أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل ديوب - الحرية لنبيل فياض 1 من 4 الليبراليون العرب الجدد ِسفاحُ الفِكر 1 من2















المزيد.....


الحرية لنبيل فياض 1 من 4 الليبراليون العرب الجدد ِسفاحُ الفِكر 1 من2


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1006 - 2004 / 11 / 3 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية لنبيل فياض 1 من 4 الليبراليون العرب الجدد ِسفاحُ الفِكر 1 من2
حتى وقت قريب لم تكن حدود معرفتي بنبيل فياض تتعدى كتابه الشهير يوم تحدر الجمل من السقيفة ، وبعد أن ذاع اسمه أكثر دخلت إلى موقعه الإلكتروني لأفاجأ بمقالاته، وقد استشهدت بمقالة له( الكانتونات السورية اللا متحدة) دون أن أسميه كنموذج للدعاوى التذريرية النافخة في قربة (الطائفية المبخوشة ) في سورية تحت عناوين العلمنة والبحث والدفاع عن حقوق الأقليات المذهبية و الإثنية ما أطلقنا عليه في المقالة بعث الخصوصيات السلبية العرقلة ، لكني لم أتخيل أن يعتقل السيد نبيل فياض بعد ذلك بأيام ،
وفي تلك المقالة طالبنا بحرية التعبير عن الرأي لحملة هذه التوجهات الجديدة.
ونحدد الآن يجب ترك هذه الخراجات التي تكاثرت بتكاثر جراح أمتنا تنفتح للضوء والإعلام لتُواجه وطنياً ضمن حراك متسارع نتمناه ، فرغم كل شيء تحمل من الفائدة الشيء الكثير فبدلاً من أن يغرد القوميون واليساريون المتكلسون على كراسيهم في طواحين العدم، وقد قرف الناس منهم ، يقدم هؤلاء أنفسهم كنقيض وثاب وخطير ومثقف يمكن له الدفع إلى الأمام، ولا خوف من ذلك بوجود خصوصية لسورية لا يمكن إسقاطها من الحسبان، وباعتداد شعبها الرفيع بوطنيته العربية ، سيساهم هذا التحدي في تجديد شباب شيوخ العروبة بعد أن شيبتهم التجارب في الحكم وسود وجههم الفساد والقمع ، باختصار محاججة هؤلاء تمكن من إعادة الاعتبار للمفاهيم المستهدفة أمريكياً بالسحق ، هؤلاء خميرة رائحتها كريهة نعم كنظيرتها رائحة (السيان) الفسادي ،لكن بدونها لا يتم النضج فبدلاً من الاعتقال والمحاكم الكاريكاتورية ، فليتركوا الناس تتكلم تحت سقف الوطن ، ولن نأسف عندما يضرب بيد من حديد على كل مرتبط أو قابض ، في محاكم دستورية وطبيعية.
لنحدد أولاً نقطة مهمة : مهما اتسقت دعوات تيار فكري ما مع الأنساق العولمية الأمريكية تحديداً فلا يسوغ لكائن من كان أن يتهمهم كأفراد بالعمالة وهذا لا يعني أن هذا الاتساق طبيعي بل فيه العفوي المتفاعل معه نتيجة الواقع الموضوعي وفيه المأجور المرتبط بأجندة محددة وحمولات فكرية بعينها تلقى دراسة أكاديمية – مخابراتية فيها أعدها الشتراوسيون والإستشرقيون ، لكي يعمل المأجورعلى ترويجها تحت دعاوى متهافتة، هذه قراءاتنا لليبرالية العربية الجديدة التي تعرّف نفسها بشكل قومي وموجه إلى العرب!! حاملة تناقضاً رهيباً بين جهة توجيه الخطاب ( العرب و العروبة) وبين محتواه المفجر والرافض لأي دعوة توحيدية لا لبناء كيان سياسي عربي فحسب بل لأدنى درجة من التضامن والتنسيق وبناء المواقف دفاعاً عن المصالح العربية ، و النقد الهائل للعرب وحالهم والخلاص بوأد القومية العربية وترويض الإسلام ، وإحلال الهويات القطرية لا بما هي وطنية قاصرة حتى، بل بأنساق تعددية تتغنى بالفسيفسائية و تراصفها الجميل ، وككانتونات متجاورة يسعرون هم أنفسهم خلافاتها، لتبقى إسرائيل وحدها الأقوى وتتفرغ أكثر لتنقية فلسطين مما تبقى من الغوييم ،
سنستعرض من خلال كتابات أهم الليبراليون العرب الجدد أولاً بعضاً من ملامح هذا الخطاب، وسنأتي فيما بعد على
استطالا تهم في أوساطنا السورية ( المثقف السوري المذعور نموذجاً ) ففي مقاله
(من هم الليبراليون العرب الجدد، وما هو خطابهم؟)
يقدم شاكر النابلسي صاحب الاعتراض الشهير في جلسة افتتاح مؤتمر إشهار الحداثة العربية في بيروت مؤخراً على توصيف د. نصر حامد أبو زيد لاحتلال العراق بأنه عدوان أمريكي ، كخروج عن حيادية المفكر والباحث !!!!!خلطةُ فكريةُ حكائيةُ تزييفية و لا تخلو من أخطاء تاريخية حتى ، ففرح أنطون وشبلي الشميل الاشتراكيان أضحيا ليبراليين، كما أنه يزعم بأنهم كليبيراليين جدد هم ورثة المفكرين التنويريين كالأفغاني والكواكبي ورشيد رضا ، ولا أعرف لماذا لم يضم عبد الحميد بن باديس ، لا بل أكثر فهم ورثة طه حسين وقاسم أمين!!! في حين يتم التنكر إلى أهم الليبراليين ( وهو ليبرالي حقيقي) المفكر القومي الوحدوي الدكتور قسطنطين زريق !!!! وفي الحقيقة هم عدميون جدد لا عقلانية لديهم إطلاقاً سوى الهدم والتخريب الفكري والإيديولوجي ، وجلد الذات والانسلاخ الأفعواني.
