافات عليَّ.
المذيع: صدر حكم الإعدام بحقكم !
نعم صحيح، وهذه الاعترافات بتهمة العمل التنظيمي وادعاءات، لأن هذه العناصر اعتقلت بتهمة التفجيرات ضد المصالح الأمريكية.
المذيع: لماذا صدر حكم الإعدام؟ هل أنتم فعلاً قمتم بتفجيرات للمنشأة الأمريكية ؟
لا ... إنها ادعاءات لعناصر اعتقلت بتهمة التفجيرات ضد مصالح أمريكية.
المذيع: وأنتم فعلاً قمتم بتفجيرات ضد المصالح الأمريكية ؟
لا ... العمل السياسي والعمل التنظيمي منفصل عن العمل العسكري، أعطوا إفادات بأني مسؤول عنهم وهم متهمين بهذه الاتهامات فأصبحت مطلوباً، عندئذٍ انتقلت إلى النضال السرّي فترة محدودة، ثم خرجت من الأردن للأراضي السورية، وكان بانتظاري هناك أناس داخل الأراضي السورية بقيت فترة قصيرة بالشام وبعدها انتقلت إلى شمال لبنان/ طرابلس وكنت على رأس قافلة عسكرية للانتقال عبر الجبال، تحمل سلاحاً بما طُرِحَ على لبنان تسميته بـ "الثورة المسلحة" في ذاك الوقت، ثورة على مَنْ ؟ كميل شمعون رئيس الجمهورية؛ كان يريد إدخال لبنان في مبدأ إيزنهاور هذا أولاً، ومبدأ "حلف بغداد" وأيضاً استدعى كميل شمعون قوات "المارنز" الأمريكية إلى لبنان، وبنفس الوقت استدعى الملك حسين قوات بريطانية جاءت فوق المجال الجوي الإسرائيلي إلى الأردن؛ وكله في إطار محاولة ضم لبنان والأردن إلى "حلف بغداد"، ومن ثم إلى مبدأ إيزنهاور وحلول الأمريكان مكان البريطانيين، وعليه نشبت في لبنان ثورة مسلحة من زعمائها صائب سلام، أحمد الأسعد، رشيد كرامي، كمال جنبلاط وكثيرين ... وكنت في دمشق، فذهبت على رأس قافلة مسلحة إلى طرابلس شمال لبنان مشياً على الأقدام.
المذيع: من حمص إلى طرابلس مشياً على الأقدام ! ...
نعم؛ ومنذ ذاك بعد وصولي إلى طرابلس تحملت مسؤولية منظمة الشباب القومي العربي، لم تكن تحمل اسم "قوميين عرب" ولا "حركة قوميين عرب" في طرابلس، وكنت على رأس العمل السياسي والتنظيمي والعسكري والتحالفي، ومنذ تلك اللحظة بنيت علاقات تحالفية مع الشهيد الراحل رشيد كرامي كان بيده حزب اسمه "حزب التحرير العربي" وأيضاً يحمل السلاح، إلى أن وقع التفاهم بين الرئيس عبد الناصر والرئيس اللبناني فؤاد شهاب، وبعد ذلك غادرت لبنان إلى دمشق؛ وبعد فترة قصيرة جداً انتقلت من دمشق إلى بغداد في ظروف النضال السري، وبقيت مساهماً في النضال من أجل شعب العراق وحقوقه الوطنية والقومية والاجتماعية، ووقع تطور كبير جداً في التكوين الإيديولوجي عندي في فترة العراق باتجاه ماركسي، وهذا ترك فعله الكامل على حركة القوميين العرب في العراق؛ بالانتقال والتطور إلى الإيديولوجيا الماركسية، والتي طبعاً كانت حريصة على مهماتها الوطنية وعلى المشترك القومي، ولم أعد إلى الأردن وإلى الأراضي الفلسطينية من ذلك التاريخ من شباط/ فبراير 1958 إلى حزيران/ يونيو 1968؛ وكان قد صدر عليَّ في الأردن حكم إعدام، حكم صدر عام 1958، وبعده جاء حكم آخر لاحق بعد عودتي إلى الأردن عام 1970 أثناء أيلول الأسود كنت مطلوباً ببيان شهير من الدولة الأردنية حياً أو ميتاً مقابل جائزة كبيرة، كذلك كان مطلوباً في ذلك الوقت جورج حبش، بدأنا نعمل بشكل مشترك من أجل التحول بمجموع حركة القوميين العرب إلى حركة يسارية ثورية جديدة إيديولوجياً وما نشتق سياسياً ومن مهمات عمل في كل بلد من البلدان.
المذيع: تؤمن بالثورة والكفاح المسلح طويل الأمد أليس كذلك ؟!
هذا وقع منذ عام 1958 عندما التقينا معاً في لبنان: حواتمة، محسن إبراهيم، محمد كشلي، وبدأنا نعمل بهذا الاتجاه مع جميع الفروع في البلدان العربية أنا عملت بهذا في لبنان ثم بالعراق ومن ثم في اليمن، وكذلك الحال في سوريا، في الساحة الأردنية ـ الفلسطينية.
المذيع: قامت الوحدة بين سورية ومصر وأفشل مشروع إيزنهاور في لبنان، لماذا قررتم الذهاب إلى العراق بعد ثورة 14 تموز/ يوليو ؟ هل كنتم تنظرون بأن العراق قد يصبح جزءاً من الجمهورية العربية المتحدة ؟
نحمل مشروعاً مركباً، مشروع بناء حزب فعلي داخل العراق.
المذيع: حزب يساري بأي تسمية ! ...
ليس بذهن القيادة؛ كل القيادة بأنه سيكون حزب يساري، فهذا بذهني أنا.
المذيع: ما طبيعة الحزب ؟
حزب يساري وبنيت فعلاً حركة قوميين عرب جديدة بالكامل، وبين خريف 1958 إلى ربيع 1963؛ خرجت من السجن يوم انقلاب البعث.
المذيع: ولكن لماذا سجنكم قاسم ؟
بنيت حزباً تجاوز عدده 5000 عضو في العراق؛ من الموصل إلى البصرة وما بينها.
المذيع: مَنْ هم الأشخاص الذين انتموا إلى الحزب وما طبيعة هؤلاء الأشخاص ؟
الأفكار اليسارية في العراق انتشارها الأساسي كان بصفوف العرب الشيعة وحضور سنّي، كردي، ومسيحي فاعل ومؤثّر.
المذيع: المسيحيين أيضاً في العراق انضموا إلى هذه الحركة !
نعم وتسلمت المسؤولية السياسية والتنظيمية، وأضفت من جانبي المسؤولية الفكرية الإيديولوجية لبناء حزب يساري منذ الدقيقة الأولى.
المذيع: حزب يساري ماركسي لينيني ...
حزب يساري ماركسي في مجرى الصراع الدائر في العراق، فالصراع الدائر في العراق؛ مرة أخرى عبد الكريم قاسم يريد أن يبني لنفسه زعامته الوحدانية أي الديكتاتورية الفردية، ولكن لم يتمكن على ذلك بالتعاون مع الحركة القومية، لم يكن يسارياً ولم يكن شيوعياً ولا ماركسياً، كان وطني وضد الإقطاع، لأنه من عائلة فقيرة ونمت معه، فلقد كان متحالفاً في إطار الضباط الأحرار مع ضباط كلهم قوميين ينتمون للحركة القومية. أما منظمة الشباب القومي العربي أو فيما بعد حركة قوميين عرب أو بعثيين، ومنهم عبد السلام عارف، ومنهم مستقلين ومثال ذلك عبد السلام عارف، لم يتعايش قاسم مع عبد السلام عارف، ولم يتعايش مع الحركة القومية؛ لأنه يريد أن ينفرد بالسلطة ويبني زعامته الخاصة.
المذيع: أنتم بدأتم تنتقدونه من هذا الباب في المنشورات التي كنتم تنشروها ...
صحيح؛ وأيضاً كذلك كان هناك مشكلة مع الشيوعيين، فالشيوعيين لم يطرحوا على جدول أعمالهم استلام السلطة بالعراق إطلاقاً.
