المتحدث الرسمي والمكاتب الاعلامية

مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 14:38
المحور: الصحافة والاعلام
    

إن وجود حكومة شعبية من دون معلومات شعبية أو وسيلة للحصول عيها ماهو إلا مقدمة لمهزلة أو مأساة ،أو ربما لكلتيهما ) الرئيس الامريكي الرابع جيمس ماديسون
(دعوا الناس يتعرفون عل الحقائق ،وعندئذٍ تكون البلاد آمنة )إبراهام لنكلولن،الرئيس الإمريكي السادس عشر1864 ، هذان الرئيسان الإمريكيان كانا يتحدثان عن كيفية تطبيق الديمقراطية ،كلامها كان صحيحا في تلك الحقبة وهي مازالت تنطبق على واقع الحال اليوم ،فلكي يمارس الناس السلطة لابد أن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات مبنية على معلومات ،ولايمكن لذلك أن يحدث إلا إذا حصلوا على معلومات حقيقية وموثوقة،وهم يحصلون عليها من الصحافة الحرة ، وتقوم الصحافة الحرة بدور المراقب لعمل الحكومة نيابة عن الشعب وتشجع الحوار.
وتلزم المسؤولين بالتمسك بأعلى معايير وتنشر إذا ما كانت الدولة تحافظ او لاتحافظ على الثقة العامة ،وقد نبعت الثورة الإمريكية من فكرة مفادها الحكومة يجب أن تكون مسؤولة أمام الشعب ،وأن الأفراد الذين يعملون في الحكومة هم موظفون في خدمة الشعب ،إلا أن خدمة الشعب مسالة ذات اتجاهين ففي الديمقراطية تكون خدمة الشعب هي وظيفة الصحافة ووظيفة المسؤولين الحكوميين.
إن الحكومة تتألف بطبيعة الحال من وزارات وهي في العراق كثيرة والحمد لله وهذه الوزارات لديها مكاتب إعلامية وظيفته شرح كيفية تاثير البرامج الحكومية وسياستها على المواطنين ونقل نشاطات وخطط المسؤولين الحكوميين للشعب،مما يساعد الشعب على تفهم كيفية تأثير القضايا المختلفة على حياتهم اليومية.
ويقول( مايك ماكيري) السكرتير الصحفي السابق للرئيس الإمريكي بيل كلنتون( ان المتحدث الرسمي كالصحفي الذي يعمل داخل الحكومة ويقوم بجمع المعلومات للشعب ، إن دور المتحدث الرسمي هو إيصال أكبر قدر من المعلومات للشعب ) ،لذا فإن للمكاتب الإعلامية دورين بارزين ففي التعامل مع وسائل الإعلام يكونون مدافعين عن عمل الحكومة ، ويوضحون حسنات وإيجابيات العمل الذي قامت به الحكومة ،ويقومون بتصحيح المعلومات الخاطئة .
إن على المكاتب الإعلامية أن لاتقف في طريق خبر ما إذ ليس للمتحدثين الرسميين الحق في أن يقرروا ما ينفع الشعب وما لاينفعه،وتكمن وظيفتهم الإعلامية هي توفير المعلومات للصحفي ،حتى الذين لاتربطهم علاقات ودية بهم .وينبغي على المتحدث الرسمي أو المكتب الاعلامي التابع الوزراة ما،ان يكون متحدثا لبقاً وفعالاً وتكون لديه علاقة وثيقة مبنية على الاحترام المتبادل مع الصحافة ومع المسؤول الحكومي الذي يعمل في خدمته سواء كان وزيراً أورئيساً للوزراء أو رئيس الجمهورية،وأن يكون ملماً بمعتقدات المسؤول ، ويحضر جميع الاجتماعات،حتى تستطيع الوزارة التعامل بسرعة مع المسائل الإعلامية
وأعتقد أن أغلب المكاتب الإعلامية للوزارت لاتؤدي عملها بصورة صحيحة فهي تمارس عملاً روتينياً جلُّ هما تزويق وإرضاء معالي الوزير الذي ياتي ،ولا نرى عرض إنجازات الوزراة وليس هناك عقد المؤتمرات الصحفية لشرح عمل هذه الوزارة واستعراض أبرز ما حققته هذه الوزراة سواءً كانت خدمية أو أمنية ، إن مسؤولية المكاتب الإعلامية هي مساعدة الصحفيين من الحصول على المعلومات الضرورية ،ويكون الوزير ناجحاً حين يوفر انفتاحاً كبيراً للصحافة ،وهذا الانفتاح ليس مثيراً للخوف .
إن من أهم الصفات التي يجب توفرها في المتحدث الرسمي أو مدير المكتب الإعلامي أن يتمتع بمصداقية ،وتربطه علاقات جيدة مع الصحافة ،دبلوماسي إلى أبعد الحدود، وأن يكون شخصا يتمتع بمزايا أخلاقية عالية ، وتتطلب و ظيفة المتحدث الرسمي إحداث توازن بين علاقات متعددة بين المسؤول الحكومي مع بقية كبار موظفي الدولة ومع الصحافة ومع البيرقراطية الدائمة .
مهدي زاير جاسم
[email protected]

#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات