|
من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق- إضاءات على دكة عاكف في مدينة الحلة الجزء الثاني
أحمد الناجي
الحوار المتمدن-العدد: 1006 - 2004 / 11 / 3 - 07:48
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أعطى القائد التركي عاكف بيك، الحليين مهلة مدة 24 ساعة فقط، والا سوف يتخذ بحقهم إجراءات قاسية، وقد أرعب هذا التهديد أهل الحلة، لأنها كانت ملائ بالفارين من ساحات القتال، وعدم استجابتهم طوعاً كان أمراً مفروغاُ منه، بالإضافة شعورهم بعدم مقدرة عاكف وقواته من تنفيذ إجراءات القبض، والسيطرة على تلك الأعداد الكبيرة الغير منصاعة بنظر الحكومة، والتي هي بالأساس حالات من التمرد الفردي مقرونة بدعم خفي من الأهالي، أدرك عاكف ذلك بعد فشل مساعيه، وانتهاء المهلة التي أعطاها لتنفيذ أوامره، ولعل حالة الغضب الذي انتابته قد ازدادت نتيجة العجز في تحقيق ما يصبو اليه، وهو يرى الأعداد الغفيرة من قواته وبكامل أسلحتها غير قادرة عن فعل شيء، وبنفس الوقت كان أهل الحلة يعتريهم هاجس الحيرة والاضطراب من تواجد هذه القوات، فلما جن الليل ونام الناس وهدأت الأصوات، وزع عاكف قواته وانتشرت على شكل مجاميع كإجراء منه للسيطرة على المدينة بكاملها، ومن ثم تنفيذ ما جاء من أجله. فقد قامت القوات التركية في يوم 27 آب 1915 بإحاطة سور مدينة الحلة، والانتشار في معظم الطرقات، والتوزع على أبنية الدوائر الحكومية، وفي سابقة لم يألفها أهل الحلة، أعتلى البعض من الجندرمة منارة الجامع الكبير في سوق الحلة، لأنها تطل على معظم المدينة، وربما عد الإقدام على هذه الخطوة الرعناء من قبل الحليين انتهاك صارخ لحرمة بيوت الله، وتعبير عن استهتار بمشاعر المسلمين. مما أدى الى نشوب معركة رهيبة بين أهل الحلة والقوات التركية، استطاع فيها أهل الحلة أن يواجهوا قوات عاكف المنتشرة رغم عددها الكبير وتفوقها من حيث الأسلحة في معظم نقاط تواجدها، ولعل هذا الانتشار الذي حول تلك القوات الى مجاميع هنا أوهناك، هو الذي ساعد الحليون على التحرك والمناورة، وبالتالي التمكن من المواجهة والقتال بتلك الهمة والاقتدار، وهو بنفس الوقت أيضاً شكل عامل ضغط نفسي على تلك المجاميع من الجند الذين قتل منهم الكثيرون، والبعض الأخر فروا هاربين، حيث رأوا أن لا طاقة لهم على محاربة أهل الحلة، ومن يساندهم من العشائر الذي كان البعض من أفرادها يحدوها الأمل بالاستفادة فيما بعد من أعمال النهب والتسليب، تلك الأعمال التي كانت كثيراً ما ترافق هكذا مناسبات. قامت هذه العشائر بمهاجمة النقطة القريبة من تل الرماد ( الجبل أو حديقة الجنائن المعلقة حالياً)، واستطاعوا قتل بعض من كان في هذه النقطة، والبعض الأخر من الجند فروا هاربين، وقد قتل أكثرهم أثناء فرارهم، فقد كان من السهولة على الأهالي الاستفراد بقتالهم، والنيل منهم وانتشرت جثثهم على طوال سوق العلاوي، والأسواق الأخرى المتصلة به الى القشلة (مديرية الشرطة )، الكائنة في نهاية السوق من جهة الجسر القديم، ولم تستعصي إلا مجموعة من الجند في النقطة التي كانت في باب النجف، فقد بقيت تقاوم وصمدت تقاتل الى ما بعد الزوال، وقد هاجمها الحليون، وبالأخص أهل محلة الجامعين هجوما عنيفا، وقد أبدى الجنود في هذه النقطة مقاومة كبيرة، ومن أجل حسم الموقف بشكل كامل فقد أعطاهم أهل الحلة الأمان، كي يوقفوا القتال ويسلموا أنفسهم، وجرى توجيه الحديث إليهم من أماكن قريبة بحيث يسمعون ما يتم به مناداتهم، وجرى الحديث معهم بعدة لغات منها التركية والكردية والعربية، فلم يستجيبوا مما أضطر أهل محلة الجامعين لمهاجمتهم، واقتحام النقطة عبر مناورات حربية، وفي الأخير استطاعوا قتل من كان فيها، وقد تم دفنهم بجوار سور المدينة قرب هذه النقطة، وهي تقع اليوم داخل مستشفى الولادة في باب المشهد، ثم دخلت العشائر القريبة من الحلة ينهبون ويسلبون أسلحة العسكر وملابسه، واشتركوا مع أهل الحلة في تتبع المتبقين منهم وقد قضوا على أكثريته، حيث كان متفرقا في أنحاء المدينة يلوذ عله ينجى، ولا يلقى مصير أقرانه. صار عاكف بيك بوضع لم يعهده من قبل، وهو أمام عصيان مدينة بكاملها تقريباً تساندها العشائر القريبة، ومما زاد من موقفه إحراجاً، وصول نجدة عسكرية مساء اليوم نفسه وهي دفعة من القوات الحكومية التي كانت تتمركز في مدينة السدة كدعم لموقف الحكومة في الحلة، أنقلب دور هذه النجدة العسكرية وبالاً على القائد التركي حين علم ما يبيت أهالي الحلة لها، حيث لم يكن بإستطاعته تأمين سلامة دخولها الى مواقعها داخل المدينة، فلما وصلت هذه النجدة الى مدخل المدينة بالقرب من مشهد الشمس ( مقام مقدس في الحلة )، وهي تنوء بعناء الطريق وأثقال ما تحمله من أسلحة وتجهيزات، تم أحاطتها من قبل أهل الحلة والعشائر المساندة لهم، وكانوا يرقبون حلول الليل ليهجموا عليها كما فعلوا بالجند صباحاً، لاشك أن عاكف صار في وضع لا يحسد عليه بعد أن ضاق ذرعاً بسبب فشله في تنفيذ المهمة التي جاء من أجلها، والخسائر الكبيرة التي منيت بها قواته، بالإضافة الى هول الخطر الذي يحوم حول قوة النجدة الواصلة للحلة تواُ، مما جعله أمام الأمر الواقع راغباً السلم والخروج من المدينة مع كافة القوات الحكومية، وقد عمل لإتمام ذلك، بما أشار عليه بعض الحليين القريبين من الحكومة بأن يكلف العلامة السيد محمد القزويني وهو رجل دين جليل وكبير عائلة حلية تتمتع باحترام ونفوذ بين أهل الحلة، وفعلا تدخل السيد محمد القزويني، ومن خلال تكليفه لبعض الشخصيات البارزة في المجتمع الحلي، جرى التفاهم مع المقاتلين من أهل الحلة والعشائر بما أشار به السيد وما تم الاتفاق عليه مع عاكف، فتنحى المقاتلون عن العسكر وادخلوه الحلة ولم يتعرض اليه احد بسوء، وبهذا العمل حقنت دماء كثيرة من الطرفين، وبعدها أضطر عاكف الى الإيفاء بوعده، فخرج بقواته من المدينة التي بقيت حاميتها خاليه من الجند ولم يكن للسلطة أي اثر يذكر بعد هذه الحادثة سميت، بدكة عاكف الأولى تميزا لها عن دكة عاكف الثانية. ولابد لنا من الإشارة الى عوامل نجاح الحليين على القوات التركية، التي تعزى الى نتيجة حسن تدبر المقاتلين، وتآزر معظم أهالي الحلة حولهم، والى ما قدموه لهم من عون ومساعدة، وكان لوجهاء المدينة والشخصيات البارزة ورؤساء العشائر دورهم الكبير في حشد الكثير من أتباعهم، فقد كان البعض منهم كالقادة من خلال مشاركتهم الفعلية وتوجيهاتهم، والبعض الأخر من خلال دعمهم ومساندتهم، وقد استهدفت فيما بعد هذه الشخصيات من قبل الحكومة التركية بشكل شخصي. لم يكن الوضع المستجد في مدينة الحلة بعيداً عن فكر الحكومة التركية في العراق، إلا أن اهتمامها وشاغلها الرئيسي، كان ما يجري في ساحات القتال مع البريطانيين الذين استطاعوا في 28 أيلول 1915، طرد الأتراك من مدينة الكوت واحتلالها والثأر لقواتهم المستسلمة بعد حصار الكوت، وتراجع القوات التركية الى سلمان باك والتحصن فيها، أي مسافة طويلة حوالي 150 كم، ومما يجدر الإشارة إليه ما ذكره عباس العزاوي في كتاب العراق بين احتلالين جـ 8 صفحة 282، أن الإدارة التركية فعلاً لم تكن بعيدة عما جرى لقواتها وأتباعها في الحلة، فقد كان بيان والي العراق والقائد العام نور الدين بيك لتبرير الانسحاب من الكوت صادراً في 31 أيلول 1915 من بيت الشيخ عداي الجريان رئيس عشائر البو سلطان القريبة من الحلة، والذي له أتباع كثر في الحلة ويتمتع بنفوذ كبير داخلها أيضا. ولما رأى أهل الحلة لم تعد هنالك أي مظاهر للدولة في المدينة، فحاميتها أصبحت خالية من الجند وخرج كبار الموظفين الحكوميين مع عاكف، وباتت دوائر الحكومية خالية من موظفيها، حينها صار ترتيب وضع المدينة أمر يهم الجميع، فأخذوا يتشاورون في مجالسهم ويراجعون كبارهم عما يجب فعله واضعين أمام أعينهم هول الخطر الذي يحدق بهم ومدينهم جراء ما قاموا به، وهم يعلمون أن الإهانة التي تجرعها عاكف لن تمر دون رد فعل قاس، ستحاول الحكومة التركية القيام به، فراحوا يعقدون المحالفات بينهم على التناصر والتعاقد، فاستحكمت العرى واشتد التضامن بين الآهلين للدفاع عن المصلحة المشتركة، وبهذا فقد خفت وطأة الفوضى، وصينت الحقوق دافعاً للأخطار المحتملة الوقوع على مدينتهم من الداخل والخارج، وهذا أمر بديهي تفرضه الظروف التي تنذر بالمخاطر، مكنهم من ذلك ما قام به الكثير من كبار أهل الحلة المتنفذون الذين يتمتعون بمكانة دينية واجتماعية كبيرة ولهم أتباع كثر وصوتهم مسموع لدى الجميع، فاستطاعوا أن يشيعوا روح الألفة والتآزر ويَسْدوا بنصائح وآراء تمكن المقاتلون من أداء دورهم بالشكل المطلوب، وإجراء التحصينات الدفاعية لدرء الخطر الذي بات يهددهم. فأخذوا ينشئون المعاقل والحصون على راس كل درب، وأصلحوا ما تهدم من سور الحلة، وانشاوا فيه الاستحكامات المنيعة، فصارت الحلة في هذا العهد حصينة منيعة لا يقدر احد على الاستيلاء عليها لمناعة حصونها، وجرى تدريب الكثير من أهلها على حمل السلاح، وكانت الخصومات التي تقع بين الأفراد والجماعات تحل بطريقة التحكيم في احد دواوين الحلة. لقد كضمت الحكومة العثمانية غيظها على الإهانة التي تلقتها من الحليين، وطلبت الى زعماء الحلة السماح بعودة موظفيها الى دوائرهم، وهو نفس الأجراء الذي اتخذته في مدينتي النجف وكربلاء سابقاً، فلم يمتنع الزعماء من ذلك، فرجع الموظفون الى دوائرهم ولكنهم لم يستطيعوا ممارسة وظائفهم بالشكل الاعتيادي، لانكماش الآهلين عنهم في هذه الفترة، وبعد ذلك أرسلت الحكومة الى الحلة قائممقام يعرف بالعصيمي، وهو من زعماء المنتفك، فكان هذا القائمقام مواليا للأتراك ولكنه بسبب ضعف الحكومة لا يقدر على عمل شيء، وبقيت هذه الحالة جارية تدلل على إن هذا القائممقام اسم بلا مسمى، وبعده أرسلت الحكومة الى الحلة قائممقاماً، وهو مصطفى أفندي المميز، وقد أراد هذا القائمقام أن يستعمل سلطته بحكم منصبه، فأتبع طريقة العجرفة مع الحليين، فكان يهين رؤسائهم وينتهرهم أو يهددهم لأقل سبب، ولكن لم يدرك إن الوضع لم يساعده حيث إن أهل الحلة سئموا حكم العثمانيين، وان حكمهم كان في حالة احتضار، فاصطدام مع احد الرؤساء المتنفذين من أهل الحلة، وهو الحاج علي الشيخ حسن، فما كان هذا الشيخ إلا أن أمر أتباعه إن يذهبوا صباحا الى دار القائمقام، ويخرجوه من داره في محلة الأكراد قرب جامع الهيتاويين، وفعلاً قام أولئك الرجال المدججون بالسلاح بإخراج القائممقام من داره، وساروا به مارين على القشلة ( مديرية الشرطة)، ثم عبروا به الى الجانب الأخر من الحلة( الصوب الصغير)، حيث اركبوه عربة وأجبروه على مغادرة الحلة حالاً، فغادرت به الى جهة بغداد، وقد أعتبرت هذه الحادثة من قبل الكثير من المصادر هي السبب الرئيسي لدكة عاكف الثانية، رغم أنها لا تشير الى أسباب نشوب الخلاف أو المشاجرة المذكورة، معللة ذلك بالدور التحريضي الذي لعبه القائممقام المطرود، حين تورد، بأنه لم يهدأ له بال، فقد أخذ يقوم بإرسال البرقية تلو الأخرى الى الوالي التركي وبعضهم ذكر إرسالها الى اسطنبول أيضاً، يطلب فيهاً فيها الاقتصاص له من أهل الحلة الذي أهانوا الدولة التركية بشخصه. ويبدو لي ان هذا ليس هو السبب الرئيسي، وأعتقد أن التحريض لوحده ليس سببا مقنعاً، وخصوصاً بعد أن تم حل الموضوع، وترتيب الأمر في الحلة بنفس الطريقة التي جرت في أحداث النجف وكربلاء سابقاً، وذلك بإعادة شكلية للدور الحكومي في المدينة، من دون اللجوء الى اقتصاص أو تأديب، لاسيما بعد أن شغل المقدم الحاج كمال قاسم آمر تجنيد الفرقة 37 التي مركزها الحلة، منصب قائممقام الحلة وكالة، ( وهو الذي شغل منصب مدير المدرسة الجعفرية ببغداد في مرحلة لاحقة). ولكنني أرى بأن هنالك حادثة أخرى ذات وقع كبير على الحكومة التركية، قد حصلت في مدينة الديوانية، تزامنت مع حادثة طرد القائمقام من الحلة بسبب الاختلاف الحاصل بينه وبين الشيخ علي الحاج حسن، هي التي أثارت حفيظة الوالي التركي خليل باشا، ونالت من اهتمامه وربما أغصبته أيضا، مما جعلته يتعجل في إصدار الأوامر بإرسال حملة تأديبية الى مدينتي الحلة والديوانية معاً، وهو متواجد وقتها في جبهة القتال على الحدود الإيرانية، وأهمية تلك الحادثة يتأتى من كونها متعلقة بالصراع الاستخباراتي بين الأتراك والإنكليز داخل العراق في تلك الفترة. ويرد ما يشير الى تلك الحادثة في كتاب تاريخ العراق بين احتلالين الجزء الثامن الصفحة 299 الأستاذ المحامي عباس العزاوي تحت عنوان حادثة الحلة، حيث يورد( في 3 المحرم سنة 1335 هـ الموافق 31 تشرين الأول سنة 1916 م كانت الحكومة عازمة على سوق متعب ورفقائه الى الديوانية ( الشيخ متعب شخصية تنكر بها الضابط الإنكليزي ليجمن)، وهم في سجن الحلة فقام بعض رجالهم ولحقهم عصاة من الآهلين بأغراء منهم فبلغوا المئات فهاجموا دار الحكومة معتمدين على ما عندهم من سلاح وكذا هاجموا الثكنة في الحلة أيضا فنهبوا ما كان هنالك من أوراق رسمية ونقود، وسلبوا الضباط ونهبوا ما عندهم واخذوا أموال التجار، وهكذا قاموا بكسر السجن وفك المسجونين وبينهم المذكورون، وفي حين أن الدولة مشغولة بمقارعة الأعداء في الخارج والنضال معهم عصى هؤلاء على الدولة وإجبارها على ما أوقعوا من أعمال، نهبوا أرزاق الجيش ولم يبالوا بالصدام العنيف مع العدو، وكان يفادي بنفسه في سفوح القتال ( يقصد الوالي خليل باشا) الأمر الذي دعا أن أصدر أمري في تأديب أهالي الحلة الذين ارتكبوا تلك الدناءات ووجهت مفرزة بقيادة عاكف بيك قائمقام مفرزة الخيالة، وهذه متكونة من صنوف مختلفة). ولكن الدكتور علي الوردي يشير في كتابه لمحات من تاريخ العراق الحديث، الجزء الرابع، الصفحة 205 و206 الى تلك الحادثة بشكل أدق، ومصدره في تلك الرواية، كتاب تاريخ الديوانية للحاج وداي العطية، حيث يتطرق الى تنكر الضابط الإنكليزي ليجمن في الديوانية بزي درويش إيراني، ويورد تفاصيلها، رغم بعض الاختلاف مع ما يورده العزاوي، ومن ضمن تلك التفاصيل إستدعاء الشيخ حسين، وهو عالم ديني في الديوانية، من قبل المتصرف عزت بيك، حيث أراد درء هيجان الأهالي بايضاح أن الشخص المعتقل، والذي ثار أهل الديوانية من أجله هو ضابط إنكليزي خطير، وليس كما يعتقدون بأنه مسلم شيعي، ويضيف الوردي سيق ليجمن الى الحلة بخفارة رجال من الدرك، ولكن( س ) تمكن من إنقاذه في الطريق بمساعدة نفر من أعوانه من عشيرة البو صالح، وبالامكان الرجوع الى كتاب تاريخ الديوانية، لمعرفة تفاصيل دقيقة ووافية عن هذا الموضوع وبالذات عن كيفية التعرف على هوية الضابط الإنكليزي ليجمن. ما تقدم دلائل تفضي الى كون الحملة التأديبية التي أمر بها الوالي التركي خليل باشا كانت موجه الى المدينتين، الحلة والديوانية، وما يدعم ذلك الرأي، هو أن العالم الديني من أهالي الديوانية شيخ حسين ال الشيخ قد شنق مع الآخرين من أهل الحلة في دكة عاكف، حسب ما يورده العزاوي في الصفحة 301 ج8 من كتابه الأنف الذكر، والأحداث على ارض الواقع تسند ذلك أيضاُ بكون الحملة التأديبية كانت موجه بالفعل الى الحلة والديوانية. غادر عاكف بك بغداد في 6 تشرين الثاني 1916، وبعد يومين وصل مدينة المسيب، وصار يحشد فيها قواته ويستعد بشكل منظم للتحرك الى سدة الهندية، وسار الى الحلة في يوم 14 تشرين الثاني 1916 الموافق 7 محرم 1335هـ، وحين شعر أهل الحلة اقترابه من المدينة أخرج البعض منهم، أولئك الذين إستشعروا بخطورة الموقف، عوائلهم من النساء والأطفال كي يكونوا بمأمن فيما إذا حصل القتال، وكانت العادة إيداعهم عند أقربائهم أو معارفهم من العشائر القريبة من الحلة. له تابع
#أحمد_الناجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق- إضاءات على دكة عاكف في م
...
-
نثار من ذكريات طريق الشعب لإشراقة العدد الألف من الحوار المت
...
-
التحالفات.. خيار ستراتيجي أم مناورة تكتيكية
-
من أجل انتخابات شاملة في موعدها المقرر
-
الانتخابات المقبلة.. تطلعات مشروعة.. وأفاق رحبة
-
مناشدة لإطلاق سراح الكاتب السوري جهاد نصره
-
مهمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والدور الإعلامي ال
...
-
ما بين حجب الحوار المتمدن وحكاية جحا
-
حرائق النفط نزوات لشذاذ الأفاق
-
مرحى لضجيج الانفعالات والجدال والنقاش داخل أروقة المؤتمر الو
...
-
تأملات لجذوة نصر الرئيس الفنزويلي أوغو تشافيز
-
العراق والانتخابات الأمريكية القادمة
-
سلاماً لشهداء العراق الأبرار
-
انتخابات مندوبي المؤتمر الوطني.. ديمقراطية العجالة
-
البيان التأسيسي للمركز الوطني لتطوير الحوار الديمقراطي في با
...
-
ملتقى العمل الديمقراطي المشترك في بابل يحتفي بذكرى ثورة 14 ت
...
-
المُسّْتَبِِدُ
-
أقلام تنبض بالوفاء... أحمد الناصري وجمعة الحلفي في ذكرى صديق
...
-
الإرهاب ينتهك قدسية نضال العراقيين في إنهاء الاحتلال
-
الوطنية على المحك في فهم ما بين سطور خطابين
المزيد.....
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|