المذيع: أنتم طرحتم ؟!
نعم فيما بعد طرحنا.
المذيع: مَنْ الذي كان يدعمكم سياسياً ؟
تنظيمنا الحزبي الجماهيري، وأيضاً كان لدينا تنظيم حزبي داخل الجيش، ولدينا حلفاء من الضباط الكبار داخل الجيش من بينهم مثلاً عبد العزيز العقيلي، صبحي عبد الحميد، عبد الكريم فرحان، عارف عبد الرزاق ... وآخرين كثيرين، وهؤلاء منذ اللحظة الأولى لثورة 14 تموز 1958 كانوا وزراء في أول وزارة تشكلت؛ ومن بينهم عارف عبد الرزاق الذي أصبح لفترة نائب لعارف الأول والثاني أخوه "عبد الرحمن عارف"، وقام فيما بعد بمحاولة انقلاب على عارف وفشل في ذلك، وكان نائب الرئيس وقائد القوة الجوية ووزير الدفاع في ذلك الوقت.
المذيع: إذاً أصبح لديكم نفوذ قوي في العراق !
كان لنا نفوذ؛ فلقد بنينا نفوذ جديد جماهيري وعسكري، قبل أن أصل للعراق، كان العدد 27 شخصاً، لم يكن هناك نفوذ.
المذيع: وخلال فترة سنتين أو ثلاثة أصبح العدد كبير ؟! ...
بنينا هذا النفوذ الكبير بأربع سنوات، فاض عن 5000 عضو، وعارض عبد الكريم قاسم من البداية البحث، لأن هذا المشروع كنت أيضاً أناضل في سبيله من أجل عراق وطني ديمقراطي وتقدمي، بناء دولة اتحادية بين مصر وسورية والعراق.
المذيع: هو كان يعارض هذا ؟
كان يعارض وينادي بالجمهورية العراقية الخالدة.
المشروع الذي ناضلت فيه في العراق جانب منه يتقاطع مع مشروع بناء الحزب القوي الجديد بالعراق، وجانب آخر أي الجانب الإيديولوجي والبرنامجي العراقي لا يتقاطع مع القيادة المركزية لحركة القوميين العرب. منذ الدقيقة الأولى اتجهت ببناء هذا الحزب باتجاه يساري ماركسي فعلي، لذلك من خريف 1958 إلى بداية أيلول 1961 عملنا وعملتُ على بناء الحزب؛ لأنه لم يَكُنْ بيدنا حزب وتمديد نفوذ الحزب أن يتمدد إلى الجيش إلى المؤسسات الأخرى ومشروع بالوصول إلى السلطة.
المذيع: ديمقراطياً !
لا ... لأن الأفق الديمقراطي غير مفتوح؛ ولا يوجد بالعراق تراث وتاريخ وثقافة ديمقراطية تعددية.
المذيع: بالقوة ؟
حواتمة أيضاً بعملية حزبية مشتركة مع القوى الحليفة الأخرى، سواء كانت قوى حزبية وجماهيرية على الأرض أو قوى داخل الجيش.
المذيع: انقلاب !
بعملية تبدأ سياسياً وجماهيرياً، وبذروتها عسكرياً، وهذا أيضاً بالنسبة إلى الذي طبقه حزب البعث في العراق، فهو لم يبدأ بالعملية العسكرية في العراق، بنى حزب فعلي وبدأ بعمليات جماهيرية وإضرابات واعتصامات وأشهرها إضراب جامعة بغداد، ثم إضراب المحروقات بعد أن رفعت أسعارها، وتتويجاً للإضراب الأخير جاءت العملية العسكرية؛ أي جمع بين الفعل على الأرض بالشارع وبين السلاح/ الدبابة.