ونتاجاتهم فاقعة في التعبير عن ذلك ومبالغ فيها جداً .
يمكن استعراض هذه الملامح من خلال مقالته المكثفة ومقالات زملائه المبثوثة في الصحافة المتحالفة مع العدو الممولة بكوبونات النفط الكويتي، ومواقع الانترنيت ،
لكن مما لابد من ذكره هو خروج معظم ذلك من رحم الخطاب القومي واليساري فليبرالية أصحابنا ليست أصيلة إنها واحة اللجوء الفكري لمن لم يستوعب هزيمته فهام على وجهه، وإليها تقاطرت فلول اليسار المهزوم ،والمأزوم، والمظلوم، ليتوضح لدينا هذا الطرح الهجين الذي لا ينهل حقيقة من ليبرالية موهومة بقدر ما هو نكوص وتشفي وارتجاج عقلاني قومي - يساري ، يعبر عن هذا الخط جملة من الكتاب يحق لنا أن نتهم بعضهم بقبض كوبونات نفطية من غير صدام، فالاستكتاب في جريدة المدى بإدارة فخري كريم ( لصاحبتها السي آي إيه) بتمويل النفط الكويتي هو كوبون نفطي حقيقي يذكرنا بعمليات ( السفا ري) الإفريقية الشهيرة
وتوزيع المهام على الأنظمة المعادية للشعوب ، فخري كريم الشيوعي العراقي السابق الليبرالي الجديد الحالي لا يتحرج بعد كل زعيقه الديمقراطي عن حشر أنفه في مؤتمر صحفي لغيره مهاجماً بعنصرية بغيضة،( أنت تركي !!!!!!) صحفياً سورياً توجه بسؤال لمسعود برزاني لماذا التقسيم أكراد و عرب شيعة و عرب سنة أليس الأكراد شيعة وسنة ، فكان أن ثار ضيف سورية الكبير للرد عن البرزاني الغشيم مستضرطاً إياه رغم أن المؤتمر الصحفي له لا للكريم الذي يجود حتى الآن على بعض مثقفينا ، رعونته لا تنم إلا عن حقد عنصري يتغذى به
ويغذي به القراء عبر شبكته الإعلامية المتنامية بأموال السفارات والمخابرات الأجنبية،
يقول في مقاله المنشور في المدى والسياسة الكويتية والأحداث المغربية وفي أكثر من عشرة مواقع إنترنيت مع بعض !!!
( وفي النصف الثاني من القرن العشرين ظهر تيار تنويري ليبرالي قادته مجموعات كبيرة من النخب الثقافية في العالم العربي استعرضنا فكرها في ....، وتضيف عليه المبادئ التالية:
- المناداة بإقامة المجتمع المدني.)
مبادىء ناظمة أم لغة شعارات؟ كم يشبه هذا المبدأ إقامة المجتمع العربي الاشتراكي الموحد مع فارق أن الدعوة الاشتراكية كانت ثورية ويمكن وصفها كذلك ، وحتى تطبيقها بغض النظر عن مآل التطبيق ، بتحويل فوقي لنظام الحكم عبر برنامج وبنية قانونية جديدة ولكن هل يمكن ذلك مع مفهوم المجتمع المدني .
ثم يتابع البناء على تراث الليبراليين العرب ( كانوا على الأقل بمعظمهم وطنيين )الذين فشلوا فشلاً ذريعاً ولم يكن لهم مشروع إطلاقاً من حيث ارتبطوا طبقياً بكمبرادور وقوى شديدة التخلف ، وكنخب تراجعت أمام القوى المحافظة ولم تأت الحرب العالمية الثانية حتى أفلسوا وحيث استلموا الحكم في مصر مثلاً لم يقدموا شيئاً على الإطلاق اللهم إلا الاهتمام بالتعليم في الوسط المديني ولا يخفى دور طه حسين الفردي في ذلك ، وسقف نضالا تهم كان المعاهدات سيئة الذكر، و مسحة الانفتاح وتحرر المرأة مثلاً كانت مرتبطة عميقاً بالقضية الوطنية فمع ثورة العام 19 خرجت المرأة، وعندما ترنحوا وسقطت أنظمتهم أمام الثورات والانقلابات لم يأسف عليهم أحد، ثم يقدم مسودة أولى لمانفيستو الليبراليين الجدد ونتساءل هل تعمد استخدام كلمة مانفيستو الغير دارجة عوضاً عن بيان تشبهاً أو تذكيراً أو تعريضاً بالمانفيستو الشهير ( البيان الشيوعي ) أم هي تعبير عن الخروج من عباءة ثورية لفعل (ثوري ) قادم في المنطقة
بيانه جاء في 25 بند لن نجتز أه في معرض النقد بل سنتجاوز ونختصر وندمج البنود المتشابهة طالما تكررت الأفكار ففيها حشو ،
1- المطالبة باصرار بالإصلاح التعليمي الديني الظلامي، في ظل سيادة الارهاب الديني، بعد أن تم خطف الإسلام وتزويره، وأدلجته أدلجة دموية مسلحة.
إنا هذه القضية أعمق من أن تعالج بالإصلاح ولنعد إلى جذرها إنها رد الفعل الغريزي على الاستلاب الشامل الذي تمارسه العولمة ، ونرى تطبيقه المسخ في أفغانستان بعد تدمير إمكانية ولوج الحداثة بأفضل طريق بإسقاط سلطة حزب الشعب الأفغاني بوساطة الظلاميين أنفسهم،
الاصلاح في هذه القضية لا يقوم بهدم البنى التقليدية بل ينزع أظافرها ويروضها كي لا تعرقل المشروع الأمريكي و الإيديولوجية الاسلامية الجهادية اليوم هي آلية دفاع عن النفس للعرب بعد انكسار مشروعهم القومي التوحيدي ، وهي بضبابيتها وانعدام محدداتها السياسية والطبقية بالإضافة لمثاليتها قادرة على الجذب دون حدود
والإصلاح المزعوم لن يؤدي بها إلا إلى حداثة زائفة – دين زائف، ولعل خير المعبرين عن هذا شكل (الإصلاح ) هذا عمرو خالد.

3- تأكيد اخضاع المقدس والتراث والتشريع والقيم الأخلاقية للنقد العميق، وتطبيق النقد العلمي العقلاني بموجب مبدأ الجينيالوجياGenelogy الذي يتلخص بالسؤال التأويلي (من؟) وبالسؤال التقويمي (لماذا؟)، وبحيث يكون النقد تأويلاً وتقويماً لا مجرد سخرية وسباب، باعتبار أن الجينيالوجيا هي أداة وعي الحداثة، حيث يصبح النقد الحقيقي سبيلاً إلى الرشد الحقيقي.
المضحك أن رائد الجينيالوجيا المزعومة ليس جينيالوجياً وتحفل إبداعاته بالسخرية والسباب ، إلا إذا كانت الجينيالوجيا هي إيديولوجية الهزال والتبخيس وضرب كل ممكنات الفعل العقلي النقدي في تسطيح وتحقير كل فكر وفعل سياسي يقف في وجه الهجوم الأمريكي والعولمة ، فالسؤال التأويلي في تأميم قناة السويس (من؟؟؟) جوابه عبد الناصر وكأنه لا مصر ولا شعب له حاجات وحقوق و التقويمي ( لماذا؟؟؟ ) لأنه غبي ، فعبد الناصر حمار لأنه أمم قناة السويس الخاسرة!!!، ولكن لماذا قام أبناء العقلانية والديمقراطية إيدن العبقري البريطاني ومعه فرنسا وإسرائيل بحشد الأساطيل وإرسالها إلى القناة ثم خسروا آلاف القتلى أكل هذا من أجل شركة خاسرة ، يا لخسران الجينيالوجيا.
4- اعتبار موقف الدين العدائي من الآخرين موقفاً جاء بناء على ظروف سياسية واجتماعية معينة قبل خمسة عشر قرناً، ولم تعد هذه الظروف قائمة الآن، وإنما تغيرت تغيراً كلياً، ولذا، يجب عدم الاستعانة مطلقاً بالمواقف الدينية التي جاءت في الكتاب المقدس تجاه الآخرين قبل خمسة عشر قرناً لمهاجمة الآخرين الآن وسفك دمائهم. فالمصالح متغيرة، والمواقف متغيرة. والتغير هو سُنّة الحياة.

نعود للتأكيد أن الدين كأحد أنساق البناء الفوقي للمجتمع هو ظاهرة إنسانية وليست معزولة عن عوامل شديدة التعقيد اقتصادية وسياسية واجتماعية وجوهر الفكرة التي يسوقها النابلسي يخص اليهود وهنا التضليل يرتفع لدرجة التماهي مع الوعي الأصولي القاصر الذي ينتقدونه، فاليهودي والنصراني لدى الأصولي ما هما إلا الإسرائيلي المحتل المشرد للفلسطينيين والأمريكي المسيطر بلا تكافؤ ،(عبر عن ذلك بن لادن في رسالته الأخيرة حيث قارن بين السويد والولايات المتحدة ) و الداعم بالمطلق لهذا العدو الذي أصاب العرب في صميم كرامتهم وأضحى استهتاره بإنسانيتهم جرحاً غائراً. ويتماهى أيضاً مع التقديم الصهيوني للمشكلة أنها عنصرية دينية إسلامية يتحلى بها العرب، وما إسرائيل سوى ضحية العنصرة والحقد الديني،
ليست ظروف ما قبل 15 قرن ما يحدد مواقف العداء بل أن ممارسة (الأخر) احتلال وتشريد ومجازر وقطع أشجار وتجويع ومصادرة أرض وذل و.... هي التي تجعلنا نتساءل لماذا يعادوننا هم ؟ يقلب النابلسي الحقيقة وهي أن وجود إسرايئل وممارساتها هي
لنرى وجهي الصورة ولنحصي ودوماً غبر وسائل الإعلام ردود الأفعال على حدثين متقابلين
الأول تفجيرات 11 أيلول التي لم يجري فيها تحقيق نزيه حتى الآن وفي القانون وعلم الجريمة الإقرار ليس حجة دامغة وينبغي البحث لجلاء الحقيقة كاملة : كانت ردة الفعل عليه في بلدان المجتمعات المدنية والديمقراطية السعيدة مئات الحوادث العنصرية من القتل على (اللون ) حتى الشتم والتحقير ومئات آلاف أو ملايين المواد الإعلامية العنصرية والمحرضة على امتداد العالم (الحر ) و المتحضر الوراث لمفاهيم معاهدة (وينستفاليا ) البائدة في تقسيم العام إلى متحضرين ( الدول المسيحية ) وبرابرة وأنصاف برابرة (بقية العالم )، النظير لدار السلام ودار الحرب في العصور الوسطى الإسلامية ، لماذا هذا الموقف العدائي من ( الآخر ) النحنُ وكيف توحد العالم المتحضر كله في هذا العداء الرهيب للعرب والمسلمين ومن أين نبع العداء ومن يسعره ويكرسه ويبرمج إعلامه على تلك النمطية ، فينا ما فينا من العيوب لكن اختراع العدو وبالأخص إذا كان متخلفا وضعيفاً والنفخ فيه مصلحة أمريكية بامتياز، وما الذي يدفع سويدي أو هولندي للاعتداء على مهاجر مسلم، أو فرنسيين لإلقاء جزائري في نهر السين ليموت غرقاً ،

الثانية ردود الأفعال العربية والإسلامية على العدوان على العراق في العام 1991 على غزو لبنان ( لا يمكن قبول ما ادعاه بن لا دن الذي كان صديقاً للأمريكيين حينها ولم يقدم شيئاً للقضايا العربية الحقيقية ) وأخيراً على غزو العراق ومن المتحضر أكثر؟ من يحاصر السفارات الأمريكية ويتظاهر ضدها، ويحرق أعلامها أم من يقتل ويدمر ويتبجح بإحضاره المدنية؟ حتى حرق أعلام المعتدين اسكتثره الليبراليون العرب على الضحايا واعتبروه عملاً غير مدني وعدوان على رمز شعب آخر فيه أناس يرفضون الحرب ، هل سمعتم عن مواطن غربي يتجول في عواصم العرب والمسلمين تعرض إلى اعتداء انتقاماً من شن الحرب على العراق ؟ نقول هذا على المستوى الشعبي النظير لما عرضناه في الغرب ، القاتل والمعتدي معروف وكل البشرية تعرفه وكانت ردرود الفعل السريعة بهذا الشكل ، فماذا كانت ردود ( الآخر ) على السريعة على الفاعل الغامض ؟
نكره اليهود!!! هل اعتدى المسلمون الفلسطينيون عبر قرن من التنكيل على كنيس يهودى أما يزال السامر يون يعيشون في نابلس ، هل قتلوا يهودياً وهو يصلي ؟؟
بين المشهدين بون شاسع ، قبل 15 قرن وحيث كان الكتاب المقدس أي، حسب النابلسي كان هنالك مكة، المدينة المفتوحة وكان حلف الفضول السقيفة و دار الندوة ووثيقة العهد ، وبالتأكيد لا يمكن الحكم على ذلك الزمن بمقاييس اليوم لكن من التجني التركيز على الإسلام في حين استمرت آليات صراع ذلك الزمن طويلاً بعد الإسلام ،و فعل الأوربيون المسيحيون ما هو أسوأ فبعد 8 قرون طردوا المسلمين واليهود من إسبانيا وقبلها كانت حروب الفرنجة ومجازرها القبيحة بحق الآخر الأرثوذكسي والمسلم فمن الأكثر سوءاً؟ المسلمون أم الأمريكيون البيض الذي وضعوا مواطنيهم من أصل ياباني في معسكرات اعتقال جماعية خلال الحرب العالمية الثانية شكاً في ولائهم أم معسكرات الاحتلال الإيطالي في ليبيا
فقط أطالب النابلسي بإحصائية تقريبية عن ضحايا الطرفين في ربع القرن الأخير لنرى من يسفك دماء من ،
لكن الاتساق مطلق مع من عناهم محمود درويش في مديح الظل العالي
تدخل جثتي يا ذئب وتبيعها
يبكي أو يحشو بالدموع البندقية
كما الحقيقة قاتلاً يدلي بسكين وقتلى يدلون بالأسماء ........


أسماء المجازر اطلبوها من النابلسي فهو يعرفها جميعاً
تتعد البنود التي يجمعها( غموض بنّاء) ويقتصر التعقيب على ما يحمل فكرة مهمة مع تجاوز ما نتفق معه عليه كالمرأة مثلاً لكننا نلاحظ أنه حيث مر الليبراليون الجدد في أفغانستان لم يتغير وضع المرأة عما كان عليه أيام طالبان

10- على العرب أن يتخلوا عن المثل الأعلى الموهوم الذي يتقمصوه تخيلاًً، ومكابرة، واستعلاء، وانتفاخاً كانتفاخ الطواويس (لنا الصدر دون العالمين أو القبر).
سبق للمرحوم ياسين الحافظ أن ناقش هذه الفكرة بمبناها الايدويولوجي عند البعث وخلص إلى أن حركة القومية العربية ليست حركة شوفينية ولا طموح إمبراطوري لها ومآلها حول الرسالة الخالدة والتفوق أن تنتهي إلى فكرة نحن مثل الآخرين واليوم لا يريد العرب بعد سلسلة الهزائم المنكرة سوى أن يردموا القبر المعد لهم .
وهم عندما نادوا بقوميتهم كانوا تحت احتلال وتجزئة وفقر وتخلف شديد ، وأن كانوا في يوم ما يرومون الصدر حسب تشبيهه فحسبهم اليوم ألا يلحدوا القبر بمساعدة معاول النابلسي و أضرابه .

12- الايمان بأن اغتراب العقل لا يحقق غير سيادة الهمجية والغوغائية والمجتمع الدموي.

15- تحرير النفس العربية من أوهامها، ومن السحر والتعاويذ والشعوذة التي تحيط بها.

18- خلق شخصية عربية جديدة متحولة من العنف والذل واللاعقلانية والدروشة والقبلية والعرقية إلى شخصية عقلانية واقعية علمية وطنية لا عرقية.
التقدم العلمي والتقني اليوم لا يعكس العقلانية ، كيف تستوي الاستهلاكية مع العقل كيف يستوي التدين الفردي المتزمت البروتستانتي مع العقل ، أليست خلطة قاتلة ومرعبة أن تتزاوج هذه الثنائية السحر والغيبيات مع أعقد منجزات العلم و التقانة، الأمريكي الفاني أو المبيد يتخيل هارمجدون في حروبه العولمية ، ألا يمكن خلق صناعة وبحث أكاديمي تقني فحسب متعايشاً مع أسوء أنواع الفكر وهابي أو بيوريتاني أو وثني ؟
في اليابان يباركون الحواسب الشخصية في المعابد ، في الهند يتعايش صاروخ الفضاء مع عبادة الأرواح ، في العربية السعودية أكاديمية جامعية في الهندسة الوراثية متعايشة مع وهابية ابن باز الذي لا يستوعب كروية الأرض ،
رئيس الدولة الأعظم تقنياً وعلمياً وعسكرياً يتجول في أروقة البيت الأبيض متحاوراً مع الله لتلقي توجيهاته ،
هل تخلو صحيفة أو مجلة غربية من زاوية الأبراج والفلك كم ينفقون يا ترى على المنجمين وكتبهم ، كم أفرزت تلك المجتمعات حركات تمرد واحتجاج كعبادة الشيطان ومجموعات الانتحار الجماعي أو القتل الجماعي والرقص الهستيري حتى الموت،
ليس الأمر وردياً كما يذهب الكاتب ، عندما انخرط العرب في مشروع التحديث القومي في الخمسينيات والستينيات كانت الأصولية الإخوانية ( التي دفعتها بريطانيا) تنكمش وتتراجع، روح الأمة أصبحت وثابة إرادتها قوية وبعد انكماش ما بعد فشل الليبرالية التابعة في إنجاز الاستقلال ، تمكنت قوى وطنية جديدة من الصعود ،ولنأخذ مصر نموذجاً فبعد انتشار الفكر الإخواني جاءت ثورة يوليو لتقلب الحسابات ولتعيد للشعب روحه فاندفع في ميادين البناء وشهدت مصر أزهى مرحلة لها في تاريخها الحديث مع الإصلاح الزراعي والتصنيع و إدخال شرائح واسعة في قلب الفعل السياسي كانت مغيبة ومهضومة الحقوق ، وازدهرت الفنون والآداب وفي الحقيقة كان صيت القمع لعبد الناصر لكن الفعل للسادات ومبارك ،
لم تحظر الثورة الحجاب لكن هل نشاهد في كل حفلات أم كلثوم محجبة واحدة ؟ ألم يساهم إنفتاح الليبرالية الساداتية في مصر في إنعاش الأصولية و(أسلمة) المجتمع.
ثم ماذا كان الموقف من تقدم مصر التكنولوجي ؟ نفس الموقف من تقدم العراق قتل العلماء واغتيالهم .
يريد الليبراليون شخصية عربية متحررة من القبلية ، ثم يدعمون المشروع الأمريكي الذي أنعش القبلية ، وجمع الأوغاد من رموزها لإعطائهم دورات في الديمقراطية ليعلموها إلى أفراد عشائرهم ، ووضعوهم في فصول دراسية ذكرتنا بفصول محو الأمية ، مع فارق أن محو الأمية قام بها البعث كفعل وطني نضالي ومجاناً أما دروس ديمقراطية الليبرالية الجديدة فعقود بالتراضي بملايين الدولارات ، ولكن يتشابهان بالمصير نفيه الفشل !!!! فأية عنجهية وصلف واحتقار للديمقراطية أيضاً ، ويريدون للشخصية العربية أن تكون متحررة من العرقية ، علماً أن أسوء نماذج القومية العربية ونعني بعث العراق تحالف مع الحركة القومية الكردية لضرب ثورة 14 تموز واعترف بهم ، ولم يسعى لاستئصالهم إلا بعد أن تجاوزوا الخطوط الحمر وتحالفوا مع إسرائيل ، ورغم ذلك جاءت اتفاقية الحكم الذاتي. و لكن هل قصروا هم أساساً في إيصال الوضع إلى نهاياته الكارثية ، العراق كان أفضل دولة قياساً بالدول الأخرى ورغم ذلك جاءت الكوارث وذلك لأن الموضوع لا يتعلق بالداخل العراقي حيث حصل الأكراد على ما لم يحصل عليه أحد، بقدر ما يتعلق بالعمالة للخارج تحت وعود خلبية وبصاق مالي يمسحونه بسرعة لينالوا آخر.
(يتبع)
باسل ديوب – جامعة حلب



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى محمد عرب ومهند الدبس في سجنهم
- ديمقراطية القنابل العنقودية نتيجة طبيعيةلوجود حكومتي ظِل و ذ ...
- ساعة حَرّة على قناة الحُرَّة قاطعوها ذلكم خير لكم
- لعنة عمرو بن العاص ألم ننتهي من رجل الفتنة وبطل الإسلام الكر ...
- نقطة خاء الخوري ويقظة أمة نجيب عازوري الدخول في الوطن من كوة ...
- ألسنا أولى بالحوار من الأمريكان وقبلهم ؟
- بعد اغتيال دمشق قهر وغضب..... ولا حول ولا قوة إلا بالله
- الإرهاب يضرب في قلب دمشق هل فقدنا الإحساس ؟
- العولمة وبعث الخصوصيات السلبية المعرقلة
- حكام شاذون وطنياً و .....!! تحية إلى مظفر النواب
- رسالة من علماني كفوا عن تحقير الإسلام أيها العلمانويّون الجد ...
- لا لحمام الدم العراقي - العراقي
- فصــــل الطلاب مرة أخرى شكراً رئاسة جامعة حلب
- بين عدي الابن وبوش الابن
- محاكم أمن الدولة في دراماأخر الليل السوري
- !!!!!!!كم أنت رخيص أيها العراقي
- وانتصرت ديمقراطية الفقراء الوطنيين شافيز ...... تحية المقاوم ...
- جدار الفصل العنصري و آفاق النضال السلمي العربي
- كلام الليل ..... الفساد والدعارة بعيني مخرجة جريئة
- أحلام المنفى...الفينيق ينبعث من ذاكرة الطفولة


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل ديوب - الحرية لنبيل فياض 1 من 4 الليبراليون العرب الجدد ِسفاحُ الفِكر 1 من2