أيضاً مشروعنا كان بهذا الاتجاه، نحن وحزب البعث كنا في حالة سباق وبالتوازي حزب البعث في 8 شباط/ فبراير، كان مشروعنا في 23 شباط/ فبراير أنا كنت في السجن هذه الفترة وبالزنزانة المنفردة، انتهت مدة إقامتي ولم أغادر العراق، وفيما بعد نشاطي انكشف وأصبحت مكشوفاً لأجهزة متعددة، كذلك وللناس جميعاً أيضاً علاقاتنا، علاقات مع الكثير من الضباط سواء الذين يشكلون تنظيم لنا داخل الجيش أو ضباط كبار مستعدون للتحالف معنا، للقيام بهذا العمل المشترك، فالخطة كانت في 23 شباط وكان عيد الفطر، حيث كان عبد الكريم قاسم دائماً يأتي بالعيد لنادي الضباط ليعايد الضباط (الخطة تبدأ باعتقاله هناك) وبعدها يغادر إلى وزارة الدفاع، فلقد كانت إقامته هناك، بينما البعثيين أيضاً كما قلت في حالة سباق في هذا الميدان فيما بعد، وهذا عرفته فيما بعد أن البعثيين عجلوا بانقلاب في العراق بناءً على رسالة جاءت من دمشق من ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار للتسريع بالعملية العسكرية الانقلابية ببغداد، لأن حركة القوميين العرب أصبحت جاهزة؛ فيجب أن تسبقوهم قبل أن يسبقوكم.
المذيع: هذه معلومة مهمة ...
فعندما خرجت من الزنزانة صباح 8 شباط أخذوني إلى القاووش العام لأنني تنقلت بين زنزانات الأمن العام والسجن المركزي في بغداد المجاور لوزارة الدفاع.
المذيع: حُكم عليك بالإعدام !
حُكم عليَّ في ذلك الوقت بالإعدام.
المذيع: كنتم في زنزانة الإعدام ؟
نعم لأنهم عندما كُشِفْتُ وتم إلقاء القبض عليَّ في مقر إقامتي وجدوا بين أوراقي فيما بعد ورقة بخط اليد حول "المشروع الانقلابي والمشروع الاجتماعي" الذي سوف يطبق بشأن الإصلاح الزراعي، التأميم، التحولات الطبقية والتعددية الديمقراطية أي تعددية الأحزاب والتعددية الإيديولوجية والسياسية، وحق الأكراد بتقرير المصير، فهذا كان جديد غير مسبوق ...

أستاذ نايف شكراً جزيلاً لكم، ولنتوقف هنا اليوم ونتابع الأسبوع القادم ...



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواتمة في حوار مع صحيفة -اليسار والتقدم- اليونانية
- الشعوب في الميادين ... واليسار من القيم والرؤيا إلى النهوض ا ...
- كلمة الرفيق نايف حواتمة في المهرجان السياسي المركزي في ملعب ...
- النهضة العربية الكبرى قادمة والتغيير قادم
- حواتمة في حوار مع فضائية -العالم- الإيرانية
- في حوار شامل مع أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حواتمة: العودة إلى تجديد العلاقة بين منظمة التحرير والسلطة ا ...
- حواتمة: مكوك المفاوضات الموازية يدور بين أطراف التفاوض
- الضغط الإسرائيلي لا يواجه بضغط فلسطيني موحد متحد يلتزم بقرار ...
- حواتمة: الحوار بين فتح وحماس -احتكاري ولن ينتج مصالحة او وحد ...
- حواتمة: انتخابات 2006 تمت بقانون انقسامي لا ديمقراطي
- حواتمة: مخاطر ضياع إقامة دولة فلسطينية
- نايف حواتمة: ندعو لدورة استثنائية للجمعية العمومية للأمم الم ...
- حواتمة : رحل ابو عمار مناضلاً شجاعاً في سبيل حقوق شعبنا
- حواتمة العودة إلى الشرعية الدولية وإلى أصل القضية الفلسطينية
- الأمين العام نايف حواتمة في لقاء خاص عبر إذاعة صوت الوطن من ...
- حواتمة في حوار مباشر مع الجزيرة مباشر
- د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق الي ...
- حواتمة يجيب على الأسئلة الساخنة الفكرية والسياسية،
- هنالك 32 ألف عامل فلسطيني يعملون في بناء المستوطنات وعلى الح ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نايف حواتمة - حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة-